نداء الحق لامة الاسلام {{فاعتبروا يا أولي الأبصار}}

 نداء الحق لامة الاسلام {{فاعتبروا يا أولي الأبصار}

Translate

الثلاثاء، 21 فبراير 2023

ج1.المنتظم في تاريخ الملوك والأمم عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج

ج1.المنتظم في تاريخ الملوك والأمم عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج

المنتظم في تاريخ الملوك والامم
تأليف الشيخ العلامة الامام ابي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد بن علي ابن الجوزي

بسم الله ا لرحمن الرحيم
سنة 257
1 - الحسن بن عبد العزيز ابو علي الجروي
من اهل مصر قدم بغداد وحدث بها فروى عنه ابن ابي الدنيا والحربي وابن صاعد ومحمد بن عبدوس بن كامل وجماعة وكان من اهل الفضل والدين والورع والثقة والعبادة
قال الدارقطني لم ير مثله فضلا وزهدا
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا احمد بن ابي جعفر حدثنا ابو العباس محمد بن احمد بن ابراهيم الحداد حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي قال سمعت جدي يقول من لم يردعه

القرآن والموت ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع توفي ابن الجروي في رجب هذه السنة
الحسن بن عرفة بن يزيد أبو علي العبدي
ولد سنة ثمان 2 وخمسين ومائة وفيها ولد يحيى بن معين وقيل بل ولد سنة خمسين ومائة وسمع إسماعيل 2 بن عياش وعبد الله بن المبارك وعيسى ابن يونس وهيثم بن بشير وإسماعيل ابن علية ويزيد 2 بن هارون وأبا بكر ابن عياش وغيرهم
روي عنه عبد الله بن أحمد البغوي وابن صاعد وغيرهم 2
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال اجاز لي محمد بن علي المصري وحدثني 2 عنه نصر بن إبراهيم الفقيه حدثنا أحمد بن عبد الله بن رزيق 2 المحري 3 حدثنا ابن رشيق حدثنا 2 احمد بن محمد بن حكيم قال سمعت الحسن بن عرفة وسأل كم لقد من السنين قال مائة سنة وعشرين لم يبلغ أحد من أهل العلم هذا السن غيري
اخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي قال 2 سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول سمعت علي بن محمد بن يعقوب يقول سمعت عبد الرحمن ابن أبي 2 حاتم يقول عاش الحسن بن عرفة مائة وعشر سنين وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي الصحابة أبو بكر 2 وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن وأبو عبيدة
اخبرنا القزاز اخبرنا 2 أبو بكر بن ثابت اخبرنا أبو علي عبد الرحمن 4 بن أحمد بن محمد بن أحمد بن فضالة وقال سمعت أبا أحمد 2 يوسف بن محمد الطوسي يقول سمعت محمد بن المسيبب يقول سمعت الحسن بن عرفة يقول كتبت 2 عن خمسة قرون توفي الحسن بن عرفة في هذه السنة

3 - زيد بن أخزم
أبو طالب الطائي 1 البصري
حدث عبد الرحمن بن مهدي وسلم بن قتيبة ووهب بن جرير وغيرهم روى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي وغيرهم وكان ثقة اخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا الازهري أخبرنا محمد بن العباس قال لنا أبو إسحق إبراهيم بن محمد الكندي زيد بن 1 اخزم ذبحه الزنج ذبحا بعد دخولهم البصرة سنة سبع وخمسين ومائتين
زهير بن محمد
ابن قمير شعبة أبو أحمد 3 مروزي الأصل سمع يعلي بن عبيد والقعبني وعبد الرزاق وغيرهم روي عنه البغوي وابن صاعد وكان ثقة ورعا زاهدا
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال حدثني الأزهري حدثنا محمد بن الحسن الصيرفي حدثنا البغوي ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل من زهير سمعته يقول اشتهى لحما منذ أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم فآكله من مغانم الروم
اخبرنا عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت اخبرني الحسن بن علي التميمي أخبرنا عمر بن احمد الواعظ حدثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن زهير بن قمير قال كان ابي يجمعنا في وقت ختمة القرآن في شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات تسعين ختمة في شهر رمضان
سكن زهير بغداد ثم انتقل الى طرسوس فرابط بها الى ان مات فدفن بها في اواخر هذه السنة وقيل سنة ثمان وخمسين ومائتين وقال ابو الحسين بن المنادى انه دفن في مقابر باب حرب
قال الخطيب وهذا القول في مدفنه وهم والصحيح القول الأول

5 - سليمان بن معبد
ابو داؤد النحوي السنجى المروزي
روى عن النضر بن شميل والهيثم ابن عدي وعبد الرزاق والأصمعي ورحل في العلم الى العراق والحجاز ومصر واليمن وقدم بغداد فذاكر الحفاظ
بها روى عنه مسلم بن الحجاج وابو بكر بن أبي داود قال انه توفي في ذي الحجة من هذه السنة
6 - العباس بن الفرج
ابو الفضل الرياشي مولى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس من اهل البصرة ورياش رجل من جذام وكان ابو العباس عبد الله فبقى عليه نسبه وكان للرياشي من الأدب حظ عال وكان من الثقات الحفاظ كان يحفظ كتب ابي زيد وكتب الأصمعي كلها وقد سمع منه وقرأ على ابي عثمان المازني كتاب سيبويه فكان المازني يقول قرأ على الرياشي الكتاب وهو اعلم به منى وتوفي في هذه السنة قتله الزنج
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابن الازهري حدثنا احمد بن ابراهيم حدثنا ابو القاسم الطيب بن علي التميمي حدثنا محمد بن جعفر النوفلي عن الأصمعي قال خطبنا الرياشي بالبادية فحمد الله واثنى عليه ووحده واستغفره وصلى على نبيه في ايجاز ثم قال ايها الناس ان الدنيا دار بلاء والآخرة دار قرار فخذوا لمقركم من ممركم ولا تهتكوا استاركم عند من لا يخفى عليه اسراركم في الدنيا انتم ولغيرها خلقتم اقول وقولى هذا واستغفر الله والمصلى عليه رسول الله والمدعو له الخليفة والامير جعفر بن سرايا اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا ابو الحسين بن النقور اخبرنا القاضي ابو عبد الله الحسين بن هارون الضبي قال وجدت في كتاب ابي انشدني ابو عبد الله محمد بن

عمرو والكاتب قال انشدني المبرد عن الرياشي ... فلوان وهي لعبت به ... أسود كرام او ضباع وأذؤب ... لهون من وجدي وسلي مصيبتي ... ولكنما اودى بلحمي أكلب ...
وفي كتابه انشدني ابو عبد الله قال انشدني ابي قال انشدني الرياشي ... وتجزع نفس المرء من سب مرة ... وتسمع عشرا بعدها ثم تسكت ...
اخبرنا ابن ناصر اخبرنا المبارك بن عبد الجبار اخبرنا الشريف ابو بكر المكدري اخبرنا ابو بن الصلت قال انشدنا محمد بن القاسم الانباري قال انشدنا احمد بن محمد الاسدي قال انشدنا الرياشي ... ان الغصون اذا تؤمتها اعتدلت ... ولا يلين اذا تؤمته الخشب ... قد ينفع الادب الاحداث في مهل ... وليس ينفع في ذي الشيبة الادب ...
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا الحسن بن شهاب اجازة اخبرنا عبيد الله بن محمد بن طه حدثنا ابو بكر ابن الانباري حدثنا احمد ابن محمد الاسدي حدثنا على ابن ابي امية قال لما كان من دخول الزنج البصرة ما كان وقتلوا بها من قتلوا وذلك في شوال سنة سبع وخمسين ومائتين بلغنا انهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم والرياشي قد صلى الضحى فضربوه بالاسياف وقالوا هات المال فجعل الرياشي يقول أي قال حتى مات فلما خرج الزنج عن البصرة دخلوا مسجده فاذا به ملقى مستقبل القبلة كأنما وجه اليها واذا شملة تحركها الريح وقد تمزقت واذا جميع خلقه صحيح سوى لم ينشق له بطن ولن يتغير له حال الا ان جلده قد لصق بأعظمه ويبس وذلك بعد قتله بسنتين رحمه الله
7
- فضل الشاعرة
كانت من مولدات البصرة وامها من مولدات اليمامة وبها ولدت ونشأت

في دار رجل من عبد القيس فأدبها وخرجها وباعها وكانت ولم تكن امرأة اشعر منها فاشتراها محمد بن المفرج الرخجي فأهداها الى المتوكل فلما ادخلت عليه قال لها اشاعرة انت قالت كذا يزعم من باعني ومن اشترى فقال انشديني من شعرك فقالت ... استقبل الملك امام الهدى ... عام ثلاث وثلاثينا ... خلافة افضت الى جعفر ... وهو ابن سبع بعد عشرينا ... انا لنرجو يا امام الهدى ... ان تملك الامر ثمانينا ... لا قدس الله امرءا لم يق ... ل عند دعائي لك آمينا ...
فقال المتوكل لعلي بن الجهم قل بيتا وطالب فضل الشاعرة ان تجيزه فقال علي اجيزي يا فضل ... لا ذبها يشتكي اليها ... فلم يجد عندها ملاذا ...
فاطرقت هنيئة ثم قالت ... ولم يزل ضارعا اليها ... تهطل اجفانه رذاذا ... فعاتبوه فظاد عشقا ... فمات وجدا فكان ماذا ...
فطرب المتوكل فقال احسنت وحياتي يا فضل وامر لها بالفي دينار وألقى عليها يوما ابو دلف العجلي ... قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... اشهى المطي الى مالم يركب ...
فقالت ... كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... لبست وحبة لؤلؤ لم تثقب ... ان المطية لا يلذ ركوبها ... حتى تذلل بالزمام وتركب ... والحب ليس بنافع اصحابه ... ما لم يؤلف للنظام ويثقب ...
وكتبت فضل الى بنان
... يا نفس صبرا انها ميتة ... يجرعها الكاذب والصادق ... ظن بنان انني ختنه ... روحي اذا من بدنى طالق

8 - محمد بن احسان
ابن فيروز ابو جعفر الازرق مولى معن بن زائدة
سمع سفيان بن عيينة وابن مهدي ووكيعا وغيرهم وكان صدوقا وتوفي في ذي القعدة
سنة
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها انه وصل محمد المولد الى البصرة لقتال الزنج فنزل الابلة واجتمع اليه خلق فبعث صاحب الزنج بعض اصحابه لقتاله وامره ان يبيته ففعل وقاتله نهارا فولى المولد منهزما وغنم الزنج عسكره واسر اربعة عشر رجلا من الزنج واخذ قاضي الزنج فضربت اعناقهم بباب العامة بسامرا
وعقد المعتمد يوم الاثنين لعشر بقين من ربيع الاول لابي احمد اخيه على ديار مضر وقنسرين والعواصم وجلس يوم الخميس مستهل ربيع الآخر فخلع عليه وركب طاهر فشيعه وظهر بالاهواز والعراق وباء وانتشر ذلك الى حدود فيد وكان كل يوم يموت ببغداد خمسمائة الى ستمائة وكانت هدات كثيرة بالبصرة تساقط منها اكثر المدينة ومات فيها اكثر من عشرين الف انسان
وضرب في يوم الخميس لسبع خلون من رمضان رجل يعرف بابي فقعس قامت عليه البينة انه يشتم السلف الفا وخمسين سوطا فمات
وقدم في هذه السنة بسعيد بن احمد بن سعيد بن سلم الباهلي وكان متقدم الباهليين وكانوا قد طمعوا في البطائح بعد اخراج الزنج منها واظهروا فيها الفساد فقبض على متقدمهم هذا ونفذ به الى بغداد فامر به المعتمد على الله ان يضرب سبعمائة سوط فضرب وصلب في ربيع الآخر من هذه السنة فانضم باقي رؤسائهم الى الزنج
وحج بالناس في هذه السنة فضل بن اسحاق بن الحسن

ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
9 - احمد بن بديل
ابن قريش بن الحارث ابو جعفر اليامي الكوفي سمع ابا بكر بن عياش وعبد الله بن ادريس وحفص بن غياث ومحمد بن فضل ووكيعا وابا معاوية وغيرهم وكان من اهل العلم والفضل ولي القضاء بالكوفة وكان يقول حين قلد خذلت على كبر سني
وتقلد ايضا قضاء همذان وورد بغداد فحدث عنه ابن وغيره وتوفي في هذه السنة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا علي بن ابي علي حدثنا ابي حدثنا القاضي محمد بن صالح الهاشمي قال حدثني القاضي ابو عمر يعني محمد بن يوسف وابو عبد الله المحاملي القاضي وابو الحسن علي بن العباس النوبختي قالوا حدثنا ابو القاسم عبيد الله بن سليمان قال كنت اكتب لموسى بن بغا وكنا بالري وكان قاضيها إذا ذاك احمد بن بديل الكوفي فاحتاج موسى ان يجمع ضيعة هناك كان له فيها سهام ويعمرها وكان فيها سهم ليتيم فصرت الى احمد بن بديل او قال فاستحضرت احمد بن بديل وخاطبته في ان يبيع علينا حصة اليتيم ويأخذ الثمن فامتنع وقال ما باليتيم حاجة الى البيع ولا آمن ان ابيع ما له وهو مستغن عنه فيحدث على المال حادثة فأكون قد ضيعته عليه عليه فقلت انا اعطيك في ثمن حصته ضعف قيمتها
فقال ما هذا لي بعذر في البيع والصورة في المال اذا كثر فأدرته بكل لون وهو يمتنع فضجرني فقلت له أيها القاضي الاتفعل فانه موسى بن بغا فقال لي اعزك الله انه الله تبارك وتعالى قال فاستحييت من الله ان اعاوده بعد ذلك وفارقته ودخلت على موسى فقال ما عملت في

الضيعة فقصصت عليه الحديث فلما سمع انه الله بكى وما زال يكررها ثم قال لا تعرض لهذه الضيعة وانظر في امر هذا الشيخ الصالح فان كانت له حاجة فاقضها فقال فأحضرته وقلت له ان الامير قد اعفاك من امر الضيعة وذلك اني شرحت له ما جرى بيننا وهو يعرض عليك قضاء حوائجك
قال فدعا له وقال هذا الفعل احفظ لنعمتك وما لي حاجة الا ادرار رزقي فقد تأخر منذ شهور وقد اخرني فأطلقت له جارية
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت الحافظ اخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني حدثنا صالح بن احمد الحافظ حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن عمروس قال سمعت احمد بن بديل الكوفي وكان قاضيا يقول بعث الى المعتز رسولا بعد رسول فلبست كمتي ولبست نبلاطاقا فأتيت بابه فقال الحاجب يا شيخ نعليك فلم اتلفت اليه ودخلت الباب الثاني فقال الحاجب نعليك فلم التفت اليه فدخلت الثالث فقال الحاجب يا شيخ نعليك فلم التفت اليه ثم قلت ابا الوادي المقدس انا فاخلع نعلي فدخلت بنعلي فرفع مجلسي وجلست على مصلاه فقال اتعبناك ابا جعفر فقلت اتعبني وروعتني فكيف بك اذا سئلت عني فقال ما اردنا الا الخير اردنا ان نسمع العلم قلت وتسمع العلم ايضا الا جئتني فان العلم يؤتى ولا يأتي
قال فتغير ابا جعفر فقلت له غلبتني بحسن ادبك اكتب ما شئت
قال فأخذ الكتاب والدواة والقرطاس فقلت اتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم قي قرطاس بمداد قال فيم اكتب قلت في رق بحبر فجاؤا برق وحبر فأخذ الكاتب يريد ان يكتب فقلت اكتب بخطك فأومى الى انه يكتب فأمليت عليه حديثين اسخن الله بهما عينيه فسئل أي حديثين فقال قلت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استرعى رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه الجنة
والثاني ما من امير عشرة الا يؤتى به يوم القيامة مفلولا

10 - احمد بن محمدبن سوادة
ابو العباس يعرف بخثيش كوفي الاصل نزل بغداد وحدث بها عن عبيدة ابن حميد وزيد بن الحباب وغيرهما
روى عنه وكيع القاضي وقاسم المطرز وغيرهما وكان الدارقطني يقول يعتبر بحديثه ولا يحتج به
قال الخطيب ما رأيت احاديثة الا مستقيمة اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو الحسين محمد بن عبد الواحد حدثنا عمر بن محمد بن يوسف حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال انشدني عمي عبيد الله قال انشدني احمد بن محمد بن سوادة لنفسه ... كن بذكر الله مشتغلا ... لجميع الناس معتزلا ... تدك منهم قد عرفتهم ... ليس ذو العلم كمن جهلا ... لا ترد من مشرب كدرا ... ابدا علا ولا نهلا ... ودع الدنيا لطالبها ... فكأن قد مات او قتلا ...
توفي ابن سوادة في هذه السنة
11 - اسمعيل بن اسد بن شاهين
ابو اسحاق سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة وخلقا روى عنه ابراهيم الحربي وابن ابي الدنيا وابو بكر بن ابي داود وغيرهم وكان أثقة فاضلا صدوقا صالحا ورعا وتوفي في جمادى الاولى من هذه السنة
12 - جعفر بن عبد الواحد
ابن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
ولي قضاء القضاة بسر من رأى في سنة اربعين ومائتين وحدث بها عن ابي عاصم النبيل وغيره روى عنه الباغندي في جماعة وكان له وقار وسكينة وبلاغة وحفظ للحديث
ورقي الى المستعين بالله عنه كلام فصرفه عن قضاء القضاة ونفاه الى البصرة واما اصحاب الحديث فجرحوه وقال عبد الله بن عدي الحافظ جعفر بن عبد الواحد

الهاشمي منكر الحديث عن الثقات وقال الدارقطني هو كذاب يضع الحديث وتوفي في هذه السنة
13 - الحسين بن السكن
ابن ابي السكن القرشي
روى عنه ابن ابي الدنيا وتوفي في هذه السنة
14 - حميد بن الربيع بن مالك
ابو الحسن اللخمي الكوفي قدم بغداد وحدث بها عن هشيم وابن عيينه وابن ادريس وحفص بن غياث وغيرهم وروى عنه الباغندي والمحاملي واين مخلد قال البرقاني كان الدارقطني يحسن القول فيه وانا اقول ليس بحجة لاني رأيت عامة شيوخنا يقولون هو ذاهب الحديث قال ابن ابي حاتم كان احمد بن حنبل لا يقول فيه الا خيرا وكذلك ابي وابو زرعة وقال عثمان بن ابي شيبة انا اعلم الناس به هو ثقة ولكنه شره فدلس
وتوفي في هذه السنة بسر من رأى
15 - حفص بن عمر
ابن ربال بن ابراهيم بن عجلان ابو عمر الرقاشي المعروف بالربالي سمع يحيى بن سعيد القطان وابا عاصم الشيباني وغيرهما روى عنه ابراهيم الحربي وابن صاعد وهو صدوق توفي في هذه السنة
16 - جبيش بن مبشر بن احمد الثقفي

طوسي الاصل سمع يونس بن محمد المؤدب ووهب بن جرير روى عنه الباغندي وابن مخلد وكان فاضلا فقيها من العقلاء المعدودين توفي في رمضان هذه السنة
17 - روح بن عبد الرحمن بن فروخ
ابو حاتم البوشنجي
حدث عن سفيان بن عيينة روى عنه محمد بن مخلد وكان ثقة أمينا توفي في رجب جمادي الأول هذه السنة
18 - روح بن الفرج أبو الحسن البزار مولى محمد بن سابق حدث عن قبيصه وأبي عبدالرحمان المقرىء روى عنه بن أبي الدنيا وأبن صاعد والمحاملي بن مخنلد وكان ثقة توفى في رجب السنة
19 - عبد الرحمن بن سورة
ابو محمد البلخي يعرف بموت سكن بغداد وحدث بها عن جماعة روى عنه ابن ابي الدنيا وابن مخلد وكان ثقة توفي في جمادي الآخرة من هذه السنة
20
- على بن احمد بن عبد الله
ابو الحسن الجوازي الواسطي قدم بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون روى عنه الباغندي والمحاملي وكان ثقة توفي في هذه السنة
21
- عقيل بن يحيى ابو صالح
الطهراني حدث عن سفيان بن عيينة ويحيى القطان وكان ثقة توفي في هذه السنة وطهران قرية من قرى اصبهان وثم من ينسب الى طهران وهي قرية اخرى من قرى الري سنذكره ان شاء الله في سنة احدى وسبعين

22 - الفضل بن يعقوب بن ابراهيم
ابو العباس الرخامي
روى عنه البخاري في صحيحه وكان من الثقات الحفاظ توفي في جمادي الاولى من هذه السنة
23 - محمد بن ابراهيم
ابن محمد بن الحسن بن قحطبة ابو عبدالله المؤدب ويعرف بالقحطبي سمع اسحاق بن ابراهيم الجندي وغيره قال عبد الرحمن بن ابي حاتم محمد بن ابراهيم القحطبي بغدادي كتب عنه ابي وهو صدوق
اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب قال بلغني ان القحطبي مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين وكان يلقب جهوش
24
- محمد بن اسمعيل بن البختري
ابو عبد الله الواسطي يعرف بالحسابي سكن بغداد وحدث بها عن وكيع وابي معاوية ويزيد بن هارون وغيرهم روى عنه الباغندي وابن صاعد ومحمد ابن مخلد وغيرهم قال الدارقطني كان ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي قال اخبرني الازهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا الباغندي قال كان محمد بن اسمعيل الحسابي خيرا مرضيا صدوقا
25
- محمد بن جوان بن سعيد
ويقال محمد بن سعيد بن جوان ابو علي حدث عن مؤمل بن اسمعيل وابي عاصم والنبيل وابي داود الطيالسي وغيرهم
روى عنه ابن صاعد وله مسند مصنف وتوفي في ربيع الآخرة من هذه السنة
26
- محمد بن الجارود
ابن دينار ابو جعفر القطان سمع ابا نعيم الفضل بن دكين
وروى عنه ابن صاعد

وكان ثقة
27
- محمد بن سنجر الجرجاني
رحل في طلب العلم وسكن قرية من قرى مصر وصنف مسندا وخرجت الى الرحلة اخرجت معي اسحاق الكوسج يورق لي واخرجت معي تسعة آلاف دينار وكان اسحاق يتزوج في كل بلد فأؤدى عنه المهر
توفي محمد في ربيع الاول من هذه السنة
28
- محمد بن داود بن يزيد ابو جعفر القنطري
سمع آدم بن ابي اياس العسقلاني وغيره روى عنه محمد بن مخلد وذكر انه لم يره يضحك ولا يتبسم تورعا وديانة وقد تفرد بأحاديث لم تعرف الا من طريقه وتوفي في رجب هذه السنة
29
- محمد بن عبد الملك بن زنجويه
ابو بكر سمع عبد الرزاق ويزيد بن هارون وخلقا كثيرا
روى عنه ابراهيم الحربي وابن صاعد والمحاملي وغيرهم وهو ثقة
وتوفي في جمادي الآخرة من هذه السنة وقيل في سنة سبع والاول وأصح
30
- محمد بن هارون
ابن ابراهيم ابو جعفر ويعرف بأبي تشيط الربعي
سمع روح بن عبادة ونعيم بن حماد وغيرهما روى عنه ابو بكر بن ابي الدنيا والبغوي وابن صاعد وغيرهم وهو صدوق ثقة توفي في شوال هذه السنة
31
- محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد
ابن فارس بن ذؤيب ابو عبد الله النيسابوري الذهلي مولاهم امام اهل الحديث في زمنه سمع عبد الرحمن بن مهدي وعبيد الله بن موسى وروح بن عبادة وهاشم ابن القاسم والواقدي وعفان بن مسلم وعبد الرزاق وخلقا كثيرا من اهل العراق

والحجاز والشام ومصر والجزيرة ورحل الى اليمن مرتين والى البصرة ثماني عشرة مرة وكان احد العلماء العارفين وحفاظ المتقنين والثقات المأمونين وكان احمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله ودخل على احمد فقام احمد اليه وقال لاصحابه اكتبوا عنه
وروى عنه البخاري وابو زرعة وابو حاتم وابو داود وغيرهم وتوفي في ربيع الاخر من هذه السنة وهو ابن ست وثمانين سنة وكانت جارية تقول خدمته ثلاثين سنة فما رأيت ساقه وانا ملك له
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على ابن ثابت اخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري اخبرنا عبد الله بن محمد بن علي النيسابوري اخبرنا ابو حامد ابن الشرقي قال سمعت ابا عمر والخفاف يقول رأيت محمد بن يحيى في النوم فقلت يا ابا عبد الله ما فعل الله بك فقال غفر لي قلت ما فعل علمك قال كتب بماء الذهب ورفع الى عليين
32
- يحيى ين معاذ
ابو زكريا الرازي الواعظ سمع اسحاق بن سليمان الرازي ومكي بن ابراهيم البلخي وعلى بن محمد الطنافسي
روى عنه ابو عثمان الزاهد وابو العباس الماسر جسي ويحيى بن زكريا المقابري
دخل بلاد خراسان ثم انصرف الى نيسابور فسكنها الى ان توفي بها
انبأنا ابو بكر بن محمد بن عبد الباقي اخبرنا ابراهيم بن محمد على الجوزي قال سمعت عبد الجبار بن عبد العزيز المصري يقول سمعت ابا الحسن بن العباس الكرماني يقول سمعت عبد الواحد بن محمد يقول جاء الى شيراز يحيى بن معاذ الرازي وله عيبه حسنة ولبس دست ثياب اسود فكان احسن شيء فصعد الكرسي فاجتمع اليه الناس واول ما بدأ به أنشا يقول ... مواعظ الواعظ لن تقبلا ... حتى يعيها قلبه اولا ... يا قوم من اظلم من واعظ ... خالف ما قد قاله في الملا ... اظهر بين الناس احسانه ... وبارز الرحمان لما خلا ...
وسقظ عن الكرسي وغشي عليه ولم يتكلم في ذلك اليوم ثم انه ملك قلوب اهل

شيراز بعد ذلك حتى اذا اراد ان يضحكهم اضحكهم واذا اراد ان يبكيهم ابكاهم واخذ سبعة آلاف دينار من البلد
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي ابن ثابت اخبرنا ابو حازم عمر بن احمد العبدوي قال سمعت منصور بن عبد الوهاب يقول قال ابو عمرو محمد بن احمد الصرام دخل يحيى بن معاذ الرازي على علوى ببلخ زائرا له فسلم عليه فقال العلوى ليحيى ايد الله الاستاذ ما تقول فينا اهل البيت فقال ما أخبرنا اقول في طين عجن بماء الوحي وغرس سماء الرسالة فهل يفوح منهما الا مسك الهدى وعنبر التقى قال فحشا العلوى فاه بالدراهم ثم زاره من الغد فقال له يحيى ين معاذ ان زرتنا فبضلك وان زرناك فلفضلك فلك الفضل زائرا ومزورا انبأنا زاهر بن طاهر انبانا ابو بكر البيهقي الحاكم ابو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت على بن بندار يقول سمعت محمد بن جعفر بن علكان يقول سمعت يحي بن معاذ يقول من خان الله في السر هتك ستره في العلانية
توفي يحيى بن معاذ بنيسابور في جمادى الاولى من هذه السنة وكتب على قبره مات حكيم الزمان يحيى بن معاذ
33
- يحيى بن عبد الله الجلاء
صحب بشر بن الحارث وكان رجلا صالحا قيل لابنه ابي عبد الله لم سمي ابوك الجلاء فقال ما جلا ابي قط شيئا وما كان له صنعة قط كان يتكلم على الناس فيجلوا القلوب فسمى الجلاء
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا بن علي اخبرنا ابو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول سمعت ابا عمرو الدمشقي يقول سمعت ابن الجلاء يقول قلت لابي وامي احب ان تهباني لله تعالى فقالا قد وهبناك لله فغبت عنهما مدة فرجعت من غيبتي وكانت ليلة مطيرة فدققت عليهما الباب فقالا من فقلت ولدكما قالا كان لنا ولد فوهبناه لله ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبنا وما فتح لي

الباب
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا عبد العزيز بن على الازجي حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني حدثنا محمد بن داود حدثنا ابو عبد الله احمد ابن يحيى الجلاء قال مات ابي فلما وضع في المغتسل رأيناه يضحك فالتبس على الناس امره فجاؤا بطبيب وغطوا وجهه فقال هذا ميت فكشفوا عن وجهه الثوب فرآه يضحك فقال الطبيب ما ادري حي هو ام ميت وكان اذا جاء انسان ليغسله لبسته منه هيبة ولا يقدر على غسله حتى جاء رجل من اخوانه فغسله وكفن وصلى عليه ودفن
34
- محمد بن عمرو بن حماد بن عطاء
ويقال محمد بن عبد الله بن عمرو بن حماد بن عبد الله مولى أبي بكر الصديق ويعرف بالجماز من أهل البصرة
كان شاعرا أديبا ما جنا وكان يقول أنا أكبر سنا من أبي نواس
دخل بغداد في أيام الرشيد وأيام المتوكل
اخبرنا القزاز قال أنبأنا الخطيب قال أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب قال حدثني محد بن عبد الله بن الفضل بن تفرجل قال أنبأنا أحمد بن يحيى الصولى قال أنبأنا يموت بن الزرع قال جلس الجماز يأكل على مائدة بين يدي جعفر بن القاسم وجعفر يأكل على مائدة اخرى من القوم وكانت الصحفة ترفع من بين يديه وتوضع بين يدي الجماز ومن معه فربما جاء قليل وربما لم يجيء شيىء نقال الجماز أصلح الله الأمير ما نحن اليوم إلا عصبة وربما دخل لنا بعض المال وربما اخذ أهل السهام فلم يبق لنا شيء
قال ونبأنا يموت قال كان أبي والجماز يمشيان وأنا خلفهما بالعشي فمررنا بإمام وهو ينتظر من يمر به فيصلي معه فلما رآنا أقام الصلاة مبادرا فقال له الجماز دع عنك هذا فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يتلقى الجلب
أخبرنا عبد الرحمن قال أنبأنا الخطيب أنبأنا علي بن أيوب اللقمي اخبرنا محمد بن عمران المرزباني أنبأنا الصولي نبأنا عون ابن محمد الكندي نبأنا عاليته بن شبيب التميمي قال كنا نكثر الحديث عن الجماز عند المتوكل فأحب أن يراه وكنت فيمن حمله فلما دخل عليه لم يقع الوقع الذي أردناه فتعصبنا كلنا له فقال له المتوكل تكلم فإني أريد أن أستبرئك فقال الجماز

بحيصة أو بحيضتين فضحك الجماعة فقال له الفتح قد كلمت امير المؤمنين فيك حتى ولاك جزيرة القرود فقال له الجماز انت على السمع والطاعة أصلحك الله فحصر الفتح وسكت وأمر له المتوكل بعشرة آلاف درهم فأخذها فمات من الفرح
سنة 259
ثم دخلت سنة تسع وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها إنه رجع الوفق من حرب الزنج معتلا بالمرض فبعث المعتمد موسى بن بفا بشخص من سامر أنحوا الزنج وذلك في ذي القعدة وشيعه المعتمد وخلع عليه في الطريق وقامت بينه وبينهم حروب يطول ذكرها في بضعة عشر شهرا ثم انصرف موسى عن الحرب ووجد في هذه السنة بجماعة من الزنج أرسى إلى سامرا فوثب بهم العامة فقتلوا أكثرهم ودخل الزنج الأهواز في هذه السنة فقتلوا زهاء خميسن ألفا وحج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
35
- أحمد بن عمرو بن يونس
أبو جعفر السوسي الكوفي روي عنه أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي أنه كان معه بعد انصرافه من الحج وهو يريد مصر وأنه قال له انظر إلى الهلال يعني هلال المحرم قال فنظرت إليه فقال لي استوفيت مائة سنة ثم قال وضئني للصلاة يعني المغرب فوضأته ودخل فيها فسجد سسجدة وطال على أمره فيها وجدته ميتا فدفناه هنالك 36
إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن
أبو يعقوب المعروف بالنبوي ويلقب لؤلؤ سمع
إسماعيل بن علية ووكيع بن الجراح وغيرهما وكان صدوقا ثقة مكمونا وتوفي في شعبان هذه السنة

37 - بشر بن مطر بن ثابت
أبو أحمد الدقاق الواسطي نزل سامرا وحدث بها عن سفيان بن عيينة ويزيد أبن هارون وإسحاق الأزرق روى عنه ابن صاعد
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق قال ابن قانع وتوفي في هذه السنة وقال غيره سنة إثنتين وستين ومائتين
جعفر بن محمد
أبن جعفر النقفي سمع أباه وعباد بن العوام وأبا بكر بن عياش وهشيما وغيرهم ونزل الموصل فحدث بها وتوفي في هذه السنة
حجاج بن يوسف
ابن حجاج أبو محمد النفقي يعرف بابن الشاعر وكان أبوه شاعرا صحب أبا نواس واخذ عنه ويلقب يوسف لقوة منشؤه بالكوفة وأما حجاج فبغدادي المولد سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبا أحمد الزبيري وشبابه وعبد الرزاق
روى عنه ابو داود ومسلم وآخر من روى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملى وكان ثقة فهما حافظا صدوقا
قال ابو حاتم الرزاي هو صدوق
ووقال النسائي ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال أخبرني الأزهري أخبرنا أبو سعد الإدريسي أخبرنا احمد بن أحيد البخاري حدثنا صالح بن محمد الحافظ قال سمعت حجاج بن الشاعر يقول جمعت لي أمي مائة رغيف فجعلتها في جراب وانحدرت إلى شبابة إلى المدائن وأقمت ببابه مائة يوم كل يوم أجيء برغيف فأغمسه في دجلة فآكله فلما نفد خرجت
توفي حجاج في هذه السنة
عبد الله بن هاشم
ابن حيان أبو عبد الرحمن الطوسي
سمع سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد وابن مهدي
روى عنه مسلم في صحيحه وابن صاعد وكان قديما يتكلم بالرأي ثم مال إلى الحديث وترك ذلك وتوفي في هذه السنة وقيل في التي قبلها

محمد بن الحسن بن سعيد
أبو جعفر الأصبهاني سكن بغداد وحدث بها عن بكر بن بكار وغيره روى عنه ابن صاعد وأبو الحسين إبن المنادي وغيرهما وكان ثقة
محمد بن الحسن
إبن نافع أبو عروبة الباهلي البصري قدم بغداد وحدث بها عن سلم بن سليمان الضبي وغيره روى عنه إبن مخلد وإسماعيل الصفار أحاديث مستقيمة
محمد بن قيم
إبن واتد العنبري الإفريقي يروى عن أنس بن عياض توفي بعقصة في هذه السنة
قال أبو سعيد بن يونس ويقال ان هذه المدينة لا تمطر اصلا وإنما تجيئها الميرة من غيرها وفي أهلها جفاء عظيم
سنة
ثم دخلت سنة ستين ومائتين
فمن الحوادث فيها أن قائد الزنج قتل على بن زيد العلوي صاحب الكوفة
وفيها إشتد الغلاء في علية بلاد الإسلام ناجلى عن مكة من كان مجاورا بها من شدة الغلاء إلى المدينة وغيرها من البلدان ورحل عنها العامل الذي كان بها وبلغ كرا لحنطة ببغداد خمسين ومائة دينار ودام ذلك شهورا
وفيها أمر مفلح التركي أن تزداد في جامع المنصور الدار المسماة بدار القطان وكان تديما دوانا للمنصور قتقثدم مفلح الى صاحبه االقطان ببنائها وجعلها في الجامع ليصلي فيها ننسبت الى القطان وحج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن محمد الذي حج بهم في التي قبلها
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
44 - إبراهيم بن عيسى

أبو إسحاق كان كاتب الحارث بن مسكين وهارون بن عبد الله وعيسى بن المنكدر وكلهم ولي قضاء مصر وروى عن إبن وهب والشافعي وتوفي في هذه السنة
أيوب بن إسحق بن إبراهيم
إبن سافري أبو سليمان سمع من محمد بن عبد الله الأنصاري وخلق وكان صدوقا سكن الرملة وحدث بها وبمصر
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت حدثنا الصوري
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أخبرنا أبو سعيد بن يونس قال أيوب بن إسحاق إبن سافري قدم مصروحدث بها وكان أخباريا ويقال أنه مرزوي سكن بغداد وقدم إلى دمشق فأقام بها وقدم من دمشق إلى مصر وكان في خلقه زعارة وسأله ابو حميد في شيءء يكتبه من الأخبار فمطله وكان شاعرا فكتب إليه
... الحمد لله لا تحصى له عددا ... ما زال أحسانه فينا له مددا ... إذ لم أخط حديثا عنك أعلمه ... ولا كتبت لغيري منك مجتهدا ... إلا أحاديث خوات وقصته ... عن البعير ولما قال قد شردا ... فسوف أخرجها إن شئت من كتبي ... ولا أعود لشيء بعدها أبدا ...
توفي بدمشق في ربيع الآخر من هذه السنة
أيوب بن أبي الوليد أبو سليمان الضرير
حدث عن أبي معاوية الضرير 2 وإسحاق الأزرق وغيرهم
روى عنه ابن صاعد والمحاملي وإبن مخلد وتوفي في محرم هذه السنة
الحسن بن علي
ابن محمد بن علي بن موسى بن جعفر أبو محمد العسكري ولد سنة أحدى وثلاثين ومائتين وكان في سر من رأي وبها مات وهو أحد من تعتقد فيه الشيعة إلإؤمامة

وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة ودفن إلى جانب أبيه
الحسن الفلاس
أحد المتعبدين البغداديين عاصر سريا السقطي وكان يفخم امره ويقول يعجبني طريقته وكان حسن لا يأكل إلا القمام
أخبرنا محمد بن أبي منصور أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الزهري قال حدثني أبي حدثنا ابو عبد الله محمد بن العباس بن الفضل قال سمعت وهب بن نعيم الهضضيم يقول جاء حسن الفلاس إلى بشر بن الحارث يزوره مرة ومرتين وثالثا يتردد إليه في مسألة ليكون الحجة فيما بينه وبين الله تعالى فتركه بشر وقام مرة ومرتين وثلاثا فلما كان بعد ذلك تبعه إلى المقابر فلما صار إلى المقابر وقف بشر فقال له يا حسن أيود هؤلاء أن يردوا فيصلحوا ما أفسدوا ألا فأعلم ياحسن أنه من فرح قلبه بشىء من الدنيا إخطأ الحكمة قلبه ومن جعل شهوات الدنيا تحت قدميه فرق الشيطان من ظله ومن غلب هواه فهو الصابر الغالب ألا فأعلم إن البلاء كله في هواك والشفاء كله في مخالفتك إياه فإذا لقيته فقل له قال لي
فرجع الحسن فعاهد الله تعالى إن لا يأكل مايباع ولا ما يشتري ولا ما يشتري ولا يلبس ما يباع ولا ما يشترى ولا يمسك بيده ذهبا ولا فضة ولا يضحك وكان يأوي ستة أشهر في العباسية وستة أشهر حول دار البطيخ ويلبس ما في المزابل ولقيه رجل بالبدنون منصرفا على هذه الصورة فقال يا حسن من ترك شيئا لله عوضه الله ما هو خير منه فما عوضك فقال الحسن الرضا بما ترى فلما رجع من عزاته خرج به خراج فكانت فيه منيته فلما اشتد به امره قال لمولاة لا تسقيني ماء حتى اطلبه منك
فلما قرب منه الامر طلب منها الماء فشرب وقال لقد اعطاني ما يتنافس فيه المتنافسون
49
- الحسن بن محمد بن الصباح
ابو علي الزعفراني من قرية يقال لها الزعفرانية
سمع سفيان بن عيينة واسمعيل بن

عليه ووكيعا ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم وروى عن الشافعي كتابه القديم وقرأ عليه
حدث عنه البخاري في صحيحه وابن صاعد والمحاملي وكان ثقة ودرب الزعفراني المسلوك فيه من باب الشعير الى الكرخ اليهع ينسب
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرني علي بن ايوب القمي اخبرنا محمد بن عمران الكاتب قال حدثني ابراهيم بن سهل حدثنا احمد بن محمد الشطوي وعبد بن محمد بن علي بن شهاب قال سمعت ابا علي الحسن بن محمد بن الصباح ينشد وقد اجتمع اليه الناس ليحدثهم
... لا والذي تجسد الجباه له ... ما لي بما دون ثوبها خبر ... ولا بفيها ولا هممت بها ... ما كان الا الحديث والنظر ...
فقال له رجل يا ابا علي ان هذا تغنى به فقال ثكلتك امك وهل يغنى الا بالشعر الجيد توفي الزعفراني بالجانب الغربي في هذه السنة
50
- حنين بن اسحاق الطبيب
بلغ غاية في علم الطب وتوفي في هذه السنة
51
- حمزة بن العباس
ابو علي المروزي
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن ابن شقيق
روى عنه ابو بكر بن ابي الدنيا وابن صاعد وابن مخلد وتوفي في هذه السنة حاجا
52
- رجاء بن الجلرود
ابو المنذر الزيات سمع الواقدي وابا عاصم النبيل والاصمعي والقعنبي
روى عنه ابن صاعد والمحملي وكان ثقة توفي
في رجب هذه السنة
53
- عبيد الله بن سعيد بن ابراهيم

ابو الفضل الزهري سمع عمه يعقوب وروح بن عبادة روى عنه البخاري في الصحيح والباغندي والبغوي وابن صاعد وكان ثقة
توفي في ذي الحجة من هذه السنة
54
- عبد الرحمن بن بشر بن الحكم
ابو محمد العبدي النيسابوري سمع سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد وابن مهدي روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرنا محمد بن علي المقرىء اخبرنا محمد بن عبدالله النيسابوري قال سمعت محمد بن صالح بن هانىء يقول سمعت ابراهيم ابن ابي طالب يقول سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم يقول حملني بشر بن الحكم على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة يقول يامعشر اصحاب الحديث انا بشر بن الحكم النسيسابوري سمع أبي الحكم بن حبيب بن سفيان بن عينة وقد سمعت انا منه وحدثت عنه بخراسان وهذا ابني عبد الرحمن قد سمع منه
توفي عبد الرحمن في هذه السنة
55
- محمد بن احمد بن سفيان
ابو عبد الله البزاز الترمذي سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عمر القواريري وغيره وكان ثقة
56
- محمد بن بيان بن مسلم
ابو العباس الثقفي حدث عن الحسن بن عرفة عن ابن مهدي عن مالك عن الزهري بحديث لا اصل له فليست العلة الا من جهنه وقد اغنى اهل العلم ان ينظروا في حاله
57
- محمد بن مسلم بن عبد الرحمن
ابو بكر القنطري الزاهد كان ينزل قنطرة البردان وكان يشبه في الزهد ببشر الحافي

وكان يكتب جامع سفيان لقوم لا يشك في صلاحهم ويتقوت بالاجرة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت حدثنا عبد العزيز بن ابي الحسن القرميسيني قال سمعت علي بن عبد الله الهمذاني يقول سمعت مظفر بن سهل المقريء يقول قال ابو بكر احمد بن محمد المروذي دخلت على ابي بكر بن مسلم صاحب قنطرة البردان يوم عيد فوجدته وعليه قميص مرقوع نظيف مطبق وقدامه قليل خرنوب يقرضه فقلت يا ابا بكر اليوم عيد الفطر وتأكل خرنوبا فقال لي لا تنظر الى هذا ولكن انظر ان سألتني من اين هو ايش اقول توفي ابو بكر بن مسلم يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة من هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة احدى وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان المعتمد جلس في دار العامة لا ثنتي عشر مضت من شوال فولى جعفر ابنه العهد وسماه المفوض الى الله تعالى وولاه المغرب وضم اليه موسى بن بغا وولاه افريقية ومصر والشام والجزيرة والموصل وارمينية وطريق خراسان ومهرجان قذق وحلوان وولى ابا احمد اخاه العهد بعد جعفر وولاه المشرق وضم اليه مسرور البلخي وولاه بغداد والسواد والكوفة وطريق مكة والمدينة واليمن وكسكروكور دجلة والاهواز واصبهان وقمم والكرج والدينور والري وزنجان وقزوين وخراسان وطبرستان وكرمان وسجستان والسند وعقد لكل واحد فهما لوائين اسود وابيض وشرط ان حدث به حدث الموت وجعفر لم يكمل للامر ان يكون الامر لابي احمد ثم لجعفر واخذت البيعة على الناس بذلك وفرقت نسخ الكتاب بذلك وبعث نسخة مع الحسن بن محمد بن ابي الشوارب ليعلقها في الكعبة فعقد جعفر المفوض الموسى بن بغا على المغرب في شوال وسار مسرور البلخي مقدمة لابي احمد من سامر السبع خلون من ذي الحجة
وحج بالناس في هذه السنة الذي حج بهم في التي قبلها

ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
58 - ا
لحسن بن محمد
ابن عبد الملك بن ابي الشوارب القرشي
ولي القضاء بسر من رأى وولاه قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد بن سليمان بن علي فولى في ايام المتوكل وبعده وكان فقيها سخيا ذا مروءة وكرم عظيم ولم تزل في بيته امارة ورياسة منهم عتاب بن اسيد ولاه رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وخالد بن اسيد وهو جد آل ابن ابي الشوارب
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي قال اخبرني الازهري اخبرنا احمد بن ابراهيم حدثنا ابن عرفة قال اخبرني من حضر محمد بن عبد الملك بن ابي الشوارب وقد ورد عليه كتاب ابنه الحسن بولاية القضاء فكتب اليه وصل الى كتابك بتوليتك القضاء وحاشى لوجهك الحسن يا حسن من النار
اخبرنا احمد بن علي اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قريء على بن المنادي وانا اسمع قال دخل الى مدينة السلام الحسن بن محمد بن ابي الشوارب قاضي القضاة للمتعمد فتوفي بمدينة السلام لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة احدى وستين وصلى عليه يوسف بن يعقوب
وذكر ابن جرير الطبري انه توفي بمكة
59 - الحسين بن بحر بن يزيد البيروذي
من نواحي الاهواز قدم بغداد وحدث عن حجاج بن نصير وجبارة بن مغلس وغيرهما
وروى عنه ابن صاعد وابن ابي داود وابن مخلد وكان ثقة خرج الى الغزو فأدركه اجله بملطية وتوفي في رمضان هذه السنة
60
- الحسين بن نصر بن المعارك
ابو علي سكن مصر وحدث بها عن ابي نعيم الفضل بن دكين ونعيم بن حماد وكان

ثقة ثبتا وتوفي بمصر في شعبان هذه السنة
61
- سليمان بن توبة بن زياد
ابو داود النهرواني
سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة واسامة
روى عنه ابن مخلد وقال عبد الرحمن بن ابي حاتم كتبت عنه وكان صدوقا
وقال الدارقطني ثقة توفي في صفر هذه السنة
62
- سليمان بن خلاد
ابو خلاد المؤدب
سكن سر من رأى وحدث بها عن يزيد بن هارون وشبابه
روى عنه ابن ابي داود وابن مخلد
وقال ابن ابي حاتم كتبت عنه مع ابي وهو صدوق وتوفي بسر من رأى في هذه السنة
63
- شعيب بن ايوب
ابن زريق بن معبد بن شيطا ابو بكر الصيرفي من اهل واسط
سمع يحيى بن آدم وابا داود الحفري
روى عنه ابن صاعد وابن مخلد والمحاملي
ولي قضاء جند يسابور قال الدارقطني هو ثقة توفي في هذه السنة
64
- طيفور بن عيسى بن سروشان
ابو زيد البسطامي وكان سروشان مجوسيا فاسلم وكان لعيسى ثلاثة اولاد آدم وهو اكبر هم وابو يزيد اوسطهم وعلى اصغرهم وكانوا كلهم عبادا زهادا اخبرنا ابو بكر العامري اخبرنا على بن ابي صادق اخبرنا ابن باكويه قال سمعت احمد بن الحسن القومسي قال سمعت محمد بن عبد الله قال سمعت العباس بن حمزة يقول صليت خلف ابي يزيد البسطامي الظهر فلما اراد ان يرفع يديه ليكبر لم يقدر اجلالا لاسم الله تعالى وارتعدت فرائصه حتى كنت اسمع تقعقع عظامه فهالني ذلك
اخبرنا ابن ناصر اخبرنا ابو الفضل محمد بن علي السهلكي قال حدثني ابو الحسن علي بن محمد القوهي حدثنا عيسى بن محمد عن ابيه محمد بن عيسى حدثنا موسى بن عيسى قال حدثني ابو عيسى بن آدم ابن اخي ابي يزيد قال كان ابو يزيد يزجر

نفسه فيصيح عليها ويقول يا مأوى كل سوء المرأة اذا حاضت طهرت في ثلاثة ايام واكثره لعشرة وانت يا نفس قاعدة منذ عشرين وثلاثين سنة ما طهرت فمتى تطهرين ان وقوفك بين يدي الله عز و جل طاهر فينبغي ان تكوني طاهرة توفي ابو يزيد في هذه السنة وله ثلاثة وسبعون سنة
65 - عبد الله بن الهيثم بن عثمان
ابو محمد العبدي من اهل البصرة قدم بغداد وحدث بها عن ابي عامر العقدي وابي داود الطيالسي روى عنه البغوي والمحاملي وكان ثقة توفي بالشام في هذه السنة
66 - عبد الرحمن المتطبب
كان احمد بن حنبل يثني عليه وكان يدخل عليه وعلى بشر اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال اخبرني ابو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني قال حدثني ابو محمد الحسن بن عثمان بن عبدويه حدثنا ابي قال سمعت عبد الرحمن الطبيب وهو طبيب احمد بن حنبل وبشر الحافي قال اعتلا جميعا في مكان واحد فكنت ادخل الى بشر فاقول كيف تجدك يا ابا نصر قال فيحمد الله تعالى ثم خبرني فيقول احمد الله اليك احد كذا وكذا وادخل على ابي عبد الله فأقول كيف تجدك يا ابا عبد الله فيقول بخير فقلت له يوما ان اخاك بشرا عليك واسأله بحاله فيبدأ بحمد الله فقال تعالى ثم يسخبرني نقال سله عمن أخذ هذا فقلت إني اهابه أني اسأله قل قال لك اخوك ابو عبد الله عمن اخذت هذا قال فدخلت عليه فعرفته ما قال فقال لي ابو عبد الله لا يزيد الشيء الا بالاسناد ازهر عن ابن عون عن ابن سيرين اذا حمد الله تعالى العبد قبل الشكوى لم تكن شكوى انما اقول لك كذا اعرف قدرة الله تعالى في قال فخرجت من عنده فمضيت الى ابي عبد الله فعرفته فكنت بعد ذلك اذا دخلت عليه يقول احمد الله اليك ثم يذكر

ما يجد
67 - عثمان بن معبد بن نوح المقري
سمع ابا نعيم الفضل بن دكين روى عنه ابن ابي الدنيا واين صاعد وكان ثقة وتوفي بالجانب الغربي من بغداد في صفر هذه السنة
68 - علي بن الحسين بن ابراهيم بن الحر
ويعرف بابن اشكاب سمع اسمعيل ابن علية وابا معاوية روى عنه ابو داود وابن صاعد وكان ثقة صدوقا توفي في شعبان هذه السنة
69 - قطن بن ابراهيم
ابو سعيد القشيري النيسابوري ولد سنة ثمانين ومائة وسمع من عبدان وقبيصة وغيرهما روى عنه ابو زرعة وابو حاتم الرازيان وغيرهما وكان مسلم بن الحجاج قد كتب عنه فازدحم الناس عليه حتى حدث بحديث ابراهيم بن طهمان عن ايوب عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ايما اهاب دبغ فقد طهر فطالبوه بالاصل فأخرجه وقد كتبه على الحاشية فتركه مسلم وكان قد سأل محمد ابن عقيل عن هذا الحديث فقال ابن عقيل حدثنا حفص عن ابن طهمان فخرج هذا الى الناس فقال حدثنا حفص فاتضع لهذا وتوفي قطن في هذه السنة
70 - محمد بن الحسين بن ابراهيم بن الحر
ابو جعفر العامري ويعرف بابن اشكاب ولد في سنة احدى وثمانين ومائة وسمع ابا النضر وغيره واخرج عنه البخاري في صحيحه وكان حافظ صدوقا ثقة من اهل العلم والامانة وتوفي في محرم هذه السنة وله ثمانون سنة
71 - محمد بن خلف
ابو بكر المقري ويعرف بالحدادي سمع حسينا الجفي وغيره روى عنه البخاري في صحيحه قال الدارقطني كان فاضلا ثقة توفي في ربيع الاول هذه السنة

72 - محمد بن علي بن محرز
ابو عبد الله البغدادي كان محدثا ثقة فهما وفي اخلاقه زعارة حدث بالكثير وتوفي بمصرفي ربيع الآخر من هذه السنة
73 - محمد السمين
كان استاذ الجنيد وله منازلات في التوكل والشوق اخبرنا عمر بن ظفر اخبرنا جعفر بن احمد اخبرنا عبد العزيز بن علي الازحي اخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم حدثنا الخلدي قال قال الجنيد قال الجنيد قال لي السمين كنت في وقت من الاوقات اعمل على الشوق وكنت اجد من ذلك شيئا انابه مستقبل فخرجت الى الغزو بهذه الحال وغزا الناس وغزوت معهم وكثر العدو على المسلمين وتقاربوا والتقوا ولزم المسلمين من ذلك خوف لكثرة الروم قال محمد فرأيت نفسي في ذلك الموطن وقد لحقها روع فاشتد ذلك علي فجعلت اوبخ نفسي والومها واؤنبها واقول لها يا كاذابة تدعين الشوق فلما جاء الموطن الذي يؤمل فيه الخروج اضطربت وتغيرت فانا اوبخها اذ وقع علي ان انزل الى النهر فاغتسل فخلعت ثيابي واتزرت ودخلت النهر واغتسلت وخرجت وقد اشتدت لي عزيمة لا ادري ما هي فخرجت بقوة تلك العزيمة ولبست ثيابي واخذت سلاحي ودنوت من الصفوف وحملت بقوة تلك العزيمة حملة وانا لا ادري كيف انا فخرجت صفوف المسلمين وصفوف الروم حتى صرت من ورائهم ثم كبرت تكبيرة فسمع الروم تكبيرا وظنوا ان كمينا قد خرج عليهم من ورائهم فولوا وحمل عليهم المسلمين فقتل من الروم بسبب تكبيرتي تلك نحو اربعة آلاف وجعل الله عز و جل ذلك سبب النصر والفتح
74 - محمد بن حماد
ابا عبد الله الطهراني رحل في طلب الحديث فسمع من عبد الرزاق وغيره وكان له فهم وهو منسوب الى طهران قرية من قرى الري وثم من ينسب

الى طهران وهي قرية اخرى من قرى خراسان الا ان طهران الري اشهر من تلك توفي ابن حماد بعسقلان في ربيع الآخرة من هذه السنة
75 - مسلم بن الحجاج بن مسلم
ابو الحسين القشيري النيسابوري سمع بنيسلبور يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد واسحاق بن راهويه وغيرهم وبالري محمد بن مهران وغيره وببغداد احمد بن حنبل وغيره وبالبصرة القعبني وغيره وبالكوفة حفص بن غياث وغيره وبالمدينة اسمعيل بن ابي اويس وغيره وبمكة سعيد بن منصور وغيره وبمصر حرملة بن يحيى وغيره وكان تام القامة ابيض الرأس واللحية وكان من كبار العلماء واوعية العلم وله مصنفات كثيرة منها المسند الكبير على الرجال وما نظن أنه سمعه منه أحد وكتاب الجامع الكبير على الابواب وكتاب الاسامي والكنى وكتاب المسند الصحيح وقال صنفته من ثلاثمائة الف حديث مسموعة وكتاب التمييز وكتاب العلل وكتاب الوحدان وكتاب الافراد وكتاب الاقران وكتاب سؤالات احمد بن حنبل وكتاب الانتفاع باهب السباع وكتاب عمرو بن شعيب يذكر من لم يحتج بحديثه وما اخطأ فيه وكتاب مشايخ مالك بن انس وكتاب مشايخ الثوري وكتاب مشايخ شعبة وكتاب ذكر من ليس له الاراو واحد من رواة الحديث وكتاب المخضر مين وكتاب اولاد الصحابة فمن بعدهم من المحدثين وكتاب ذكر اوهام المحدثين وكتاب تفضيل سنن وكتاب طبقات التابعين وكتاب افراد الشاميين من الحديث وكتاب معرفة
قدم بغداد مرارا فآخر قدومه كان في سنة تسع وخمسين ومائتين سمع منه يحيى بن صاعد ومحمد بن ملخد
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال اخبرنا محمد بن المقري حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت ابا عبد الله محمد بن يعقوب يقول سمعت احمد بن سلمة يقول عقد لمسلم مجلس للمذاكرة فذكر له حديث لم يعرفه

فانصرف الى منزله واوقد السراج وقال لمن في الدار لا يدخلن احد منكم هذا البيت فقيل له اهديت لنا سلة فيها تمر فقال قدموها الى فقدموها اليه فكان يطلب الحديث ويأكل تمرة تمرة فأصبح وقد فنى التمر ووجد الحديث
قال محمد بن عبد الله اخبرني الثقة من اصحابنا انه مات منها
توفي مسلم في رجب هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة اثنتين وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها خروج المعتمد الى حرب يعقوب بن الليث الصفار وكان يعقوب قد عصى وتجبر فعسكر المعتمد يوم السبت لثلاث خلون من جمادي الآخرة واستخلف على سامرا ابنه جعفرا ثم سار وقدم اخاه ابا احمد لحربه فجعل ابو احمد على ميمنته موسى بن بغا وعلى ميسرته مسرورا والتقى العسكران يوم الاحد العاشر من رجب مع الظهر فشدت ميسرة يعقوب على ميمنة ابي احمد فهزمتها وقتلت منها جماعة وكره اصحابه القتال لما علموا ان السلطان قد حضر القتال فحملوا على يعقوب فانهزم اصحابه اقبح هزيمة
وقرىء على الناس كتاب ولم يزل المارق المسمى يعقوب بن الليث الصفار ينتحل الطاعة حتى احدث الاحداث المنكرة من مصيره الى فارس مرة بعد مرة واستيلائه على اموالها واقباله الى باب امير المؤمنين مظهر المسألة امور اجابه امير المؤمنين فيها الى ما لم يكن يستحقه استصلاحا له فولاه خراسان والري وفارس وقزوين وزنجان والشرطة ببغداد وامر ان يكنى في كتابه واقطعه الضياع النفيسة فما زاده ذلك الا طغيانا وبغيا وامره بالرجوع فأبى فنهض امير المؤمنين لدفع الصفار ثم غلب يعقوب ابن الليث على فارس ثم رجع المعتمد الى معسكره وعاد الى المدائن وفي هذه السنة ولى القضاء على بن محمد بن ابي الشوارب وولى اسمعيل بن اسحاق قضاء الجانب الشرقي من بغداد وجمع له الجانبان
ومن الحوادث في هذه السنة ما انبأنا به ابو بكر بن محمد بن ابي طاهر البزار عن

ابي الحسين بن المهتدي قال رأيت بخط ابن الفرات حدثنا القاضي ابو الحسن الجراحي حدثني عبد الخالق بن الحسن قال سمعت ابا عون الفرائضي يقول خرجت الى مجلس احمد بن منصور الزيادي سنة اثنتين وستين ومائتين فلما صرت بطاق الحراني رأيت رجلا قد امر بالقبض على امرأة وامر بجرها فقالت له اتق الله فأمر ان تجر فلم تزل تناشده الله وهو يأمر بجرها الى باب القنطرة فلما يئست من نفسها رفعت رأسها الى السماء ثم قالت قل اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ان كان هذا يظلمني فخذه قال ابو عون فوقع الرجل على ظهره ميتا وانا اراه فحمل على جنازة وانصرفت المرأة
وحج بالناس في هذه السنة الذي حج بهم قبلها ذكر من توفي فيه هذه السنة من الاكابر
76 - احمد بن الحسن بن القاسم
ابو الحسن الكوفي يعرف برسول نفسه حدث عن ابن عيينة وغيره قال الدارقطني هو متروك الحديث قال ابن حبان يضع الحديث على الثقات توفي بمصر في هذه السنة
77 - اسحاق بن ابراهيم
ابن محمد ابو يعقوب الصفار روى عن عبد الوهاب والواقدي روى عنه ابن صاعد والباغندي وغيرهما وآخر من روى عنه ابن مخلد وكان ثبتا ثقة متقنا حافظا توفي في هذه السنة
78
- حاتم بن الليث
وبعض الرواة يقول ابن أبي الليث بن الحارث بن عبد الرحمن ابو الفضل الجوهري روى عن اسمعيل بن ابي اويس وغيره روى عنه الباغندي وغيره وأخر من روى عنه ابن مخلد وكان ثقة ثبتا حافظا كوفي في هذه السنة

حمدان بن عمارة
ابو جعفر البزار سمع من جماعة وروى عنه ابن صاعد وابن مخلد وكان ثقة واسمه محمد ولقبه حمدون وهو الغالب عليه وتوفي في جمادي الاولى من هذه السنة
80 - خلف بن ربيعة
ابن الوليد ابو سليمان الحضرمي روى عن ابيه وابن وهب وكان عالما بأخبار مصر توفي في هذه السنة
81 - خالد بن يزيد
ابو الهيثم التميمي خراساني الاصل كان احد كتاب الجيش ببغداد وله شعر مروى وعاش دهرا طويلا واختلط في آخر عمره فقيل ان السوداء غلبت عليه وقيل بل كان يهوى جارية لبعض الملوك ولم يقدر عليها فسمع يوما منشدا ينشد ... من كان ذا شجن بالشام يطلبه ... ففي سوى الشام امسى الاهل والشجن ...
فبكى حتى سقط على وجهه ثم افاق مختلطا واتصل به ذلك حتى وسوس وكان قبل ذلك ينادم على بن هشام وسبب ذلك انه انشده يوما ... يا تارك الجسم بلا قلب ... ان كنت أهواك فما ذنبي ... يا مفردا بالحسن افردتني ... منك بطول الهجر والعتب ... حسيبك الله لما بي كما ... انك في فعلك بي حسبي ...
فجعله في ندمائه الى ان قتل ثم صحب الفضل بن مروان فذكره للمعتصم وهو بالماحوزة قبل ان تبني سر من رأى فامر باحضاره واستنشده فأعجب به ولما بنيت سامرا قال خالد ... عزم السرور على المقا ... م بسر من رأى للامام ... بلد المسرة والفتو ... ح المستنيرات العظام

وتراه اشبه منزل ... في الارض بالبلد الحرام ... فالله يعمره فقد ... اضحى به عز الانام ...
فاستحسنها الفضل واوصلها الى المعتصم قبل ان يقال في سر من رأى فأمر لخالد بخمسة الاف درهم ودخل على ابراهيم بن المهدي فأنشده ... عاتبت قلبي في هوا ... ك فلم اجده يقبل ... فاطعت داعية اليك ولم اطع من يعذل ... لا والذي جعل الوجو ... ه بحسن وجهك تمثل ... لا قلت ان الصبر عنك من التصابي واجمل ...
فأعطاه ثلاثمائة وخمسين دينارا
قال خالد وقال لي علي بن الجهم هب لي بيتك ... ليت ما اصبح من رق ... ة خديك بقلبك ...
فقلت يا جاهل هل رأيت احدا يهب ولده اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي انبأنا علي بن طلحة المقرىء اخبرنا احمد بن محمد بن عمران حدثنا صالح بن محمد حدثنا القعنبي قال مر خالد الكاتب يوما بصبيان فجعلوا يرجمونه يقولون يا خالد يا بارد فقال لهم ويلكم انا بارد وانا الذي اقول ... سيدي أنت لم أقل سيدي أن ... ت لخلق سواك والصب عبد ... خذ فؤادي فقد اتاك بود ... وهو بكر ما افتضه قط وجد ... كبد رطبة يفتتهاالوج ... د خد فيه من الدمع خد ...
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا القاضي ابو حامد الكلواذاني فيما اذن ان نرويه عنه قال اخبرنا ابو عمر الزاهد اخبرنا ثعلب قال م احد من الشعراء تكلم في الليل الا قارب الا خالد الكاتب فانه ابدع في قوله ... وليل المحب بلا آخر ...
فانه بم يجعل له آخر وانشدنا

رقدت ولم ترث للساهر ... وليل المحب بلا آخر ... ولم بدر بعد ذهاب الرقا ... د ما فعل الدمع بالناظر ... ايا من تعبدني ظرفه ... اجرني من طرفك الجائر ... وخذ للفؤاد فداك الفؤا ... د من طرفك الفاتن الفاتر ...
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا القاضي احمد بن محمد الدلوي اخبرنا ابو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب قال سمعت عبد الرحمن ابن مظفر الانباري يقول سمعت ابا القاسم بن ابي حسنة يقول سمعت خالد بن يزيد الكاتب يقول بينا انا مار بباب الطاق اذا براكب خلفي على بغلة فلما لحقني نخسني بسوطه وقال لي انت القائل ليل المحب بلا اخر قلت نعم قال لله ابوك وصف امرؤ القيس الليل الطويل في ثلاثة ابيات ووصفه النابغة في ثلاثة ابيات ووصفه بشار بن برد في ثلاثة ابيات وبرزت عليهم بسطر كلمة لله ابوك قلت بم وصفه امرؤ القيس فقال بقوله ... وليك كموج البحر ارخى سدوله ... على بأنواع الهموم ليبتلي ... فقلت له لما تمطى بصلبه ... واردف اعجازا وناء بككل ... الا ايها الليل الطويل الا انجل ... بصبح وما الا صباح منك بأمثل ...
قلت وبما وصفه النابغة فقال بقوله ... كليني لهم يا اميمة ناصب ... وليل اقاسيه بطيء الكواكب ... تقاعس حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يهدي النجوم بآئب ... وصدرا راح الليل عازب همه ... تضاعف فيه الهم من كل جانب ...
قلت وبما وصفه بشار فقال بقوله ... خليلي ما بال الدجى لا تزحزح ... وما بال ضوى الصبح لا يتوضح ... اظن الدجى طالت وما طالت الدجى ... ولكن اطال الليل سقم مبرح ... اظل النهار المستنير طريقه ... ام الدهر ليل كله ليس يبرح ...
قلت له يا مولاي هل لك في شعر قلته لم اسبق اليه

كلما اشتد خضوعي ... بجوى بين ضلوعي بضلوعي ... ركضت في حلبتي خد ... ي خيل من دموعي ...
قال فثنى رجله عن بغلته وقال هاكها فاركبها فانت أحق بها مني فلما مضى سألت عنه فقالوا هو حبيب بن أوس الطائي وفي حديث آخر أنه قيل له من أين تأخذ قولك وليل المحب بلا آخر فقال وقفت على باب وعليه سائل مكفوف يقول الليل والنهار على سواء فأخذت هذا منه
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن أبي علي حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب قال حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بإبن السقا قال حدثني جحظة قال قال لي خالد الكاتب أضقت حتى عدمت القوت أياما فلما كان في بعض الأيام بين المغرب وعشاء الآخرة إذا بابي يدق فقلت من ذا فقال من إذا خرجت إليه عرفته فخرجت فرأيت رجلا راكبا حمار عليه طيلسان أسود وعلى رأسه قلنسوة طويلة ومعه خادم فقال لي أنت الذي تقول
... أقول للقسم عد إلى بدني ... حبا لشيء يكون من سببك ...
قال قلت نعم قال أحب أن تنزل عنه فقلت وهل ينزل الرجل عن ولده فتبسم وقال يا غلام أعطه ما معك فرمى إلى صرة في ديباجة سوداء مختومة فقلت إني لا أقبل عطاء من لا أعرفه فمن انت قال أنا إبراهيم بن المهدي
اخبرنا القزاز أخبرنا بن علي أخبرنا علي بن أيوب القمى أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني الحسين بن إسحاق قال حدثني أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب قال لما بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني وقد كان يعرفني وكنت متصلا ببعض أسبابه فأدخلت إليه فقال لي يا خالد أنشدني من شعرك فقلت يا امير المؤمنين ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من الشعر حكما وإنما أمزج وأهزل وليس ما ينشد امير المؤمنين فقال لا دع هذا يا خالد فإن جد الأدب وهزله جد انشدني فأنشده

عش فحبيبك سريع قاتلي ... والضنى إن لم تصلني وأصلي ... ظفر الشوق بقلب مكمد ... فيك والسقم بجسم ناحل ... فهما بين إكتئاب وصنى ... تركاني كالقضيب الذابل ... وبكى العاذل من رحمة ... وبكائي لبكاء العاذل ... 82 سعدان بن يزيد
أبو محمد البزاز حدث عن إسماعيل أبن عليه ويزيد بن هارون وغيرهما وكان صدوقا أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا الحسين ابن أبي طالب حدثنا علي الجراحي قال حدثني ابو محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون قال قال لي محمد بن نصر الصائغ نظر إلى سعدان بن يزيد البزاز فقال لي يا محمد ابن نصر أحدثك بشيء لا تحدث به حتى الموت فقلت نعم فقال لي كنت في بعض أسفاري فنزلت في بعض الخانات وكانت ليلة مطيرة ورعد وبرق فنام أهل الخان وجلست أفكر في عظمة الله فنمت فإذا أبن لي قد كنت أقصيته وبعدته وإذا هو يخضع ويقرب منى وأنا اقصيه وأبعده ثم إنتبهت فصاح بي صائح من جانب الخان يا سعدان بن يزيد قد رأيت عظمته فافهم هكذا يغضب عليك إذا عصيته ويتحنن عليك إذا أرضيته
أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا عمر أبن أحمد بن عثمان ابو بكر بن أبي معمر قال سمعت سعدان بن يزيد يقول
... ألا في سبيل الله عمر رزئته ... وفقد ليال بأن منها نعيهما ... أأغبن يا أيامي ولا استقبلها ... وتذهب عنى ليلة لا أقومها ... وتنقطع الدنيا ويذهب غنمها ... ويغتنم الخيرات منها حكيمها ...
توفي سعدان في رجب هذه السنة
سليمان بن الحسن
أبو أيوب يعرف بأخى المعتضد حدث عن عبد الله بن نمير ويزيد بن هارون

ورى عنه محمد بن مخلد وكان ثقة وتوفي في رمضان هذه السنة
عبد الله بن المنير المرزوي
أخبرنا سعد الله بن علي البزاز ومحمد بن عبد الباقي قالا أخبرنا أحمد بن علي الطريثيني أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري حدثنا احمد بن محمد الخليل أخبرنا محمد بن أحمد أبن سلمة حدثنا أبو شجاع الفضل بن العباس التميمي حدثنا يعقوب بن إسحاق إبن محمود الهروي قال سمعت يحيى بن بدر القرشي يقول كان عبد الله بن منير يوم الجمعة قبل الصلاة يكون بقزوين فإذا كان في وقت صلاة الجمعة يرونه في مسجد آمد وكان الناس يقولون أنه يمشي علىالماء فقيل له يا أبامحمد إنك تمشي علىالماء فقال إما المشي على الماء فلا أدري ولكن إذا أراد الله عز و جل جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان قال وكان عبد الله بن منير إذا قام من المجلس خرج إلى البرية مع قوم من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره فيدخل السوق فيبيع ذلك فيتعيش به قال فخرج يوما مع أصحابه فإذا هو بالأسد رابض على الطريق فقيل له هذا الأسد فقال لإصحابه تفوا ثم تقدم وهو وحده إلى الأسد ولا يدري ما قال له فمر الأسد فقال لإصحابه مروا
عبيد الله بن جرير
عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي داود العتكي البصري روى عن مسدد وغيره روى عنه إبن أبي الدنيا وإبن صاعد
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي بن ثابت أخبرنا البرقاني أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال أنشدني عبيد الله بن جرير
... ما لا يكون فلان بحيلة ... أبدا وما هو كائن سيكون ... سيكون ما هو كائن في وقته ... وأخو الجهالة متعب محزون ...
توفي العتكي في رجب هذه السنة بواسط 86 عبد الرحمن بن يحيى

إبن خاقان أبو علي عم أبي مزاحم موسى بن عبيد الله روى أبو مزاحم عنه مسائل من أحمد بن حنبل أنبأنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت قال أخبرني علي بن طلحة المقرىء أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قال سمعت أبا مزاحم إبن عبيد الله يقول كان عمي عبد الرحمن بن يحيى كثير الجماع وكان قد رزق من الولد الصلبة مائة وستة وكان قد أنحله كثرة الجماع 87 عباد بن الوليد
إبن الوليد أبو بدر الغنوي سمع من أبي الطيالسي روى عنه إبن أبي الدنيا وإبن صاعد وكان صدوقا وتوفي هذه السنة وقيل ثماني وخمسين
عمر بن مشبة
إبن عبيدة بن زيد أبو زيد النميري واسمه زيد وإنما لقب شبة لأن أمه كانت ترفضه وتقول
... يابأبي وشبأ ... وعاش حتى دبا ...
ولد عمر سنة ثلاث وخمسين ومائة وحدث عن غندر وإبن مهدي ويزيد بن هارون وغيرهم روى عنه إبن أبي الدنيا والبغوي وإبن صاعد وكان ثقة عالما بالسير وأيام الناشس وله تصانيف كثيرة أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد إبن علي بن ثابت أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين النوري أخبرنا يوسف بن عمر القواس حدثنا محمد بن سهل الكاتب حدثنا عمر بن شبة قال قدم وكيع بن الجراح عبادان فمنعت من الخروج إليه لحداثتي فرأيته في النوم يتوضأ على شاطىء دجلة من كور فقلت يا أبا سفيان حدثني بحديث فقال حدثنا إسماعيل عن قيس قال قال عبد الله كان خير المشركين إسلاما للمسلمين عمر قال فحفظته في النوم توفي عمر بسر من رأى في جمادى الآخرة من هذه السنة عن تسع وثمانين سنة إلاأربعة أيام 89 محمد بن إبراهيم

إبن إسحاق أبو زيد الخسر أباذي كتب عن جماعة وكان شيخا فاضلا ثقة كثير الصلاة والتلاوة وتوفي فجأة في الكوفة سنة وقد نيف على تسعين 90 محمد بن الحسين
أبو جعفر البندار حدث عن أبي الربيع الزهراني روى عنه إبن مخلد وتوفي في رمضان هذه السنة
محمد بن الحجاج
إبن جعفر بن إياس أبو الفضل الضبي حدث عن أبي بكر بن عياش ومحمد بن فضيل وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه إبن صاعد وأبو عمر القاضي وإبن مخلد وغيرهم وقال إبن عقدة في أمره نظر توفي في هذه السنة
محمد بن عبد الله بن ميمون
أبو بكر البغدادي حدث عن الوليد بن مسلم وغيره وكان ثقة وتوفي بالإسكندرية في ربيع الأول من هذه السنة
محمد بن محمد أبو الحسن المعروف بحبش
إبن أبي الورد الزاهد وهو محمد بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أبي الورد وكان من صحابة المنصور وإليه تنسب سويقة أبي الورد ولمحمداخ أصغر منه إسمه أحمد ويكنى أبا الحسن أيضا صحب بشرا وسريا وله كلام حسن وتوفي قبل أخيه فأما حبش فإنه صحب بشر بن الحارث وغيره وأسند احاديث عن هاشم إبن القاسم وغيره حدث البغوي وغيره وتوفي في رجب هذه السنة وقيل في سنة ثلاث وستين
أخبرنا عمر بن ظفر أخبرنا كعفر بن أحمد السراج أخبرنا عبد العزيز بن علي أخبرنا أبو الحسن بن جهضم حدثنا احمد بن علي الحبال حدثنا علي بن عبد الحميد قال سمعت محمد بن أبي الورد يقول أخلال الناس في حرفين من اشتغال بنافلة وتضييع فريضة

عمل بالجوارح بلا مواطاة القلب وإنما منعوا الوصول لتضييع الأصول
يعقوب بن شيبة
إبن الصلت بن عصفور أبو يوسف السدوسي بصرى سمع علي بن عاصم ويزيد إبن هارون وعفان بن مسلم وخلقا كثيرا وكان ثقة وصنف مسندا معللا إلا إنه لم يتمه وكان فقيها على مذهب مالك ولا يختلف الناس في ثقته وإنما وقف في القرآن فلم يقل بمخلوق ولاغير مخلوق فقال أحمد هو مبتدع صاحب هوى ونوفي في هذه السنة أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال الأزهري قال بلغني ان يعقوب كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان عنده من الوراقين لتبييض المسند ونقله ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار وقال وقيل لي إن نسخة مسند أبي هريرة شوهدت بمصر مائتي جزء
يحيى بن مسلم بن عبد ربه
أبو زكريا العابد سمع وهب بن جرير روى عنه إبن مخلد وكان ثقة زاهدا أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال أخبرني الأزهري حدثنا عبيد الله بن عثمان حدثنا إبن مخلد قال حدثني أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبد الحميد قال سمعت يحيى بن مسلم يقول كان في جيراننا فتى يتنسك ولزم بشر بن الحارث حتى انس به قال فقال لي الفتى يوما قال لي بشر بن الحارث أين تنزل قلت ذلك الجانب يا أبا النصر قال اين ذلك الجانب قلت موضعا يقال له درب البقر فقال إين من منزل ذلك العابد يحيى بن مسلم قلت يا أبا نصر أنا جاره قال فأقرأ عليه السلام إذا رأيته قال يحيى وكان يجيئني الفتى من عنده بالسلام وأرد إليه السلام قال يحيى بن مسلم فعبرت يوما إلى ذلك الجانب في حاجة فاستقبلت إبن الحارث كفه لكفة فما كلمته فلما جاوزت التفت إليه فإذا هو قائم متلفت ينظر إلى توفي يحيى في جمادي الأخرة من هذه السنة

يحيى بن محمد بن أعين
إبن الوزير أبو عبد الرحمن المرزوي سكن بغداد وحدث بها عن النضر بن شميل وأبي عاصم النبيل روى عنه محمد بن مخلد وكان ثقة وجده أعين كان وصى عبد الله بن المبارك وتوفي يحيى في رمضان هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة ثلاث وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان هلك فاستوزر من الغد الحسين بن مخلد فقدم موسى بن بغا فهرب الحسين بن مخلد إلى بغداد واستوزر مكانه سليمان إبن وهب لست خلون من ذي الحجة وحج بالناس في هذه السنة الفضل الذي حج بهم في التي قبلها
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
أحمد بن عبد اله بن سالم
أبو طاهر الحيرى كان مقبولا عند القضاة وتوفي بالحيرة في صفر هذه السنة
الحسن بن سعيد بن عبد الله
أبو محمد الفارسي البزاز ويعرف بإبن البستبان سمع سفيان بن عيينة وإبن علية وداود بن المحبر روى عنه المحاملي وإبن مخلد قال إبن أبي حاتم هو صدوق وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة
الحسن بن أبي الربيع
وإسم أبي الربيع يحيى بن الجعد بن نشيط حدث عن عبد الرزاق ويزيد وشبابة والعقدي وغيرهم روى عنه البغوي وإبن صاعد والمحاملي وقال إبن أبي حاتم هو صدوق وتوفي بالكرخ من مدينة السلام في جمادي الاولى من هذه السنة وله خمس وثمانون سنة

100 - طلحة بن خالد
ابن نزار بن المغيرة ابو الطيب الغساني الابلي نزل سر من رأى وحدث بها عن ابيه وآدم بن ابي اياس روى عنه ابن صاعد والكوكبي وهو ثقة صدوق وتوفي في شعبان هذه السنة
101 - عبيد الله بن يحيى بن خاقان
وزير المعتمد صدمه في الميدان خادم له يقال له رشيق يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة من هذه السنة فسقط عن دابته فسال عن منخره واذنه دم فمات بعد ثلاث ساعات فصلى عليه ابو احمد بن المتوكل ومشى في جنازته
102 - وليد بن محمد النحوي
ويعرف بولاد روى عن القعنبي وغيره وكان نحويا مجودا وروى كتب النحو واللغة وكان ثقة توفي في رجب هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة اربع وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان سليمان بن وهب خرد من بغداد الى سامرا ومعه الحسن ابن وهب فشيعه القواد فلما صار بسامرا غضب عليه المعتمد وحبسه وقيده وانهب داره ودار ابنيه وهب وابراهيم واستوزر الحسن بن مخلد
وفيها ولى ابو عمر القاضي قضاء مدينة المنصور والاعمال المتصلة بها وجلس في الجامع
وفيها دخل الزنج واسطا فخلى الناس البلد وخرجوا عنه حفاة على وجوههم وكانوا يدخلون المنازل فيجدونها مفروشة ومضى الناس وكان يأخذ احدهم عمامته ورداءه فيشد بها رجليه ويمشي وضربت واسط بالنار وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن اسحاق الكوفي الهاشمي

ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
103 - ابراهيم بن راشد بن سليمان
ابو اسحاق الادمي سمع خلقا كثيرا وروى عنه ابن ابي الدنيا وغيره وكان ثقة وتوفي في ربيع الاول من هذه السنة وكان قد بلغ الثمانين
104 - ابراهيم بن مالك
ابن يهوذا بن اسحاق البزار سمع حماد بن اسامة وزيد بن الحباب ويزيد بن هارون واخرين روى عنه ابن ابي الدنيا وابن صاعد وكان ثقة من خيار المسلمين وتوفي في رجب هذه السنة وقد بلغ الثمانين
105 - اسمعيل بن يحيى بن اسمعيل
ابن عمر بن مسلم بن ابراهيم المزني صاحب الشافعي رحمه الله وكان فقيها حاذقا ثقة في الحديث وله عبادة وفضل وكان من خيار خلق الله ملازما للرباط توفي يوم الاربعاء لاربع وعشرين ليلة خلت من ربيع الاول هذه السنة وصلى عليه الربيع بن سليمان
106 - بناف بن يحيى بن زياد
ابو الحسن المغازلي حدث عن عاصم بن علي ويحيى بن معين وغيرهما روى عنه ابن مسروق وابن مخلد وكان ثقة وتوفي في رجب هذه السنة
107 - جعفر بن مكرم بن يعقوب
ابن ابراهيم ابو الفضل الدوري التاجر سمع ابا عامر العقدي وروح بن عبادة وابا داود الطيالسي في خلق كثير روى عنه ابن صاعد وغيره وهو ثقة صدوق وتوفي في جمادي الاولى من هذه السنة
108 - حماد بن المؤمل بن مطر ابو جعفر الكلبي

حدث عن كامل بن طلحة روى عنه ابن مخلد وكان ثقة توفي في هذه السنة
109 - عبيد الله بن عبد الكريم
ابن يزيد بن فروخ ابو زرعة الرازي مولى العباس بن مطرف القرشي ولد سنة مائتين وسمع ابا نعيم وقبيصة والقعنبي وخلقا كثيرا وكان اماما ما حافظا متقنا مكثرا صدوقا وجالس احمد بن حنبل وذاكره وكان احمد يقول اعتضت بمذاكرته عن نوفلي وما جاوز الجسر احفظ من ابي زرعة اخبرنا عبد الرحمن ابن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا محمد بن يوسف القطان اخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد حمدويه قال سمعت ابا جعفر محمد بن احمد الرازي يقول سمعت ابا عبد الله محمد بن سليمان وراه يقول كنت عند ابراهيم بن اسحاق بنيسابور فقال رجل من اهل العراق سمعت احمد بن حنبل يقول صح في الحديث سبع مائة الف حديث هذا الفتى يعني ابا زرعة قد حفظ ستمائة الف قال المصنف وقال ابو بكر بن ابي شيبة ما رأيت احفظ من ابي زرعة وقال ابن راهويه كل حديث لا يعرفه ابو زرعة فليس له اصل وقال ابو يعلي الموصلي ما سمعنا يذكر احد في الحفظ الا كان اسمه اكثر من رؤيته الا ابا زرعة فان مشاهدته كانت اعظم من اسمه اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال حدثني عبدالله بن أحمد بن علي السوذ رجاني قال سمعت محمد بن إسحاق بن مندويه يقول سمعت ابا العباس محمد بن جعفر بن حمكويه الرازي يقول سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن ان ابا زرعة يحفظ مئتي الف حديث هل حنث قال لا ثم قال ابو زرعة احفظ مائتي الف حديث كما يحفظ الانسان قل هو الله احد وفي المذاكرة ثلثمائة الف حديث اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي قال كتب الى ابو حاتم احمد بن الحسن بن محمد بن خاموش الواعظ بخطه قال سمعت الحسن بن محمد العطار يذكر عن محمد بن احمد بن جعفر الصيرفي حدثنا ابو جعفر احمد بن محمد بن سليمان التستري قال سمعت ابا زرعة

يقول ان في بيتي ما كتبته في خمسين سنسة ولم اطالعه منذ كتبته واني اعلم في أي كتاب هو في أي ورقة هو في أي صفح هو في أي سطر هو ما سمعت اذني شئيا من العلم الا وعاه قلبي واني امشي في سوق بغداد فاسمع من الغرف صوت المغنيات فاضع اصبعي في اذني مخافة ان يعيه قلبي اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا ابو علي بن عبد الرحمن بن محمد بن احمد بن فضالة النيسابورى اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان قال سمعت ابا جعفر التستري يقول حضرنا ابا زرعة وكان في السوق وعنده ابو حاتم ومحمد بن مسلم والمنذر ابن شاذان وجماعة من العلماء فذكروا حديث التلقين وقوله صلى الله عليه و سلم لقنوا موتاكم لا اله الا الله قال فاستحيوا من ابي زرعة وهابوا ان يلقنوه فقالوا تعالوا نذكر الحديث فقال محمد بن مسلم حدثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد ابن جعفر عن صالح ولم يجاوز والباقون سكتوا فقال ابو زرعة وهو في السوق حدثنا بندار حدثنا ابو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن ابي غريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان آخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة وتوفي رحمه الله توفي ابو زرعة بالري في آخر ذي الحجة من هذه السنة اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرني ابو الفتح عبد الواحد بن ابي احمد الاسترابا ذي اخبرنا احمد بن ابراهيم الهمذاني اخبرنا ابو العباس الفضل بن الفضل الكندي حدثنا الحسن بن عثمان حدثنا ابو العباس احمد بن محمد المرادي قال رأيت ابا زرعة في المنام فقلت يا ابا زرعة ما فعل الله بك قال لقيت ربي تعالى فقال لي يا ابا زرعة اني اوتي بالطفل فآمر به الى الجنة فكيف من حفظ السنن على عبادي تبوأ من الجنة حيث شئت
110 - قبيحة ام المعتز
توفيت في هذه السنة

111 - موسى بن بغا
توفي في محرم هذه السنة ودفن بسامرا
112 - محمد بن علي بن داود ابو بكر البغدادي
ويعرف بابن اخت عزال كان يحفظ ويفهم وحدث كثيرا وكان ثقة وتوفي بقرية من قرى مصر في ربيع الاول من هذه السنة
113 - محمد بن هلال بن جعفر
ابن عبد الرحمن ابو الفضل عامل خراج مصر كان صدوقا في الحديث كريما وله آثار في الخير توفي في هذه السنة
114 - يونس بن عبد الاعلى بن موسى
ابن ميسرة ابو موسى الصدفي
ولد سنة احدى وسبعين ومائة وكان له علم وافر وعقل رزني حتى قال الشافعي رحمه الله ما دخل من هذا الباب يعني باب الجامع احد اعقل من يونس بن عبد الاعلى وتوفي في مصر هذه السنة
115 - يزيد بن سنان بن يزيد
ابن الذيال ابو خالد مولى عثمان بن عفان مصري قدم مصر تاجرا فوطنها وكتب بها الحديث وحدث وكان ثقة نبيلا وخرج مسند حديثه وكان كثير الفائدة وتوفي بمصر في اول يوم من جمادي الاولى من هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة خمس وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان الزنج جاؤا في ثلاثين سميريه الى جبل فأخذوا منها

اربع سفن فيها طعام ثم انصرفوا ثم دخلوا النعمانية فأحرقوا سوقها واكثر منازل اهلها وسبوا وصاروا الى جرجرا يا فدخل اهل السواد بغداد وفيها ولي ابو احمد عمرو بن الليث خراسان وفارس واصبهان وسجستان وكرمان والسند واشهد له بذلك ووجه كتابه اليه بتوليته مع الحلف وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن اسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
116 - ابراهيم بن هانيء ابو اسحاق النيسابوري
رحل في طلب العلم الى بغداد ومصر ومكة واستوطن بغداد وحث عن قبيصة وخلق كثير وروى عنه عبد الله بن احمد والبغوي وابن صاعد وغيرهم وكان ثقة صالحا واختفى احمد بن حنبل في بيتهم في زمن المحنة فقال لابنه اسحاق انا لا اطيق ما يطيق ابوك من العبادة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال اخبرني محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد النيسابوري قال حدثني ابو موسى الطوسي قال سمعت ابن زنجويه يقول قال احمد بن حنبل ان كان ببغداد رجل من الابدال فأبو اسحاق النيسابوري
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي قال اخبرني عبد الله بن ابي الفتح حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا ابو بكر النيسابوري قال حضرت ابراهيم بن هانيء عند وفاته فقال لابنه اسحاق انا عطشان فجاءه بماء فقال غابت الشمس قال لا قال فرده ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون ثم خرجت روحه توفي ابو زهير في ربيع الاخر من هذه السنة
117 - ابراهيم بن القعقاع
ابو اسحاق بغوى الاصل حدث عن عبيد بن اسحاق العطار وغيره روى عنه قاسم المطرز والقاضي المحملي وكان ثقة توفي في ذي الحجة من هذه السنة

118 - ابراهيم بن محمد
ابن يونس بن مروان بن عبد الملك مولى عثمان بن عفان ابو اسحاق بصرى قدم بغداد فتوفي بها في رمضان هذه السنة
119 - جعفر بن الوراق
الواسطي المفلوج سكن بغداد وحدث بها عن يعلي بن عبيد الطنافسي وغيره روى عنه ابن ابي داود والمحاملي ونفطويه وغيرهم وكان ثقة وتوفي في ربيع الاول من هذه السنة
120 - سعدان بن نصر
ابن منصور ابو عثمان الثقفي البزاز اسمه سعيد وغلب عليه سعدان سمع سفيان ابن عيينة ووكيعا وابا معاوية روى عنه ابن ابي الدنيا وابن صاعد والمحاملي وابن مخلد قال ابو حاتم الرازي هو صدوق توفي في ذي القعدة من هذه السنة وقد جاز التسعين
121 - صالح بن احمد بن حنبل
ابو الفضل الشيباني ولد في سنة ثلاث ومائتين وسمع اباه وابا الوليد الطيالسي وعلى بن المديني روى عنه ابنه زهير والبغوي وكان صدوقا ثقة كريما ولى قضاء اصبهان فخرج اليها فلما دخلها بدأ بالجامع فصلى فيه ركعتين واجتمع الناس والشيوخ وقريء عليهم عهده فجعل يبكي بكاء شديدا ويقول ذكرت ابي ان يراني في مثل هذه الحالة وكان عليه الثياب السود وقال كان ابي اذا جاءه رجل زاهد متقشف يبعث خلفي لانظر اليه يحب ان اكون مثله وكان اذا انصرف من مجلس الحكم يخلع سواده ويقول ترى اموت وانا علي هذا فتوفي باصبهان في رمضان هذه السنة وقيل في سنة ست وستين وله حينئذ ثلاث وستون سنة

122 - عبد الله بن محمد بن ايوب
ابن صبح ابو محمد المخرمي سمع سفيان بن عيينة وغيره روى عنه عبد الرحمن ابن ابي حاتم وقال هو صدوق
اخبرنا ابو منصور عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر أحمد بن علي بن ثابت حدثنا علي بن ابي علي حدثنا القاضي ابن ابي القاسم عمر بن محمد بن ابراهيم البجلي قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال كنت بسر من رأى وكان عبد الله بن محمد المخرمي يتقلد القاضاء فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء فانحدرت في الحال من سر من رأى الى بغداد حتى دققت على عبد الله بن ايوب بابه فخرج الى فقلت البشرى فقال بشرك الله بخير ما هي فقلت خرج توقيع الخليفة بتقليدك القضاء لاحد البلدين اما بغداد او سر من رأى يشك قال فأطبق الباب وقال بشرك الله بالنار وجاء اصحاب السلطان اليه فلم يظهرهم فانصرفوا فتوفي المخرمي في جمادي الاولى من هذه السنة وقد جاز السبعين
123 - علي بن حرب
ابن محمد بن علي ابو الحسن الطائي الموصلي ولد في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة ورحل في طلب الحديث الى البلاد وسمع سفيان بن عيينة ووكيعا وابن فضيل ويزيد بن هارون واحمد بن حنبل وغيرهم وروى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي وكان ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال كتب الى محمد ابن ادريس بن محمد الموصلي يذكر ان المظفر بن محمد الطوسي حدثهم حدثنا ابو زكريا يزيد بن محمد بن اياس قال علي بن حرب سمع وصنف حديثه واخرج المسند وكان عالما بأخبار العرب وانسابها اديبا شاعرا ووفد على المعتز بسر من رآى في سنة اربع وخمسين ومائتين فكتب المعتز عنه بخطه ودقق الكتاب فقال على اخذت يا امير المؤمنين في شؤم شؤم اصحاب الحديث فضحك

المعتز او نحوه اخبرنا بهذا غير واحد من شيوخنا وامر المعتز بالطعام فأكل بحضرته واوعز ليه بضياع جرت كلها فلم يزل ذلك جاريا الى ايام المعتضد وتوفي في شوال سنة خمس وستين ومائتين
124 - علي بن الموفق العابد
حدث عن منصور بن عمار واحمد بن ابي الحواري وكان ثقة
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا مكي بن علي حدثنا ابو اسحاق المزكي قال سمعت ابا الحسن علي بن الحسن بن احمد البلخي يقول سمعت عبد الرحمن بن عبد الباقي قال سمعت بعض مشايخنا يقول قال علي بن الموفق لما تم لي ستون حجة خرجت من الطواف وجلست بحذاء الميزاب وجعلت اتفكر لا ادري كيف حالي عند الله تعالى وقد كثر ترددي الى هذا المكان قال فغلبتني عيني وكأن قائلا يقول يا علي اتدعو الى بيتك الا من تحب فانتبهت وقد سرى عني ما كنت فيه
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا علي بن احمد الرزاز حدثنا عثمان بن احمد الدقاق حدثنا محمد بن احمد بن المهدي قال سمعت علي بن الموفق يقول خرجت يوما لاؤذن فأصبت قرطاسا فأخذته فوضعته في كمي فأقمت وصليت فلما صليت قرأته فاذا فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن الموفق تخاف الفقر وانا ربك وسمعت على بن الموفق ما لا احصيه يقول اللهم ان كنت تعلم اني اعبدك خوفا من نارك فعذبني بها وان كنت تعلم اني اعبدك حبا لجنتك وشوقا مني اليها فأحرمنيها وان اكنت تعلم اني اعبدك حبا مني لك وشوقا الى وجهك الكريم فأنجينه واصنع بي ما شئت توفي ابن الموفق في هذه السنة
125 - عمرو بن مسلم
ابو حفص الزاهد النيسابوري ويقال عمرو بن سلمة انبأنا زاهر بن طاهر قا ل

أنبأنا البيهقي قال سمعت ابا الحسن بن ابي اسحاق المزكي بقول سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت ابا عثمان سعيد بن اسمعيل يقول قال لي ابو حفص اذهب فاستقرض من بعض اخواننا الف درهم الى شهر فذهبت واستقرضت وحملت الى حضرته فوضع لعياله قوت سنة ثم سد الباب وخرج الى الحج فتحيرت في امرى وجعلت اعد الايام واقول قد قرب الاجل فمن يزاودني هذه الالف فلما كان يوم التاسع والعشرين خرجت لصلاة الصبح فرأيت السكة من اولها الى آخرها جوالقات سود مطروحة والحمالون فعليها قعود فقلت ترى لمن هذا فلما فرغت من صلاة الصبح دخل علي حمال فقال هذه الحنطة بعث بها فلان وقال تستعين بها في بعض حوائجك فأمرت ببيعها وقضيت الالف الدرهم عن ابي حفص وفضل فلما انصرف ابو حفص من الحج كان اول كلمة كلمني بها ان قال ايش كان الفكر الذي شغلك شهرا اما جاز لك ان تثق بربك
اخبرنا عبد الرحمن اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو عبيد محمد بن علي النيسابوري قال سمعت ابا عمرو بن حمدون يقول سمعت ابا عثمان سعيد بن اسمعيل يقول دخلت مع ابي حفص على مريض فقال المريض آه فقال ممن فسكت فقال مع من توفي ابو حفص يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الاول من هذه السنة وقيل بل توفي في سنة سبع وستين وقيل سنة اربع وستين وقيل سنة سبعين والاول اصح
126 - محمد بن عبد الرحمن
ابو جعفر الصيرفي ولد سنة خمس وسبعين ومائة وحدث عن سفيان بن عيينة ويزيد بن هارون وشبابه بن سوار وغيرهم روى عنه محمد بن خلف ووكيع والقاضي المحاملي وغيرهم وكان ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي الحافظ اخبرنا الجوهري اخبرنا

محمد بن العباس حدثنا ابو الحسن احمد بن جعفر بن محمد قال كان ابو جعفر محمد ابن عبد الرحمن الصيرفي يعد من العقلاء وكان مذهبه في بذل الحديث ان كان يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقي فيها احد يحدث فاذا قيل له ما بقي بها محدث خرج اليها في سر ثم حدثهم ورجع وكان من الديانة على نهاية وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة
127 - محمد بن مسلم بن عثمان
ابن عبد الله ابو عبد الله الرازي المعروف بابن واره سمع خلقا كثيرا وحدث عنه محمد بن يحيى الذهلي والبخاري وابن صاعد وكان عالما متقنافيها ثقة بعيد النظير غير انه كان معجبا بنفسه متكبرا على ابناء جنسه
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر الخطيب اخبرنا ابو سعد الماليني قال اخبرنا عبد الله ابن عدي قال سمعت عبد المؤمن بن احمد حوثرة يقول كان ابو زرعة الرازي لا يقوم لاحد ولا يجلس احد مكانه الا ابن واره فاني رأيته يفعل ذلك
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو سعد الماليني اخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ اخبرنا القاسم بن صفوان حدثنا عثمان بن خرزاذ قال سمعت سليمان الشاذكوني يقول جاءني محمد بن مسلم بن واره فقعد يتقعر في كلامه قال قلت له من أي بلد انت قال من اهل الري ثم قال اولم يأتك خبري اولم تسمع بنبأي انا ذو الرحلتين قلت من روى عن النبي صلى الله عليه و سلم ان من الشعر حكمة وان من البيان سحرا قال حدثني بعض اصحابنا قلت من اصحابك قال ابو نعيم وقبيصة قال قلت يا غلام ائتني بالدرة فأمرته فضربه خمسين فقلت انك تخرج من عندي ما آمن تقول حدثني بعض اصحابنا توفي ابن واره بالري في هذه السنة وقيل سنة سبعين
128 - محمد بن هارون ابو جعفر الفلاس
يلقب شيطا من اهل الحفظ والمعرفة بالحديث الثقات سمع ابا نعيم الفضل بن

دكين ويحيى بن معين وغيرهما توفي بالنهروان في محرم هذه السنة
129 - يعقوب بن الليث الخارجي
المعروف بالصفار الذي ذكرنا له الوقعات توفي بالاهواز في هذه السنة فحمل تابوته الى جنديسابور وخلف في بيت ماله خمسين الف الف درهم والف الف دنيار وكتب على قبره هذا قبر يعقوب المسكين وكتب على قبره ... احسنت ظنك بالايام اذا حسنت ... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر ... وسالمتك الليالي فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر ... سنة 266
ثم دخلت سنة ست وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان عمرو بن الليث ولي عبد الله بن طاهر خلافته على الشرط ببغداد وسامرا في صفر وفيها وردت سرية من سرابا الروم ديار ربيعة فقتلت من المسلمين واسرت نحوا من مائتين وخمسين انسانا وعادت
وفيها مات ابو الساج فولى ابنه محمد الحرمين وطريق مكة وفيها ووثب الاعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها وصار بعضهم الى صاحب الزنج واصاب الحاج شدة شديدة ودخل الزنج رامهرمز فأجرقوا مسجدها وقتلوا وسبوا ثم تتابعت الاخبار فأقبل الموفق بالله لقتال الزنج وحج بالناس في هذه السنة هارون الذي حج في السنة التي قبلها ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
130 - ابراهيم بن ارمة
ابن سياوش بن فروخ ابو اسحاق الاصبهاني سكن بغداد وكان ينتقي على شيوخها واصيب بكتبه في ايام سنة ولم يخرج كثير حديث وقد روى عنه ابن ابي الدنيا وغيره وكان ثقة نبيلا حافظا

اخبرنا ابو منصور اخبرنا احمد بن ثابت قال اخبرني ابو نصر احمد بن الحسين القاضي قال سمعت ابا بكر احمد بن محمد بن اسحاق السني حدثنا عبد الله بن محمد القزويني قال سمعت ابا علي القهستاني يقول لاسمعيل بن اسحاق القاضي ايها القاضي قد رأيت شيوخنا احمد ويحيى وعليا وابن ابي شيبة وزهيرا وخلقا واني لم اكن استكبر منهم فلو ان ابراهيم الاصبهاني كان في عصرهم لكان كأحدهم او تقدمهم فقال له اسمعيل صدقت ما ابعدت ما ابعدت
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد ابن العباس قال قريء على ابن المنادى وانا اسمع قال ابو إسحاق بن ارمة الاصبهاني اصابه مطر في آخر مجلس انتخب فيه على العباس بن محمد الدوري وذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من شعبان سنة ست وستين وكان مطرا شديدا فاعتل جنب قبر ابي جعفر محمد بن عبد الملك الدقيقي وذلك لاربع خلون من ذي الحجة وله حينئذ خمس وخمسون سنة وما رأينا في معناه مثله
131 - حماد بن الحسن بن عنبسة
ابو عبيد الله النهشلي الوراق البصري سكن سر من رأى وحدث بها عن ازهر السمان وابي داود الطيالسي وروح بن عبادة روى عنه ابن صاعد وابن مخلد قال ابو حاتم الرازي هو صدوق وقال الدارقطني ثقة توفي في جمادي الاخرة من هذه السنة
132 - محمد بن شجاع ابو عبد الله
ويعرف بالثلجي حدث عن يحيى بن آدم وابن علية ووكيع وصحب الحسن بن زياد اللؤلؤى الا انه كان رديء المذهب في القرآن قال احمد بن حنبل الثلجي مبتدع صاحب هوى وبعث المتوكل الى احمد يسأله في توليه ابن الثلجي القضاء فقال لا ولا على حارس

اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي الحافظ قال حدثني محمد بن احمد بن عبد الملك الادمي حدثنا محمد بن علي بن ابي داود البصري حدثنا زكريا الساجي قال كان محمد بن شجاع الثلجي كذابا احتال في ابطال الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ورده نصرة لابي حنيفة ورأيه
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر الخطيب قال حدثني احمد بن محمد المستملي حدثنا محمد ابن جعفر الوراق اخبرنا ابو الفتح الازدي الحافظ قال محمد بن شجاع الثلجي لا يحل الرواية عنه كذاب لسوء مذهبه وزيغه في الدنيا قال ابن عدي كان يضع الاحاديث في التشبيه ينسبها الى اصحاب الحديث يثلبهم بها توفي فجاءة في اذي الحجة من هذه السنة
133 - محمد بن عبد الملك بن مروان
ابو جعفر الدقيقي سمع يزيد بن هارون وغيره روى عنه ابو داود وابراهيم الحربي وغيرهما وكان ثقة توفي في شوال هذه السنة عن احدى وثمانين سنة
سنة
ثم دخلت سنة سبع وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان الزنج دخلوا واسطا واتصل الخبر بابي احمد الموفق فندب ولده ابا العباس لحربهم فخرج في عشرة الآف في حربهم وغنم من اموالهم شيئا كثيرا واستنقذ من النساء اللواتي كن في ايدي الزنج خلقا كثيرا فردهن الى اهلهن واقام حتى وافاه ابوه ابو احمد لحرب الزنج فحاربهم واستنقذ من المسلمات زهاء خمسة عشر الف امرأة فأمر بحملهن الى واسط ليدفعهن الى اوليائهن ثم اجتمع ابو احمد وولده على قتالهم والجأوهم الى مدينة قد بنوها وحصنوها وحفروا حولها الخنادق ثم اجلوهم عن المدينة واحتوى ابو احمد واصحابه على ما كان فيها من الذخائر والاموال والاطعمة والمواشي وبعث جندا في طلبهم حتى جاوزوا البطائح ثم ارتحل ابو احمد الى الاهواز وكتب الى رئيس الزنج كتابا يدعوه

فيه الى التوبة والانابة الى الله عز و جل مما ركب من سفك الدماء وانتهاك المحارم واخراب البلدان واستحلال الفروج والاموال وانتحال ما لم يجعله الله عز و جل له اهلا من النبوة والرسالة وان هو نزع عما هو عليه من الامور التي يسخطها الله عز و جل ودخل في جماعة المسلمين فجاء ذلك ما سلف من عظيم جرائمه وكان له به الحظ الجزيل في دنياه فلما وصل الكتاب اليه لم يزده ذلك الا نفورا واصرارا ولم يجب عنه فسار ابو احمد بأصحابه وهم زهاء ثلثمائة الف الى مدينته التي سماها المختارة من هر ابي الخصيب فرأى من تحصينها بالسور والخنادق وما قد عور عن الطريق بالمؤديه اليها واعداد المجانيق والعرادات ملم ير مثله فأمر ابو احمد ابنه بالتقدم الى السورورمي من عليه بالسهام ففعل ثم نادى بالامان ورمى بذلك رقاعا الى عسكر القوم فمالت قلوبهم فجاء منهم خلق كثير وعلم ابو احمد انه لابد من المصابرة فعسكر بالمدينة التي سماها الموفقية وجهز التجار اليها واتخذت بها الاسواق وقد كانت هذه المدينة انقطعت سبلها بأولئك الاعداء وبنى ابو احمد مسجد الجامع واتخذ دور الضرب فضربت الدنانير والدراهم وادر للناس العطاء وفي ذي الحجة لست بقين منه عبر ابو احمد بنفسه الى مدينة القوم لحربهم وكان السبب ان الرؤساء من اصحاب الفاسق لما رأوا ما قد حل من القتل والحصار مالوا الى الامان وجعلوا يهربون في كل وجه فوكل الخبيث بطريق الهرب احراسا فأرسل جماعة من قواده الى الموفق يسألونه الامان وان يوجه لمحاربتهم جيشا ليجدوا الى المصير اليهم سبيلا فأمر ابا العباس بالمصير في جماعة الى ناحيتهم فالتقوا فاحتربوا وظفر ابو العباس وصار الىالقواد الذين طلبوا الامان وعبر الموفق بجيشه للمحاربة يوم الابعاء لست بقين من ذي الحجة وقصد ركنا من اركان المدينة فغلبوا عليه ونصبوا عليه علما واحرقوا ما كان على سورهم من منجنيق وعرادة لاثم ثلموا في السور عدة ثلم ومد جسرا على خندقهم فعبر الناس فحملوا على الزنج فكشفوهم
وفي هذه النسة وثب احمد بن طولون باحمد بن المدبر وكان يتولى خراج دمشق

والاردن وفلسطين فحبسه واخذ امواله وصالحه على ستمائة الف دينار وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
124 - احمد بن عبد المؤمن المروزي
يكنى ابا عبد الله حدث وكان ثقة وتوفي بمصر في هذه السنة
135 - بكر بن ادريس بن الحجاج
ابن هارون ابو القاسم وروى عن ابي عبد الرحمن المقري وآدم بن ابي اياس وغيرهما وكان فقيها توفي في شعبان هذه السنة
136 - حماد بن اسحاق
ابن اسمعيل بن حماد بن زيد الازدي ولد سنة تسع وتسعين ومائة وولى القضاء ببغداد وحدث بها عن القعنبي روى عنه الحسين المحاملي وكان ثقة فصيحا يعرف مذهب مالك كثير التصانيف في فنون وتوفي بالسوس في هذه السنة
137 - علي بن الحسن
ابن موسى بن ميسرة الهلالي النيسابوري الدرابجردي ودرابجرد محلة متصلة بالصحراء في اعلى البلد من اكابر علماء نيسابور وابن عالمهمم وكان له مسجد بدرا بجرد مذكورو يتبرك بالصلاة فيه سمع ابا عاصم النبيل وسليمان بن حرب يعلي بن عبيد وابا نعيم وخلقا كثيرا روى عنه البخاري ومسلم وابن خزيمة وغيرهم وتوفي في هذه السنة واختلفوا في موته فقيل وجد ميتا بعد اسبوع من وفاته في مسجده وقيل انه زبر العامل فلما جن الليل امر به فأدخل بيته واوقد النار في التبن فمات من الدخان ثم وجد ميتا قد اكلت النمل عينيه وقيل اكله الذئب فلم يوجد سوى رأسه ورجليه
138 - عيسى بن موسى

ابن ابي حرب ابو يحيى الصفار البصري قدم بغداد وحث بها فروى عنه ابو الحسين بن المنادي وغيره وكان ثقة وتوفي في صفر هذه السنة
139 - العباس بن عبد الله
ابو محمد الترقفي سكن بغداد وحدث عن جماعة روى عنه ابن ابي الدنيا وابن صاعد وابن مخلد وكان ثقة صدوقا صالحا قال ابن مخلد ما رأيته ضحك ولا تبسم توفي بسر من رأى في هذه السنة وقيل سنة ثمان وستين
140 - عمار بن رجاء
ابو نصر الاستراباذي رحل الى العراق وسمع من ابي داود الحفري ويزيد بن هارون وابي نعيم وغيرهم وكان عابدا زاهدا ورعا وتوفي في هذه السنة وقبره يزار ويتبرك به
141 - محمد بن احمد
ابن الجنيد ابو جعفر الدقاق سمع ابا عاصم النبيل واسود بن عامر ويونس بن محمد المؤدب وغيرهم روى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي وغيرهم وكان ثقة توفي في هذه السنة وقيل في السنة التي قبلها
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال قريء على ابي الحسين بن المنادى وانا اسمع قال توفي ابن الجنيد الدقاق يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادي الاولى سنة سبع وستين ودفن في مقبرة باب حرب وقد قارب التسعين
142 - محمد بن حماد
ابن بكر المقريء صاحب خلف بن هشام سمع يزيد بن هارون وغيره وكان احد القراء المجودين ومن عباد الصالحين وكان احمد بن حنبل يجله

ويكرمه ويصلى خلفه شهر رمضان وغيره وتوفي يوم الجمعة لاربع خلون من ربيع الآخر في هذه السنة
143 - يحيى بن محمد بن يحيى
ابن يحيى بن عبيد الله بن فارس ابو زكريا الذهلي يلقب حيكان امام نيسابور في الفتوى والرياسة وابن امامها سمع يحيى بن يحيى وابن راهويه وعلى بن الجعد واحمد بن حنبل وابا الوليد الطيالسي ومسدد بن مسرهد وخلقا كثيرا روى عنه ابوه محمد بن يحيى الامام وكان يقول ابو زكريا والد ومحمد بن اسحاق بن خزيمة وخلق كثير وكان قد اختلف هو وابوه في مسألة فحكما محمد بن اسحاق بن خزيمة فحكم ليحيى على ابيه وكان احمد بن عبد الله الججستاني قد خرج فغلب على نيابور وكان خارجيا ظالما فخرج عن نيسابرو وامستخلف ابراهيم بن نصر فتهوس البلد فنهض محمد بن يحيى في خلق كثير وحاربوا القواد الذين خلفهم فلما عاد احمد طلب يحيى بن محمد فجيء به فقتله في جمادي الاخرة من هذه السنة وقيل انه غلبه انبأنا زاهر بن طاهر انبأنا ابو عثمان الصابوني وابو بكر البيهقي قالا اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال سمعت الحسن بن يعقوب المعدل يقول سمعت ابا عمرو احمد بن المبارك المستملي يقول رأيت يحيى بن محمد في المنام فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت فما فعل الججستاني قال هو في تابوت من والمفتاح بيدي
144 - العابدة اليمنية
اخبرنا محمد بن ناصر اخبرنا ابو الفتح محمد بن علي المصري اخبرنا الموفق بن ابي الحسن التمارو ابو الحسن محمد بن الحسن المزني قال اخبرنا ابو عثمان سعيد بن العباس بن محمد القرشي اخبرنا ابو منصور بن الحسن البوشنجي حدثنا محمد بن المنذر حدثنا علي بن الحسن الفلسطيني حدثنا ابو بكر التيمي حدثنا محمد بن سليمان القرشي قال بينا انا اسير في طريق اليمن اذا انا بغلام واقف في الطريق في اذنيه قرطان

في كل قرط جوهرة يضيء وجهه من ضوء تلك الجوهرة وهو يمجد ربه بثناء بأبيات من الشعر فسمعته يقول ... مليك السماء به افتخاري ... عزيز القدر ليس به خفاء ...
فدنوت منه فسلمت عليه فقال ما انا براد عليك حتى تؤدي من حقي الذي يجب لي عليك قلت وما حقك قال انا غلام على مذهب ابراهيم الخليل صلى الله عليه لا اتغدى ولا اتعشى كل يوم حتى اسير الميل والميلين في طلب الضيف فأجبته الى ذلك فرحب بي وسرت معه وقربنا من خيمة شعر فلما قربنا من الخيمة صاح يا اختاه فأجابته جارية من الخيمة يالبيكاه قال قومي الى ضيفنا فقالت الجارية حتى ابدأ بشكر المولى الذي سبب لنا هذا الضيف وقامت فصلت ركعتين شكرا لله فأدخلني الخيمة واجلسني واخذ الغلام الشفرة واخذ عناقا فذبحها فلما جلست في الخيمة نظرت الى احسن الناس وجها فكنت اسارقها النظر ففطنت لبعض لحظاتي فقالت لي مه اما علمت انه قد نقل الينا عن صاحب يثرب ان زناء العينين النظر اما اني ما اردت بهذا أوبخك ولكن اردت ان أؤدبك لكي لا تعود لمثل هذا فلما كان وقت النوم بت انا والغلام خارجا وباتت الجارية في الخيمة فكنت اسمع دوي القرآن الليل كله بأحسن صوت يكون وارقه فلما ان اصبحت فقلت للغلام صوت من كان ذلك قالت تلك اختي تحي الليل كله الى الصباح فقلت يا غلام انت احق بهذا العمل من اختك انت رجل وهي امرأة قال فتبسم ثم قال لي ويحك يا فتى اما علمت انه موفق ومخذول
سنة
ثم دخلت سنة ثمان وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها استئمان جعفر بن احمد السجان الى الموفق في يوم الثلاثاء غرة المحرم وكان هذا السجان احد ثقات الخبيث الزنجي فأمر له ابو احمد بخلع وصلات فكلم اصحاب الزنجي وقال انكم في غرور واني قد وقفت على كذب

هذا الرجل وفجوره فاستأمن يومئذ خلق كثير وما زال الموفق ينظر في كل موضع يجلب ميرة الى بلد القوم فيمنعها حتى ضاق الامر بهم حتى اكلوا لحوم الناس ونبشوا القبور فأكلوا لحوم الموتى وكان المستأمن منهم يسأل كم عهدكم بالخبز فيقول سنة وسنتان فلما رأى الموفق ما جرى عليهم رأى ان يتابع الايقاع بهم ليزيدهم بذلك ضرا وجهدا فخرج الى الموفق في هذا الوقت في الامان خلق كثير واحتاج من كان مقيما مع أولئك الى الاحتيال في القوت فتفرقوا عن معسكرهم الى القرى والانهار النائية فأمر الموفق جماعة من قواده وغلمانه السودان ان يقصدوا القوم ويستميلوهم فمن ابى قتلوه فواظبوا على ذلك فحصلوا جماعة كثيرة
واتفق في هذه السنة انه كان اول يوم من رمضان يوم الاحد وكان الاحد الثاني منه السعانين وكان الاحد الثالث الفصح وكان الاحد الرابع النيروز وكان الاحد الخامس انسلاخ الشهر
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن اسحاق الهاشمي وكان ابن ابي الساج على الاحداث ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
145 - احمد بن الحسن
ابو عبد الله السكري البغدادي كان حافظا للحديث توفي بمصر في ذي القعدة من هذه السنة
146 - انس بن خالد
ابن عبد الله بن ابي طلحة بن موسى بن انس بن مالك حدث عن محمد بن عبد الله الانصاري وروى عنه المحاملي وابن مخلد وتوفي في جمادي الاولى من هذه السنة
147 - الحسن بن ثواب ابو علي التغلبي
سمع يزيد بن هارون وغيره قال ابو بكر الخلال كان شيخنا جليل القدر

وقال الدارقطني ثقة وتوفي في جمادي الاولى من هذه السنة
148 - محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم بن اعين ابو عبد الله ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وروى عن ابن وهب وغيره وكان المفتى بمصر في ايامه وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة وصلى عليه بكار بن قتيبة
149 - محمد بن عبد الملك بن شعيب
ابن الليث بن سعد ابو عمرو يروى عنه ابيه وعن ابي صالح كاتب الليث وكان فاضلا توفي في ربيع الاول من هذه السنة
150 - يحيى بن اسحاق بن ابراهيم بن سافري
سمع على بن قادم روى عنه القاضي المحاملي وكان ثقة توفي في ربيع الاخرة من هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة تسع وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان الاعراب قطعوا على قافلة الحاج قريبا من سميراء فاستاقوا نحوا من خمسة آلاف بعيرا مع احمالها
واجتمع في المحرم من هذه السنة كسوف الشمس والقمر وغابت الشمس منكسفة
ويوم السبت النصف من جمادي الاولى شخص المعتمد يريد اللحاق بمصر فأقام يتصيد بالكحيل فلما صار المعتمد الى عمل اسحاق بن كنداج وكان العامل على الموصل وعامة الجزيرة وكان قد كتب اليه ابو احمد بالقبض على المعتمد وعلى قواده فأظهر انه معهم وقد كان قواد المتعمد حذروا المعتمد من المروربه فأبى وقال انما هو غلامي فلما صار في عمله لقيهم وصار معهم حتى نزل المعتمد منزلا قبل وصوله الىعمل ابن طولون فلما اصبح ارتحل الاتباع والغلمان الذين مع

المتعمد والعسكر وبقي معه القواد فقال لهم انكم قد قربتم من عمل ابن طولون والمقيمين وبالرقة من قواد وانتم من تحت يده افترضون بذلك وقد علمتم انما هو كواحد منكم وجرت بينهم وبينه في ذلك مناظرة حتى تعالى النهار ولم يرتحل المعتمد لاشتغال القواد بالمناظرة بينهم ولم يجتمع رأيهم على شيء فقال لهم ابن كنداج قوموا بنا حتى نتناظر في غير هذا الموضع والزموا مجلس امير المؤمنين عن ارتفاع الاصوات فيه فاخذ بايديهم واخرجهم من مضرب المعتمد وادخلهم مضرمب نفسه لانه لم يكن بقي مضرب غير مضربه فلما دخلوا حضر بالقيود فشد غلمانه عليهم فقيدوهم ثم مضى الى المعتمد في شخوصه عن دار ملكه وملك ابائه وقد اقر أخاه علىالحال التي هو بها ثم رده الى سامرا في شعبان فخلع على ابن كنداج وسمى ذا السيفين
وخرج الامر في هذه السنة بتكنية صاعد بالعلاء في الكنية وعقد له على بلاد وانحدر صاعد الى الموفق واستخلف ابنه العلاء وسمى صاعد ذا الوزارتين وكانوا عزموا ان يسموه ذا التدبيرين فقال لهم ابو عبيد الله لا تسموه بشيء ينفرد به ولكن سموه ذا الوزارتين او ذا الكفايتين ليكون مضافا اليكم فسموه ذا الوزارتين
وروى ابو بكر الصولى قال حدثني المعلي بن صاعد قال سعوا الى الموفق بصاعد وضمنوه بمال عظيم وجعلوا الرقعة تحت ذنب طائر واطلقوه وكان ابي قد انكر من الموفق شيئا فعزم ان يحمل اليه مائتي الف درهم كانت عنده ثم قال والله لا فعلت ولا تصدقن يمائة الف درهم منها ففعل ذلك في غداة ذلك اليوم الذي ركب فيه في زورق فينا هو يسير اذ سقط في زورقه طائر فأخذ فوجدة فيه رقعة فقرأها صاعدا فأذا هي سعاية به فعلم ان الله تعالى مكفاه لأجل صدقته ودخل الى الموفق فأراه الطائر وأراه الرقعة وعرفه ما عمل فعظم في عينه وجلت حاله عنده وقال لما فافعل الله بك هذا الا لخير خصك به
وفي هذا الشهر احرق اصحاب الموفق قصر ملك الزنج وانتهبوا ما فيه وذلك

ان الموفق عاود الخصومة فدخل اصحابه الى قصر من تلك القصور فانتهبوا واحرقوا واستنقذوا نسوة كن فيه وقصدوا احراق دار الزونجي فتعذر لهم لكثرة الحماة عنها يرمون من فوق السور بالنشاب والحجارة واستأمن الى ابي احمد محمد بن سمعان كاتب الخبيث ووزيره فاجتمع أصحاب الموفق وحملوا فأحرقوا الدار فخرج هاربا وترك جميع امواله فانتهب ما لم يأت عليه النار وأصاب الموفق سهم في ثندوته اليسرى فشارف الموت فتصدقت امه بوزنه ورقا فكان ثلاثين ألف درهم حين سلم ثم مرض الموفق مدة فاشتغل الخبيث باصلاح ما تشعث فلما عوفي الموفق عاود القتال فقتل منهم خلقا كثيرا واستخرج نساء واطفالا كن يأيديهم فسأل ولد الخبيث الامان فأجابه ابو احمد فعلم الاب فرد الولد عن ذلك العزم فعاد الى القتال واستأمن خلق كثير فأمنهم وخلع عليهم وصار قواده يقاتلون فاستوحشوا من ذلك وتجاسورا وتخافوا فجمع الموفق جنده وهم يزيدون على خمسين الفا والسفن الكثيرة يزيد ملاحوها على عشرة آلاف وتأجج القتال فتلقاهم العدو واشتد القتال فهزم العدو وقتل منهم مقتله عظيمة واسر جماعة كثيرة ونجا الخبيث الى داره وجمع اصحابه للمدافعة عنها فلم يقدروا فدخلها اصحاب ابي احمد واحرقوها وما بقي فيها من متاع وأمر الموفق بنساء الخبيث واولاده فحملوا الىالموفقية والتوكيل بهم وكان قد تغلب على حرم المسلمين وجاءه منهن الاولاد وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
151 - ابراهيم بن نصر
ابن محمد بن نصر ابو اسحاق الكندي سمع عفان بن مسلم وقبيصة في آخرين وكان ثقة وتوفي في هذه السنة
152 - ابراهيم بن منقذ

ابن ابراهيم ابو اسحاق العصفري من اصحاب ابن وهب وروى عن المنقري وادريس بن يحيى وكانت كتبه قد احترقت وبقي منها بقية فحدث بما بقي وهو ثقة رضي توفي في ربيع الآخر من هذه السنة
153 - خالد بن احمد بن خالد
ابن عمر بن مجالد بن مالك ابو الهيثم الذهلي الامير ولي امارة مرو وهراة وغيرهما من بلاد خراسان ثم ولي امارة بخارا وسكنها وله آثار مشهورة وامور محمودة وكان يحب الحديث ويقول انفقت في طلب العلم اكثر من الف الف درهم وسمع من ابن راهوية وعلى بن حجر وخلق كثير فلما استوطن بخارا اقدم الى حضرته حقاظ الحديث مثل محمد بن نصر المروزي وصالح بن جور ونصر بن احمد البغداديين وغيرهم وصنف له نصر مسندا وكان يختلف مع هؤلاء المسمين الى المحدثين وكان يمشي برداء ونعل يتواضع بذلك وبسط بديه بالاحسان الى اهل العلم فغشوه وقدموا عليه من الافاق واراد من محمد بن اسمعيل البخاري ان يصير الى حضرته فامتنع فاعتل عليه باللفظ فأخرجه من بخارا فمات بقرية وكأنه عوقب بما فعل بالبخاري فزال ملكه وكان قد ورد بغداد فحدث فسمع منه وكيع القاضي وابو طالب الحافظ وابن عقدة ثم اعتقله السلطان فحبسه ببغداد فمات بالحبس في هذه السنة وكان السبب انه اشتد الى الطاهرية ومال الى يعقوب بن الليث القائم بسجستان وكان ذلك سبب حبسه
154 - ذو الكفل الزاهد
رجل من ولد مسكين بن الحارث يكنى ابا القاسم يروى عنه احمد بن محمد بن حجاج بن رشدين وغيره توفي بمصر في جمادي الاخرة من هذه السنة
155 - محمد بن ابراهيم
ابو حمزة الصوفي بغدادي مولى عيسى بن ايار القاضي من كبار شيوخ الصوفية كان يتكلم في جامع الرصافة ثم الى جامع المدينة وكان عالما بالقراآت خصوصا

قراءة ابي عمرو وجالس احمد بن جنبل وكان احمد اذا عرضت مسألة يقول ما تقول فيها يا صوفي وجالس بشر بن الحارث وابا نصر التمار وسريا السقطي وسافر مع ابي تراب النخشبي الا انه انغمس في مذاهب الصوفية حتى روينا انه وقع في بئر فجاز قوم فأخذوا يطمونها فرأنى من التوكل ان لا ينطق وسكوته في مثل هذا يخالف الشرع وقد قيل ان الواقع في البئر ابو حمزة الخراساني لا البغدادي والله اعلم
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي قال اخبرني الحسن بن ابي الفضل الشر مقاني حدثنا ابراهيم بن احمد بن محمد الطبري حدثنا معروف بن محمد ابن معروف الواعظ حدثنا ابو سعيد الزيادي قال كان ابو حمزة استاذ البغداديين وهو اول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب من صفاء الذكر وجمع الهم والمحبة والشوق والقرب والانس ولم يسبقه الى الكلام على رؤوس الناس ببغداد احد وما زال حسن المنزلة عند الناس الى ان توفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة وقد ذكر السلمي انه توفي في سنة تسع وثمانين والاول اصح
156 - محمد بن الخليل
ابن عيسى ابو جعفر المخرمي سمع عبيد الله بن موسى وروح بن عبادة وحجاج ابن محمد وغيرهم روى عنه وكيع القاضي ومحمد بن مخلد وغيرهما وكان ثقة من خيار الناس وتوفي في شعبان هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة سبعين ومائتين
فمن الحوادث فيهاوقعة كانت بين ابي احمد وصاحب الزنج في المحرم اضعفت اركان صاحب الزنج واسمه بهبوذ وفي صفر قتل وشرح القصة ان ابا احمد الح على حربه ورغب الناس في جهاد العدو وصار معه جماعة من المطوعة ورتب الناس

وامرهم ان يزحف جميعهم مرة واحدة وعبر يوم الاثنين لثلاث بقين من المحرم سنة سبعين فنصر ومنح اكناف القوم فولوا منهزمين وابتعهم الناس يقتلون ويأسرون فقتل ما لا يحصى وحويت مدينة الخبيث بأسرها واستنقذوا ما كان فيها من الاسارى من الرجال والنساء والصبيان وهرب الخبيث وخواصه الى موضع قد كان وطأه لنفسه ملجأ اذا غلب على مدينته فتبعه الناس فانهزم اصحابه وغدا ابو احمد يوم السبت لليلتين خلتا من صفر فسار الى الفاسق وكان قد عاد الى المدينة بعد انصراف الناس فلقي الناس قواد الفاسق فأسروهم وجاء البشير بقتل الفاسق ثم جاء رجل معه رأس الفاسق فسجد الناس شكرا وامر ابو احمد ان يكتب الى امصار المسلمين بالنداء في اهل البصرة والابلة وكور دجلة والاهواز وكورها وأهل واسط وما حولها مما دخله الزنج يقتل الناس وان يؤمروا بالرجوع الى اوطانهم وولى البصرة والابلة وكور دجلة رجلا من قواد مواليه وولى قضاء هذه الاماكن محمد بن حماد وقدم ابنه العباس الى بغداد ومعه رأس الخبيث ليراه الناس فيسروا فوافى بغداد يوم السبت لاثني عشرة ليلة بقيت من جمادي الاولى في هذه السنة والرأس بين يديه على قناة فأكثر الناس التكبير والشكر لله والمدح لابن الموفق وابيه ودخل احمد بن الموفق بغداد برأس الخبيث وركب في جيش لم ير مثله من سوق الثلاثاء الى المخرم وباب الطاق وسوق يحيى حتى هبط الى الحربية ثم انحدر في دجلة الى قصر الخلافة في جمادي هذه السنة وضربت القباب وزينت الحيطان
وفي هذه السنة في ربيع الاول منها ورد الخبر الى بغداد بأن الروم نزلت ناحية باب قلمية على ستة اميال من طرسوس وهم زهاء مائة الف يرأسهم بطريق البطارقة اندرياس فخرج اليهم يا زمان الخادم ليلا فبيتهم فقتل رئيسهم وخلقا كثيرا من اصحابه يقال انهم بلغوا سبعين الف واخذ لهم سبعة صلبان من ذهب وفضة فيها صليبهم الاعظم من ذهب مكلل بالجواهر واخذ خمسة عشر الف دابة وبغل ومن السروج مثل ذلك وسيوفا محلى بذهب وفضة ومناطق واربع

كراسي من ذهب ومائتي طوق من ذهب وآنية كثيرة نحوا من عشرة آلاف علم وكان النفير الى اندرياس يوم الثلاثاء لسبع خلون من ربيع الاول وفي هذه السنة قتل ملك الروم الصقلبي وفيها بنى احمد بن طولون اربعة اروقة على قبر معاوية بن ابي سفيان وامر ان يسرج هناك واجلس اقواما معهم المصاحب يقرأون القرآن وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
157 - احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
ابن سعيد بن ابي زرعة ابو بكر البرقي من اهل برقة حدث وكان ثقة ثبتا قيل ان اخاه محمد اكان قد صنف التاريخ ولم يتمه فأتمه هو وحدث به وكان اسنادهما واحد وكان احمد يمشي في سوق الدواب فضربته دابة فمات من يومه و ذلك في رمضان هذه السنة
158 - احمد بن عبد العزيز بن داود
ابن مهران الحراني رحل وكتب الحديث وحفظ وروى وعاد الى حران فتوفي بها في هذه السنة
159 - احمد بن طولون
وطولون تركي انفذه نوح بن اسد عامل بخارا الى المأمون سنة مائتين وتوفي سنة اربعين ومائتين وولد احمد ببغداد سنة عشرين ومائتين ونشأ بعيد الهمة وكان يستقل عقول الاتراك واديانهم ويقول ان حرمة الدين عندهم منهوكة وكانوا يهابونه ويتقوون به على الاموال وتمكنت له المحبة في قلوب الناس ونشأ على الخير والصلاح وحفظ القرآن وطلب الحديث فلقى الشيوخ وسمع منهم ثم سأله الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان ان يوقع له برزته على الثغر ليكون في جهاد متصل وثواب دائم ففعل وكانت ولايته ما بين رحبة مالك بن طوق الى المغرب وكانت امه بسر من رآى فبلغه انها تبكيه لبعده فرجع اليها فخرج على الرفقة

الذين صحبهم اعراب فقاتلهم اشد قتال ونصر عليهم وخلص من ايديهم اموالا قد حملت الى المستعين فحسن مكانه عنده وبعث اليه المستعين سرا الف دينار وقال للرسول عرفه محبتي له واشارتي لاصطناعه ولكن اخاف ان اظهر له ما في قلبي فيقتله الاتراك ثم استدام الانعام عليه ووهب له جارية اسمها مياس فولدت له ابنه خمارويه في محرم سنة خمسين ومائتين ولما تنكر الاتراك للمستعين وخلعوه وولوا المعتز احدروه الى واسط وقالوا من تختار ان يكون في صحبتك فقال احمد بن طولون فبعثوه معه فأحسن صحبته ثم خاف غلمان المتوكل من كيد المستعين فكتبوا الى احمد بن طولون ان اقتله فان قتلته وليناك واسطا فكتب اليهم والله لارآني الله قتلت خليفة بايعته له ابدا فانفذوا اليه سعيد الحاجب فلما رآه المستعين قال قد جاء جزار بني العباس فتسمله وضرب خيمة على بعد فأدخله اليها ثم خرج والقاها على ما فيها ورحل فلما نظروا فاذا هو قد حمل رأس المستعين معه فغسل احمد بن طولون الجثة وكفنها وواراها وعاد الى سر من رآى فزاد محله عند الاتراك ووصفوه بحن المذهب فولوه مصر نيابة عن اميرها في سنة اربع وخمسين فقال حين دخلها غايه ما وعدت في قتل المستعين ولاية واسط فتركت ذلك لاجل الله تعالى فعوضني ولاية مصر والشام ثم قتل والى مصر في ايام المهتدي فصار مستبدا بنفسه في ايام المعتمد وركب يوما الى الصيد فلما طعن في البرية غاضت يد دابة بعض اصحابه في وسط الرمل فكشف المكان فرآى مطلبا واسعا فامر ان يعمل فيه فوجد فيه من المال ما قيمته الف الف دينار فأنفق معظم ذلك في البر والصدقة وبناء الجامع وقال له وكيله يوما ربما امتدت الى الكف المطوقة والمعصم فيه السوار والكم الناعم افامنع هذه الطبقة فقال له ويحك هؤلاء المستورون الذين يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف احذر ان ترد يدا امتدت اليك وحسن له بعض التجار التجارة فدفع اليه خمسين الف دينار فرآى فيما يرى النائم كانه يمشمش عظما فدعى المعبر فقص عليه ما رآى فقال قد سمت همة الامير الى مكسب لا يشبه خطره فاستدعى

صاحب صدقاته وقال له امض الى التاجر وخذ منه الخمسين الف دينار وتصدق بها ولما اشتد مرضه في علة الموت فخرج المسلمون بالمصاحف واليهود بالتوراة والنصارى بالاناجيل والمعلمون بالصبيان كثر الدعاء في الصحراء والمساجد فلما احس بالموت رفع يده وقال يا رب ارحم من جهل مقدار نفسه وابطره حكمك عنه ثم تشهد وقضى في ذي القعدة من هذه السنة وقيل في التي قبلها وكان عمره خسمين سنة وخلف ثلاثة وثلاثين ولدا منهم سبعة عشر ذكرا وترك عشرة الاف الف دينار وكان له من المماليك سبعة الاف ومن الخيل على مربطه سبعة الاف فرس ومن الجمال والبغل ستة الاف رأس ومن المراكب الخاصة ثلثمائة ومن المراكب الحربية مائة مركب ومن الغلمان اربعة وعشرون الفا وكان خراج مصر في ايامه اربعة الاف الف درهم وثلثمائة الف دينار وانفق على المصالح اموالا كثيرة منها على الجامع مائة وعشرين الف دينا وكان يتصدق بثلاثة الاف دينار شاذة سوى الراتب وكان راتب مطبخه في كل يوم الف دينار وكان يجري على اهل المساجد كل شهر الف دينار وعلى فقراء الثغر كذلك وحمل الى بغداد ما فرق على الصالحين والعلماء في ايامه الفي الف ومائتي الف دينار ورأه بعض المتزهدين في المنام بحال حسنة فقال له ما ينبغي لمن سكن الدنيا ان يحتقر حسنة فيدعها ولا سيئة فياتيها عدل بي عن النار الى الجنة بتثبتي على متظلم عيبي اللسان شديد النهيب فسمعت منه وصبرت عليه حتى قامت حجته وتقدمت بانصافه وما في الآخرة على رؤساء الدينا اشد من الحجاب الملتمسى الانصاف ورأه اخر في المنام فقال له انما البلاء من ظلم من لا ناصر له
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا الحسين بن محمد المؤدب اخبرنا ابراهيم بن عبد الله المالكي حدثنا محمد بن علي بن سيف قال سمعت الحسين ابن احمد النديم قال سمعت محمد بن علي المادرائي قال كنت اجتاز بتربة احمد بن طولون فأرى شيخا يقرىء عند قبره ملازما للقبر ثم اني لم اره مدة ثم رأيته بعد ذلك فقلت له الست الذي كنت اراك عند قبر ابن طولون تقرأ عليه قال بلى

كان والينا في هذا البلد وكان له علينا بعض العدل ولم يكن الكل فأحببت ان اصله بالقرآن قلت فلم انقطعت عنه قال رأيته في النوم وهو يقول لي احب ان لا تقرآ عندي فكأني اقول له لاي سبب فقال ما يمر بي آية الا قرعت يها وقيل لي اما سمعت هذه
160 - ابراهيم بن مروزق بن دينار
او اسحاق البصرى قدم مصر وكان ثقة ثبا وذهب بصره قبل موته وتوفي بمصر في جمادي الاخرة من هذه السنة
161 - اسمعيل بن عبد الله بن ميمون
ابن عبد الحميد بن ابي الرجال ابو النضر العجلي مروزي الاصل وهو ابن اخي نوح ابن ميمون المضروب سمع خلقا كثيرا وروى عنه محمد بن مخلد الدورى وابو الحسين بن المنادي
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو بكر البرقاني اخبرنا ابراهيم بن محمد المزكي اخبرنا محمد بن اسحاق الثقفي قال انشدني ابو النضر العجلي لنفسه ... تخبرني الآمال اني معمر ... وان الذي اخشاه عني مؤخر ... فكيف ومر الاربعين قضيته ... على بحكم قاطع لا يغير ... اذا المرء جاز الاربعين فاه ... اسير لاسباب المنايا ومعثر ...
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قريء على ابن المنادى وانا اسمع قال توفي ابو النضر المروزي ليلة الاثنين لثلاث وعشرين خلت من شعبان سنة سبعين وقد بلغ اربعا وثمانين سنة فيما ذكر وكان يخضب بالوسمة
162 - بهبوذ صاحب الزنج
قد ذكرنا احواله وكان خروجه يوم الاربعاء لاربع بقين من رمضان سنة خمس

وخمسين وقتل يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين وكانت ايامه اربع عشرة سنة واربعة اشهر وستة ايام وحكى ابو بكر الصولي ان مبلغ من قتل في هذه المدة من الناس الف الف وخمسمائة الف رجل واستأمن من اصحابه خمسة عشر الف رجل
163 - حمدون بن عباد
ابو جعفر البزاز المعروف بالفرغاني سمع يزيد بن هارون وعلى بن عاصم روى عنه البغوي وكان اسمه احمد ولقبه حمدون وهو الغالب عليه قال الخطيب محله عندنا الصدق والامانه روى احاديث بواطل فالحمل فيها علىغيره توفي في محرم هذه السنة
164 - داود بن علي
ابن خلف ابو سليمان الفقيه الظاهري ولد سنة مائتين وسمع سليمان بن حرب والقعنبي ومسددا وغيرهم ورحل الى نيسابور فسمع من اسحاق بن راهويه المسند والتفسير وكان يرد الى اسحاق وما تجاسر احد يرد عليه غيره ثم قدم بغداد فسكنها وصنف كتبه بها وهو امام اصحاب الظاهر وكان ورعا ناسكا الا ان مذهبه طريف يدعى الجمود على النقل ويخالف كثيرا من الاحاديث ويلتفت على مفهوم الحديث الى صورة لفظ وفي هذا تغفيل
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت حدثنا عبد العزيز ابن على الوراق المحاملي حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني حدثني احمد بن الحسين قال سمعت ابا عبد الله المحاملي يقول صليت صلاة العيد يوم فطر في جامع المدينة فلما انصرفت قلت في نفسي ادخل على داؤود بن على اهنئه وكان ينزل قطيعة الربيع فجئته وقرعت على الباب فأذن لي فدخلت عليه واذا بين يديه طبق فيه اوراق هندباء وعصارة فيها نخالة وهو يأكل فهنأ به وتعجبت من حاله فرأيت ان جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء وخرجت من عنده فدخلت على رجل

من مكثري القطيعة يعرف بالجرجاني فلما علم بمجيىء اليه خرج حاسر الرأس حافي القدمين وقال ما عني القاضي ايده الله قلت مهم قال وما هو قلت في جوارك داود بن علي ومكانه من العلم وانت كثير البر والرغبة في الخير تغفل عنه وحدثته بما رأيت فقال لي داود شرس الاخلاق اعلم ايها القاضي اني وجهت اليه البارحة الف درهم مع غلامي ليستعين بها في بعض اموره فردها مع الغلام وقال للغلام قل له بأي عين رأيتني وما الذي بلغك من حاجتي حتى تهدي الى بهذا فتعجبت من ذلك وقلت له هات الدراهم فاني احملها اليه انا فدعا بها ودفعها الى وقال ناولني الكيس الاخير فجاءه بكيس فوزن الفا اخرى فقال تيك لنا وهذه لموضع القاضي وعناية فأخذت الالفين وجئت اليه فقرعت بابه فخرج وكلمني من وراء الباب وقال ما رد القاضي قلت حاجة اكلمك فيها فدخلت وجلست ساعة ثم اخرجت الدراهم وجعلتها بين يديه فقال هذا جزاء من ايتمنك على سره انها امانة العلم ادخلتك الى ارجع فلا حاجة لي فيما معك قال المحاملي فرجعت وقد صغرن الدينا في عيني ودخلت على الجرجاني واخبرته بما رأيت فقال اما انا فقد اخرجت هذه الدراهم لله تعالى فلا ترجع في مالي ابدا فليقل القاضي في اخراجها في اهل السترو والعفاف من المتجملين بالسترو الصيانة على ما يراه فقد اخرجتها عن قلبي
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي حدثنا ابو طالب على بن يحيى الدسكري اخبرنا ابو بكر بن المقريء قال سمعت علي بن حمزة قال سمعت ابا بكر بن داود يقول سمعت ابي يقول خير الكلام ما دخل الاذن بلا اذن قال المصنف قدم داود بغداد فسأل صلاح ابن احمد بن حنبل ان يتطلق له في الاستئذان على ابيه فاستأذن له فقال أحمد قد كتب الى محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني وفي رواية عنه انه قال الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق والذي بين الناس مخلوق
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا الحسن بن ابي بكر عن

احمد بن كامل القاضي قال في رمضان سنة سبعين ومائتين مات داود بن علي الاصبهاني وهو اول من انتحل الظاهر ونفي القياس في الاحكام قولا واضطر اليه فعلا فسماه دليلا وفي رواية انه توفي في ذي القعدة
165 - الربيع بن سليمان
ابن عبد الجبار بن كامل صاحب الشافعي مولى مراد كينى ابا محمد وكان فقيها يروى عن عبد الله بن وهب وغيره توفي في شعبان هذه السنة وصلى عليه خمارويه ابن احمد بن طولون
166 - زكريا بن يحيى
ابن اسد ابو يحيى المروزي يعرف بزكرويه سكن بغداد بباب خراسان وحدث عن سفيان بن عيينة وابي معاوية ومعروف الكرخي روى عنه المحاملي وابن مخلد وابو العباس الاصم وتوفي في هذه السنة
167 - عبد الله بن محمد
ابن شاكر ابو البحتري العنبري سمع حسينا الجعفي وابا داود الحفري وغيرهما وروى عنه ابن صاعد وابن ابي حاتم وقال هو صدوق
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا ابو بكر البرقاني اخبرنا ابراهيم ابن محمد المزكي اخبرنا ابو العباس محمد بن اسحاق السراج قال انشدني ابو البحتري ... يمنعني من عيب غيري الذي ... اعرفه من العيب ... وكيف شغلي بسوى مهجتي ... ام كيف لا انظر في جيبي ... ان كان عيبي غاب عنهم فقد ... احصى ذنوبي عالم الغيب ... عيبي لهم بالظن مني لهم ... ولست من عيبي في ريب ... لو انني اقبل من واعظ ... اذا كفاني واعظ الشيب ...
توفي ابو البحتري في ذي الحجة من هذه السنة
168 - الفضل بن العباس

ابو بكر المعروف بفضلك الرازي سمع هدبة وقتيبة وابن راهويه حدث عنه محمد بن مخلد وكان ثقة ثبتا امام عصره في معرفة الحديث توفي ببراثا من غربي بغداد في صفر هذه السنة ودفن هناك
169 - الفضل بن العباس
ابن موسى ابو نعيم العدوى الاستر آباذي روى عن ابي نعيم الفضل بن دكين وابي حذيفة النهدي وسهل بن بكار وسليمان بن حرب وغيرهم وكان فقيها فاضلا ثقة مقبول القول عند الخاص والعام وهو الذي تقدم الى احمد بن عبد الله الطائي لما اراد ان يغير على استراباد فأشترى منه البلد واهله ستمائة الف درهم ووزعها على الناس ويقال انه قتله محمد بن زيد العلوي في سر واخفاه وذلك في هذه السنة
170 - محمد بن ابراهيم
ابن محمد بن فرخان الفرخاني روى عنه البغوي وغيره وكان فقيها فاضلا ورعا متقنا ثبتا زاهدا توفي في هذه السنة بسمرقند وله ست وثمانون سنة
171 - محمد بن اسحاق
ابن جعفر وقيل ابن اسحاق بن محمد ابو بكر الصاغاني كان احد الاثبات المتقنين مع صلابة في الدين واشتهار بالنسة واتساع في الرواية ورحل في طلب العلم الى البلاد وسمع من يعلي بن عبيد الطنافسي ويزيد بن هارون وروح وخلق كثير روى عنه ابن ابي الدنيا والنسائي وابن خزيمة وقال الدارقطني كان ثقة فوق الثقة اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي الحافظ اخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد البزار حدثنا محمد ابن العباس الخزاز قال قال قريء علي ابي الحسين ابن المنادي مات الصاغاني لسبع خلون من صفر سنة سبعين ومائتين يوم الخميس
172 - محمد بن الحسين
ابن المبارك ابو جعفر يعرف بالاعرابي سمع اسود بن عامر ويونس بن محمد

وغيرهما روى عنه ابن صاعد وغيره وكان ثقة كثير السماع توفي له ولد نفيس يحفظ الحديث فتغير لذلك الى ان مات لعشر بقين من رمضان هذه السنة
173 - مصعب بن احمد
ابن مصعب ابو احمد القلانسي بغدادي المولد والمنشأ اصله من مرو وهو من زهاد المتصوفة من قران الجنيد ورويم واليه ينتمي ابو سعيد ابن الاعرابي اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو نعيم الحافظ قال اخبرني جعفر الخلدي في كتابه قال قال القلاني فرق رجل من الفقراء ببغداد اربعين الف درهم فقال لي سمنون يا ابا احمد ما ترى ما فعل هذا مالا يقدر عليه ونحن ما نرجع الى شيء ننفقه فامض الى موضع نصلي فيه بكل درهم ركعة فذهبنا الى المذائن فصلينا اربعين الف ركعة وزرنا قبر سلمان وانصرفنا
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي حدثنا عبد العزيز بن علي بن عبد الله الهمذاني قال حدثني عبد السلام بن محمد بن ابي موسى قال حدثني احمد بن محمد الزيادي قال كان سبب تزويج ابي احمد القلانسي بعد تفرده ولزومه المساجد يعقوب المالكي وكان حدث السن فقال انا احب ان اتزوج فسأل ابا احمد ان يطلب له زوجة قال فكلمت انسانا يقال له ابن المطبخي من النساك في بنت له فأجاب واقعدوا منزل بريهة ليعقد النكاح ابو محمد ومعنا رويم والقطيعي وجماعة فحضر ابو الصبية فلما عزموا على النكاح خرج محمد الغلام وقال بدالي فغضب ابو احمد وقال تخطب الى رجل كريمته ثم تأتي لا تتزوجها غيري فتزوجها في ذلك اليوم فلما عقدنا النكاح قام ابوها فقبل رأس ابي احمد وقال ما كنت اظن ان قدري عند الله عز و جل ان اصاهرك ولا قدر ابنتي ان تكون زوجها وكانت عنده حتى مات عنها
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا اسمعيل ابن احمد الحيري اخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال حج ابو احمد سنة سبعين ومائتين فمات بمكة

بعد انصراف الحاج بقليل ودفن بأجياد عند الهدف
سنة
ثم دخلت سنة احدى وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ورود الخبر في غرة صفر بدخول محمد وعلي ابني الحسن بن جعفر ابن موسى بن محمد بن علي بن الحسين المدينة وقتلهما جماعة من اهلها ومطالبتهما اهلها بمال وان اهل المدينة لم يصلوا في سمجد رسول الله صلى الله عليه و سلم اربع جمع لا جمعة ولا جماعة
ولثمان بقين من شعبان شخص صاعد من عسكر ابي احمد بواسط الى فارس لحرب عمرو بن الليث ولعشر خلون من رمضان عقد لاحمد بن محمد الطائي على المدينة وطريق مكة
وفي سادس عشر شوال كانت وقعة بين ابي العباس وبين خمارويه بن احمد بن طولون فهزمه ابو العباس فخرج خمارويه هاربا على حمار ووقع اصحاب ابي العباس في الهنب ونزل ابو العباس في مضرب خمارويه وهو لا يرى انه بقي له طالب فخرج كمين لخماريه كان اكمنه فشد على اصحاب ابي العباس فانهزموا وذهب ما كان في العسكرين بالنهب
ولاربع بقين من شوال دخل على المعتمد جماعة من حجاج خراسان فاعلمهم انه قد عزل عمرو بن الليث عما كان قلده ولعنه بحضرتهم واعلمه انه قد قلد خراسان محمد بن طاهر وامر بلعن عمرو على المنابر فلعن
وفي هذه السنة وثب يوسف بن ابي الساج وكان والي مكة على غلام الطائي يقال له بدر خرج علي الحاج فقيده فحارب ابن ابي الساج واصحاب بدر واعانهم الحاج حتى استنقذوا غلام الطائي واسروا ابن ابي الساج فقيدوه وحمل الى بغداد وكانت الحرب بينهم على ابواب المسجد الحرام انبأنا ابو بكر محمد بن عبد الباقي قال انبأنا ابو القاسم علي بن المحسن التنوخي عن ابيه قال حدثني ابو السري عمر بن محمد القاري قال حدثني ابو بكر الآدمي قال لما ادخل مؤنس ابا القاسم

ابن ابي الساج اسيرا خرجت الى تلقيته على فراسخ ودخلت بغداد معه فقال لي لما قربنا اذا كان غدا فاني ساركب ابن ابي الساج واشهره فاركب بين يديه واقرأ فقلت السمع والطاعة فلما كان من الغد شهر ابن ابي الساج ببرنس فبدأت فقرأت وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد واتبعتها بكل ما في القرآن من هذا الجنس قال وحانت منه التفاتة فرأيت ابن ابي الساج يبكي ومضى ذلك اليوم فلما كان بعد ايام رضي عنه السلطان بشفاعة مؤنس فاطلقه الى داره فانا كنت يوما بحضرة مؤنس اقرأ اذ استعدعاني وقال لي قد طلبك اليوم ابن ابي الساج فامض اليه فقلت له ايها الاستاذ الله الله في لعله وجد في نفسه من قراءتي ذلك اليوم فضحك وقال امض اليه فمضيت اليه فرفعني واجلسني وقال احب ان تقرأ تلك الآيات التي قرأتها بين بدي يوم كذا فقلت ايها الامير تلك حالة اقتضت ذلك وليس مثلك بأخذ مثلي عليها وقد كشفها الله الآن ولكن اقرأ لك غيرها قال لا الا تلك فانه تداخلني لها خشوع وخوف احب ان اكسر به نفسي فردد سماعها على قال فاستفتحت فقرأتها فما زال يبكي وينتحب الى ان قطعت القراءة ثم قال تقدم الى فخفته والله ان يبطش بي ثم قلت في نفسي هذا محال فتقدمت فأخرج من تحت مصلاه دنانير كثيرة وقال افتح فاك ففتحته بكل ما استطعته فما زال يملأه حتى لم يبق في فمي موضع ثم قال للغلام هات فجاء بكيس فيه الفا درهم فجعلها في كمي ثم خرجت فقدمت الى بغلة فارهة مسرجة فحملت عليها واصحبني ثيابا وقال اذا شئت فعد الينا ولا تنقطع عنا ما دمنا مقيمين فكنت اجيئه في كل اسبوع اقرأ في داره فيعطيني في كل شهر مائة دينار الى ان خرج من مدينة السلام
وفيها وثب العامة على النصارى وخربوا الدير العتيق الذي وراء نهر عيسى وانتهبوا كل ما كان فيه من متاع وقلعوا الابواب والخشب وهدموا بعض حيطانه وسقوفه ونبشوا الموتى فصار اليهم الحسين بن اسمعيل صاحب شرط بغداد من قبل محمد بن طاهر فمنعهم من هدم ما بقي منه وكان يتردد اليه اياما والعامة تجتمع

في تلك الايام حتى يكون بينهم قتال ثم بنى ما كانت العامة هدمته وكانت اعادة بنائه بقوة عبدون بن مخلد النصراني اخى صاعد بن مخلد
وفي ذي القعدة قدم المعتمد الى بغداد فصلى بالناس في المصلى صلاة الاضحى ورءاه الناس وعليه البردة وذلك يوم السبت
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن اسحاق ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
174 - بوران بنت الحسن بن سهل
وكان لها الفطنة والذكاء تزوجها المأمون وقد ذكر في تلك الحوادث وتوفيت في ربيع الاول من هذه السنة وقد بلغت ثمانين سنة
175 - حمدون بن احمد بن عمار
ابو صالح القصار صحب ابا تراب النخشبي وغيره اخبرنا محمد بن القاسم اخبرنا احمد بن احمد اخبرنا ابو نعيم الاصبهاني قال سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت محمد بن احمد الفراء يقول سمعت عبد الله بن مبارك يقول سفه رجل على حمدون فسكت حمدون ثم قال يا اخي لو نقصتني كل شيء ما نقصتني كنقصي عندي ثم قال سفه رجل على اسحاق الحنظلي فاحتمله وقال لاي شيء تعلمنا العلم اخبرنا ابن ناصر اخبرنا احمد بن علي بن خلف اخبرنا ابو عبد الرحمن السلمي قال سمعت محمد بن احمد الفراء يقول سمعت عبد بن الحجام يقول قال حمدون اذا رأيت سكرانا فتمايل لئلا تبغي عليه فتبتلى بمثل ذلك قال السلمي وكان ابو صالح حمدون يميل الى مذهب سفيان الثوري وكتب الحديث يذهب مذهب الملامة كان استاذ الجماعة فيه توفي حمدون في هذه السنة بنيسابور ودفن في مقبرة الحيرة
176 - سهل بن مهران
ابن سهل ابو بشر الدقاق نزل نيسابور وحدث بها عن ابي عبد الرحمن المقرىء

وعاصم بن علي وكان ثقة وتوفي في هذه السنة
177 - عبد الله بن محمد
ابن حبيب ابو رفاعة العدوي البصري حدث عن ابراهيم بن بشار الرمادي روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية وكان ثقة وولى القضاء وتوفي بشمشاط في هذه السنة
178 - علي بن سهل
ابن المغيرة ابو الحسن البزاز سمع شجاع بن الوليد وابا نعيم وعفان بن مسلم روى عنه ابو الحسن بن المنادى وكان صدوقا وتوفي في هذه السنة وقيل في سنة سبعين
179 - العباس بن محمد
ابن حاتم بن واقد ابو الفضل الدورى مولى بني هاشم ولد سنة خمس وثمانين ومائة سمع شبابة وابا النضر وعفان بن مسلم ويحيى بن معين روى عنه عبد الله بن احمد وجعفر الفريابي والبغوي وابن صاعد وكان ثقة توفي في صفر هذه السنة وقد بلغ ثماني وثمانين سنة
180 - محمد بن حماد
ابو عبد الله الرازي الطهراني سمع عبد الرزاق وغيره وكان جوالا حدث بالري وبغداد والشام روى عنه ابن ابي الدنيا وغيره وهو صدوق ثقة توفي بعسقلان ليلة الجمعة لثمان بقين من ربيع الاخرة من هذه السنة
181 - محمد بن صالح
ابن عبد الرحمن ابو بكر الانماطي ويعرف بكيلجة سمع عفان بن مسلم وتوفي في هذه السنة وقيل سنة اثنتين والاول اصح
182 - محمد بن يعقوب

ابن الفرج ابو جعفر المعروف بابن الفرخي كان من ابناء الدنيا وكان له مال كثير فانفق الكل في طلب العلم وعلى الفقراء وكان له موضع من العلم والفقه ومعرفة الحديث لزم على بن المديني فأكثر عنه وصحب ابا تراب النخشبي وذا النون المصري ونحوهما وكان يعظ في جامع الرملة
اخبرنا ابو بكر بن محمد بن عبد الله بن حبيب اخبرنا ابو سعد علي بن عبد الله بن ابي صادق اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه قال سمعت ابا عمر تلميذ الرقي يقول سمعت محمد بن داود الدينورى يقول سمعت بنان بن احمد المصري يقول قدم ابن الفرخي الى فقصدته فاذا هو في بيت مملوء كتبا فقلت له رحمك الله اختصر لي من هذه الكتب كلمتين انتفع بهما فقال ليكن همك مجموعا فيما يرضى الله فان اعترض عليك شيء فتب من وقتك
183 - مطروح بن محمد
ابن شاكر ابو نصر القضاعي ولد سنة تسعين ومائة وكان ثقة توفي في هذه السنة بالاسكندرية
184 - يعقوب بن اسحاق
ابن زياد ابو يوسف البصري المعروف بالفلوسي سمع ابا عاصم النبيل ومحمد ابن عبد الله الانصاري وكان حافظا ثقة ضابطا ولي قضاء نصيبين فخرج اليها ودخل بغداد في طريقه وحدث بها فروى عنه ابن ابي الدنيا وابن ابي داود والمحاملي وابن مخلد وتوفي بنصيبين في جمادي الاولى من هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة اثنين وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان العامة تجمعوا في ربيع الآخرة فهدموا ما كان بني من البيعة التي ذكرنا خرابهم اياها في السنة الخالية وانتبهوا مالا عظيما منها لانهم انكروا

عليهم ركوب الدواب
وورد الخبر في جمادي الاولى ان مصر زلزلت زلازل اخربت الدور ومسجد الجامع وانه احصى بها في يوم واحد الف جنازة
وفيها تحركت الزنج بواسط وكان رؤساؤهم في حبس ابن طاهر فقتل رؤساءهم وصلبوا
وفيها قدم المعتمد بغداد لخمس بقين من شوال فنزل الزعفرانية ومحمد بن عبد الله بن طاهر بين يديه بالحربة
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
185 - احمد بن محمد بن الحجاج
ابن رشد بن المهري يكنى ابا جعفر كان احد حفاظ الحديث واهل الصنعة توفي في ليلة الاربعاء ودفن يوم عاشوراء من هذه السنة
186 - ابراهيم بن سليمان بن داود الاسدي
اسد خزيمة يكنى ابا اسحاق ويعرف بابن ابي داود البرلسي لانه كان لزم البرلس ماحوزا من مواحيز مصر ولد بصور وابوه ابو داود كوفي وكان ثقة من احفاظ الحديث توفي بمصر في شعبان هذه السنة
178 - ابراهيم بن الوليد بن ايوب
ابو اسحاق الجشاس سمع ابا نعيم والقعنبي وعفان وغيرهم وكان ثقة توفي في محرم هذه السنة
188 - جعفر بن محمد بن عامر
ابو الفضل البزاز من اهل سر من رآي حدث عن ابي نعيم وقبيصة وعفان روى عنه ابن صاعد وابن ابي داود وغيرهما وكان احد الشهود المعدلين قال ابن ابي

حاتم سمعت منه مع ابي وهو صدوق غرق بطريق البصرة في هذه السنة
189 - الحسن بن اسحاق بن يزيد
ابو علي العطار حدث عن زيد بن الحباب وقبيصة وابي نعيم وغيرهم روى عنه ابن مخلد وابو العباس الاصم وغيرهما وكان ثقة اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب الاصم حدثنا الحسن بن اسحاق العطار قال سمعت عبد الرحمن بن هارون يقول كنا في البحر سائرين الى افريقية فركدت علينا الريح فأرسينا الى موضع يقال له البرطون وكان معنا صبي صقلي يقال له ايمن وكان معه شص يصطاد به السمك قال فاصطاد سمكا نحوا من شبر أواقل قال وكان على ضيفه اذنها اليمنى مكتوب لا اله الا الله وعلى قذ لها وعلى ضيفه اذنها اليسرى مكتوب محمد رسول الله قال وكان ابين من نقش على حجر وكانت السمكة بيضاء والكتابة سوداء كأنه كتب بحبر قال فقذفناها في البحر ومنع الناس ان يصطاد من ذلك الموضع حتى اوغلنا توفي ابو علي العطار في هذه السنة
190 - سليمان بن وهب
توفي في الحبس في صفر هذه السنة فرثاه العبشمي فقال ... كأن الارض لما قيل اودي ... سليمان بن وهب بي تميد ... أبا ايوب كنت لنا غياثا ... وركنا ان عدا دهر شديد ... فلو قبلت منيته بديلا ... لاعطينا المنية ما تريد ... لان عطلت دواوين المعالي ... واضحت لا يعد لها عديد ... لقد أبقى محاسن خالدات ... تبيد الراسيات ولا تبيد ...
191 - عبد الله بن محمد
ابن اسمعيل بن لاحق البزاز سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة وسعيد بن منصور روى عنه ابن صاعد وابو عمر القاضي وكان ثقة توفي في جمادي الاولى في هذه السنه

192 - علي بن داود
ابو الحسين التميمي القنطري سمع نعيم بن حماد وغيره روى عنه الحربي والبغوي وابو الحسين ابن المنادى وكان ثقة توفي في ذي الحجة من هذه السنة
193 - العلاء بن صاعد
ابو عيسى كان يتعاطى النجوم فرآى النبي صلى الله عليه و سلم في المنام قال فجئته عن يمينه فقلت يا رسول الله ادع الله بأن يهب لي العافية فأعرض عني فدرت عن شماله فقلت مثل ما قلت فأعرض عني فجئته مواجها له فقلت له مثل ما قلت فقال لا افعل قلت ولم يا رسول الله قال لان الواحد منكم يقول علني المريخ وابرأني المشتري حمل العلاء الى دار الموفق في محفة فحبس فقال عند حمله الى ثلاثة عشر يوما اخرج من الحبس واعود الى منزلي فتوفي في الحبس بعد ثلاثة عشر يوما واخرج ميتا
194
- محمد بن عبد الوهاب
ابن حبيب بن مهران ابو احمد العبدي جمع الحديث والفقه والأدب والثروة وروى عن خلق كثير منهم يحيى بن يحيى واسمعيل بن ابي أويس والواقدي والاصمعي وعفان والقعنبي وابو عبيد وغيرهم وأخذ الادب عن الاصمعي وابن الاعرابي وابي عبيد والحديث عن احمد بن حنبل ويحيى بن معين وابن المديني والفقه عن ابيه وكان يفتي في هذه العلوم وكان ثقة وتوفي في هذه السنة
195
- محمد بن ابي داود عبيد الله بن يزيد
ابو جعفر المنادي سمع شجاع بن الوليد وحفص بن غياث ويزيد بن هارون وغيرهم
روى عنه البخاري وابو داود والبغوي وغيرهم وكان صدوقا
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا محمد بن زكريا

حدثنا محمد بن العباس قال قريء علي ابن المنادى وانا اسمع قال توفي جدي ابو جعفر محمد بن عبيد الله المنادى ليلة الثلاثاء في السحر ودفن يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائتين وصام فيما قال لنا اثنين وتسعين رمضانا واثني عشر يوما من الشهر الذي مات فيه وله يومئذ مائة سنة وسنة واحدة واربعة اشهر واثنا عشر يوما وليلة لانه ولد فيما قال لنا للنصف من جمادي الاولى سنة احدى وسبعين ومائة قال وكان احمد بن حنبل اكبر مني بسبع سنين وكان يحيى بن معاذ اكبر مني بسبع سنين
196
- يعقوب بن سواك
ابن يوسف الختلى سكن بغداد وصحب بشر بن الحارث ولما احتضر قال له ابنه محمد يا ابت اذا قضيت نحبك ادفنك عند اخيك بشر فقال اذا مت فادفني عند ابي وامي فاني احب ان يجمعنا الله في القيامة فسيجمعنا قال قلت يأبة فأكفر عنك بشيء قال لا فاني ما حلفت عند رجل على حق ولا على باطل توفي في هذه السنة وقيل في سنة ثمان وسبعين
سنة
ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان ثلاث بنين كانوا الطاغية الروم دسوا به فقتلوه وملكوا احدهم وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي وهذه السنة العاشرة من حجة بالناس ولم يحج من بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشر سنين متتابعة سواه ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
197
- احمد بن سعد
ابن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ابو ابراهيم الزهري سمع على بن الجعد وعلي

ابن يحيى وغيرهما روى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي وابن المنادي وغيرهم وكان مذكورا بالعلم والفضل موصوفا بالصلاح والزهد ومن اهل بيت كلهم علماء محدثون
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا احمد بن عمر بن روح اخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال سمعت ابي يقول مضى عمي يعني ابا ابراهيم الى احمد بن حنبل يسلم عليه فلما رآه قام اليه قائما واكرمه فلما مضى قال له ابنه عبد الله يا أبت ابو ابراهيم شاب وتعمل به هذا العمل وتقوم اليه فقال له يا بني لا تعارضني في مثل هذا الا اقوم الى ابن عبد الرحمن بن عوف توفي ابو ابراهيم في محرم هذه السنة وقد بلغ خمسا وسبعين سنة ودفن في مقبرة التبانين
198
- حنبل بن اسحاق
ابن حنبل بن هلال بن اسد ابو علي الشيباني ابن عم احمد بن حنبل سمع ابا نعيم وعاصم بن علي وعارم بن الفضل ومسددا والحميدي وابن المديني وخلقا كثيرا وله كتاب مصنف في التاريخ روى عنه البغوي وابن صاعد وكان ثقة ثبتا صدوقا خرج الى واسط وتوفي بها في جمادي الاولى من هذه السنة
199 - الفتح بن شخرف
ابن داود بن مزاحم ابو نصر الكشي حدث عن رجاء بن مرجي وابي بكر بن زنجويه وغيرهما روى عنه ابو عمرو بن السماك والنجاد وكان من كبار الزهاد المتورعين وقال احمد بن حنبل ما اخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابراهيم بن عمر البرمكي اخبرنا ابو الفضل الزهري قال سمعت ابا الطيب المعلم يقول سمعت البربهاري يقول سمعت فتح بن شخرف يقول رأيت رب العزة في النوم فقال يا فتح احذر لا آخذك على غرة قال فتهت في الجبال تسع سنين
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا الازهري حدثنا عبيد الله بن

ابراهيم القزاز حدثنا جعفر بن محمد الخواص حدثنا ابو محمد الجريري قال قال لي فتح ابن شخرف من اعجازي بكل شيء عندي قلم كتبت به اربعين سنة كنت اكتب بالنهار وبالليل وكانت دارنا واسعة كنت اكتب في القمر حتى يرتفع واكتب على سلم في دارنا ارتقاء عليه مرقاة مرقاة حتى ينتهي السلم فاذا تشعث رأس القلم قططته وهو عندي فأخرج الى انبوبة صفر واخرج القلم منها فأرانيه توفي فتح بن شخرف في شوال هذه السنة وقبره ظاهر في مقبرة احمد ابن حنبل وصلى عليه ثلاثا وثلاثين مرة واقل قوم كانوا يصلون عليه خسمة وعشرون الفا وكان يقول في حياته اعرف رجلا على عضو من اعضائه كتوب خلقه الله والله ما كتبها كاتب فلما مات رآها غاسله
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا احمد بن علي التوزي حدثنا الحسن بن الحسين افقيه سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت ابا محمد الحريري يقول غسلت الفتح بن شخرف فقبلته على يمينه فاذا على فخذه الأيمن مكتوب خلقه الله كتابة بينة
200 - محمد بن يزيد
ابو عبد اله ابن ماجة مولى ربيعة ولد سنة تسع ومائتين ورحل الى مكة والبصرة والكوفة وبغداد والشام ومصر والري وسمع الكثير وصنف السنن والتاريخ والتفسير وكان عارفا بهذا الشأن توفي في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان هذه السنة وهو ابن اربع وستين سنة
201 - محمد بن احمد
ابن رزين ابو عبد الله حدث عن شبابة وعلي بن عاصم ويزيد بن هارون وغيرهم ومات في هذه السنة
202 - محمد بن ابراهيم

ابن مسلم بن سالم ابو امية بغدادي سكن طرسوس فقيل له الطرسوسي وكان من اهل الرحلة في طلب الحديث وكان له فيه حسن فهم سمع عمر بن يونس اليماني ويعقوب بن اسحاق الحضرمي وابا عاصم النبيل وابا نعيم وقبيصة وغيرهم روى عنه ابو حاتم الرازي ووكيع القاضي وابن صاعد والمحاملي وغيرهم وكان ابو داود السجستاني يقول ابو امية ثقة وقال ابو بكر الخلال كان رجلا رفيع القدر جدا اماما في الحديث مقدما في زمانه توفي بطرسوس في جمادي الاخرة من هذه السنة
203 - محمد بن ابي عمران
ابو يزيد الاستراباذي كنيته ابو يزيد كان فاضلا خيرا ورعا ثقة ولما جاءت الديالمة الى استراباذا باع ابو يزيد هذا ملاكه باستراباذ وتحول منها الى نيسابور وقال قد اختلط القوت واشبته فأقام فيها الى ان مات في هذه السنة
204 - ابو يعقوب الشريطي
البصري الصيرفي كان عالما بالحديث حافظا لعلوم جمة وصحب ابا تراب النخشبي وكان معظما عند الناس
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال حدثنا ابو العباس احمد بن محمد بن زكريا النسوى حدثنا ابو عبد الله احمد بن عطاء الروذبارى حدثنامحمد بن اسحاق الكثيري قال قال ابو سعيد الزيادي دخل ابو يعقوب الشريطي وكان من اهل البصرة مجلس داود الاصبهانى وعليه خرقتان فتصدر لنفسه من غير ان يرفعه احد وجلس الى جنب داود فقال داود سل يا فتى فقال له يعقوب يسأل الشيخ عما احب فحرد داود فقال عما اسألك عن الحجامة اسألك قال فبرك ابو يعقوب ثم روى طرق افطر الحاجم والمحجوم ومن ارسله ومن اسنده ومن وقفه ومن ذهب اليه من الفقهاء وروى اختلاف طرق احتجم النبي صلى الله عليه و سلم واعطى الحجام اجره ولو كان حراما لم يعطه ثم روى طرق

ان النبي صلى الله عليه و سلم احتجم بقرن وذكر احاديث صحيحة في الحجامة ثم ذكر الاحاديث المتوسطة مثل قوله ما مررت بملأ من الملائكة ومثل شفاء امتي وما اشبه ذلك وذكر احاديث ضعيفة مثل قوله لا يحتجم يوم كذا ولا ساعة كذا ثم ذكر ما ذهب اليه اهل الطب من الحجامة في كل زمان وذكر ما ذكره الاطباء في الحجامة ثم قال في آخر كلامه واول ما خرجت الحجامة من اصبهان فقال داود والله لا جفوت احدا بعدك
سنة
ثم دخلت سنة اربع وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها شخوص ابي احمد لحرب عمرو بن الليث في ربيع الاول وفيها غزا يا زمان في رمضان واسرو وغنم وسلم وحج بالناس في هذه السنة هارون ابن محمد الهاشمي ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
205 - ابراهيم بن احمد
ابن يحيى بن ابراهيم ابو اسحاق سمع من حرملة بن يحيى وغيره وكان حافظا فاضلا توفى في جمادي الآخرة من هذه السنة
206 - اسحاق بن ابراهيم
ابن زياد ابو يعقوب المقريء حدث عن هدبة بن خالد روى عنه ابن خالد توفي في ربيع الاول من هذه السنة

207 - ايوب بن سليمان
ابن داود المعروف بالصعدي حدث عن ابي اليمان الحكم بن نافع وآدم بن ابي اياس وعلى بن الجعد وغيرهم روى عنه ابن صاعد وابو عمرو بن السماك وكان ثقة توفي في رمضان هذه السنة
208 - الحسن بن مكرم
ابن حسان ابو العلاء البزاز ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وسمع على بن عاصم وابا النضر هاشم بن القاسم ويزيد بن هارون وشبابة بن سوار وعفان بن مسلم روى عنه المحاملي وابن مخلد والنجاد وكان ثقة توفي في رمضان هذه السنة وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة
209 - خلف بن محمد
ابن عيسى ابو الحسين الواسطي الملقب بكردوس قدم بغداد وحدث عن يزيد ابن هارون وروح وعاصم بن علي وروى عنه المحاملي وابن مخلد قال ابن ابي حاتم هو صدوق وقال الدارقطني ثقة توفي بواسط في ذي الحجة من هذه السنة وقد نيف على الثمانين
210 - عبد الله بن روح
ابن عبد الله ابو محمد المدائني المعروف بعبدوس سمع يزيد بن هارون وشبابه وروى عنه المحاملي وابن السماك وكان ثقة صدوقا وتوفي بالمدائن في جمادي الآخرة من هذه السنة
211 - عبد الله بن ابي سعيد
ابو محمد الوراق وهو عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن بن بشر بن هلال الانصاري بلخي الاصل ولد سنة تسع وتسعين ومائة وسكن بغداد وحدث بها عن عفان وسريج بن يونس وعلي بن الجعد وغيرهم وروى عنه ابن ابي الدنيا والبغوي

وابن المرزبان والكوكبي والمحاملي وكان ثقة صاحب اخبار وآداب وملح توفي بواسط في جمادي الاخرة من هذه السنة ودفن بالجانب الشرقي من واسط وقد بلغ سبعا وسبعين سنة
212 - محمد بن اسمعيل
ابن زياد ابو عبد الله وقيل ابو بكر الدولابي سمع ابا النضر الهاشم بن القاسم وابا اليمان وابا مسهر وغيرهم وروى عنه محمد بن مخلد وابو الحسين بن المنادى وكنياه ابا عبد الله وحدث عنه ابو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي وابو عمر بن السماك وكنياه ابا بكر وكان ثقة توفي في هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة خمس وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان يا زمان غزا في البحر فأخذ للروم اربع مراكب وفيها حبس ابو احمد ابنه ابا العباس فشغب اصحابه وحملوا السلاح وركب غلمانه واضطرب بغداد لذاك فركب ابو احمد حتى بلغ الرصافة وقال لاصحاب ابي العباس وغلمانه ما شأنكم اترونكم اشفق على ابني مني هو ولدي واحتجت الى تقويمه فانصرفوا وكان ذلك في يوم الثلاثاء لست خلون من شوال وحج بالناس في هذه السنة هارون بن الهاشمي ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
213 - احمد بن محمد بن الحجاج
ابو بكر المروزي صاحب الامام احمد كانت امه مروزية وابوه خوارزميا وكان احمد يقدمه على جميع اصحابه ويأنس به ويبسط اليه اذا بعثه في حاجة يقول له قل فما قلت فهو على لساني وانا قلته وهو الذي تولى اغماض احمد وغسله ونقل عنه مسائل كثيرة
انبأنا محمد بن عبد الباقي انبأنا ابراهيم بن عمر البرمكي عن عبد العزيز

إبن جعفر قال سمعت الخلال يقول خرج أبو بكر المرزوي إلى العدو فشيعه الناس إلى سامرا فجعل يردهم ولا يرجعون فحزروا فإذا هم بسامرا سوى من رجع نحو خمسين ألف إنسان فقيل يا أبا بكر احمد الله فهذا علم قد نشر لك فبكى ثم لاقال ليس هذا علم لي أنما هذا علم أحمد بن حنبل توفي أبو بكر لست خلون من جمادي الأولى من هذه السنة ودفن قريبا فلحق أبا بكر المرزوي
214 - أحمد بن محمد بن غالب
إبن خالد بن مرداس أبو عبد الله الباهلي البصري المعروف بغلام الخليل سكن بغداد وحدث عن قرة بن حبيب وشيبان بن فروخ والشاذكوني وغيرهم وروى عنه محمد بن مخلد وأبو عمرو وبن السماك وأحمد بن كامل القاضي وسئل عنه أبو حاتم الرازي فقال روى أحاديث مناكير عن شيوخ مجهولة ولم يكن محله عندي ممن بفتعل الحديث صالحا
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي قال حدثني الحسن بن علي التميمي قال قرأت على محمود بن الحسين القطان عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرىء قال قال أبو جعفر بن الشعيري لما حدث غلام الخليل عن بكر بن عيسى عن أبي عوانة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قلت يا أبا عبد الله هذا الرجل حدث عنه إبراهيم بن عرعرة واحمد بن حنبل وهو قديم الوفاة ولو تلحقه انت ولا من في سنك ففكر في هذا قال خفته فقلت احسبك سمعت من رجل يقال له بكر بن عيسى حدثك عن بكر بن عيسى هذا فسكت وافترقنا فلما كان من الغد قال يا أبا جعفر علمت إني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة يقال له بكر بن عيسى فوجدتهم ستين رجلا
أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا إبن ثابت قال حدثني أحمد بن سليمان بن علي المقرىء أخبرنا أبو سعد احمد بن محمد الماليني أخبرنا عبيد الله بن عدي الحافظ قال أخبرنا عبد الله الناوندي في مجلس أبي عروبة يقول لغلام الخليل هذه الأحاديث الرقائق التي تحدث بها قال وضعناها لنرقق بها قلوب العامة وكان أبو داود

السجستاني يكذب غلام خليل ويقول أخشى أن يكون دجال بغداد وقد عرض على حديثه فنظرت في أربع مائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلها قال الدارقطنى غلام خليل متروك
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرنا الحسن إبن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال سنة خمس وسبعين ومائتين توفي أبو عبد الله أحمد بن محمد غلام الخليل وحمل في تابوت إلى البصرة وبينت عليه قبة وكان فصيحا يحفظ علما كثيرا ويقتات الباقلي صرفا
أخبرنا أبو منصور أخبرنا الخطيب أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قال أبو الحسن إبن المنادى توفي غلام الخليل في رجب وصلى عليه في الدار التي كان ينزلها وغلقت أسواق مدينة السلام وخرج الرجال والنساء والصبيان للصلاة عليه ودفن بالبصرة وحمل في تابوت فأحدر إلى البصرة وأكثر من صلى عليه إنما صلى على شاطىء دجلة وانحدر الناس ركبانا ومشاة وفي الزواريق إلى كلوذى ودونها منها ودفن بالبصرة
إسحاق بن إبراهيم
إبن هاني أبو يعقوب النيسابوري وكان له إختصاص باحمد بن حنبل وعنده أقام أحمد مدة عند إختفائه وحدث عنه بقطعة من مسائله وكان صالحا وتوفي في هذه السنة
216 - جعفر بن محمد
إبن القعقاع أبو محمد البغوي سكن سر من رأى وحدث بها عن سعيد بن منصور وغيره روى عنه البغوي وغيره وكان ثقة توفي في رمضان هذه السنة
217 - الحسن بن جعفر
أبن محمد الوضاح أبو سعيد السمسار الحربي المعروف بالحرفي حدث عن جعفر الفريابي وغيره روى عنه التنوخي وتوفي في رجب هذه السنة قال العتيقي

كان فيه تساهل
218 - الحسن بن الحسين
إبن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة أبو سسعيد السكري ولد سنة إثنتي عشرة ومائتين وسمع يحيى بن معين وأبا حاتم والرياشي ومحمد بن حبيب وعمر بن شبة وغيرهم وكان ثقة دينا صالحا صادقا وأنشر كثيرا من كتب الأدب وحدث عنه أبو سهل بن زياد وتوفي في هذه السنة
219 - سليمان بن الأشعث
إبن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمر وأبو داود الأزدي السجستاني ولد سنة ستين ومائتين وهو أحد من رحل وطوف وجمع وصنف وكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والبصريين وروى عنه خلق كثير منهم أبو بكر الخلال والنجاد وسمع منه أحمد بن خليل حديثا وأحدا وصنف كتاب السنن وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده له وإستحسنه وكان إبراهيم الحربي يقول ألين الحديث لأبي داود كما إلين الحديد لداود كان عالما حافظا عارفا بعلل الحديث ذا عفاف وورع وكان يشبه بأحمد بن حنبل
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال حدثني أبو بكر بن علي بن إبراهيم الدينوري قال سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الفرضي قال سمعت أبا بكر بن داسة يقول سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس مائة ألف حديث إنتخبت منها ما ضمنت هذا الكتاب يعنى كتاب السنن جمعت فيه أربعة آلاف وثمان مائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه وييقاربه ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة إحاديث أحدها قوله عليه السلام الأعمال بالنيات والثاني قوله عليه السلام من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه والثالث قوله عليه السلام لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه والرابع قوله عليه السلام الحلال بين والحرام

بين وبين ذلك أمور مشتبهات
أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا احمد بن علي العتيقي قال سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الزهري يقول سمعت أبا بكر بن ابي داود يقول سمعت أبي يقول الشهوة الخفية حب الرياسة توفي أبو داود بالبصرة في شوال هذه السنة وقيل في سنة ست وسبعين وكان وفاته يوم الجمعة ودفن إلى جنب قبر سفيان الثوري وبلغ ثلاثا وسبعبن سنة
220 - عبد الله بن أحمد
إبن محمد بن ثابت أبو عبد الرحمن المرزوي من نسل بديل بن ورقاء الخزاعي ويعرف بابن شبويه من أئمة الحديث الفضلاء الراحلين في طلب العلم سمع خلقا كثيرا مثل عبدأن وآدم وإبن راهوية وعلي بن حجر وأبي كريب وقدم بغداد فحدث بها وروى عنه إبن أبي الدنيا وإبن صاعد وتوفي في هذه السنة
221 - عبد الله بن محمد
إبن زيد أبو محمد الحنفي المرزوي حدث عن عبدان روي عنه محمد بن مخلد وكان ثقة وتوفي في رمضان من هذه السنة
222 - عبد الله بن عبيد الله
إبن داود أبو قاسم الهاشمي الداودي وكان فقيه الداودية في عصره بخراسان سمع أبا جعفر الطحاوي وأبا العباس بن عقدة والحسين بن إسماعيل المحاملي وطبقتهم وانتخب عليه الحاكم أبو عبد الله وتوفي في ببخارا في هذه السنة
223 - عبد الرحمن بن مرزوق
إبن عطية أبو عوف البزورى سمع روح بن عبادة وشبابة وأبا نعيم روى عنه إبن صاعد وإبن السماك وكان ثقة توفي في رجب هذه السنة وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة

224 - عبد العزيز بن عبد الرحمن
إبن عبد الله أبو القاسم الهاشمي سمع الحميدي روى عنه المحاملي القاضي وكان ثقة وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة وبلغ ستا وثمانين سنة وكان جميلا وسيما بهيا
225 - القاسم بن عبد الله
إبن المغيرة أبو محمد الجوهري مولى لأم عيسى بنت علي بن عبد الله بن عباس ولد سنة خمس وتسعين ومائة سمع من بن أبي أويس وعفان بن مسلم وأبي نعيم روى عنه مسلم الكجي وكان ثقة مامونا توفي في محرم هذه السنة
226 - محمد بن إسحاق
إبن إبراهيم بن أبي العنبس بن المغيرة أبو العنبس الصيمري الشاعر وكان أحد الأدباء الملحاء إلا إنه هاجى اكثر شعراء زمانه وقدم بغداد ونادم المتوكل
أخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا عبد الله بن علي بن حموية أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال أنشدنا لا حق بن الحسين قال أنشدنا علي بن عاذل القطان لأبي العنبس
... كم مريض قد عاش من بعد يأس ... بعد موت الطبيب والعواد ... قديصاد القطا فتنجو سليما ... ويحل القضاء بالصياد ...
توفي أبو العنبس في هذه السنة وحمل إلى الكوفة فدفن بها
227 - محمد بن إسحاق البغوي
حدث عن أبي الوليد الطيالسي وخالد بن خداش في آخرين وكان ثقة
سنة
ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ضم الشرط في بغداد إلى عمرو بن الليث وكتب فيها على

الأعلام والمطارد والترسة التي تكون في مجلس الشرطه إسمه وذلك في المحرم ثم طرح ذلك في شوال وأسقط ذكره
وفيها ورد الخبر بإنفراج تل بنهر الصراة ويعرف بتل بني شقيق عن سعة حوض من حجر في لوح المسن عليه كتابة الأيدي ماهي وفيه سبعة أقبر فيها سبعة أبدان صحيحة عليها أكفان جدد لينة لها أهداب تفوح منها رائحة وفيها رائحة المسك أحدهم شاب له جمة وجبهته وأذناه وأنفه وضفتاه ورقبته وأشفار علية صحاح وعلى شفته بلل كأنه شرب ماء وكأنه قد كحل ضربة في خاصرته فردت عليه أكفانه وجذب بعض الحاضرين من شعر بعضهم فوجده قوي الأصل كنحو شعر الحى
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد وكان واليا على مكة و المدينة والطائف
كر من توفي في هذه السنة من الأكابر
228
- بقى بن مخلد
أبو عبد الرحمن الأندلسي كانت له رحلة مشهورة وطلب مشهور وطلب مشهور سمع من أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة وله تصانيف كثيرة منها مسندة روى فيه عن ألف وسقائة صحابي بل يزيدون على هذا العدد وشيوخه أعلام فإنه روى عن مائتي رجل وثلاثين جمهورهم مشاهير وجمع إلى العلم الصلاح والتقوى
أخبرنا أبو بكر أحمد بن خلف أخبرنا أبو علي الحسن بن علي البناء أخبرنا عبد الكريم إبن هوازن قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول نصر بن أحمد بن عبد الملك يقول سمعت عبد الرحمن بن أحمد يقول سمعت أبي يقول جاءت إمرأة إلى إبن مخلد فقالت إن إبني قد أسره الروم ولا أقدر على مال أكثر من دويرة ولا أقدر على بيعها فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فليس لي ليل ولا نهار ولا نوم ولا قرار فقال إنصرفي حثى نظر في أمره إن شاء الله تعالى قال

وأطرق الشيخ وحرك شفتيه قال فلبثنا مدة فجاءت المرأة مع إبنها وأخذت تدعو له وتقول قد رجع سالما وله حديث يحدثك به فقال الشاب كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم نخرج إلى الصحراء ثم يردنا وعلينا قيود فبينا نحن نجيئ من العمل بعد المغرب أنفتح القيد من رجلى ووقع على الأرض ووصف اليوم والساعة موافق اليوم الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ قال فنهض إلى الذي كان يحفظني وقال قد كسرت القيد قلت لا أنه سقط من رجلي فتحير وأخبر صاحبه واحضر الحداد وقيدني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي فتحيروا في أمري فدعوا رهبانهم فقالوا لي ألك والدة قلت نعم قالوا قد رافق دعاءها الإجابة وقالوا أطلقك الله لا يمكننا نقيدك فردوني واصحبوني إلى ناحية المسلمين وتوفي بقي بن مخلد بالأندلس في هذه السنة
229 - جعفر بن أحمد بن العباس
أبو الفضل سمع من جماعة وروى عنه محمد إبن مخلد وأحمد بن كامل القاضي قال الدارقطني ثقة مأمون توفي بالبصرة قاضيا في ربيع الأول من هذه السنة
230 - صاعد بن مخلد
من عمال السلطان كان كثير التعبد وكان ينفرد فيصلي وأصحابه يرون أنه في عمل السلطان وكان لا يركب حتى ينفذ صدقاته من الدراهم والدنانير والثياب والدقيق في كل يوم وقال نصر الحاجب رايت ليلة مات صاعد في المنام كأن قائلا لي صر إلى دجلة إلى مكان كذا وكذا إلى مسجد هناك حتى عرفت الموضع فأقم حتى تصلي على رجل من أهل الجنة فصرت الموضع فإذا خدم سود قد عبروا من دار إبن طاهر بعد العصر ومعهم جازة فصعدوا بها إلى المسجد فصليت على الرجل وسألت عنه فقالوا هذا صاعد بن مخلد

231 - عبد الله بن أحمد
إبن إبراهيم بن كثير أبوالعباس الدورقي سمع من عفان وغيره روى عنه إبن صاعد وبن مخلد والمحاملي وكان يسكن من رأى وقدم بغداد فحدث وقال الدارقطني هو ثقة أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن على أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال قرىء على إبن المنادي وأنا أسمع قال قدم علينا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم فسمعنا منه ثم قال قرىء انه زلق من الدرجة إلى الدار التي نزلها وذلك في ربيع الأول من هذه السنة
232 - عبد الله بن مسلم
إبن قتيبية أبو محمد الكاتب المرزوي وقيل الدينوري لأنه أقام بالدينور مدة سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهويه وأبي حاتم وغيرهما وكان عالما ثقة دينا فاضلا وله التصانيف المشهورة منها غريب القرآن الحديث ومشكل القرآن ومشكل الحديث والمعارف وأدب الكاتب وعيون الأخبار وغير ذلك أخبرنا أبو منصور القزاو أخبرنا أحمد بن علي ثابت أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محد بن العابس قال قرىء علي إبن المنادي وأنا أسمع قال مات عبد الله بن مسلم بن قتيبية الدينوري صاحب التصانيف فجاءه فصاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمي عليه فمات قال إبن المنادي ثم إن أبا القاسم إبراهيم بن محمد بن ايوب بن بشير الصائغ أخبرني أن إبن قتيبية أكل هريسة فأصابه حرارة فصاح صيحة شديدة ثم أغمي عليه إلى وقت صلاة الظهر ثم إضطرب ساعة ثم هدأ فما زال يتشهد إلى وقت السحر ثم مات وذلك الأول ليلة من رجب سنة ست وسبعين وقد روى أنه مات سنة سبعين والأول أصح وذكر بعض أهل النقل أنه مات بالكوفة ودفن إلى جنب قبر أبي حازم القاضي
233 - عبد الملك بن محمد
إبن عبد الله أبو قلابة وغلبت عليه سمع يزيد بن هارون وابا داود والطيالسي

وروح بن عبادة وخلقا كثيرا روى عنه إبن صاعد والمحاملي والنجاد وأبو بكر الشافعي وكان صدوقا من أهل الخير وكان يصلي كل يوم أربع مائة ركعة وحدث من حفظه بستين ألف حديث فوقع في بعضها الخطأ توفي في شوال هذه السنة
234 - محمد بن أبي العوام وأسمه أحمد بن يزيد بن دينار ابو بكر الرياحي سمع يزيد بن هارون وعبدالوهاب بن عطاء وابا عامر العقدى وغيرهم روى عنه المحاملي وابن عقدة وبن السماك والنجاد ابن ابي بكر الشافعي ومحمد بن جعفر بن الهيثم البندار وهو آخر من لاوى عنه قال الدار قطني هو صدوق توفى لأيام خلت من رمضان هده السنة
234 - محمد بن إبراهيم
إبن يحيى بن إسحاق بن جناد أبو بكر المقرىء سمع من أبي الوليد الطيالسي وغيره وروى عنه البغوي وغيره
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا علي بن محمد الدقاق أخبرنا الحسين بن هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول أبو بكر بن جناد عدل ثقة مأمون
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا إبن قانع إن أبا بكر بن جناد مات في طريق مكة في ذي الحجة من سنة ست وسبعين ومائتين
236 - محمد بن إبراهيم
إبن يوسف أبو حمزة المرزوي سكن بغداد وانتخب عليه عبيد العجلي وحدث عن عبدان بن عثمان وروي عنه أبو عمرو بن السماك وغيره وكان ثقة
237 - محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد
أبو بكر الحلواني قاضي بلخ سكن بغداد وحدث بها عن أبي جعفر النفيلي وغيره

وروى عنه ابو عمرو بن السماك وغيره وكان ثقة
238 - محمد بن اسمعيل بن سالم
ابو جعفر الصائغ سكن مكة وحدث بها عن حجاج الاعور وشبابة بن سوار وروح ابن عبادة قال عبد الرحمن بن ابي حاتم سمعت منه بمكة وهو صدوق
اخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا علي الحسين بن هارون عن ابي العباس بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول محمد بن اسمعيل الصائغ من اهل الفهم والامانة
239 - محمد بن جعفر بن راشد
ابو جعفر الفارسي يلقب لقلوق واصله بصرى سمع منصور بن عثمان وغيره وكان ثقة
240 - محمد بن جعفر بن محمد
ابن اسماعيل بن علي ابو العباس الهاشمي حدث عن ابراهيم الترجماني روى عنه ابن مخلد توفي في هذه السنة في ذي الحجة
241 - محمد بن الحسين بن معدان
ابو جعفر البلخي الوراق حدث عن اسمعيل ابن ابي موسى روى عنه ابن صاعد وكان ثقة
242 - محمد بن خليفة بن صدقة
ابو جعفر يلقب بعنبر من اهل دير العاقول روى عن عفان وابي نعيم وسعيد ابن منصور وغيرهم وكان صدوقا وتوفي بدير العاقول في هذه السنة
243 - محمد بن محمد بن الحسن
ابن عطية العوفي روى عن يزيد بن هارون وروح بن عبادة وغيرهما كان

لينا في الحديث قال الدارقطني لا بأس به وتوفي في ربيع الاخر من هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة سبع وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ولى ابو محمد يوسف بن يعقوب بن اسمعيل بن حماد بن زيد المظالم بمدينة السلام فقويت يده فنادى من كانت له مظلمة من قبل الامير الناصر فما دونه من الناس فليحضر وظهر من صرامته وقيامه بالأمر مالم ير مثله وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
244 - احمد بن عيسى ابو سعيد الخراز
وكان من المذكورين بالمجاهدة والورع والمراقبة حدث عن ابراهيم بن بشار صاحب ابن ادهم وغيره روى عنه علي بن محمد المصري
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا ابو سعيد الماليني قال حدثنا ثقف بن عبد الله حدثنا احمد بن احمد المقري حدثنا ابو بكر الشقاق قال قال ابو سعيد الخراز اذا بكت اعين الخائفين فقد كاتبوا الله بدموعهم
اخبرنا عمر بن خلف اخبرنا جعفر بن احمد اخبرنا عبد العزيز بن علي اخبرنا ابن جهضم قال حدثني احمد بن محمد الرمادي قال سمعت ابا سعيد الخراز يقول العافيه سترت البر والفاجر فاذا جاءت البلوى يتبين عندها الرجال توفي ابو سعيد في هذه السنة وقيل في سنة ست وثمانين وقيل فيما بين ذلك ولا يصح
245 - ابراهيم بن اسحاق
ابن ابي العنبس ابو اسحاق الزهري القاضي الكوفي سمع يعلي بن عبيد الطنافسي

وغيره وروى عنه ابو بكر بن ابي الدنيا وعامة الكوفيين ولي قضاء مدينة المنصور بعد ان صرف احمد بن محمد بن سماعة وكان ثقة خيرا فاضلا دينا صالحا توفي في ربيع الآخر من هذه السنة فقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة
246 - اسحاق بن يعقوب
ابو العباس العطار الاحول سمع خلف بن هشام البزاز في خلق كثير روى عنه محمد بن مخلد وابو عمرو بن السماك وقال الدارقطني كان ثقة وتوفي في هذه السنة
247 - جعفر بن احمد
وقيل جعفر بن المبارك ابو محمد المعروف بكر دان الخلقاني حدث عن ابي كامل الجحدري وشيبان بن فروخ روى عنه ابن مخلد وكان ثقة ينزل نهر طابق وتوفي في هذه السنة
248 - جعفر بن محمد بن عبد الله
ابن يزيد المنادي سمع عاصم بن علي واحمد بن حنبل وابن ابي شيبة ولوينا وغيرهم روى عنه ابنه ابو الحسين وكان ثقة
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر الخطيب اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قريء على ابن المنادى وانا اسمع قال توفي جعفر بن محمد يوم السبت بين الظهر والعصر ودفن يوم الاحد لاحد عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة سبع وسبعين يعني ومائتين كتب الناس عنه في حياة جدي وبعد ذلك
249 - جعفر بن هشام ابو يحيى العسكري
سكن بغداد وحدث عن ابي الوليد الطيالسي والقعنبي روى عنه ابن مخلد وابن السماك وكان ثقة وتوفي في ربيع الاول من هذه السنة

250 - الحسن بن سلام
ابن حماد بن ابان ابو علي سمع ابا نعيم وقبيصة وعفان بن مسلم روى عنه ابن صاعد والنجاد قال الدارقطني هو صدوق توفي في صفر هذه السنة
251 - الحسين بن معاذ
ابن حرب ابو عبد الله الاخفش من اهل البصرة قدم بغداد محدثا بها عن سلمة بن حبيب وغيره وحدث بسر من رآى روى عنه ابو بكر النجاد والكوكبي توفي في هذه السنة
252 - عبد الله بن محمد
ابن اسمعيل بن علي بن عبد الله بن العباس ابو العباس الهاشمي من اهل سر من رآى حدث عن يزيد بن هارون وشبابه وروح وعفان روى عنه احمد بن عيسى الخواص وكان ثقة توفي بسر من رآى في هذه السنة
253 - عيسى بن عبد الله
ابن سنان بن دلويه ابو موسى الطيالسي يلقب رغاث ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة وسمع من عفان وابي نعيم وكان يعد من الحفاظ روى عنه احمد بن كامل القاضي وابو بكر الشافعي قال الدارقطني كان ثقة توفي في شوال هذه السنة
254 - علي بن الحسن بن عبدويه
ابو الحسن الخزاز سمع ابا النضر واسود بن عامر روى عنه ابن مجاهد والنجاد وكان ثقة توفي في ذي الحجة من هذه السنة
255 - محمد بن ادريس بن المنذر
ابن داود بن مهران ابو حاتم الحنظلي الرازي كان احد الائمة الحفاظ والاثبات العارفين بعلل الحديث والجرح والتعديل سمع محمد بن عبد الله الانصاري وابا زيد النحوي وعبيد الله بن موسى وابا مسهر الدمشقي وابا اليمان وخلقا كثيرا روى

عنه يونس بن عبد الاعلى والربيع بن سليمان المصريان وهما اكبر سنا منه واقدم سماعا قدم بغداد فحدث بها روى عنه من اهلها ابراهيم الحربي وابن ابي الدنيا والمحاملي وغيرهم
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال اخبرنا ابو زرعة روح بن محمد الرازي اجازة اخبرنا علي بن محمد بن عمر الفقيه حدثنا عبد الرحمن ابن ابي حاتم قال سمعت ابي يقول خرجت في طلب الحديث فاحصيت اني مشيت على قدمي زيادة على الف فرسخ فلما زاد على الامر تركت وبقيت بالبصرة سنة اربع عشرة ومائتين ثمانية اشهر فانقطعت نفقتي فجعلت ابيع ثيابي حتى بقيت بلا نفقة ومضيت اطوف مع صديق لي الى المشيخة واسمع منهم الى المساء فانصرف رفيقي ورجعت الى بيت خال فجعلت اشرب الماء من الجوع ثم اصبحت من الغد وغدا على رفيقي فجعلت اطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد فانصرف عني وانصرفت جائعا فلما كان من الغد غدا علي وقال سر بنا الى المشايخ فقلت انا ضعيف لا يمكنني قال ما ضعفك قلت لا اكتمك امري قد مصى علي يومان ما طعمت فقال معي دينار فانا اواسيك بنصفه ونجعل النصف الاخر في الكراء فخرجنا من البصرة وقبضت منه نصف الدينار وقلت على باب ابي الوليد الطيالسي من اغرب على حديثا غريبا مسندا صحيحا لم اسمع به فله على درهم يتصدق به وقد حضر على باب ابي الوليد خلق من الحلق منهم ابو زرعة فمن دونه وانما كان مرادي ان يلقى على ما لم اسمع ليقولوا هو عند فلان اذهب فأسمع فكان مرادي ان استخرج منهم ما ليس عندي فما تهيأ لاحدان يغرب على حديثا توفي ابو حاتم في شعبان هذه السنة
256 - محمد بن الجهم بن هارون
ابو عبد الله السمري الكاتب سمع يعلي بن عبيد الطنافسي وعبد الوهاب بن عطاء

ويزيد بن هارون وغيرهم روى عن الفراء تصانيفه وهذا آخر من بقي من اصحاب الفراء روى عنه ابن مجاهد ونفطويه وابو بكر الشافعي وغيرهم قال الدارقطني وهو ثقة صدوق توفي في يوم الاحد سلخ جمادي الاخرة من هذه السنة وله تسع وثمانون سنة
257 - محمد بن الحسين بن موسى
ابن ابي الحنين ابو جعفر الخزاز المعروف بالحنيني كوفي قدم بغداد وحدث عن عبيد الله بن موسى العبسي وابي نعيم والقعنبي وغيرهم روى عنه ابن صاعد والمحاملي وابن السماك وغيرهم
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا الازهري حدثنا علي بن عمر الحافظ قال محمد بن الحسين بن موسى الكوفي صنف مسندا وحدث به وكان ثقة صدوقا توفي في جمادي الاخرة من هذه السنة بالكوفة
258 - محمد بن سعدان
ابو جعفر البزاز حدث عن ابي جعفر النفيلي وفيض بن وثيق وغيرهما وكان قد سمع من نحو من خمسمائة شيخ لم يحدث الا باليسير وتوفي في شعبان هذه السنة وثم اخر يقال له محمد بن سعدان البزاز الا انه شيخ غير مشهور روى عن القعنبي وثالث يقال له محمد بن سعد ان النحوي هو مشهور قد ذكرناه في سنة احدى وثلاثين
سنة
ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها انه في المحرم وافى ابو احمد الموفق من الجبل الى العراق فتلقاه الناس بالنهروان فركب في الماء وسار في النهروان ثم في نهر ديالي في دجلة وكان مريضا بالنقرس ودخل داره في اوائل صفر ثم توفي بعد ايام وطلع لليلتن بقيتا من المحرم كوكب ذو جمة ثم صارت الجمة ذؤابة وخلع على عبيد الله

ابن سليمان بن وهب وولى الوزارة
وفي هذه السنة غار ماء النيل وكان ذلك شيئا لم يعهد مثله ولا بلغ في الاخبار السالفة
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي
وفيها وردت الاخبار بحركة قوم يعرفون بالقرامطة وهم الباطنية وهؤلاء قوم تبعوا طريق الملحدين وجحدوا الشرائع وانا اشير الى البدايات التي بنوا عليها ثم الى الباعث لهم على ما فعلوا من نصب دعوتهم ثم الى القابهم ثم الى مذاهبهم وعلومهم فاما البدايات التي بنوا عليها فانه لما كان مقصودهم الالحاد تعلقوا بمذاهب الملحدين مثل زراداشت ومزدك فانهما كانا ينتحلأن المحظورات وقد سبق في اوائل هذا الكتاب شرح حالهما وما زال اكثر الناس مع اعراضهم لا يدخلون في حجر يمنعهم اياها فلما جاء نبينا صلى الله عليه و سلم فقهر الملك ومنع الالحاد اجمع جماعة من الثنوية والمجوس والملحدين ومن دان بدين الفلاسفة المتقدمين فأعملوا آراءهم وقالوا قد ثبت عندنا ان جميع الانبياء كذبوا وتخرقوا على اممهم واعظم كل بلية علينا محمد فانه تبع من العرب الطعام فخدعهم بنا موسة فبذلوا اموالهم وانفسهم ونصروه واخذوا ممالكنا وقد طالت مدتهم والان قد تشاغل اتباعه فمنهم مقبل على كسب الاموال ومنهم على تشييد البنيان ومنهم على الملاهي وعلماؤهم يتلاعبون ويكفر بعضهم بعضا وقد ضعفت بصائرهم فنحن نطمع في ابطال دينهم الا انا لا يمكننا محاربتهم لكثرتهم فليس الطريق الى انشاء دعوة في الدين والانتماء الى فرقة منهم وليس فيهم فرقة اضعف عقولا من الرافضة فندخل عليهم نذكر ظلم سلفهم الاشراف من آل نبيهم ودفعهم عن حقهم وقتلهم وما جرى عليهم من الذل لنستغين بها ولا على ابطال دينهم فتناصروا وتكاتفو وتوافقوا وانتسبوا الى اسمعيل بن جعفر بن محمد الصادق وكان لجعفر اولاد منهم اسمعيل هذا وكان يقال له اسمعيل الاعرج ثم سول لهم الشيطان آراء ومذاهب اخذوا بعضها من المجوس واخذوا بعضها من الفلاسفة

وتخرقوا على اتباعهم وانما قصدهم الجحد المطلق لكنهم لما لم يمكنهم توسلوا اليه فقد بان لك بما ذكرت ومن البدايات التي بنوا عليها والباعث لهم على ما فعلوا من نصب الدعوة واما القابهم فانهم يسمون الاسماعلية والباطنية والقرامطة والخرمية والبابكية والمحمرة والسبعية والتعليمية فاما تسميتهم بالاسماعيلية فانتسابهم الى اسمعيل بن جعفر على ما ذكرناه واما تسميتهم بالباطنية فانهم ادعوا ان لظواهر القرآن والاخبار بواطن تجري مجرى اللب من القشر وانها توهم الاغبياء صورا على الفطناء رموزا واشارات الى حقائق خفية وان من تقاعد عن العرض على الخفايا والبواطن متعثر ومن ارتقى الى علم الباطن انحط عنه التكلف واستراح من اعيائه واستشهدوا بقوله تعالى ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم قالوا والجهال بذلك هو المرادون بقوله فضرب بينهم بسور له باب وغرضهم فيما وضعوا من ذلك ابطال الشرائع لانهم اذا صرفوا العقائد عن موجب الظاهر فحكموا بدعوى الباطن على يوجب الانسلاخ من الدين واما تسميتهم بالقرامطة ففي سبب ذلك ستة اقوال احدها انهم سموا بذلك لان ان اول من اشير لهم ذلك المحبة محمد الوراق المقرمط وكان كوفيا والثاني ان لهم رئيسا من السواد من الانباط يلقب بقرمطويه فنسبوا اليه والثالث ان قرمطا كان غلاما لاسمعيل بن جعفر فنسبوا اليه لانه احدث لهم مقالاتهم والرابع ان بعض دعاتهم نزل برجل يقال له كرمية فلما رحل تسمى قرمط بن الاشعث ثم ادخله في مذهبه الخامس ان بعض دعاتهم رجل يقال له كرمية فلما رحل تسمى باسم ذلك الرجل ثم خفف الاسم فقيل قرمط قال اهل السير كان ذلك الرجل الداعي من ناحية خوزستان وكان يظهر الزهد والتقشف ويسف الخوص ويأكل من كسبه ويحفظ القوم ما صرموا من نخلهم في حظيرة ويصلي اكثر الناس ويصوم ويأخذ عند افطاره من البقال رطلا من التمر فيفطر عليه ويجمع نواه فيدفعه الى البقال ثم يحاسبه على ما اخذ منه ويحط من ذلك ثمن النوى

فسمعوا التجار الذين صرموا نخلهم فوثبوا عليه وضربوه وقالوا لم ترض بان اكلت التمر حتى بعت النوى فأخبرهم البقال في الحال فندموا على ضربه وسألوه الاحلال فازداد يذلك نبلا عند اهل القرية وكان اذا قعد اليه انسان ذاكره امر الدين وزهده في الدنيا واعلمه ان الصلاة المفروضة على الناس خمسون صلاة في كل يوم وليلة ثم اعلم الناس انه يدعوا الى امام من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم مرض ومكث مطروحا على الطريق وكان في القرية رجل يحمل على اثوار له وكان احمر العينين وكان اهل القرية يسمونه كرميته لحمرة عينيه وهو بالنبطية حار العين فكلم البقال كرميته هذا في ان يحمل هذا العليل الى منزله ويوصى اهله الاشراف عليه والعناية به ففعل فاقام عنده حتى بريء ثم كان ياوي الى منزله ودعا اهل القرية الى امره فاجابوه وكان ياخذ من الرجل اذا دخل في دينه دينارا ويزعم انه يأخذ ذلك الامام فمكث يدعو اهل القرى فيجيبونه واتخذ منهم اثني عشر نقيبا وامرهم ان يدعوا الناس الى دينه وقال لهم انتم كحواري عيسى بن مريم عليهما السلام فشغل اكرة تلك الناحية على اعمالهم بما رسمه لهم من الخمسين صلاة التي ذكر انها فرضت عليهم وكان للهيصم في تلك الناحية ضياع فوقف على تقصير اكرته في العمارة فسأل عن ذلك فأخبر ان رجلا قدم عليهم فأظهر لهم مذهبا من الدين واعلمهم ان الله عز و جل قد افترض عليهم خمسين صلاة في اليوم والليلة وقد اشتغلوا بها فوجه اليه فجيء به فسأله عن امره فأخبره بقصته فحبسه في بيت وحلف بقتله واقفل عليه وترك المفتاح تحت وسادته ونام فرقت له جارية فاخذت المفتاح وفتحت واخرجته ثم عادت المفتاح الى موضعه فلما اصبح الهيصم فتح الباب فلم يجده فشاع ذلك الخبر فعبر به اهل تلك الناحية وقالوا قد رفع ثم ظهر في موضع اخر ولقي جماعة من اصحابه فسألوه عن قصته فقال ليس بمكن احدا ان يؤذيني ثم خاف على نفسه وخرج الى الشام وتسمى باسم الرجل الذي كان في منزله كرميته ثم خفف فقيل قرمط وفشا امره وامر اصحابه وكان قد لقي صاحب الزنج

فقال له انا على مذهب ورائي مائة الف سيف فناظرني فان اتفقنا ملت بمن معي اليك وان تكن الاخرى انصرفت فناظره فاختلفا ففارقه السادس انهم لقبوا بهذا نسبة الى رجل من دعاتهم يقال له حمدان بن قرمط وكان حمدان من اهل الكوفة يميل الى الزهد فصادفه احد دعاة الباطنية في طريق وهو متوجه الى قرية وبين يديه بقر يسوقها فقال حمدان لذلك الداعي وهو لا يعرفه اين تقصد فسمى قرية حمدان فقال له اركب بقرة من هذه البقر لتستريح من المشي فقال اني لم اؤمر بذلك قال كأنك لا تعمل الا بأمر قال نعم فقال حمدان وبأمر من تعمل قال بأمر مالكي ومالكك وما لك الدنيا والآخرة فقال ذلك الله عز و جل قال صدقت وما غرضك في هذه البقعة قال امرت ان ادعو اهلها من الجهل الى العلم ومن الضلال الى الهدى ومن الشقاوة الى السعادة واستنقذهم من ورطات الذل والفقر واملكهم مالا يستغنون به من التعب والكد فقال له حمدان انقذني انقذك الله وافض على من العلم ما تحييني به فما اشد حاجتي الى ذلك فقال ما امرت ان اخرج السر المكنون الى كل احد الا بعد الثقة به والعهد اليه قال فاذكر عهدك فاني ملتزم له فقال ان تجعل لي وللإمام على نفسك عهد الله وميثاقه ان لا تخرج سر الامام الذي القيه اليك ولا تفشي سري ايضا فالتزم حمدان عهده ثم اندفع الداعي في تعليمه فنون جهل حتى استدرجه واستغواه واستجاب له في جميع ما دعاه اليه ثم انتدب للدعوة وصار اصلا من اصول هذه البدعة فسمى اتباعه القرمطية واما تسميتهم بالخرمية فان خرم لفظ اعجمي ينبيء عن الشيء المستلذ الذي يستهيه الادمي وكان هذا لقبا للمزدكية وهم اهل الاباحة من المجوس الذين نبغوا في ايام قباذ على ما ذكرنا فأباحوا المحظورات فلقب هؤلاء بلقب اولئك لمشابهتهم اياهم في اعتقادهم ومذهبهم واما تسميتهم بالبابكية فان طائفة منهم تبعوا بابك الخرمي وكان قد خرج في ناحية آذربيجان في ايام المعتصم

فاستحل فبعث اليه المعتصم الافشين فتخاذل عن قتاله واضمر موافقته في ضلاله فاشتدت وطأة البابكية على المسلمين الى ان أخذ بابك وقتل على ما سبق شرحه وقد بقي من البابكية جماعة يقال ان لهم في كل سنة ليلة يجتمع فيها رجالهم ونساؤهم فيطفئون المصابيح ويتناهبون النساء ويزعمون ان من اخذ امرأة استحلها بالاصطياد فأما تميتهم بالمحمرة فيذكر عنهم انهم صبغوا الثياب بالحمرة ايام بابك وكانت سعارهم واما تسميتهم بالسبعية فانهم زعموا ان الكواكب السبعة مدبرة للعالم السفلي واما تسميتهم بالتعليمية فان مبدأ مذاهبهم ابطال الرأي وافساد تصرف العقل ودعوة الخلق الى التعليم من الامام المعصوم وانه لا مدرك للعلوم الا بالتعليم فصل
واما الاشارة الى مذاهبهم فان مقصودهم الالحاد وتعطيل الشرائع وهم يستدرجون الخلق الى مذاهبهم بما يقدرون عليه فيميلون الى كل قوم بسبب يوافقهم ويميزون من يمكن ان يخدعهم ممن لا يمكن فيوصون دعاتهم فيقولون للداعي اذا وجدت من تدعوه فاجعل التشيع دينك ادخل عليه من جهة ظلم الامة لعلي عليه السلام وقتلهم الحسين وسبيهم لاهله والتبريء من تيم وعدي وبني امية وبني العباس وقل بالرجعة وان عليا يعلم الغيب فاذا تمكنت منه اوقفته على مثالب على وولده وبينت له بطلان ما عليه اهل ملة محمد عليه السلام وغيره من الرسل عليهم السلام وان كان يهوديا فادخل عليه من جهة انتظار المسيح وان المسيح هو محمد بن اسمعيل بن جعفر وهو المهدي واطعن في النصارى والمسلمين وان كان نصرانيا فاعكس وان كان صابئيا فتعظيم الكواكب وان كان مجوسيا

فتعظيم النار والنور وان وجدت فيلسوفيا فيهم عمدتنا لانا نتفق وهم على ابطال النواميس والانبياء وعلى قدم العالم ومن اظهرت له التشيع فاظهر له بغض ابي بكر وعمر ثم اظهر له العفاف والتقشف وترك الدنيا والاعراض عن الشهوات ومر بالصدق والامانة والامر بالمعروف فاذا استقر عنده ذلك فاذكر له ثلب ابي بكر وعمر وان كان سنيا فاعكس وان كان مائلا الى المجون والخلاعة فقرر عنده ان العبادة بله والروع حماقة وانما الفظنة في اتباع اللذة وقضاء الوطر من الدنيا الفانية وقد يستحبون من له صوت طيب بالقرآن فاذا قرأ تكلم داعيهم ووعظ وقدح في السلاطين وعلماء الزمان وجهال العامة ويقول الفرج منتظر ببركة آل الرسول صلى الله عليه و سلم وربما قال ان اللله عز و جل في كلماته اسرار الا يطلع عليها الا من اجتباه ومن مذاهبهم انهم لا يتكلمون مع عالم بل مع الجهال ويجتهدون في تزلزل العقائد بالقاء المتشابه وكل ما لا يظهر للعقول معناه فيقولون ما معنى الاغتسال من المني دون البول ولم كانت ابواب الجنة ثمانية وابواب النار سبعة وقوله عليها تسعة عشر ضاقت القافية ما بطن هذا الا لفائدة لا يفهمها كثير من الناس ويقولون لم كانت السموات سبعا ثم يشوقون الى جواب هذه الاشياء فان سكت السائل سكتوا وان الح قالوا عليك بالعهد والميثاق على كتمان هذا السر فانه الدر الثمين فيأخذون عليه العهود والميثاق على كتمان هذا ويقولون في الايمان وكل ما لك صدقة وكل امرأة لك طالق ثلاثا ان اخبرت بذلك ثم يخبرونه ببعض الشيء ويقولون هذا لا يعلمه الا آل رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقولون هذا الظاهر له باطن وفلان يعتقد ما نقول ولكنه يستره ويذكرون له بعض الافاضل ولكنه ببلد بعيد فصل
واعلم ان مذهبهم ظاهره الرفض وباطنه الكفر ومفتتحه حصر مدارك العلوم في قول الامام المعصوم وعزل العقول ان تكون مدركة للحق لما يعترضها من الشبهات والمعصوم يطلع من جهة الله تعالى على جميع اسرار الشرائع ولا بد

في كل زمان من أمام معصوم يرجع إليه هذا مبدأ دعوتهم ثم يبين أن غاية مقصدهم نقض الشرائع لأن سبيل دعوتهم ليس متعينا في واحد بل يخاطبون كل فريق بما يوافق رأيهم لأن غرضهم الإستتباع وقد ثبت عنهم أنهم يقولون بالهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني وإسم العلة السابق وإسم المعلول التالي وإن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه وقد يسمون الأول عقلا والنائي نفسا والأول تاما والثاني ناقصا والأول لايوصف بوجود ولا عدم ولا موصوف ولاغير موصوف فهم يومئون إلى النفي لأنهم لو قالوا معدوم ما قبل منهم وقد سموا هذا النفي تنزيها ومذهبهم في النبوات قريب من مذهب الفلاسفة وهو أن النبي عبارة عن شخص فاضت عليه من السابق بقوة التالي قوة قدسية صافية وإن جبريل عبارة عن العقل الفائض عليه إلا أنه شخص وأن القرآن هو تعبير محمد عن المعارف التي فاضت عليه من العقل فسمى كلام الله مجازا لأنه مركب من جهته وهذه القوة الفائضة على النبي لا تفيض عليه في أول أمره وإنما تتربى كنطفة واتفقوا علىأنه لا بد في كل عصر من أمام معصوم قائم بالحق يرجع إليه في تأويل الظواهر وحل الأشكال في القرآن والأخبار وأنه يساوي النبي في العصمة ولا يتصور في زمان واحد أمامان بل يستظهر الإمام بالدعاة وهم الحجج ولا بد للأمام من إثنى عشر حجة أربعة منهم لا يفارقونه وكلهم أنكر القيامة وقالوا هذا النظام وتعاقب الليل والنهار وتولد الحيوانات لا ينقضي أبدا وأولو القيامة بأنهار من إلى خروج الإمام ولم يثبتوا الحشر ولا النشر ولا الجنة ولا النار ومعنى المعاد عندهم عود كل شيء إلى أصله قالوا فجسم الآدمي يبلى والروح أن صفت بمجانبة الهوى والمواظبة على العبادات وغذيت بالعلم استعدت بالعود إلى وطنها الأصلي وكمالها بموتها إذبة خلاصها من ضيق الجسد
وأما النفوس المنكوسة المفموسة في عالم الطبيعة المعرضة عن طلب رشدها

من الأئمة المعصومين فإنها أبدا في النار على معنى أنها تتناسخ في الأبدان الجسمانية وكلما فارقت جسدا تلقاها آخر وستدلوا بقوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها وأكثر مذاهبهم يوافق الثنوية والفلاسفة في الباطن والروافض في الظاهر وغرضهم بهذه التأويلات إنتزاع المعتقدات الظاهرة من نفوس الناس حتى تبطل الرغبة والرهبة ثم إنهم يعتقدون إستباحة المحظورات ورفع الحجر ولو ذكر لهم هذا لأنكروه وقالوا لا بد من الإنقياد للشرع على ما يفعله الإمام فإذا أحاطوا بحقائق الأمور انحلت عنهم القيود والتكاليف العملية إذ المقصود عندهم من أعمال الجوارح تنبيه القلب وإنما تكليف الجوارح للغمر الذين لا يراضون إلا بالسياقة وغرضهم هدم قوانين الشرع قالوا وكلما ذكر من التكاليف فرموز إلى باطن فمعنى الجنابة مبادرة المستحب بإنشاء سر إليه قبل أن ينال رتبة الإستحقاق لذلك ومعنى الغسل تجديد العهد على من فعل ذلك والزنا إلقاء نطفة العلم الباطن إلى نفس من يسبق معه عقد العهد والإختلاف أن يسبق الإنسان إلى إفشاء السر في غير محله والصيام الإمساك عن كشف السر والمحرمات عبارة عن ذوى السر والبعث عندهم الإهتداء إلى مذاهبهم ويقولون للذكر مثل حظ الأنثيين الذكر الإمام والحجة الانثى وقالوا يوم يأتي تأويله أي يظهر محمد بن إسماعيل وفي وقوله حرمت عليكم الميتة قالوا الميتة الحامل على الظاهر الذي لا يلتفت إلى التأويل وقالوا إن الشاء والبقر هم الذين حضروا محاربة الأنبياء والأئمة يترددون في هذه الصور ويجب على الذابح أن يقول عند الذبح اللهم إني أبرأ إليك من روحه وبدنه وأشهد له بالضلالة اللهم لا تجعلني من المذبوحين ولهم من هذا الهذيان ما ينبغي تنزيه الوقت عن ذكره وإنما علمت هذه الفضائح من أقوام تدينوا بدينهم ثم بانت لهم قبائحهم فتركوا مذهبهم فإن قال قائل مثل هذه الإعتقادات الركيكة والحديث الفارغ كيف يخفى على من يتبعهم ونحن نرى أتباعهم خلقا كثيرا فالجواب أن أتباعهم أصناف فمنهم

قوم ضعفت عقولهم وقلت بصائرهم وغلبت عليهم البلادة والبله ولم يعرفوا شيئا من العلوم كأهل السواد والأكراد جفاة الأعاجم وسفهاء الأحداث فلا يستبعد ضلال هؤلاء فقد كان خلق ينحتون الأصنام ويعبدونها ومن أتباعهم طائفة انقطعت دولة أسلافهم بدولة الأسلام الأكاسرة والدهاقين وأولاد كأبناء المجوس فهؤالء موتورون قد إستكن الحقد في صدورهم فهو كالداء الدفين فإذا حركته مخائيل المبطلين إشتعلت نيرانه ومن أتباعهم قوم لهم تطلع إلى التسلط والإستيلاء ولكن الزمان لا يساعدهم فإذا رأوا طريق الظفر بمقاصدهم سارعوا ومن أتباعهم قوم جبلوا على حب التميز عن العوام فزعموا أنهم يطلبون الحقائق وأن أكثر الخلق كالبهائم وكل ذلك لحب النادر الغريب ومن أتباعهم المخلدة الفلاسفة والتنويه الذين اعتقدوا الشرائع نواميس مؤلفة والمعجزات مخاريق مزخرفة فإذا رأوا من تعطيلهم شيئا من أغراضهم مالوا إليه ومن أتباعهم قوم مالوا إلى عاجل اللذات ولم يكن لهم علم ولا دين فإذا صادفوا من يرفع عنهم الحجر مالوا إليه على أن هؤلاء القوم لا يكشفون أمرهم إلا بالتدريج على قدر طمعهم في الشخص وإنما مددنا النفس في شرح حالهم وأن كنا إنما ذكرنا بيتا من قصيدة لعظم ضررهم على الدين وشياع كلمتهم المشوية وإنما اجتمعت لهم الأسباب التي ذكرناها في وسط أيامهم وإلا فمعاندوا الشرائع خلق كثير وقد نبغ منهم قوم فأظهروا إمامه محمد إبن الحنفية وقالوا إن روح محمد أنتقلت إليه ثم إنتقلت منه إلى أبي مسلم صاحب الدعوة ثم إلى المهدي ثم إلى رجل يعرف بإبن القصري ثم خمدت نارهم ثم نبغ لهم في أيام المأمون رجل فاحتال فلم تنفذ حيلته ثم تناصروا في أيام المعتصم وكاتبوا الأفشين وهو رئيس الأعاجم فمال إليهم واجتمعوا مع بابك ثم زاد جمعهم على ثلاثمائة ألف فقتل المعتصم منهم ستين ألفا وقتل الفشين أيضا ثم ركدت دولتهم ثم نبغ فهم جماعة وفيهم رجل من ولد بهرام جور وقصد وأبطال الإسلام ورد الدولة الفارسية وأخذوا يحتالون في تضعيف قلوب المؤمنين وأظهروا مذهب الإمامية وبعضهم مذهب الفلاسفة وجعل لهم رأس يعرف

بعبيد الله بن ميمون بن عمرو ويقال إبن ديصان الأهوازي وكان مشيدا ممخرقا وكان معظم مخرقته بإظهار الزهد والورع وأن الأرض تطوى له وكان يبعث خواص أصحابه إلى الأطراف معهم طير ويامرهم أن يكتبوا إليه بالأخبار عن الأباعد ثم يحدث الناس بذلك فيقوى شبههم وكانوا يقولون أن المتقدمين منهم يستخلفون عند الموت وكلهم خلفاء محمد بن إسماعيل بن جعفر الطالبي وأن من الدعاة إلى الإمام معد بن تميم وإبنه إسماعيل وهم المتغلبون على بلاد المغرب ومن إستجاب لهم عرفوه أنه إن عمل ما يرضيهم صار إماما ونبيا وأنه يرتقي المبتدي منهم إلى الدعوة ثم إلى أن يكون حجة ثم إلى الإمامة ثم يلحق مرتبة الرسل ثم يتحد بالرب فيصير ربا ولا يجوز لأحد أن يحجب إمرأته عن إخوانه ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
259 - إبراهيم بن الهيثم بن المهلب
أبو إسحاق البلدي سمع جماعة وروى عنه النجاد وأبو السافعي وكان ثقة ثبتا توفي في جمادي الاخرة من هذه السنة
260 - إبراهيم بن شبابة
مولى بني هاشم وكان شاعرا مليح الباردة أنبأنا محمد بن محمد عبد الباقي البزاز عن على إبن المحسن التنوخي عن أبيه قال أخبرني أبو الفرج الأصبهاني قال حدثني حبيب بن نضر المهلبي حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني عبد الله بن أبي نصر المروزي قال حدثني محمد بن عبد الله الطلحي قال حدثني سليمان بن يحيى بن معاذ قال قدم على نيسابور إبراهيم بن شبابة الشاعر البصري فأنزلته على فجاء ليلة من الليالي وهو مكروب قد هاج فجعل يصيح بي يا أبا أيوب فخشيت أن يكون قد غشيته بلية فقلت ما تشاء فقال
... أعياني الشادن الربيب ... فقلت بماذا فقال

إليه أشكو فلا يجيب ...
فقلت داره وداوه فقال
... من أين أبغي دواء دائي ... وإنما دائي الطبيب ...
فقلت إذا يفرج الله عز و جل فقال
... يارب فرج إذا وعجل ... فإنك السامع المجيب ...
قال ثم الضرف
161 - الحسن بن علي بن مالك
إبن أشرس بن عبد الله بن منجاب أبو محمد المعروف بالأشناني حدث عن يحيى بن معين وغيره روى عنه إبن مخلد وتوفي في شعبان هذه السنة وصلى عليه أبو بكر إبن أبي الدنيا قال أبو الحسن بن المنادي وإبن البغوي وإبن صاعد وكان ثقة ثبتا مأمونا توفي في شعبان هذه السنة كتب النابس عنه وكان به أدنى لين
262 - عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بو يحيى القطان سافر وجال وسمع سليمان بن بحرب وابا نعيم وابا الوليد الطيالسي في خلق كثير روى عنه البغوى
263 - عبدة بن عبد الرحيم
كان من أهل الدين والجهاد أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البهيقي أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال سمعت أبا الحسين بن أبي القاسم المذكر يقول سمعت عمر بن أحمد بن علي الجوهري يقول أخبرني أبو العباس أحمد بن علي قال قال عبدة بن عبد الرحيم خرجنا في سرية إلى أرض الروم فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرأ للقرآن منه ولا أفقه ولا افرض صائم النهار قائم الليل فمررنا بحصن فمال عنه العسكر ونزل بقرب الحصن فظننا أنه يبول فنظر إلى إمرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن فعشقها فقال لها بالرومية كيف السبيل إليك قالت حين تنصر ويفتح لك الباب وأنا لك ففعل فأدخل

الحصن قال فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه ثم عدنا في سرية أخرى فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى فقلنا يا فلان ما فعلت قراءتك ما فعل علمك ما فعلت صلواتك وصيامك قال اعلموا أني نسيت القرآن كله ما اذكر منه إلا هذه الآية ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون
264 - محمد بن أحمد بن الوليد
إبن محمد بن برد بن يزيد بن سخت أبو الوليد الانطاكي سمع راود بن الجراح ومحمد بن كثير الصنعاني ومحمد بن عيسى الطباع وغيرهم قدم بغداد فحدث بها فروى عنه أبو عبد الله المحاملي وأبو الحسين بنالمنادي وأبو بكر الشافعي وغيرهم قال النسائي هو أنطاكي صالح وقال الدارقطني هو ثقة توفي في هذه السنة راجعا من مكة
265 - محمد بن جعفر المتوكل علىالله
يكنى أبا أحمد ولد في ربيع الأول يوم الأربعاء لليلتين خلتا منه سنة تسع وعشرين ومائتين وأمه أم ولد ولقب الموفق بالله وكان أخوه المعتمد قد عقد له ولاية العهد بعد إبنه وحروبه فيما مضى وما فعل بصاحب الزنج بالبصرة وكان له جيش تحت يده والأمر كله إليه فمات الموفق قبل موت المعتمد بسنة واشهر وقيل إسمه طلحة وقد ذكرنا وقائعه وما جرى له مع عمرو بن الليث ومع إبن طولون وتسمى بعد قتل صاحب الزنج بالناصر لدين الله مضافا إلى الموفق بالله فكان يخطب له على المنابر بقلبين اللهم أصلح الأمير الناصر لدين الله أبا أحمد الموفق بالله ولي عهد المسلمين أخا أمير المؤمنين وكان عزيز العلم حسن التدبير كريما قال يوما إن جدي عبد الله بن العباس رضي الله عنهما كان يقول الذباب ليقع على جليسي فيغمني ذلك وهذا نهاية الكرم وأنا والله أرى جلسائي بالعين التي ارى أخوتي والله لو تهيأ لي فقلت أسماءهم من الجلساء والندماء إلى

الإخوان والأصدقاء
وفي هذه السنة قدم أبو أحمد من الجبل إلى العراق وقد إشتد به وجع النقرس حتى لم يقدر على الركوب فاتخذ له سرير عليه قبة فكان يقعد عليه ومعه خادم يبرد رجله بالأشياء الباردة حتى بلغ من أمره أنه كان يضع عليها الثلج ثم صارت علة رجله داء الفيل وكان يحمل سريره أربعون حمالا يتناوب عليه عشرون عشرون وربما إشتد به أحيانا فيأمرهم أن يضعوه فقال لهم يوما قد ضجرتم وبودي أني واحد منكم احمل على رأسي وآكل وأني في عافية وقد أطبق دفترى علىمائة الف مرتزق ما فيهم أقبح حالا منى وتوفي بالقصر الحسني ليلة الخميس لثمان بقين من صفر هذه السنة وله سبع وأربعون سنة تنقص شهرا وأياما قال أبو بكر الصولي حدثني عبد الله بن المعتز قال لما مات الموفق كتب إلى عبيد الله بن عبد الله إبن طاهر يعزيني عنه وقال إنما أعزيك بالمنصور الثاني لأني لا أعرف في ولده أشبه به منه
سنة
ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها أن السلطان امر أن ينادي ببغداد أن لا يقعد على الطريق ولا في مسجد الجامع ناص ولا صاحب النجوم ولا زاجر وحلف الوراقون أن لا يبيعوا كتب الكلام والجدل والفسلفة
وفي هذه السنة خلع جعفر المفوض من العهد لثمان بقين من المحرم وفي ذلك اليوم بويع المعتضد بولاية العهد بأنه ولي العهد من بعد المعتمد وانتشرت الكتب بخلع جعفر وتولية المعتضد ونفذت إلى البلدان وخطب للمعتضد بولاية العهد وانشئت عن المعتضد كتب إلى العمال بأن أمير المؤمنين ولاه العهد وجعل إليه ما كان الموفق يليه من الأمر والنهي والولاية والعزل وفي هذه السنة توفي المعتمد وبويع المعتضد

باب ذكر خلافة المعتضد بالله
واسمه أحمد بن أبي أحمد الموفق بالله واسم أبي احمد محمد وقيل طلحة بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد ويكنى أبا العباس وأمه أم ولد قال الصولي كان إسمها ضرار ثم سميت تحقين وتوفيت قبل خلافته بيسير وكان مولده بسر من رأى سنة ثلاث وأربعين وقيل اثنتي واربعين وكان أسمر نحيف الجسم معتدل الخلق قد وخطه الشيب في مقدم لحيته طول وفي مقدم رأسه شامة بيضاء وكان نقش خاتمه أمحمد يؤمن بالله الواحد وكان له من الولد علي المكتفي وأحمد القاهر وجعفر المفتدر بويع المعتضد في صبيحة الأثنين لأحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين وهو إبن سبع وثلاثين فولي عبيد الله إبن سليمان بن وهب الوزارة ومحمد بن شاه بن ميكال الحرس وصالحا الحجابة ثم وزر له القاسم بن عبيد الله وقضاءه إسماعيل إبن إسحاق ويوسف بن يعقوب وإبن أبي الشوارب وكان المعتضد من رجالات بني العباس ومن أكملهم وأكثرهم تجربة وكان أمر الخلافة قد ضعف وبيوت الأموال فارغة ودبر وساس فقال إبن المعتز
... يا امير المؤمنين المرجى ... قد أقر الله فيك العيونا ... ودعينا لك ببعة حق ... فسعينا نحوها مسرعينا ... بنفوس أملتك زمانا ... سبقت أيدينا طائعينا ... أنت أقررت حشا كل نفس ... وفرشت الأمن للخائفينا ... ذكر طرف من سيرته
أنبأنا محمد بن أبي طاهر البزاز قال أنبأنا علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال حدثني عبد الله بن عمرو الحارثي أبي قال حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد قال كان المعتصد في بعض متصيد متصيداته أنه مجتاز بعسكره وأنا معه فصاح ناطور في

قراح قناء فاستدعاه وسأله عن سبب صياحه فقال أخذ بعض الجيش من القناء شيئا فقال أطلبوهم فجاؤوا بثلاثة أنفس فقال هؤلاء الذين أخذوا القناء فقال الناطور نعم فقيدهم في الحال وأمر بحبسهم فلما كان من الغد أنفذهم إلى القراح فضرب أعناقهم فيه وسار فأنكر الناس ذلك وتحدثوا به ومضت على ذلك مدة
طويلة فجلست أحادثه ليلة فقال لي يا أبا عبد الله هل يعيب الناس شيئا عرفني حتى أزيله قلت كلا يا أمير المؤمنين فقال أقسمت عليك بحياتي الاما صدقتني قلت يا أمير المؤمنين وأناآمن قال نعم قلت اسراعك إلى سفك الدماء قال والله ماهرقت دما منذ وليت الخلافة إلا بحقه فأمسكت إمساك من ينكر عليه فقال بحياتي ما يقولون قلت يقولون إنك قتلت أحمد بن الطيب وكان خادمك ولم يكن له جناية ظاهرة قال دعاني إلى الألحاد فقلت له يا هذا أنا إبن عم صاحب الشريعة صلوةات الله عليه وسلامه وأنا الان منتصب منصبه فألحد حتى اكون من فسكت سكوت من يريد الكلام فقال لي في وجهك كلام فقلت الناس ينقمون عليك إمر الثلاثة إلانفس الذين قتلهم في القراح فقال والله ما كان أولئك الذين أخذوا القثاء وإنما كانوا لصوصا حملوا من موضع كذا وكذا ووافق ذلك أمر القناء فاردت أن أصول على الجيش بأن من عاث من عسكري وأفسد في هذا القدر كانت هذه عقوبتي له ليكفوا عما فوقه ولو أردت قتلهم لقتلتهم في الحال وإنما حبستهم وأمرت بإخراج اللصوص من غد مغطين الوجوه ليقال إنهم أصحابي فقلت كيف تعلم العامة هذا قال بإخراج القوم الذين أخذوا والقثاء وإطلاقي لهم في هذه الساعة ثم قال هاتوا القوم فجاؤا بهم وقد تغيرت حالهم من الحبس والضرب فقال ما قصتكم فقصوا عليه قصتهم فقال أفتتوبون من مثل هذا الفعل حتى أطلقكم قالوا نعم فأخذ عليهم التوبة وخلع عليهم وأمر بإطلاقهم ورد أرزاقهم عليهم فانتشرت الحكاية وزال عنه التهمة
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا محد بن احمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم الصبني قال سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول

سمعت أبا العباس بن سريج يقول سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه فنظرت إليهم فرآني المعتضد وأنا أن أتأمهلم فلما أردت القيام أشار إلي فمكثت ساعة فلما خلا قال أيها القاضي والله ما حللت سراويلي علي حرام
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي عن علي بن المحسن قال حدثني أبي عن أبي محمد عبد الله بن حمدون قال قال لي المعتضد ليلة وقد قدم إليه العشاء لقمني وكان الذي قدم دراج وفراريج فلقمته من صدر فروج فقال لا لقمني من فخذه فلقمته لقما ثم قال هات من الدراج فلقمته من أفخاذها فقال ويلك هو ذا تتنادر على هات من صدورهن فقلت يا مولاي ركبت القياس فضحك فقلت أنا الا كم أضحاك ولا تضحكني قال شل المطرح وخذ ما تحته فاشلته فإذا دينار واحد فقلت آخذ هذا قال نعم فقلت بالله هو ذا تتناذر أنت الساعة على خليفة يجيز نديمه بدينار قال ويلك لا أجد لك في بيت المال حقا أكثر من هذا ولا تسمح نفسي أن أعطيك شيئا من مالي ولكن هو ذا أحتال لك بحيلة تأخذ فيها خمسة آلاف دينار فقبلت يده فقال إذا كان غدا وجاء القاسم يعني إبن عبيد الله فهو ذا أسارك حين تقع عيني عليه سرارا طويلا ألتفت إليه كالمغضب وانظر أنت إليه في خلال ذلك كالمخالس لي نظر المترثي له فإذا انقطع السرار فأخرج ولا تبرح من الدهليز ويخرج فإذا خرج خاطبك بجميل وأخذك إلى دعوته عن حالك فأشك الفقر والحاجة وقلة حظك مني وثقل ظهرك بالدين والعيال وخذ ما يعطيك واطلب كل ما تقع عليه عينك فإنه لا يمنعك حتى تستوفي الخمسة آلاف دينار فإذا أخذتها فسيسألك عما جرى فأصدقه وإياك أن تكذبه وعرفه أن ذلك حيلة مني عليه حتى وصل إليك هذا وحدثه بالحديث كله على شرحه وليكن أخبارك إياه بذلك بعد امتناع شديد وإحلاف لك

منه بالطلاق والعتاق أن تصدقه وبعد أن تخرج من داره تاخذ كل ما يعطيك إياه وتحصله في بيتك فلما كان من غد حضر القاسم فحين رآه بدأ سيارني وجرت القصة على ما وضعني فخرجت فإذا القاسم في الدهليز ينتظرني فقال لي يا أبا محمد ما هذا الجفاء ما تجيئني ولا تسالني حاجة فاعتذرت إليه باتصال الخدمة علي فقال ما تقنعني إلا أن تزورني اليوم وتتفرج فقلت أنا خادم الوزير فأخذني إلى طيارة وجعل يسألني عن حالي واخباري واشكو اليه الخلة والاضاقة والدين والبنات وجفاء الخليفة وامساك يده فيتوجع ويقول يا هذا ما لي لك ولن يضيق عليك ما يتوسع على او تتجاوزك نعمة تخلصت الى او يتخطاك حظ نازل في فنائي ولو عرفتني لعاونتك على ازالة هذا كله عنك فشكرته وبلغنا داره فصعد ولم ينظر في شيء وقال هذا يوم احتاج ان اختص فيه بالسرور بابي محمد فلا يقطعني احد عنه فأمر كتابه بالتشاغل بالاعمال وخلابي في دار الخلوة وجعل يحادثني ويبسطني وقدمت الفاكهة فجعل يلقمني بيده وجاء الطعام وكانت هذه سبيله و هو يستزيدني فلما جلس للشرب وقع لي بثلاثة آلاف دينار فأخذتها في الوقت واحضرني ثيابا وطيبا ومركبا فأخذت ذلك وكانت بين يدي صينية فضة فيها مغسل فضة وخرد اذى بلور وقدح بلور فأمر بحمله الى الطيارة وقبلت كل ما رأيت شيئا حسنا له قيمة وافرة طلبته وحمل الى فرشا نفيسا او قال هذا للبنات نلما انقرض المجلس خلابى وقال ياأبي محمد انت عالم بحقوق ابي عليك ومودتي لك فقلت انا خادم الوزير فقال اربد ان اسألك عن شيء وتحلف انك تصدقني عنه فقلت السمع والطاعة فخلفني بالله وبالطلاق والعتاق على الصدق ثم قال لي بأي شيء سارك الخليفة اليوم في امري فصدقته عن كل ما جرى حرفا فقال فرجت عني وان يكون هذا هكذا مع سلامة نيته لي اسهل عنه كل ما جرى على فشكرته وودعته وانصرفت الى بيتي فلما كان بالغد بادرت المتضد فقال هات حديثك فنسقته عليه فقال احفظ الدنانير ولا يقع لك اني اعمل مثلها معك بسرعة انبأنا ابو بكر بن عبد الباقي قال أنبانا علي بن المحسن عن ابيه

عن جده قال حدثني ابو الحسن بن محمد الصلحي قال حدث احد خدم المعتضد المختصين بخدمته قال كنا حول سرير المعتضد ذات نصف النهار وقد نام بعد ان اكل وكان رسمنا ان نكون عند سريره اوقات منامه من ليل او نهار فانتبه منزعجا قال يا خدم يا خدم فأسرعنا الجواب فقال ويلكم اغيثوني والحقوا الشط فأول من ترونه منحدرا في سفينة فارغة فاقبضوا عليه وجيئوني به ووكلوا بسفينته فاسرعنا فوجدنا ملاحا في سميرية فاصعدناه فحين رأه الملاح كاد يتلف فصاح عليه صيحة واحدة عظيمة كادت روحه تخرج معها قال اصدقني يا ملعون عن قصتك مع المرأة التي قتلتها وسلبتها اليوم والا ضربت عنقك قال فتلعثم وقال نعم كنت اليوم سحرا في مشرعتي الفلانية فنزلت امرأة لم ارى مثلها عليها ثياب فاخرة وحلى كثير فطمعت فيها واحتلت عليها حتى سددت فاها وغرقتها واخذت جميع ما كان عليها ولم اجتر على حمل سلبها الى بيتي لئلا يفشو الخبر على فعملت على الهرب وانحدرت الساعة لامضي الى واسط فعوقني هؤلاء الخدم وحملوني فقال واين الحلي والسلب فقال في صدر السفينة تحت البواري فقال المعتضد لخدم جيئوني به فمضوا واحضروه وقال خذوا الملاح فغرقوه ففعلوا ثم امر ان ينادى ببغداد كلها على امرأة خرجت الى المشرعة الفلانية سحرا وعليها ثياب وحلي يحضر من يعرفها ويعطي صفة ما كان عليها ويأخذه فقد تلفت المرأة فحضر في اليوم الثاني او الثالث اهل المرأة فاعطوه صفة ما كان عليها فسلم ذلك اليهم فقلنا يا مولاي اوحي اليك فقال رأيت في منامي كأن شيخا ابيض الرأس واللحية والثياب وهو ينادي يا احمد خذ اول ملاح ينحدر الساعة فاقبض عليه وقرره خبر المرأة التي قتلها اليوم وسلبها واقم عليه الحد فكان ما شهدتم
اخبرنا محمد بن عبد الباقي بالبزاز قال انبأنا على بن المحسن عن ابيه قال حدثني محمد ابن احمد بن عثمان الزيات قال حدثني ابو بكر بن حورى وكان يصحب ابا عبد الله ابن ابي عوف قال كنت الزم ابن ابي عوف سنين لجوار بيتنا ومودة وكان

رسمي ان اجيء كل ليلة بعد العتمة فحين يراني يمد رجله في حجري فأغمزها واحادثه ويسألني عن الحوادث ببغداد فكنت استقرئها له فاذا اراد ان ينام قبض رجله فقمت الى بيتي وقد مضى ثلث الليل او نصفه او اقل او اكثر على هذا سنين فلما كان ذات يوم جاءني رجل كان يعاملني فقال قد دفعت الى امر ان تم على افتقرت قلت ما هو قال رجل كنت اعامله فاجتمع لي عليه الف دينار فطالبته فوهبني عقد جوهر قوم بالف دينار الى ان يفتكه بعد الشهور او ابيعه فأذن لي في ذلك فلما كان امس وجه مؤنس صاحب الشرطة من كبس دكاني وفتح صندوقي واخذ العقد فقلت انا اخاطب ابن ابي عوف فيلزمه برده قال وانا مدل بابن ابي عوف لمكاني منه ومكانه من المعتضد فلما كان تلك الليلة جئت وحادثته على رسمي وذكرت له في جملة حديثي العقد فلما سمع نحي رجله من حجري وقال ما انا وهذا اعادي صاحب شرطة خليفة فورد على امر عظيم فخرجت من بيته بنية ان لا اعود فلما صليت العتمة من الليلة المقبلة جاءني خادم لابن ابي عوف وقال لم تأخرت ان كنت متشك جئناك فاستحييت وقلت امضي الليلة فلما رأني مد رجله واقبلت احدثه بحديث متكلف فصبر على ذلك ساعة ثم قبض رجله فقمت فقال يا ابا بكر انظر ايش تحت المصلى فخذه فرفعت فاذا برقعة فأخذتها وتقدمت الى الشمعة فاذا فيها يا مؤنس جسرت على قصد دكان رجل تاجر وفتحت صندوقه واخذت منه عقد جواهر وانا في الدنيا والله لولا انها اول غلطة غلطتها ما جرى في ذلك مناظرة اركب بنفسك الى مكان الرجل حتى ترد العقد بيدك في الصندوق ظاهرا فقلت لابي عبد الله ما هذا فقال هذا خط المعتضد مثلت بين وجدك وبين مؤنس فاخترتك عليه فأخذت خط امير المؤمنين بما تراه فامض واوصله اليه فقبلت رأسه وجئت الى الرجل فأخذت بيده ومضينا الى مؤنس فسلمت التوقيع اليه فلما رآه اسود وجهه وارتعد حتى سقطت الرقعة من يده ثم قال يا هذا الله بيني وبينك هذا شيء ما علمت به فالا تظلمتم وان لم انصفكم فالي الوزير بلغتم الامر الى امير المؤمنين من اول

وهلة قال فقلت بعملك جرى والعقد معك فأحضر فقال خذ الالف دينار التي عليه الساعة واكتبوا على الرجل ببطلان ما ادعاه فقلت لا نفعل فقال الف وخمسمائة قلت والله لا نرضى حتى تركب بنفسك الى الدكان فترد العقد فركب ورد العقد الى مكانه
قال المحسن وحدثنا ابو احمد الحسين بن محمد المدلجي قال بلغني عن خفيف السمرقندي قال كنت مع مولاي المعتضد في بعض متصيداته وقد انقطع عن العسكر وليس معه احد غيري فخرج علينا اسد فقصدنا فقال لي المعتضد يا خفيف افيك خير قلت لا يا مولاي فقال ولا حتى تمسك فرسي وانزل انا الى الاسد فقلت بلى فنزل واعطاني فرسه وشد اطراف ثيابه في منطقته واستل سيفه ورمى القراب الى فأخذته وأقبل يمشي الى الاسد فطلبه الاسد فحين قرب منه وثب الاسد عليه فتلقاه المتضد بضربة فاذا يده قد طارت فتشاغل الاسد بالضربة فثناه باخرى ففلق هامته فخر صريعا ودنا منه وقد تلف فمسح السيف في صوفة ورجع الى وغمد السيف وركب ثم عدنا الى العسكر وصحبته فالى ان مات ما سمعته يحدث بحديث الاسد ولا علمت انه لفظ فيه بلفظة فلم ادر من أي شيء اعجب من شجاعته وشدته أو وقلة احتفاله بما صنع حتى كتمه او من عفوه عني فما عاتبني على ضني بنفسي
قال المحسن وحدثني ابو الحسين محمد بن عبد الواحد الهاشمي قال حدثني القاضي ابو علي الحسن بن اسمعيل بن اسحاق وكان ينادم المعتضد بالله قال بينا المعتضد في مجلس سرور اذ دخل بدر فقال يا مولاي قد احضرنا القطان الذي من بركة زلزل فنهض من مجلسه ولبس قباء واخذ بيده حربة وقعد في مجلس قريب منا وقد مدت بيننا وبينه ستارة نشاهد من ورائها فأدخل عليه شيخ ضعيف فقال له بصوت شديد ووجه مقطب ونظر مغضب انت القطان الذي قلت امس ما قلت فاغمي عليه لما تداخله من الخوف ونحي عنه ساعة حتى سكن ثم اعيد الى حضرته فقال له ويلك تقول في سوقك ليس للمسلمين من ينظر في امورهم وما شغلي غير ذلك قال يا امير المؤمنين انا رجل

عامي ومعيشتي من القطن الذي اعامل فيه النساء واهل الجهل ولا تمييز عند مثلي فيما يلفظ به وانما اجتاز بي رجل ابتعت منه وكان ميزانه ووزنه طفيفا فقلت ما قلت وانما اعني به المحتسب علينا فقال له المعتضد بالله انك اردت به المحتسب قال أي والله وانا تائب من ان اقول مثل ما قلته ابدا فأمر بان يحضر المحتسب وينكر عليه في ترك النظر في هذه الأمور ورسم له اعتبار الصنج والموازين على التسوية والطوافين ومراعاتهم حتى لا يبخسوا ثم قال للشيخ انصرف فلا بأس عليك وعاد الينا فضحك وانبسط ورجع الى ما كان عليه من قبل فقلت له يا مولاي انت تعرف فضولي فتأذن لي ان اورد ما في نفسي فقال قل قلت مولانا كان على اكمل مسرة فترك ذاك وتشاغل بخطاب كلب من السوقة قد كان يكفيه ان يصيح عليه رجل من رجال المعونة ثم لم تقنع بإصياله الى مجلسك حتى غيرت لباسك واخذت سلاحك واستفتحت مناظرته بنفسك لأجل كلمة تقولها العامة دائما ولا يميزون فيها فقال يا حسن انت تعلم ما يجره هذا القول اذا تداولته الالسن ووعته الاسماع وحصل في القلوب لانه متى الف ولقنه هذا عن هذا لم يؤمن ان يولد لهم في نفوسهم امتعاضا للدين او السياسة يخرجون فيه الى اثارة الفتن وافساد النظام وليس شيء ابلغ في هذا من قطع هذه الاسباب وحسم موادها من ازالة دواعيها وموجباتها وقد طارت روح هذا القطان بما شاهد وسمعه وسيحدث به ويزيد فيه ويعظم الامر ويفخمه وسمع ما تقدمنا به في امر المحتسب وما نحن عليه من مراعاة الكبير والصغير وينشر بين العامة بما يكف السنتها ويقيم الهيبة في نفوسها وليكون ما تكلفت من هذا التعب القليل قد كفاني التعب الكثير فاقبلنا ندعو له قال المحسن وحدثني القاضي ابو الحسين محمد بن عبد الواحد الهاشمي أن شيخا من التجار كان له على احد القواد في ايام المعتضد بالله مال قال التاجر فماطلني به وسلك معي سبيل الالطاط فيه وكان يحجبني اذا حضرت بابه ويضع

غلمانه على الاستخفاف بي والاستطالة على اذا رمت لقاءه وخطابه وتظلمت الى عبيد الله بن سليمان منه فما نفعني ذلك وعملت على الظلامة الى المعتضد بالله وبينا انا مرو في امري قال لي بعض اصدقائي على ان آخذ لك المال من غير حاجة الى ظلامة فاستبعدت هذا وقمت معه فجئنا الى خياط شيخ في سوق الثلاثاء يقرىء القرآن في مسجد هناك ويخيط بأجرة فقص عليه قصتي وشرح له صورتي وسأله ان يقصد القائد ويخاطبه في الخروج الى من حقي وكانت دار القائد قريبة من مسجد الخياط فنهض معنا ومشينا فخفت بادرة القائد وسطوته وتصورت ان قول الخياط لا ينفع مع مثله مع محله وبسطته وقلت لصديقي قد عرضنا هذا الشيخ ونفوسنا لمكروه عظيم وما هو الا ان يراه غلمانه وقد اوقعوا به واذا كان لا يقبل من الوزير عبيد الله بن سليمان فبالاولى ان لا يقبل منه ولا يفكر فيه فضحك وقال لا عليك وجئنا الى باب القائد فحين رأى غلمانه الخياط تلقوه واعظموه واهووا ليقبلوا يده فمنعهم وقالوا ما جاء بك ايها الشيخ فإن قائدنا راكب فإن كان لك امر تقدم بذكره له وتنتجزه اياه فعلنا وان كان الجلوس والانتظار فالدار بين يديك فلما سمعت ذلك قويت نفسي ودخلنا وجلست ورآني القائد فلما رآه اكرمه اكراما شديدا وقال له لست انزع ثيابي حتى تأمر بأمرك فخاطبه في شأني فقال والله ما معي الا خمسة آلاف درهم فتسأله ان يأخذها ويأخذ رهونا من مراكبي الذهب والفضة بقيمة ما يبقى من ماله لاعطيه اياه بعد شهر فبادرت انا الى اجابته واحضرت الدراهم والمراكب بقيمة الباقي فقبضتها واشهدت الخياط وصديقي عليه بأن الرهن عندي الى مدة شهر فان جاز كنت وليه في بيعه وآخذ مالي من ثمنه وخرجنا فلما بلغنا مسجد الخياط ودخلنا طرحت الدراهم بين يديه وقلت له قد رد الله مالي بك وعلى يديك فخذ ما تريد منه على طيب قلب مني فقال يا هذا ما اسرع ما قابلتني بالقبيح على الجميل انصرف بمالك بارك الله لك فيه قلت قد بقيت لي حاجة قال قل قلت احب ان تخبرني عن سبب طاعة هذا القائد لك مع اقلاله الفكر بأكابر

الدولة قال قد بلغت غرضك فلا تقطعني عن شغلي بحديث لا فائدة لك فيه فالححت عليه فقال انا رجل اقريء واؤم بالناس في هذا المسجد منذ اربعين سنة لا اعرف كسبا الا من الخياطة وكنت صليت المغرب منذ مدة وخرجت اريد منزلي فاجتزت على تركي كان في هذه الدار وأومأ الى دار بالقرب منه واذا امرأة جميلة الوجه قد اجتازت عليه فعلق بها وهو سكران فطالبها بالدخول الى داره وهي تمتنع وتستغيث وتقول في كلامها ان زوجي قد حلف بطلاقي ان لا ابيت عنه واخذني هذا وغصبني نفسي وبيتني عن منزلي خرب بيتي ولحقي من العار مالا ترحضه الايام عني وما احد يعينها ولا يمنعه منها فجئت الى التركي ورفقت به في ان يخلي عنها فلم يفعل وضرب رأسي بدبوس كان في يده فشجه وادخل المرأة فصرت الى منزلي وغسلت الدم عن وجهي وشددت رأسي وخرجت لصلاة العشاء الآخرة فلما فرغت منها قلت لمن حضر قوموا معي الى هذا التركي عدو الله لننكر عليه ونخرج المرأة من عنده فقاموا وجئنا فضججنا على بابه فخرج الينا في عدة من غلمانه فاوقع بنا وقصدني من بينهم بالضرب الشديد الذي يكاد يتلفني فحملت الى منزلي وانا اعقل امري ونمت قليلا للوجع فطار النوم من عيني وسهرت مستلقيا على فراشي مفكرا في المرآة وانها متى اصبحت طلقت ثم قلت هذا رجل قد شرب طول ليلته لا يعرف الاوقات فلو اذنت لوقع له ان الفجر قد طلع فربما اخرج المرأة فمضت الى بيتها وتبينت وبقيت في حبال زوجها فتكون قد خلصت من احد المكروهين فخرجت متحاملا الى المسحد وصعدت المنارة واذنت وجلست اطلع الى الطريق ارتقب خروج المرآة من الدار واعتقدت ان اقيم ان تراخي الامر في ذلك لئلا يشك في الصباح فما مضت ساعة الا وقد امتلأ الدرب خيلا ورجالا ومشاعل وهم يقولون من الذي اذن الساعة ففزعت وسكت ثم قلت اخاطبهم واصدقهم عن امري لعلهم يعينونني على خروج المرأة فصحت من المنارة انا اذنت

قالوا انزل واجب امير المؤمنين فنزلت ومضيت معهم فاذا هم غلمان بدر فأدخلني الى المعتضد بالله فلما رأيته هبته واخذتني رعدة شديدة فقال لي اسكن ما حملك على الاذان في غير وقته وان تغر الناس فيخرج ذو الحاجة في غير حينه ويمسك المريد الصوم في وقت قد ابيح له الاكل والشرب فقلت يؤمنني امير المؤمنين لاصدقه قال انت آمن فقصصت عليه قصة التركي واريته الاثار التي في رأسي ووجهي فقال يا بدر على بالغلام والمرأة فأحضرا فسألها المعتضد عن امرها فذكرت له مثل ما ذكرته فأمر بانفاذها الى زوجها مع ثقة يدخلها دارها ويشرح لزوجها خبرها ويأمره بالتمسك بها والاحسان اليها ثم استدعاني ووقفت فجعل يخاطب الغلام ويسمعني ويقول كم رزقك فيقول كذا وكذا وكم عطاؤك فيقول كذا فقال افما لك في هذه النعمة في هؤلاء الجواري ما يكفيك ويكفك عن محارم الله تعالى وخرق سياسة السلطان والجراءة عليه وما كان عذرك في الوثوب على امرك بالمعروف ونهاك عن المنكر فاسقط في يد الغلام ولم يكن له جواب يورده ثم قال يحضر جوالق الجص وقيود وغل فأحضر جميع ذلك فقيده وغله وادخله الجوالق وامر الفراشين فدقوه بمداق الجص وهو يصيح الى ان خفت صوته وانقطع حسه وامر به وطرح الى دجلة وتقدم الى بدر بتحويل ما في داره ثم قال لي قد شاهدت ذلك كله متى رأيت يا شيخ منكرا كبيرا او صغيرا فأنكره ولو على هذا واومأ الى بدر ومن تقاعس عن القبول منك فالعلامة بيننا ان تؤذن في مثل هذا الوقت لاسمع صوتك فأستدعيك قال الشيخ فدعوت له وانصرفت وشاع الخبر في الجند والغلمان فما سألت احدا منهم بعدها انصافا او كفا عن قبيح الا اطاعني كما رأيت خوفا من المعتضد بالله وما احتجت ان اؤذن في مثل ذلك الوقت الى الان
انبأنا محمد بن ابي طاهر قال انبأنا علي بن المحسن عن ابيه قال حدثنا القاضي ابو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي قال سمعت العباس بن عمر الغنوي يقول لمااسرني ابو سعيد القرمطي وأسر العسكر الذي كان بعثه معي المعتضد الى

قتاله وحصلت في يده يئست من الحياة فانا يوماعلى تلك الصورة إذا جاءني رسوله فأخذ قيودي وغير ثيابي وفأدخلني اليه فسلمت عله وجلست فقال أتدري لم استدعيتك قلت لا قال انك رجل عربي ومن المحال اذا استودعتك امانة ان تخفيها ولا سيما مع مني عليك بنفسك قلت هو كذلك فقال اني فكرت فاذا لا طائل في قتلك وفي نفسي رسالة الى المعتضد لا يجوز ان يؤديها غيرك فرأيت اطلاقك وتحميلك اياها ان حلفت انك ان سيرت اليه تؤديها فحلفت له فقال قل للمعتضد يا هذا لم تخرق هيبتك وتقتل رجالك وتطمع اعداءك في نفسك وتبعث في طلبي الجيوش وانا رجل مقيم في فلاة لا زرع فيها ولا ضرع وقد رضيت لنفسي بخشونة العيش والعز باطراف هذه الرماح ولا اغتصبتك بلدا ولا ازلت سلطانك عن عملك ومع هذا فوالله لو انفذت الى جيشك كله ما جاز يظفر بي لاني رجل نشأت في العسف فاعتدته انا ورجالي ولا مشقة علينا فيه وانت تنفذ جيوشك من الجيوش والثلج والريحان فيجيئون من المسافة البعيدة الشاقة وقد قتلهم السفر قبل قتالنا وانما غرضهم ان يبلغوا غرضا من مواقفتنا ساعة ثم يهربون وان هم هزموني بعدت عشرين فرسخا او ثلاثين وجلت في الصحراء شهرا او شهرين ثم كبستهم على غرة فقتلتهم وان كانوا محتزبين فما يمكنهم ان يطوفوا خلفي في الصحارى ولا تحملهم الاقامة في اماكنهم فانت تنفق الاموال وتكلف الرجال الاخطار وانا سليم من ذلك وهيبتك تتخرق في الاطراف كلما جرى عليك هذا فان اخترت بعد محاربتي فاستخرت الله وان امسكت فذلك اليك ثم سيرني وانفذ معي عدة الى الكوفة وسرت منها الى الحضرة ودخلت الى المتعضد فاخبرته بما قال في خلوة فرأيته يتمعط في جلده غيظا حتى ظننت انه سيسير اليه بنفسه وخرجت فما رأيته بعد ذلك ذكره قال القاضي كأنه عرف صدق قوله فكف عنه
أنبأنا محمد بن ابي طاهر قال حدثني خفيف السمرقندي حاجب المعتضد قال كنت واقفا بحضرة المعتضد اذ دخل بدر وهو يبكي وقد ارتفع الصراخ من دار عبيد الله

ابن سليمان عند موته فأعلم المتعضد الخبر فقال او قد صح الخبر وهي غشية قال بل قد توفي وشد لحياه فرأيت المعتضد قد سجد فأطال السجود فلما رفع رأسه قال له بدر والله يا امير المؤمنين لقد كان صحيح الموالاة مجتهدا في خدمتك عفيفا عن الاموال قال فظننت يا بدر أني سجدت سرورا بموته انما سجدت شكرا لله تعالى اذ وفقني فلم اصرفه ولم اوحشه ولي في حب ورثته ما خلفه عليهم من كسبه معي ما لعله قيمة الفي الف دينار وقد علمت على اخذ ذلك منهم وان استوزر احد الرجلين اما جرادة وهو اقوى الرجلين في نفسي لهيبته في قلوب الجيش والاخر احمد بن محمد بن الفرات وهو اعرف بمواقع المال فقال له بدر يا مولاي غرست غرسا حتى اذا ما اثمر قلعته انت ربيت القاسم بدر الف خدمتك عشر سنين وعرف ما يرضى حاشيتك وجرادة رجل منكر ويخرج من الحبس جائعا وابن الفرات لا هيبة له في النفوس وانما يصلح ان يكون بحضرة وزير يمشي له امر المال ومال القاسم وورثته لك أي وقت اردته اخذته فراجعه المعتضد وبين له فساد هذا الرأي فعدل عن المناظرة الى تقبيل الارض مرات فقال له المعتضد قد اجبتك فامض الى القاسم فعزه ثانية وبشره بتقرير رأيي على استبرائه ليسلو عن مصابه ومره بالبكور الى الخلع فولى بدر فخرجت معه فدعاني المعتضد فعدت فقال ارأيت ما جرى قلت نعم فقال والله لا يقتل بدرا غير القاسم فما تم للقاسم التدبير مع المكتفي حتى قتل بدرا قال خفيف رحم الله المعتضد كأنه نظر هذا من وراء ستر قال المصنف وسيأتي كيفية قتل بدر في ولاية المتكفي بالله وقال عبيد الله بن سليمان كنت يوما بحضرة المعتضد وخادم من خدمه بيده المذبة فبينا هو يذب اذ ضرب بالمذبة قلنسوة المعتضد فسقطت فكدت اختلط اعظاما للحال والمعتضد على حاله لم يتغير ولم ينكر شيئا ثم دعا غلاما فقال له هذا الغلام قد نعس فزد في عدد خدم المذبة ولا تنكر عليه بفعله قال عبيد الله فقبلت الارض وقلت والله يا امير المؤمنين ما سمعت يمثل هذا ولا ظننت ان حلما يسع مثله ثم دعوت له فقال هل يجوز غير هذا

أنا أعلم ان هذا الناعس لو دار في خلده ما جرى لذهب عقله وتلف وإنما ينبغي أن يلحق الإنكار بالمتعمد لا بالساهي والغالط
وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن المعتضد أراد تجهيز جيش فعجز عن ذلك بيت مال العامة فأخبر بمجوسي له مال عظيم فاستدعاه يستقرض منه وقال أنا نعيد العوض فقال مالي بين يدي أمير المؤمنين فليأخذ ما يشاء فقال من أين وقعت بنا إننا نرد العوض فقال يا أمير المؤمنين يأتمنك الله تعالى على عباده وبلاده فتؤدي الأمانة وتفيض العدل وتحكم بالحق وأخافك على جزء من مالي فدمعت عيناه فقال انصرف قد وفر الله عز و جل مالك وأغنانا عن القرض منك ومتى كانت لك حاجة فحجابنا مرفوع عنك ولم يستقرض منه شيئا فلما ولي المعتضد لم يكن في بيت المال إلا قراريط والحضرة مضطربة والأعراب عائثة فأصلح الأمورحمي البيضة وبالغ في العمارة وانصف في المعاملة وأقتصد في النفقة فمات وفي بيت المال بضعة عشر ألف ألف دينار
وخرج يوما فعسكر بباب الشماسية ونهى أحد أن يأخذ من بستان أحد شيئا فأتى بأسود قد أخذ عذقا ممن بسرفتأمله فأمر بضرب عنقه ثم التفت إلى أصحابه فقال ويلكم تدرون ما تقوله العامة قالوا لا قال يقولون ما في الدنيا أقسى قلبا من هذا الخليفة ولا أقل دينا منه لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا قطع في ثمر ولا كثر والكثر الجمار فما رضي أن يقطع في هذا حتى قتل والله ما قتلت الأسود بسبب هذا ولكن لي معه خبر طريف أستأمن هذا من عسكر الزنج إلى أبي الموفق فخلع عليه ووصله فرأيته يوما وقد نازع رجلا في شيء فضربه بفاس فقطع يده فمات الرجل فحمله الناس إلى أبي الموفق فأهدر دم المقطوع اليد وأطلق الأسود ليتألف الزنج بذلك الفعل فاغتظت وقلت ترى أتمكن من قتل هذا الأسود وأنفذ حد الله عز و جل فوالله ما وقعت عيني عليه إلا في هذه الساعة فقتلته بذلك الرجل ورفع إلى المعتضد أن قوما يحتمون ويرجعون ويخوضون في الفضول وقد تفاقم فسادهم فرمى بالرقعة إلى وزيره عبيد الله بن سليمان فقال

الراي صلب بعضهم وأحرق بعضهم فقال والله لقد بردت لهيب غضبي بقسوتك هذه ونقلتني إلى اللين من حيث أشرت بالحرق وما علمت أنك تستجير هذا في دينك أما علمت أن الرعية وديعة الله عند سلطانها وأن الله تعالى سائله عنها أما ترى أن أحدا من الرعية لا يقول ما يقول إلا الظلم قد لحقه أو لحق جاره أو داهية من بيت المال ومن كان يخرجه هذا إلى فخوفه ففعل فصلحت الأحوال وكان للمعتضد جارية يحبها وتحبه غاية المحبة فماتت فجزع عليها جزعا منعه من الطعام الشراب فقال
... يا حبيبا لم يكن يعد له عندي حبيب ... أنت عن عيني بعيد ومن القلب قريب ... وخيالي منك مذغبن خيال ما يغيب ... ليس لي بعدك في شيئ من اللهو نصيب ... لي دمع ليس يعصيني وصبرا ما يجيب ... لك من قلبي على قلبي وإن بنت رقيب ... لو تراني كيف لي بعدك عول ونحيب ... وفؤادي حشوة من حرق الحزن لهيب ... لتيقنت بأني بك محزون كئيب ... ما أرى نفسي وإن وطئتها عنك تطيب ...
وله
... لم أبك للدار ولكن لمن ... قد كان فيها مرة ساكنا ... فخانني الدهر بفقد أنه ... وكنت من قبل له آمنا ... ودعت صبري عند توديعه ... وسار قلبي معه ظاعنا ...
فقال له عبيد الله بن سليمان مثلك يا امير المؤمنين تهون عليه المصائب لأنه يجد من كل فقيد خلفا ويقدر على ما يريد والعوض منك لا يوجد ولا ابتلى الله عز و جل

الإسلام بفقدك وعمره ببقائك فقد قال الشاعر في المعنى الذي ذكره
... يبكي علينا ولا نبكي علىأحد ... أنا لأغلظ أكبادا من الإبل ...
فضحك المعتضد وعاد إلى عاداته قال أبو عبد الله الإبل توصف بغلظ الأكباد وقال ثعلب الناس في الإبل على ضد هذا لأنهم يصفونها بالرقة والحنين وقال عبد الله بن المعتز يعزي المعتضد في هذه الجارية
يا إمام الهدى بنا لابك الغم ... أفنيتنا وعشت سليما ... أنت علمتنا علىالنعم الشكر وعند الممصائب التسليما ... فاسأل عما مضى فإن التي كا ... نت سرور أصارت ثوابا عظيما ... قد رضينا بأن نموت وتحيا ... إن عندي في ذاك حظا جسيما ... من يمت طائعا لديك فقد أعطي نورا ومات موتا كريما ...
ولليتين خلتا من شعبان في هذه السنة قدم على المعتضد رسول عمرو بن الليث بهدايا وسأل ولاية خراسان فوجه المعتضد عيسى النوشري مع الرسول ومعه خلع ولواء عقدة له على خرسان فوصلوا إليه في رمضان وخلع عليه ونصب اللواء في صحن داره ثلاثة أيام
وفي شوال قدم الحسين بن عبد الله الجصاص من مصر رسولا لخماروية ومعه هدا يا من العين عشرين جملا على بغال وعشرة من الخدم وصندوقان فيهما طارئف وعشرون رجلا على عشرين نجيبا بالسروج المحلاة ومعهم جرار فضة وعليهم أقبية الديباج والمناطق المحلاة وسبع عشرة دابة بسروج ولجم منها منها خمسة بذهب واليباقي بفضة وسبعة وثلاثون دابة بحلال مشهرة وخمسة أبغل وزرافة فخلع المعتضد على إبن الجصاص وعلى سبعة نفر معه وسعى ابن الجصاص في تزويج ابنت خمارويه من على بن المعتضد فقال المعتضد أنا اتزوجها فتزوجها وحج بالناس في السنة هارون بن محمد الهاشمي وهي آخر حجة حجها وحج بالناس ست عشر سنة من سنة أربع وستين إلى هذه السنة

ذكر من توفي في هذه السنة من الآكابر
266 - أحمد المعتمد علىالله أمير المؤمنين
إبن المتوكل توفي ليلة الإثنين لأحدى عشرة ليلة بقيت من رجب هذه السنة فجاءه وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام
267 - حمد بن أبي خيثمة
إبن زهير بن حرب بن شداد أبو بكر نسائي الأصل سمع عفان بن مسلم وأبا نعيم وخلقا كثيرا وكان ثقة عالما متقنا حافظا أخذ علم الحديث عن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلم النسب عن مصعب بن الزبير وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني والأدب عن محمد بن سلام الجمحي وصنف تاريخا مستوفى كثير الفوائد روى عنه البغوي وإبن صاعد وإبن أبي داود وإبن المنادي وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة وهو أبن أربع وتسعين سنة
268 - إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمرو
أبو إسحاق ويعرف بإبن دنوقا سمع محمد بن سابق وأبا معمر الهذلى وغيرهما روى عنه إبن صاعد وأبو الحسين إبن المنادي وقال الدارقطني هو ثقة أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا موسى بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرىء على إبن المنادي وأنا أسمع قال إبراهيم بن عبد الرحيم محي السنة صدوق في الرواية كتب الناس عنه فأكثروا مات يوم الخميس لسبع خلون من جمادي الأولى من هذه السنة
269 - جعفر بن محمد بن الحسين بن زياد
أبو الحسين الزعفراني من أهل الري قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن المنذر الخزامي وسريح بن يونس وغيرهما روى عنه إبن مخلد وابن قانع وأبو بكرالشافعي قال الدارقطني هو ثقة صدوق توفي بالري في ربيع الأول من هذه السنة

جعفر بن محمد بن شاكر
أبو محمد الصائغ سمع من عفان وقبيصة وأبي نعيم وغيرهم روى عنه إبن صاعد وإبن مخلد وابو الحسين بن المنادي والنجاد وأبو بكر الشافعي وكان عابدا زاهدا ثقة صدوقا متقنا ضابطا وانتفع به خلق كثير وأكثر الناس عنه لثقته وصلاحه بلغ تسعين سنة غير أشهر يسيرة وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة ودفن في مقابر باب التوبة ببغداد
271 - خاقان أبو عبد الله الصوفي أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال ذكر أبو نعيم الحافظ أنه كان من كبار الصوفية البغداديين وقال لي سمعت أبي يقول سمعت جعفر الحذاء الشيرازي وذكر خاقان فقال كان ذاكرا مات وذكر إبن فضلان الرازي قال كان أبي أحد الباعة ببغداد وكنت على سرير حانوته جالسا فمر إنسان طننت أنه من فقراء البغداديين وأنا حينئذ لم أبلغ الحلم فجذب قلبي فقمت وسلمت عليه ومعي دينار فدفعته إليه فتناوله ومضى ولم يقبل علي فقلت في نفسي ضيعت فتبعته حتى إنتهى إلى مسجد الشونيزيه فراى فيه ثلاثة من الفقراء فدفع الدينار إليهم واستقبل هو القبلة يصلي فخرج الذي أخذ الدينار وانا أتبعه وراءه أرقبه فاششترى طعاما فحمله يأكله الثلاثة والشيخ مقبل على صلاته يصلي فلما فرغوا أقبل عليهم فقال أتدرون ما حسبني عنكم قالوا لا يا أستاذ قال شاب ناولني الدينار فكنت أسأل الله تعالى أن يعتقه من رق الدنيا وقد فعل فلم أتمالك أن قعدت بين يديه وقلت صدقت يا أستاذ وكان هذا الشيخ خاقان
172 - عبد الرحمن بن زاهر بن خالد
أبو الحسين الأعور هروى الأصل حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين روى عنه إبن مخلد وإسماعيل الصفار وكان ثقة وتوفي في هذه السنة

273 - محمد بن زاهر أبو جعفر الكاتب سمع أبا نعيم وابا الوليد الطيالسي ومسددا والشاذكوني وغيرهم روى عنه أبو بكر الشافعي وغيره وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة وقد بلغ الثمانين وكان عند الناس مقبولا
274 - محمد بن إسرائيل بن يعقوب
أبو بكر الجوهري سمع محمد بن سابق ومعاوية بن عمرو وعمرو بن حكام وغيرهم روى عنه القاضي المحاملي وأحمد بن كامل وأبو بكر الشافعي وغيرهم وكان ثقة وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة وقيل في سنة ثمانين
275 - نصر بن أحمد بن أسد بن سامان
وكان سامان مع أبي مسلم صاحب الدعوة وهو جد السامانية وكان ينتسب إلى الأكاسرة ويقول إنه من ولد بهرام بن ارذشير بن سابور توفي وخلف إبنه أسدا وكان إبنه في جملة علي بن عيسى بن هامان حين ولاه الرشيد خراسان وتوفي أسد في ولايته وترك خراسان ونوحا وأحمد وبحر بن أسد الشاش وأشروسنة وإلياس هراة وكان أحمد احسنهم سيرة تولى في ولاية عبد الله بن طاهر فتوفي وخلف سبعة بنين وأوصى إلى إبنه نصر بن أحمد ما كان إلى أبيه من سمرقند والشاش وفرغانة وولي أخاه إسماعيل بخارا واعماها وهؤلاء يسمون السامانية وتوفي نصر بن أحمد في جمادي الأخرة من هذه السنة بسمرقند وكان أديبا فاصلا
سنة
ثم دخلت سنة ثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها أن المعتضد أخذ محمد بن الحسين بن سهل المعروف بشيلمة وكان شيلمة مع صاحب الزنج إلى آخر أيامه ثم لحق بأبي أحمد في الأمان فرفع عنه إلى

المعتضد أنه يدعو إلى رجل لو يوقف على إسمه وأنه قد أفسد جماعة فأخذه المعتضد فقرره فلم يقرر وسأله عن الرجل الدي يدعو إليه فقال لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه فقتله وصلبه لسبع خلون من المحرم
ولليلة خلت من صفر شخص المعتضد من بغداد يريد بني شيبان فقصد الموضع الذي كانوا يتخذونه معقلا فأوقع بهم وقتل وسبى وكان معه دليل طيب الصوت وكان يأمره أن يحدو به فأشرفوا على جبل يقال له نوباذ فأنشد الأعرابي
... واجهشت للنوباذ لما رأيته ... وهلل للرحمن حين رآني ... وقلت له أين الذين عهدتهم ... بظلك في خفض وأمن زمان ... فقال مضوا واستخلفوني مكانهم ... ومن ذا الذي يبقى على الحدثان ...
فتغرغرت عين المعتضد وقال ما سلم احد من الحدثان ودخل بيوت الأعراب في عدة قليلة فلحقه بدر فقال لو عرفك الاعراب عجوزا واقدموا عليك كيف كانت تكون حالك فقال لو عرفوني تغرقوا اما علمت ان الرصافية وحدها عشرون الفا واصطفى المعتضد من الاعراب عجوز فصيحة فجاءت يوما فجلست فقال لها الحاجب فومي الى ان نأمرك تجلسين بين يدي امير المؤمنين فقالت ان لم تعرفني ما اعمل ثم قامت فتغافل عنها المعتضد فقالت اقيام الى الابد فمن ينقص الامد فضحك وامرها بالجلوس
وفي هذه السنة وجه يوسف بن ابي الساج اثنين وثلاثين نفسا من الخوارج من طريق الموصل فضربت اعناق خمسة وعشرين منهم وصلبوا وحبس باقيهم
وفيها ورد الخبر بغزو اسمعيل بن احمد بلاد الترك وقتله خلقا كثيرا من الترك وافتتاحه مدينة ملكهم واسره اياه وامرأته خاتون ونحو عشرة آلاف وقتل منهم

خلقا كثيرا وغنم دواب كثيرة واصاب الفارس من المسلمين من الغنيمة في المقسم الف درهم
وفي ذي الحجة ورد كتاب من دبيل ان القمر قد انكسف في شهر شوال لاربع عشرة خلت منه ثم تجلى في آخر الليل فأصبحوا صبيحة تلك الليلة والدنيا مظلمة ودامت الظلمة عليهم فلما كان عند العصر هبت ريح سوداء شديدة فدامت الى ثلث الليل فلما كان ثلث الليل زلزلوا فأصبحوا وقد ذهبت المدينة فلم ينج من منازلها الا اليسير قدر مائة دار وانهم دفنوا الى حين كتبوا الكتاب ثلاثين الف نفس يخرجون من تحت الهدم ويدفنون وانهم زلزلوا بعد الهدم خمس مرات وقيل انه اخرج من تحت الهدم خمسون ومائة الف انسان ميت
وامر المعتضد بتسهيل عقبة حلوان فسهلت وغرم عليها عشرون الف دينار وكان الناس يلقون منها مشقة شديدة
وفي هذه السنة زاد المعتضد في جامع المنصور ودار المنصور وفتح بينهما سبعة عشر طاقا وحول المنبر والمحراب والمقصورة الى المسجد الجديد وتولى ذلك يوسف بن يعقوب القاضي فبلغت النفقة عشرين الف دينار اخبرنا عبد الرحمن ابن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال انبأنا علي بن مخلد اخبرنا اسمعيل بن علي قال اخبر المعتضد بالله بضيق المسجد الجامع بالجانب الغربي في مدينة المنصور وان الناس يضطرهم الضيق الى ان يصلوا في المواضع التي لا تجوز في مثلها الصلاة فأمر بالزيادة فيه من قصر المنصور فبنى مسجدا على مثال المسجد الاول في مقداره او نحوه ثم فتح في صدر المسجد العتيق ووصل به فاتسع به الناس وكان الفراغ منه في هذه السنة قال الخطيب وزاد بدر مولى المعتضد من قصر المنصور المسقطات المعروفة بالبدرية في ذلك الوقت
وفي هذه السنة امر المعتضد ببناء القصر الحسني وهو دار الخلافة الآن وهو اول من سكنها من الخلفاء
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال حدثني هلال بن المحسن قال كانت دار الخلافة التي على شاطيء

دجلة تحت نهر معلى قديما للحسن بن سهل ويسمى القصر الحسني فلما توفي صار لبوران ابنته فاستنزلها المعتضد بالله عنها فاستنظرته اياما في تفريغها وتسليمها ثم رمتها وعمرتها جصصتها وبيضتها وفرشتها بأجمل الفرش واحسنه وعلقت اصناف الستور على ابوابها وملأت خزائنها بكل ما يخدم الخلفاء به ورتبت فيها من الخدم والجواري ما تدعو الحاجة اليه فلما فرغت من ذلك انتقلت وراسلته بالانتقال فانتقل المعتضد الى الدار فوجد ما استكثره واستحسنه ثم استضاف المعتضد الى الدار مما جاورها كل ما وسعها به وكبرها وعمل عليها سورا جمعها به وحصنها وقام المكتفي بالله بعده بيناء التاج على دجلة وعمل وراءه من القباب والمجالس ما تباهي في توسعته وتعليته ووافى المقتدر بالله وزاد في ذلك واوفى مما انشأه واستحدثه وكان الميدان والثريا وحير الوحوش متصلا بالدار قال الخطيب كذا ذكر لي هلال بن المحسن ان بوران اسلمت الدار الى المعتضد وذلك عير صحيح لان بوران لم تعش الى وقت المعتضد ويشبه ان يكون سلمت الدار الى المعتمد والله اعلم
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر احمد بن علي قال حدثني هلال بن المحسن قال حدثني نصر خو اشاذه خازن عضد الدولة قال طفت دار الخلافة عامرها وخرابها وحريمها وما يجاورها ويتاخمها فكان ذلك مثل مدينة شيراز قال هلال ابن المحسن وسمعت هذا من جماعة عارفين خيرين ثم ان المعتضد استو ببغداد وكان يرى دخان الاسواق يرتفع فيقول كيف يفلح بلد يخالط هواءه هذا فامر ان لا يزرع الارز حول بغداد ولا يغرس النخل ثم خط الثريا وبناها ووصلها بقصر الحسنى وانتقل اليها وامر ان تنقل اليه سوق فضج الناس من هذا فاعفاهم وقال من اراد ربحا فسيجيء طائعا وكان يمدح الثريا ويقول انا على سريري اخاطب وزيري وصيد البر والبحر يصاد بين يدي وبنى ابنية جليلة ببراز الروز فلما اعتل في آخر ايامه طلب صحة الهواء فأمر ان يبنى له قصر فوق الشماسية فابتيع ما للناس هناك من الدور ومات قبل ان يستتم البناء فقال الناس ما احدث

المعتضد شيئا قط يخالف الحق الا اخذ دور الشماسية واجبار اهلها على البيع وفي سنة ثمانين امر المعتضد ببناء مطامير في قصر الحسنى رسمها للصنع فبنيت محكمة وجعلها محابس الاعداء وكان الناس يصلون الجمعة في الدار وليس هناك رسم مسجد انما يؤدون للناس في الدخول وقت الصلاة ويخرجون عند انقضائها
وورد في ذي الحجة كتاب احمد بن عبد العزيز علي المعتضد بالله انه هزم رافع ابن هرثمة واخذ منه ثمانين الف دابة وبغل
وحج بالناس في هذه السنة ابو بكر محمد بن هارون المعروف بابن ترنجة ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
276 - احمد بن محمد
ابن عيسى بن الازهر ابو العباس البرتي القاضي حدث عن مسلم بن ابراهيم وابي الوليد الطيالسي وابي سلمة التبو ذكي وابي نعيم الفضل بن دكين في خلق كثير من البغداديين والكوفيين والبصريين وكان ثقة وصنف المسند واخذ الفقه عن ابي سليمان الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن وولى القضاء بواسط وقطعه من اعمال السواد ثم ولي القضاء بالشرقية في ايام المعتمد فبعث اليه الموفق والى اسمعيل بن اسحاق وقد عزم على الانحدار الى البصرة ان يعرضاه ما في ايديهما من الوقوف فحمل اليه اسمعيل ما كان قبله واستنظر ابو العباس البرتي ثلاثة ايام ليجمع المال وعمد الى ما كان في يده فدفعه الى من أمن منه رشدا ممن هو له والى الامناء الذين يثق بهم فلما طولب بالمال قال سملته الى اهله وما بقي عندي منه شيء فصرف عن القضاء بهذا السبب وحكى ابن صاعد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام ودخل عليه ابو العباس فقام اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فصافحه وقبل بين عينيه وقال مرحبا بالذي يعمل ببنتي واثري ثم لزم البرتي بيته واشتغل بالتعبد وتوفي بالجانب الغربي من مدينة السلام في ذي الحجة

من هذه السنة
277 - احمد بن ابي عمران
واسمه موسى بن عيسى ابو جعفر الفقيه البغدادي احد اصحاب الرأي اخذ الفقه عن محمد بن سماعة واضرابه ونزل مصر وحدث بها عن عاصم بن علي وعلي بن الجعد ومحمد بن الصباح وغيرهم وكان استاذ ابي جعفر الطحاوي وكان ضريرا قال ابو سعيد بن يونس حدث بحديث كثير من حفظه وكان ثقة وتوفي في محرم هذه السنة
278 - ابراهيم بن منصور ابو يعقوب الصوري
خراساني قدم مصر وحدث بها وتوفي في هذه السنة
279 - جعفر بن احمد بن معبد الوراق
حدث عن عاصم بن علي ومسدد وروى عنه ابن مخلد وابن السماك وابو بكر الشافعي وتوفي في هذه السنة
280 - حامد بن سهل بن سالم
ايو جعفر يعرف بالثغري سمع معاذ بن فضالة وخالد بن خداش وروى عنه ابن صاعد وابن مخلد وابن السماك وابو بكر الشافعي قال الدراقطني كان ثقة وتوفي في جمادي الاخرة من هذه السنة
281 - زكريا بن ايوب
ابو يحيى من اهل انطاكية قدم مصر وحدث بها وتوفي في رمضان هذه السنة وكان ثقة ثبتا صالحا
سنة
ثم دخلت سنة احدى وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيهاان المسلمين دخلوا بلاد الروم ففتحوا بعضها ثم عادوا فغزوهم

فغنموا وظفروا وفيها غارت المياه بالري وطبرستان واصاب الناس بعد ذلك جهد جهيد وقحط حتى اكل الناس بعضهم بعضا واكل انسان منهم ابنته
ولليلتين خلتا من رجب شخص المعتضد الى الجبل فقصد ناحية الدينور وقلد ابا محمد علي بن المعتضدالري وقوين وزنجان وابهر وقم وهمذان والدينور وقلد عمر بن عبد الغزيز ابي دلف اصبهان ونهاوند والكرج وتعجل المعتضد الانصراف من اجل غلاء الاسعار وقلة الميرة فوافى المعتضد بالله بغداد يوم الاربعاء لست خلون من رمضان
ولست بقين من ذي القعدة خرج المعتضد الى الموصل عامدا لحمدان بن حمدون وذلك انه بلغة انه مال الى هارون الشاري ودعا له المعتضد بنواحي صل كتب الى اسحاق بن ايوب والى حمدان ان يتلقياه فاسرع اسحاق وتحصن حمدان في قلاعه وورد كتاب المعتضد يذكر ان الله نصره على الاكراد والاعراب فقتل منهم خلقا كثيرا ثم خرج المعتضد عامد القلعة ماردين وكانت في يد حمدان فهرب وخلف ابنه فنزل المعتضد عليها وحاربهم من فيها يومهم فلما كان من الغد ركب المعتضد وصعد القلعة حتى قرب من الباب حتى صاح يا حمدان فاجابه فقال افتح الباب ففتحه فقعد المعتضد في الباب ونقل ما في القلعة ثم امر بهدمها فهدمت وحمل خمارويه بن احمد ابنته الى المعتضد وقد كان المعتضد تزوجها في آخر رمضان هذه السنة بعثها مع ابن الجصاص وبعث معه بعد كل شيء عمله مائة الف دينار وقال لعل بالعراق مما نحتاج اليه ما ليس عندنا فاشتر شئيا ان اردت بهذه فما اشترى شيئا
وحج بالناس في هذه السنة محمد بن هارون واصاب الحاج بالاجفر مطر عظيم مات منهم بشر كثير وكان الرجل يغرق في الوحل فلا يقدر احد على اخراجه

ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
282 - احمد بن سهل بن الربيع
بن سليمان الاخميمي
كان مقبولا عند القضاة وحدث عن يحيى ين بكير وغيره وتوفي في هذه السنة
283 - اسحاق بن ابراهيم
المعروف بابن الجبلي
يكنى ابا القاسم ولد سنة اثنتي عشرة ومائتين وسمع منصور بن ابي مزاحم وطبقته ولم يحدث الابشيء يسير وكان يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ ويفتي الناس بالحديث ويذاكر وتوفي في ربيع الاخر من هذه السنة وصلى عليه ابراهيم الحربي
284 - عبد الله بن محمد بن عبيد
ابن سفيان بن قيس ابو بكر القرشي المعروف بابن ابي الدنيا مولى بني امية ولد سنة ثمان ومائتين وسمع ابراهيم بن المنذر الحزامي وخالد بن خداش وعلي بن الجعد وخلقا كثيرا وقد ادب غير واحد من اولاد الخلفاء منهم المعتضد وعلي بن المعتضد وكان يجري له في كل شهر خمسة عشر دينارا وكان يقصد حديث الزهد والرقائق وكان لاجلها يكتب عن البرجلاني ويترك عفان بن مسلم وكان ذا مروءة ثقة صدوقا صنف اكثر من مائة مصنف في الزهد قال ابو علي صالح بن محمد الحافظ الا انه كان يسمع من انسان يقال له محمد بن اسحاق البلخي وكان ذلك يضع للكلام اسنادا ويروى احاديث مناكير قال المصنف قد روى ابن ابي الدنيا عن محمد بن اسحاق بن يزيد بن عبيد الله الضبي وقد ذكره ابن ابي حاتم في الكذابين وقد ذكرنا وفاته في سنة ست وثلاثين ومائتين وروى ابن ابي الدنيا عن محمد بن

اسحاق اللؤلؤى البلخي ولم يكن بثقة وقد ذكرنا وفاته في سنة اربعة واربعين ومائتين اخبرنا ابن ناصر اخبرنا ابو غالب محمد بن ابراهيم بن محمد الصقلي حدثنا واقد بن بن الخليل الخليلي اخبرنا ابي قال حدثني محمد بن عبد الواحد حدثنا عبد الله بن محمد الخطيب قال حدثني علي بن ابراهيم حدثنا عمر بن سعد القرطسي قال كنا على باب ابن ابي الدنيا ننتظر خروجه فجاءت السماء بمطر فأتتنا جارية برقعة فقرأتها فاذا فها مكتوب ... انا مشتقاق الى رؤيتكم ... يا اخلائي وسمعي والبصر ... كيف انساكم وقلبي عندكم ... حال فيما بيننا هذا المطر ...
توفي في جمادي الاخرة من هذه السنة وصلى عليه يوسف بن يعقوب ودفن في الشونيزيه وبلغ من العمر نيفا وسبعين سنة
سنة 282
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان المعتضد امر بانشاء الكتب الى العمال بترك افتتاح الخراج في النيروز الذي هو نيروز العجم وتأخير ذلك الى اليوم الحادي عشر من حزيران وسمي ذلك النيروز المعتضدي فانشئت الكتب بذلك من الموصل والمعتضد يها وانما اراد الترفيه على الناس والترفق بهم

وفي هذه السنة قدم ابن الجصاص من مصر ببنت ابي الجيش خمارويه بن احمد التي تزوجها المعتضد ومعها احد عمومتها وكان دخوله بغداد يوم الاحد لليليتن خلتا من المحرم وادخلت الحرة ليلة الاحد فنزلت في دار صاعد وكان المعتضد غائبا بالموصل ثم نقلت الى المعتضد لاربع خلون من ربيع الاول فنودي في جانبي بغداد ان لا يعبر احد دجلة في يوم الاحد غلقت ابواب الدروب التي يلين الشط ومد على الشوارع التي تلين دجلة النافذة اليها شراع ووكل بخافتي دجلة من يمنع الناس ان يظهروا في دورهم على الشط فلما صليت العتمة وافت سفينة من دار المعتضد فيها خدم معهم الشمع فوقفت بازاء دار صاعد وكانت قد اعدت اربع حراقات وصارت تلك السفينة بين ايديهم واقامت الحرة يوم الاثنين في دار المعتضد وجليت عليه يوم الثلاثاء لخمس خلون من ربيع الاول
وفيها شخص المعتضد الى الجبل فبلغ الكرج واخذ اموال ابن ابي دلف وكتب الى عمر بن عبد العزيز بن ابي دلف يطلب منه جوهرا كان عنده فوجه به اليه وتنحى من بين يديه
وفيها وجه محمد بن زيد العلوي من طبرستان الى محمد بن ورد القطان اثنين وثلاثين الف دينار ليفرقها على العلوية بالحرمين والكوفة وعلى من في بغداد فسعى به فاحضر بدرا وسئل عن ذلك فذكر انه يوجه اليه في كل سنة بمثل هذا المال فيفرقه على من يأمره بالتفرقة عليه من العلويين فأعلم بدر المعتضد بذلك واخبره ان الرجل والمال عندنا فما ترى وما تأمر فقال اما تذكر الرؤيا التي خبرتك بها فقال لا يا امير المؤمنين فقال ان الناصر دعاني فقال اعلم ان هذا الامر سيصير اليك فانظر كيف تكون مع ال علي بن ابي طالب عليه السلام ثم قال رأيت في النوم كأني خارج من بغداد اريد ناحية النهر وان اذ مررت برجل واقف على تل يصلي لا يلتفت الى فعجبت منه ومن قلة اكتراثه بعسكري مع تشوف الناس الى العسكر فاقبلت اليه حتى وقفت بين يديه فلما فرغ من صلاته قال لي اقبل فأقبلت اليه فقال اتعرفني قلت لا قال انا علي بن

ابي طالب خذ هذه المسحاة فاضرب بها في الارض فأخذتها فضربت ضربات فقال انه سيلي من ولدك هذا الامر بقدر ما ضربت فأوصهم بولدي خيرا قال بدر فقلت بلى يا امير المؤمنين قد ذكرت قال فأطلق الرجل واطلق المال وتقدم اليه ان يكتب الى صاحب طبرستان ان يوجه اليه ما يوجهه ظاهرا ويفرقه طاهرا وتقدم بمعونة هذا على ما يريد من ذلك
وفيها قدم ابراهيم بن احمد الماذرائي لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة من دمشق على طريق البرفوا في بغداد في احد عشر يوما فاخبر المعتضد ان خمارويه ذبحه بعض خدمه على فراشه وكان قد بعث مع ابن الجصاص الى خمارويه هدايا فأرسل اليه فرده من الطريق وولى بعد خمارويه ابنه جيشا فقتلوه وانتهبوا داره واجلسوا اخاه هارون بن خمارويه فتقرر انه يحمل الى خزانة المعتضد في كل سنة الف الف دينا وخمسمائة ألف دينار فلما ولى المكتفى عزله وولى محمد بن سليمان الواثقي فأخذ اموال آل طولون وكان هذا اخر امرهم وحج بالناس في هذه النسة المتقدم ذكره ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
285 - احمد بن داود بن موسى
ابو عبد الله السدوسي ويعرف بالمالكي وكان ثقة اقام بمصر وتوفي بها في صفر هذه السنة
286 - اسمعيل بن اسحاق بن اسمعيل
ابن حماد بن زيد بن درهم ابو اسحاق الازدي مولى جرير بن حازم من اهل البصرة ولد سنة تسع وتسعين ومائة وقيل سنة مائتين ونشأ بالبصرة وامتد عمره فحملت عنه علوم كثيرة وسمع محمد بن عبد الله الانصاري ومسلم بن ابراهيم الفراهيدي والقعنبي وابن المديني وغيرهم وروى عنه البغوي ابن صاعد وابن الانباري وغيرهم وكان فاضلا متقنا فقيها على مذهب مالك وشرح مذهبه

ولخصه واحتج له وصنف المسند وكتباعدة في علوم القرآن وجمع حديث مالك ويحيى بن سعيد وايوب السختياني وولى القضاء في خلافة المتوكل لمامات سوار ابن عبد الله وكان قاضي القضاة حينئذ بسر من رآى ابو جعفر بن عبد الواحد الهاشمي فأمره المتوكل ان يولى اسمعيل قضاء الجانب الشرقي من بغداد فولاه سنة ست واربعين ومائتين وجمع له قضاء الجانبين بعد ذلك سبع عشرة سنة ولم يزل قاضيا على عسكر المهتدي الى سنة خمس وخمسين ومائتين فان المهتدي قبض على حماد بن اسحاق اخي اسمعيل وضرب بالسياط واطاف به على بغل بسر من رآى لشيء بلغه عنه وصرف اسمعيل بن اسحاق عن الحكم واستتر وكان قاضي القضاء بسر من رآى الحسن بن محمد بن عبد الملك بن ابي الشوارب ثم صرف عن القضاء في هذه السنة وولى القضاء عبد الله بن نائل بن نجيح ثم رد الحسن بن محمد في هذه السنة الى القضاء ثم استقضى المهتدي على الجانب الشرقي القاسم بن المنصور التميمى نحو سبعة أشهر ثم قتل المهتدى فأعاد المعتمد اسمعيل بن اسحاق على الجانب الشرقي ببغداد فس سنة ست وخمسين فلم يزل الى سنة ثمان وخمسين ثم سأل الموفق ان ينقله الى الجانب الغربي وكان على قضاء الجانب الغربي بالشرقية وهي الكرخ البرتي وعلى مدينة المنصور احمد بن يحيى فاجابه الى ذلك وكره ذلك القاضي القضاة ابن ابي الشوارب واجتهد في رد ذلك فما امكنه لتمكن اسمعيل من الموفق بالله فأجيب اسمعيل الى ما سأل ونقل البرتي الى قضاء الشرقية الى الجانب الشرقي واسمعيل على الغربي بأسره الى سنة اثنتين وستين ومائتين ثم جمعت بغداد بأسرها لاسمعيل بن اسحاق وصرف البرتي وقلد المدائن والنهروان وقطعة من اعمال السواد وكان ابن ابي الشوارب قد توفي فولى اخوه على بن محمد مكانه وكان يدعى بقاضي بقاضي القضاة وصار اسمعيل المقدم ذكره على سائر القضاة ولم يقلد قضاء القضاة الى ان توفي
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرني محمد بن احمد بن يعقوب اخبرنا

محمد بن نعيم الضبي قال سمعت محمد بن الفضل النحوي يقول سمعت ابا الطيب عبد الله بن شاذان يقول سمعت يوسف بن يعقوب بقول قرأت توقيع المعتضد الى عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير واستوص بالشيخين الخيرين القاضين اسمعيل بن اسحاق الازدي وموسى بن اسحاق الخطمي خيرا فانهما ممن اذا اراد الله بأهل الارض سوءا دفع عنهم بدعائهما
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي الحافظ اخبرنا عبيد الله بن ابي الفتح اخبرنا اسماعيل بن سعيد العدل اخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال سمعت ابا العباس المبرد يقول لما توفيت والدة اسمعيل بن اسحاق القاضي ركبت اليه اعزيه واتوجع له والفيت عند الجلة من بني هاشم والفقهاء والعدول ومستورى المدينة فرأيت من ولهه ما ابداه ولم يقدر على ستره وكل يعزيه وقد كاد لا يسلو فلما رأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم فأنشدته ... لعمري لئن غال ريب الزما ... ن فينا لقد غال نفسا حبيبه ... ولكن علمي بما في الثوا ... ب عند المصيبة ينسى المصيبة ... فتفهم كلامي واسحسنة ودعا بدواة وكتبه ورأيته بعد قد انبسط وجهه وزال عنه ما كان فيه من تلك الكآبة وشدة الجزع توفي اسمعيل ليلة الاربعاء لثمان بقين من ذي الحجة من هذه السنة وقت صلاة العشاء الاخرة فحاءه
287 - اسمعيل بن محمد بن ابي كثير
ابو يعقوب الفارسي الفسوي سكن بغداد وحدث عن قتيبة وابن راهوية وغيرهما ورى عنه ابو بكر الشافعي وكان ثقة صدوقا وكان على قضاء المدائن وتوفي في شعبان هذه السنة
288 - بدر بن المنذر بن بدر
ابو بكر المغازلي واسمه احمد لكنه لقب ببدر فغلب عليه روى عنه النجاد وغيره وكان ثقة ويعد من الاولياء وكان صبروا وكان احمد بن حنبل يكرمه ويقول

من مثل بدر بدر قال قد ملك لسانه توفي بدر في جمادي الأولى من هذه السنة بالجانب الغربي
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد الحسين السلمى قال أبو محمد الحربي كنت عند بدر المغازلي وكانت إمرأته باعت دارا لها بثلاثين دينارا فقال لها بدر نفرق هذه الدنانير في إخواننا ونأكل رزق يوم بيوم فأجابته إلى ذلك فقالت تزهد أنت ونرغب نحن هذا مالا يكون
289 - جعفر بن محمد
إبن أبي عثمان أبو الفضل الطيالسي سمع من عفان وعارم ومسدد ويحيى بن معين وغيرهم روى عنه إبن صاعد وإبن مخلد والنجاد وكان ثقة ثبتا صدوقا حسن الحفظ صعب الأخذ توفي ليلة الجمعة للنصف من رمضان هذه السنة
290 - جعفر بن محمد
إبن عبد الله بن بشر بن كزال أبو الفضل السمسار حدث عن عفان وأحمد بن حنبل وغيرهما روى عنه أبو بكر الشافعي قال الدارقطني ليس بالقوي وتوفي في شوال هذه السنة
291 - الحسين بن حميد بن ربيع إبن حميد بن مالك بن سحيم أبو عبد الله اللخمي الخزاز الكوفي قدم بغداد وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بن دكين وغيره روى عنه أبو عمرو بن السماك وكان فهما عارفا له كتاب مصنف في التاريخ توفي في ذي الحجة من هذه السنة
292 - الحسين بن محمد بن عبد الرحمن
أبو علي الخياط صاحب بشر الحافي كتب الناس عنه شيئا من الحكايات وأطرافا من الحديث وتوفي في شوال هذه السنة

293 - الحارث بن محمد بن أبي أسامة
أبو محمد التميمي ولد في شوال سنة ست وثمانين ومائة وسمع علي بن عاصم ويزيد إبن هارون وروح بن عبادة وعفان بن مسلم روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وإبن جرير وإبن مخلد النجاد وأبو بكر الشافعي والخلدي وكان صدوقا ثقة وتوفي في يوم عرفة من هذه السنة وقد بلغ ستا وتسعين سنة
294 - خالد بن يزيد بن وهب إبن جرير بن حازم
أبو الهيثم الأردي حدث عن أبيه روى عنه محمد بن خلف بن المرزبان كان ينزل في مدينة المنصور ثم خرج إلى البصرة فتوفي بها في هذه السنة
295 - خمارويه بن أحمد بن طولون
عقدت له الولاية على مصر وأعمال أبيه عند موته فأنفذ الموفق إبنه المعتضد لمحاربته فالتقينا في شوال سنة أحدى وسبعين ومائتين بالصعيد فانكسر خمارويه وركب حمار هاربا ووضع أصحاب المعتضد بالله السلاح وهم يظنون أنهم لا طالب لهم فخرج كمين لخمارويه عليهم فانهزموا وذهب ما كان في العسكر من الأموال والسلاح ثم إن المعتضد تزوج بإبنة خمارويه وجاء بها إبن الجصاص فوج
ه المعتضد معهالى خماروية هدايا واودعه رسالة فشخص بها بن الجصاص فلما وصل سامرا وصل الخبر إلى المعتضد أن بعض خدم خمارويه ذبحه على فراشه في ذي الحجة سنة إثنتين وثمانين وكان عمره إثنتين وثلاثين سنة وقتل من أصحابه الذين اتهموا بقتله نيف وعشرون خادما
فضيل بن محمد بن المسيب
إبن موسى بن يزيد بن كسيان بن باذن وهو ملك اليمن الذي أسلم بكتاب

رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو محمد الشعراني كان أدبيا فقيها عابدا كثير الرحلة في طلب الحديث فهما عارفان بالرجال سمع بمصر والحجاز والشام والكوفة والبصرة وواسط الجزيرة وخراسان وسأل يحيى بن معين عن الرجال وسأل على بن المدني وأحمد بن حنبل وأخذ اللفة عن الأعرابي وقرأ القرآن على خلف بن هشام وكان ثقة صدوقا
297 - محمد بن أحمد بن حميد
إبن نعيم شماس مرزوي الأصل سمع عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وعبد الصمد إبن حسان وغيرهم أخبرنا عبد الرخمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي قال كان ثقة وذكره الدارقطني فقال لا بأس به وتوفي في هذه السنة
298 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد
إبن عمارة بن القعقاع أبو قبيصة الضبي روى عنه إبن السماك وأبو بكر الشافعي وكان ثقة وذكره الدارقطني فقال لا بأس به أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد إبن علي بن ثابت قال حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثناإسماعيل بن علي قال قال لنا أبو قبيصة تزوجت أم أولادي هؤلاء فلما كان بعد الأملاك بايام قصدتهم للسلام فاطلعت من شق الباب فرأيتها فأبغضتها وهي معى منذ ستين سنة قال إسماعيل كان هذا الشخ من درس مارأيناه للقرآن سألته عن أكثر ما قرأه في يوم من أيام الصيف الطوال وكان يوصف بكثرة الدرس وسرعته فامتنع فلم يخبرني فلم أزل حتى قال إنه قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال أربع ختمات وبلغ في الخامسة إلى براءة وأذن المؤذن العصر وكان من أهل الصدق توفي ي ربيع الأول من هذه السنة
299 - محمد بن القاسم بن خلاد
إبن ياسر بن سليمان أبو عبد الله الضرير مولى أبي جعفر المنصور فله ولاؤه ويعرف

بأبي العيناء وسبب ذلك أنه قال لأبي زيد كيف تصعر عيينا عينا قوال عيينا ياأبا العيناء ولد بالأهواز في أول سنة أحدى وتسعين ومائة ونشأ بالبصرة وقد سمع من أبي عاصم النبيل وأبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد وعمي بعد أربعين سنة وكان من أفصح الناس وأحفظهم وأسرعهم جوابا ومسنداته قلية والغالب على روايته الحكايات
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد بن على بن ثابت حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعدل أخبرنا احمد بن كامل القاضي حدثنا أبو العيناء قال أتيت عبد الله إبن داود الخريبي فقال ما جاء بك قلت الحديث قال إذهب فتحفظ القرآن قلت قد قرات القرآن قال إقرا واتل عليهم نبأ نوح فقرأت عليه العشر حتى أنفذته قال إذهب فتعلم الفرائض قلت قد تعلمت الجد والصلب والكبر قال فأيما أقرب إليك إبن أخيك أو إبن عمك قلت إبن أخي قال قال ولم قلت لأن أخي إبن أبي وإبن عمي من جدي قال إذهب الآن فتعلم العربية قلت قد علمتها قبل هذين قال لم قال عمر بن الخطاب حين طعن يال الله يال المسلمين لم فتح تلك وكسر هذه قال قلت فتح تلك اللام على الدعاء وكسر هذه على الدعاء والاستغاثة والإستنصار فقال لو حدث أحدا حدثتك
أخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي قال أخبرني علي بن أيوب القمى أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال أخبرني محمد بن يحيى حدثنا أبو العيناء قال الآن لي المتوكل قد اخترتك لمجالستي قلت لا أطيق ذلك ولا أقول ذلك جهلا بمالي في هذا المجلس من الشرف ولكني رجل محجوب والمحجوب تختلف إشارته ويخفي عليه الأيماء ويجوز على أن تتكلم بكلام غضبان ووجهك راض وبكلام راض

ووجهك غضبان ومتى لم أميز هذين هلكت فقال صدقت ولكن تلزمنا فقلت لزوم الفرض الواجب فوصلني بعشرة آلاف درهم قال وقدروى ان المتوكل قال أشتهي أن أنادم أبا العيناء لولا انه ضرير فقال أبوالعيناء أن أعفاني أمير المؤمنين من رؤيةالهلال ونقش الجواهر فإني أصلح
أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب قال اخبرني أحمد بن محمد بن أحمد يعقوب قال حدثني جدي محمد بن عبد الله بن ترنحل حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد أبو العيناء قال دعا المنصور جدي خلادا وكان مولاه فقال له أريدك لأمر قد أهمني وقد اخترتك له وأنت عندي كما قال أبو ذؤيب
... الكنى إليها وخير الرسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر ...
فقال له أرجو أن أبلغ رضا أمير المؤمنين فقال صر إلى المدينة على انك من شيعة عبد الله بن حسن وأبذل له الأموال وأكتب إلي بأنفاسه وأخبار ولده فأرضاه ثم علم عبد الله بن الحسن أنه أتى من قبله فدعا عليه وعلى نسله بالعمى قال نحن نتوارث ذلك إالى الساعة وبلغنا أن أبا العينا ء تأخر رزقه فشكت إلى عبيد الله بن سليمان قال ألم نكن كتبنا لك إلى إبن المدبر فما فعل في أمرك قال جرني على شوك المطل وحرمني ثمره الوعد فقال أنت أخترته فقال ما على فقد أختار موسى سبعين رجلا فما كان فيهم رجل رشيد فأخذتهم الرجفة واختار النبي صلى الله عيله وسلم إبن أبي سرح كاتبا فلحق بالكفار مرتدا واختار علي أبا موسى فحكم عليه قال المصنف خرج أبو العيناء من البصرة واستوطن بغداد وكان السبب في خروجه من البصرة ما أخبرنا به أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا أبو القاسم الأزهري وأحمد

إبن عبد الواحد الوكيل قالا أخبرنا محمد بن جعفر التميمي أخبرنا أبو بكر الصولي عن أبي العيناء قال كان سبب خروجي من البصرة وانتقالي عنها أني مررت بسوق النخاسين يوما فرأيت غلاما ينادي عليه وقد بلغ ثلاثين دينارا فاشتريته وكنت أبني دار فدفعت إليه عشرين دينارا على أن ينفقها على الصناع فجاءني بعد أيام يسيرة فقال قد نفدت النفقة فقلت هات حسابك فرفع حسابا بعشرة دنانير قلت أين الباقي قال قد اشتريت به ثوبا مصمتا وقطعته قلت من أمرك بهذا قال لا تعجل يا مولاي فإن أهل المروءة وإلاقدار لا ليعبون علي غلمانهم إذا فعلوا فعلا يعود بالزين على مواليهم فقلت في نفسي أنا اشتريت الأصمعي ولم أعلم قال وكانت في نفسي أمرأة أردت أن أتزوجها سرا من أبنة عمي فقلت له يوما أفيك خير قال أي لعمري فأطلعته على الخبر فقال انا نعم العون لك فتزوجت المرأة ودفعت إليه دينارا وقلت له اشتر لنا كذا وكذا يكون فيما تشتريه سمك هازبي فمضى ورجع وقد اشترى ما أردت إلا أنه اشترى سمك مار ماهي فغاظني ذلك فقلت أليس أمرتك أن تشتري هازبي قال بلى ولكن رأيت بقراط يقول أن هازبي يولد السوداء ويصف المارماهي ويقول إنه أقل غائلة فقلت يا إبن الفاعلة أنا لم أعلم أني إشتريت جالينوس وقمت إليه فضربته عشر مقارع فلما فرغت من ضربه أخذني وأخذ المقرعة وضربني سبع مقارع وقال يا مولاي الأدب ثلاث والسبع فضل وذلك قصاص فضربتك هذه السبع خوفا من القصاص يوم القيامة فغاظني هذا فرميته فشججته فمضى من وقته إلى إبنة عمي فقال لها يا مولاتي إن الدين النصيحة وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم من غشنا فليس منا وأنا أعلمك أن مولاي قد تزوج فأستكتمني فلما قلت له لا بد من تعريف مولاتي الخبر ضربني بالمقارع وشجني فمنعتني بنت عمي من دخول الدار وحالت بيني وبين ما فيها ووقعنا في تخبيط فلم أر الأمر بصلح إلا بأن طلعقت المرأة التي تزوجتها فصلح أمري مع أبنة عمي وسمت الغلام الناصح ولم يتهيأ لي

إن أكلمه فقلت اعتقه واستريح فلعله يمضى عني فلما عتقته لزمني وقال الآن وجب حقك علي ثم إنه أراد الحج فجهزته وزودته وخرج فغاب عني عشرين يوما ورجع فقلت له لم رجعت فقال قطع الطريق بي وفكرت فإذا الله تعالى يقول ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا وكنت غير مستطيع وفكرت فإذا حقك أوجب فرجعت ثم إنه أراد الغزو فجهزته فما غاب عني بعت كل ما أملك بالبصرة من عقار وغيره وخرجت عنها خوفا إن يرجع قال الدارقطني أبو العيناء ليس بقوي في الحديث
أخبرنا يحيى بن علي المدير أخبرنا أبو بكر علي بن محمد الخياط أخبرنا الحسين بن الحسن بن حمكان حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البصري حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال دخلت على أبي العيناء في آخر عمره وقد كف بصره فسمع صرير قلمي على الدفتر قال من هذا قلت عبدك وإبن عبدك محمد بن يحيى الصولى قال بل ولدي وإبن أخي ما تكتب فقلت جعلني الله فداءك شيئا من النحو والتصريف فقال النحو في الكلام كالملح في الطعام فإذا أكثرت منه صارت القدر زعاقا يا بني إذا أردت أن تكون صدرا في المجالس فعليك بالفقه ومعاني القرآن وإذا أردت أن تكون منادما للخلفاء وذوي المروءة والأدباء فعليك بنتف الأشعار وملح الأخبار قال المصنف أقام أبو العيناء ببغداد مدة طويلة ثم خرج يريد البصرة فركب في سفينة فيها ثمانون نفسا فغرقت فلم يسلم منهم غيره فلما وصل إلى البصرة مات
300 - مطلب بن شعيب بن حيان
أبو محمد ولد بمصر وحدث عن أبي صالح كاتب الليث وغيره وكان ثقة وتوفي في محرم هذه السنة
301 - مطرف بن عبد الرحمن
إبن إبراهيم بن محمد بن قيس مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام أبو سعيد

الأندلسي القرطبي يروي عن يحيى بن يحيى بن كثير وسحبويه بن سعيد وكان له زهد وفضل توفي بالاندلس في هذه السنة
302 - يحيى بن عثمان
ابن صالح بن صفوان مولى آل قيس بن ابي العاص السهمي يكنى ابا زكريا كان عالما بأخبار مصر وبوفيات العلماء وكان حافظا للحديث وحدث بما لم يوجد عند غيره توفي في هذه السنة في ذي القعدة
سنة
ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها شخوص المعتضد لثلاث عشرة بقيت من المحرم بسبب هارون الشاري الى ناحية الموصل فظفر به وكان سبب ظفره انه وجه الحسين بن حمدان اليه في جماعة فقال الحسين ان انا جئت به يا امير المؤمنين فلى ثلاث حوائج قال اذكرها قال اولها اطلاق ابي وحاجتان اسألهما بعد مجيئي به اليك فقال المعتض لك ذلك فمضى فجاء به لافخلع المعتضد بغداد بالظفر
وفي هذه السنة خرج عمرو بن الليث من نيسابور فخالفه رافع بن هرثمة اليها فدخلها وخطب بها لمحمد بن زيد الطالبي وابيه فقال اللهم اصلح الداعي الى الحق فرجع عمرو الى نيسابور ثم تواقعا فهزم رافعا ثم جاء الخبر بقتله
ولعشر بقين من جمادي الاولى امر المعتضد بالكتاب الى جميع النواحي برد الفاضل من سهام المواريث على ذوي الارحام فنفذت الكتب بذلك وقرئت على المنابر وكان السبب في ذلك انه استفتى القضاة في ذلك فكتب ابو حازم القاضي وعلى بن محمد بن ابي الشوارب بردها على ذوي الارحام وذكر انه اتفاق الصحابة عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم وانما خالفهم زيد بن ثابت فانه رأى

ردها الى بيت المال ولم يتابعه آخر على ذلك وافتى يوسف بن يعقوب بقول زيد فأمر المعتضد بالعمل بما كتب به ابو حازم والاضراب عن فتيا يوسف وكتب بذلك الى الافاق
وفي يوم السبت لاربع عشرة ليلة بقيت من جمادي الاخرة شخص الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب الى الجبل لحرب ابن ابي دلف باصبهان فاستأ منه فصار اليه فقدم به فجلس له المعتضد وخلع عليه
وفي رجب امر المعتضد بكري دجيل والاستقصاء عليه وقلع صخر كان في فوهته يمنع الماء فجبي لذلك من ارباب الاقطاعات والضياع اربعة الاف دينار وانفقت عليه
وفي شعبان هذه السنة كان الفداء بين المسلمين والروم ففودي من المسلمين الفان وخمسمائة واربعة انفس فأطلقت المسلمون واطلق الروم
وفي هذه السنة خلع لي يوسف بن يعقوب القاضي وقلد قضاء الجانب الشرقي من بغداد وكلو اذى ونهر بين والنهروانات وكور دجلة وواسط مضافا الى ما تولاه من القضاء بالكوفة واعمالها وذلك بعد ان مكثت بغداد ثلاثة اشهر وثمانية عشر يوما بعد وفاة اسمعيل بن اسحاق بغير قاض ثم خلع على على بن محمد بن ابي الشوارب لقضاء مدينة المنصور وقطر بل مضافا الى ما كان يتولاه من الحكم بسر من رآى وتكريت وطريق الموصل وقعدت الجماعة في مساجد مدينة السلام بالرصافة والشرقية والغربية فقرأ واعهدهم ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
303 - ابراهيم بن اسحاق بن مهران
ابو اسحاق الثقفي السراج النيسابوري سمع احمد بن حنبل وغيره وكان احمد

يحضره ويفطره عنده وينبسط في منزله وكان ثقة ينزل الجانب الغربي من نواحي قطيعة الربيع وتوفي في صفر هذه السنة
304 - اسحاق بن ابراهيم بن محمد
ابن حازم بن سنين ابو القاسم الختلي سمع داود بن عمرو الضبي وعلي بن الجعد وخلقا كثيرا روى عنه الباغندي وابو سهل بن زياد وابو بكر الشافعي وذكره الدارقطني فقال ليس بالقوى وتوفي في هذه السنة وقد بلغ ثمانين سنة وقد ذكرنا قبل هذا بسنتين اسحاق بن ابراهيم الجبلي وربما ظن من لا يعلم انهما واحد وان اعجام الحروف اختلط وليس كذلك هما غيران
305 - جعفر بن محمد بن علي
ابو القاسم الوراق المؤدب البلخي سكن بغداد وحدث بها فروى عنه ابن مخلد وتوفي في رمضان هذه السنة
306 - سهل بن عبد الله بن يونس
ابو محمد التستري لقي ذا النون المصري وكان من الزهاد وله كلام حسن اخبرنا عمر ابن ظفر اخبرنا جعفر بن احمد اخبرنا عبد العزيز بن علي حدثنا ابن جهضم حدثنا المفيد حدثنا محمد بن الحسن بن الصباح قال سمعت سهل بن عبد الله يقول امس قد مات واليوم في النزع وغدا لم يولد توفي سهل في هذه السنة وقيل في سنة ثلاث وسبعين ومائتين
307 - صالح بن محمد بن عبد الله
ابن عبد الرحمن ابو الفضل الشيرازي كان يسكن الجانب الشرقي ببغداد وحدث عن عفان وعلي ابن الجعد وخالد بن خداش روى عنه ابو عمر وابن السماك وابو بكر الشافعي وكان ثقة مأمونا قارئا للقرآن يقول قد ختمت اربعة الاف ختمة وتوفي في شوال هذه السنة

308 - عبد الرحمن بن يوسف بن
سعيد بن خراش
ابو محمد الحافظ مروزي الاصل سمع نصر بن علي الجهضمي والد ورقي وعلي بن خشرم وكان احد الرحالين في الحديث الى الامصار وممن يوصف بالحفظ والمعرفة الا انه ينبز بالرفض روى عنه ابو العباس بن عقدة اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرني محمد بن احمد بن يعقوب القزاز اخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت بكر بن محمد بن حمدان يقول سمعت عبد الرحمن ين يوسف يقول شربت بولي في هذا الشأن يعني الحديث خمس مرات قال المصنف يشير الى اضطراره في السفر توفي في رمضان هذه السنة
309 - علي بن محمد بن ابي الشوارب
واسم ابي الشوارب عبد الملك ويكنى علي اب الحسن الاموي البصري قاضي سر من رأى وبغداد سمع ابا الوليد الطيالسي وابا عمر الحوضي وغيرهما روى عنه ابن صاعد والنجاد وابن قانع وكان ثقة
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي اخبرنا علي بن المحسن اخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال لما مات اسمعيل بن اسحاق مكثت بغداد بغير قاض ثلاثة اشهر وستة عشر يوما فاستقضى في يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الاخرة سنة ثلاث وثمانين على بن محمد بن عبد الملك على قضاء المدينة مضافا الى ما كان يتقلده من القضاء بسر من رآى واعمالها قال وقبل هذا كان علي قضاء القضاة بسر من رآى في ايام المعتز والمهتدي فلما توفي الحسن وجه المعتمد بعبيد الله بن يحيى بن خاقان الى علي بن محمد فعزاه بأخيه وهنأه بالقضاء فامتنع من قبول ذلك فلم يبرح الوزير عبيد الله من عنده حتى قبل وتقلد قضاء القضاة ومكث يدعي بذلك الى ان توفي وهو رجل صالح ضيق الستر عظيم الخطر ثقة امين على طريق الشيوخ المتقدمين حمل الناس عنه حديثا كثيرا وتوفي في شوال هذه السنة ببغداد وحمل الى

سر من رآى ودفن هناك
310 - على بن العباس بن جريج
ابو الحسن مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر يعرف بابن الرومي احد الشعراء المكثرين
اخبرنا ابن ناصر اخبرنا ابو عبد الله الحميدي قال انشدنا ابو غالب بن بشران اخبرنا ابو الحسين بن دينار قال انشدنا ابو طالب الانباري قال انشدنا الناجم قال انشدنا ابن الرومي لنفسه ... اذا ما مدحت الباخلين فانما ... تذكرهم ما في سواهم من الفضل ... وتهدي لهم عما طويلا وحسرة ... فان منعوا منك النوال فبالعدل ...
ومن ابياته المستحسنة ما قال ... وما الحسب الموروث لادر دره ... بمحتسب الا بآخر مكتسب ... فلا تتكل الا على ما فعلته ... ولا تحسبن المجد يورث بالنسب ... فليس يسود المرء الا بنفسه ... وان عد آباء كراما ذوي حسب ... اذا الغصن لم يثمر وان كان شعبة ... من المثمرات اعتده الناس في الحطب ... وللمجد قوم ساوره بأنفس ... كرام ولم يعبوا بأم ولا بأب ...
وله ايضا ... عدوك من صديقك مستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب ... فان الداء اكثر ما تراه ... يكون من الطعام او الشراب ... اذا انقلب الصديق غدا عدوا ... مبينا والامور الى انقلاب ... ولو كان الكثير يطيب كانت مصاحبة الكثير من الصواب ... ولكن قلما استكثرت الا ... وقعت على ذئاب في ثياب ... فدع عنك الكثير فكم كثير ... يعاف وكم قليل مستطاب ... وما اللجج الملاح بمرويات ... وتلقي الري في النطف العذاب

وله ايضا ... اذا دام للمرء السواد واخلقت ... محاسنه ظن الواد خضابا ... وكيف يظن الشيخ ان خضابه ... يظن سوادا او يخال شبابا ...
وله ايضا ... اذا ما كساك الدهر سربال صحة ... ولم تخل من قوت يحل ويعذب ... فلا تغبطن المترفين فانه ... على قدر ما يكسوهم الدهر يسلب ...
وله ايضا ... وفي اربع منى خلت منك اربع ... فلست بدار ايها هاج لي كربي ... اوجهك في عيني ام الريق في فمي ... ام النطق في سمعي ام الحب في قلبي ...
وله ايضا ... ان للمجد سبيلا وعرا ... ضيقا مسلكها فيه صعود ... ليس تثنى بالاباطيل الطلي ... لا ولا توطأ بالهزل بالخدود ... بل بأن ينصب حر نفسه ... وبأن يسهر والناس رقود ... وبأن يلقى بضاحي وجهه ... اوجها فيها عبوس وصدود ... كلما عددت اثمان العلي ... ولما يبتاع منهن نقود ...
وله ايضا في مديحه ... تحكي المكارم عنكم وهي شاهدة ... ليست بغيب ولن تحصى بتعديد ... وما حكاية شيء لا خفاء به ... جاء القياس فالوى بالاسانيد ... لا تحسبوني لشيء غير انفكم ... مغري بتجديد مدح بعد تجديد ... لكن كما راقت القمري جنته ... فظل يتبع تغريدا بتغريد ... احبكم لخلال لا لنعمتكم ... عندي وان اصبحت عون المجاهيد ... افسدتموني لا افساد تنحية ... للخير عني بل افساد تعويد ... وزهدتني اياديكم وفضلكم ... في كل شيء سواها أي تزهيد

وله ايضا في مديحه ... وفي الرقاب وسوم من صنائعكم ... ان انكرتها رجال بعد اقرار ... تستعبدون بها الاحرار دهركم ... فكم عبيد لكم في الناس احرار ... تخادعون عن الدنيا مساترة ... كأن معروفكم ايداع اسرار ... ان كان اورق اقوام فانكم ... مفضلون بتنوير واثمار ... كأنما الناس في الدنيا بظلمكم ... قد خيموا بين جنات وانهار ... لكم خلائق لو تحظى السماء بها ... لما الاحت نجوما غير اقمار ... ومستخف بقدر الشعر قلت له ... لن ينفق العطر الا عند عطار ... ابني البديع واهديه الى ملك ... يبني الرفيع وما يبني بأحجار ... يكسى المديح ولم يعور تجرده ... ككعبة الله لا تكسى لا عوار ...
وقا ايضا ... ولي وطن اليت ان لا ابيعه ... بشيء ولا الفي له الدهر مالكا ... عهدت به شرخ الشباب ونعمة ... كنعمة قوم اصبحوا في ظلالكا ... فقد الفته النفس حتى كأنه لها جسد ان بان غودرت هالكا ... وحبب اوطان الرجال اليهم ... مآرب قضاها الشباب هنالكا ... اذا ذكروا اوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا ...
وقا ايضا ... تخذتكم درعا حصينا لتدفعوا ... نبال العدى عني فكنتم نصالها ... وقد كنت ارجوا منكم خير ناصر ... على حين خذلان اليمين شمالها ... فان انتم لم تحفظوا لمودتي ... ذماما فكونوا لا عليها ولا لها ... قفوا موقف المعذور عني بمعزل ... وخلوا نبالي للعدى ونبالها ...
وقال ايضا ... قلبي من الطرف السقيم سقيم ... لو ان من اشكو اليه رحيم ... من وجهها ابدا نهار واضح ... من فرعها ليل عليه بهيم

ان اقبلت فالبدر لاح وان مشت ... فالغصن راح وان رنت فالريم ... نعمت بها عيني وطال عذابها ... ولكم عذاب قد جناه نعيم ... نظرت فأقصدت الفواد بسهمها ... ثم انثنت نحوي فكدت اهيم ... ويلاه ان نظرت وان هي اعرضت ... وقع السهام ونزعهن اليم ... يا مستحل دمي محرم رحمتي ... ما انصف التحليل والتحريم ...
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو يعلي احمد بن عبد الواحد اخبرنا محمد بن احمد بن عمران حدثنا الحسن بن السري حدثنا علي بن العباس النوبختي قال بلغني ان ابا الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي عليل فمضيت اليه اعوده فقلت له أي شيء خبرك قال أي شيء خبر من يموت فقلت ما ارى سحنتك الا صافية حسنة قال هكذا من يموت يكون قبل ذلك بيوم حسن الوجه فقلت يعافى الله فقال خذ حديثي فان لم يقطع ان اموت في هذه العلة فاصنع ما شئت احببت ان اسكن في مدينة ابي جعفر فشاورت صديقا لي يكنى ابا الفضل وهو مشتق من الافضال فقال لي اذا عبرت القنطرة فخذ عن يدك اليمنى وهو مشتق من اليمن وسل عن سكة النعيمية وهو مشتق من النعيم وسل عن دار ابي المعافى وهو مشتق من العافية فخالفت لشؤمي واقتراب اجلي فشاورت صديقا يقال له جعفر وهو مشتق من الجوع والفرار فقال لي اذا عبرت القنطرة فخذ يسرة وهو مشتق من اليسر وسل عن سكة العباس وهو مشتق من العبوس واسكن في دار ابي قليب وهو مستق من الانقلاب وقد انقلبت بي الدنيا كما ترى واعظم ما على يجتمع في هذه السدرة في داري في كل يوم عصافير فيصيحون في وجهي سيق سيق فانا في السياق فعاودته من الغد فاذا هو قد مات توفي ابن الرومي في هذه السنة وقيل في سنة اربع وثمانين
311 - العباس بن محمد بن عبد الله
ابن زياد بن عبد الملك بن شبيب ابو الفضل البزاز ويعرف بدبيس مروزى الاصل سمع سريج بن النعمان وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب روى عنه

ابو عمرو بن السماك وكان ثقة مقبولا عند الحكام
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قريء على ابن المنادى وانا اسمع قال العباس بن محمد ابو الفضل المعروف بدبيس احد الشهود من الجانب الغربي وكان الغم قد غلب على قلبه لحوادث لحقته فركب ذات يوم فأخذ به الحمار الى طريق خارج السور فسقط فثبتت اليسرى من رجليه في الركاب فالى ان لحق مشي به الحمار مجرورا فمات على ذلك وحمل الى منزله فدفن ليومين من رجب سنة ثلاث وثمانين
312 - محمد بن سليمان بن الحارث
ابو بكر الواسطي المعروف بالباغندي حدث عن محمد بن عبد الله الانصاري وابي نعيم وقبيصة وغيرهم روى عنه القاضي المحاملي وابو عمرو بن السماك واحمد بن سلمان النجاد وغيرهم وكان ابو داود السجستاني يسأل الباغندي عن الحديث اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي الخطيب قال سمعت ابا الفتح بن ابي الفوارس وسأله ابو محمد الخلال عن الباغندي فقال ضعيف الحديث وقال الدارقطني لا بأس به قال الخطيب لا اعلم به علة فان رواياته كلها مستقيمة ولا اعلم في حديثه منكرا وتوفي في ذي الحجة هذه السنة
313 - محمد بن غالب بن حرب
ابو جعفر الضبي التمار المعروف بتمتام ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة وسكن بغداد فحدث بها عن عفان والقعنبي وقبيضة في خلق كثير وكان صدوقا حافظا قال الدار قطني هو ثقة مأمون الأأنه كان يخطئ توفي في رمضان هذه السنة
314 - يحي بن المختار بن منصور بن اسمعيل بن زكر يا النيسابوري
سكن بفداد وحدث بها عن جماعة روي عنه ابن مخلد وابن المنادي وكان صدوقا

توفي صفرهذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة اربع وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها قدوم رسول عمرو بن الليث برأس رافع بن هرثمة في يوم الخميس لاربع بقين من المحرم علي المعتضد بأمر بنصبه في الجانب الشرقي الي الظهر ثم أمر بتحويله الي الجانب الغربي ونصبه هنالك الي الليل
وفي يوم الخميس لاربع عشرة خلت من ربيع الأول خلع علي ابي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب وقلد قضاء مدينة ابي جعفر مكان علي بن محمد بن ابي الشوارب وقعد للحضور في الجامع ومكثت مدينة المنصور من لدن مات بن أبي الشوارب الي أن وليها ابو عمر بغير قاض وذلك خمسة ا شهر واربعة ايام
وفي هذه السنة أخذ نصراني فشهد عليه انه شتم النبي صلي الله عليه وسلم فحبس ثم اجتمع من الغد العوام بسبب النصر اني فصاحوا ا بالقاسم بن عبيد الله وطالبوه باقامة الحد عليه فلما كان يوم الاحد لثلاث عشرة بقيت من الشهر اجتمع اهل باب الطاق وما يليها من الاسواق مضوا الي دار السلطان فلقيهم ابو الحسين ابن الوزير فصاحوا به فاعملهم انه قد انهى خبره الي المعتضد فكدبوه واسمعوه ما كره ووثبوا باعوانه حتي هربوا منهم ومضوا الي باب المعتضد فدخلوا من الباب الاول والثاني فمنعوا فوثبوا علي من منعهم فخرج اليهم اليهم من سألهم عن خبرهم فأخبروه فكتب به الى المعتةضد فأدخل إليه جماعة منهم وسألهم عن الخبر فذكر له فأرسل الي يوسف القاضي لينظر في الامور فمضي معهم الرسول الي القاضي فكادوا يقتلونه ويقتلون القاضي من كثرة الزحام حتي دخل القاضي بابا واغلق دونهم
وفي يوم الخميس لليلات بقين من ربيع الآخر ظهرت ظلمة بمصر وحمرة في السماء شديدة حتي كان الرجل ينظر الي وجه الاخر فيراه احمر وكذلك الحيطان وغيرها فمكثوا كذلك من العصر الي العشاء وخرج الناس يدعون الله عز و جل

ويتضرعون اليه
وفي يوم الاربعاء لثلاث خلون من جمادي الاولى نوده في الارباع والاسواق ببغداد بالنهي عن وقود النار ليلة النيروز وعن صب الماء في يومه ونودي بمثل ذلك في يوم الخميس فلما كانت عشية الخميس نودي على باب صاحب الشرطة بالجانب الشرقي بأن امير المؤمنين قد اطلق الناس في وقود النيران وصب الماء ففعلت العامة في ذلك ما جاوز الحد حتى صبوا على اصحاب الشرطة فكان ذلك من اعظم الفتن
وفي هذه السنة اولعت العوام بأن يقولوا لمن رأوه من الخدم السود يا عقعق فبالغوا في اذى الخدم فتقدم بأخذ جماعة وضربهم
وعزم المعتضد على لعن معاوية بن ابي سفيان على المنابر وامر بانشاء كتاب يقرأ على الناس بذلك فخوفه عبيد الله بن سليمان اضطراب العامة وحذره الفتنة فلم يلتفت الى قوله وعملت النسخ وقرئت بالجانبين في يوم الاربعاء لست بقين من جمادي الاولى وتقدم الى العوام بترك العصبية ومنع القصاص القعود في الجامع وفي الطرقات ومنعت الباعة من القعود في رحابها ومنع اهل الحلق في الفتيا وغيرهم من القعود في المسجد ونودي يوم الجمعة ينهي الناس عن الاجتماع على قاص او غيره وانه قد برئت الذمة ممن اجتمع من الناس على مناظرة او جدل فيمن فعل ذلك احل بنفسه الضرب وتقدم الى الذين يسقون الماء في الجامع ان لا يرحموا على معاوية ولا يذكروه وخرج مكتوب فيه قد انتهى الى امير المؤمنين ما عليه جماعة العامة من شبهة دخلتهم في اديانهم وفساد قد لحقهم في معتقدهم وعصبية قد غلبت عليهم قلدوا فيها قادة الضلال بلابينة وخالفوا السنن المتبعة الى الاهواء المبتدعة فأعظم امير المؤمنين ذلك ورآى ترك انكاره حرجا عليه في الدين
وفي شعبان ظهر شخص انسان في يده سيف في دار المعتضد بالثريا فمضى اليه بعض الخدم لينظر من هو فضربه الشخص بالسيف ضربة قطع بها منطقته وبلغ

السيف الى بدن الخادم وهرب الخادم ودخل الشخص في زرع في البستان فتواري فيه فطلب فلم يوقف له على اثر فاستوحش المعتضد من ذلك ورجم الناس الظنون حتى قالوا انه من الجن ثم عاد الشخص للظهور مرارا كثيرة حتى وكل المعتضد بسور داره واحكم عمارة السور وجيء في يوم السبت لسبع خلون من رمضان بالمعزمين بسبب ذلك الشخص وجيء معهم بالمجانين وكانوا قد قالوا نحن نعزم على بعض المجانين فاذا سقط سأل الجني عن خبر ذلك الشخص فصرعت امرأة فأمر بصرفهم وذكر ابو يوسف القزويني انه لم يوقف على حقيقة ذلك الا في ايام المقتدر وان ذلك الشخص كان خادما ابيض يميل الى بعض الجواري اللواتي في دواخل دور الخدم وكان قد اتخذ لحي على الوان مختلفة وكان اذا لبس بعض اللحى لا يشك من رآه انها لحية فكان يلبس في الوقت الذي يريده لحية منها ويظهر في ذلك الموضع وفي يده سيف او غيره من السلاح فاذا طلب دخل بين الشجر وفي بعض الممرات والعطفات ونزع اللحية وجعلها في كمه وبقي معه السلاح كأنه بعض الخدم الطالبين للشخص فلا يرتاب به احد وسأل هل رأيتم احدا وكان اذا وقع مثل هذا خرج الجواري من تلك الدور فيرى هو تلك الجارية ويخاطبها بما يريد وانما كان غرضه مخاطبة الجارية ومشاهدتها وكلامها ثم خرج من الدار في ايام المقتدر ومضى الى طوس فأقام بها الى ان مات وتحدثت الجارية بعد ذلك بحديثه
وفي هذه السنة وعد المنجمون الناس بغرق اكثر الاقاليم وقالوا الا يسلم من اقليم بابل الا اليسير وان ذلك يكون لكثرة الامطار وزيادة المياه في الانهار وقحط الناس في تلك السنة ولم يروا من الامطار الا اليسير وغارت المياه في الانهار والآبار حتى احتاج الناس الى الاستسقاء فاستسقوا ببغداد وكذب الله عز و جل خبر المنجمين
وحج بالناس في هذه السنة محمد بن عبدالله بن داود الهاشمي المعروف باترجة

ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
315 - احمد بن المبارك ابو عمرو والمستملي
الزاهد النيسابوري ويلقب بحكموية العابد سمع قتيبة بن سعيد واسحاق بن راهوية واحمد بن حنبل وسريج بن يونس في خلق كثير وكان راهب اهل عصره يصوم النهار ويحيى الليل واستملى على المشايخ ستا وخمسين سنة
انبأنا زاهر بن طاهر قال انبأنا ابو بكر البيهقي اخبرنا ابو عبد الله محمد عبد الله الحاكم قال سمعت الحسن بن علي بن محمد القاضي يقول حضرت مجلس ابي عثمان سعيد بن اسمعيل ودخل ابو عمر والمستملي وعليه اثواب رثة فبكى ابو عثمان فلما كان مجلس الذكر بكى ابو عثمان في آخر مجلسه ثم قال دخل على شيخ من مشايخ اهل العلم فاشتغل قلبي برثاثة حاله ولولا اني اجله من تسميته في هذا الموضع لسميته فجعل الناس يرمون بالخواتيم والدراهم والكسوة بين يديه فقام ابو عمرو المستملي على رؤس الناس وقال انا الذي ذكرني ابو عثمان برثاثة الحال ولولا اني كرهت ان يتهم في غيري فيأثم فيه لسترت ما ستر الله على فتعجب ابو عثمان من اخلاصه واخذ ما جمع له وحمله معه وخرج نحو الجامع فبلغ باب الجامع وقد وهب الفقراء كل ما جمع له وتوفي في جمادي الاخرة من هذه السنة
316 - ابراهيم بن جعفر بن مسعر
ابو اسحاق الكرماني قدم مصر وحدث بها وتوفي في هذه السنة
317 - ابراهيم بن عبد العزيز بن صالح
ابو اسحاق الصالحي حدث عن ابي سعيد الاشج وغيره وروى عنه بالباغندي في جماعة
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا محمد بن عبد العزيز قال الصالحي من ولد صالح صاحب المصلى كان يعرف بالطلب والصلاح كتب الناس عنه ووثقوه

وكان ينزل درب سليمان بالرصافة مات في جمادي الاولى سنة اربع وثمانين
318 - اسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد
ابو يعقوب الحربي سمع عفان وهوذة بن خليفة والقعنبي وابا نعيم في آخرين روى عنه ابن صاعد والمجاد والشافعي وابن الصواف وكان اكبر من ابراهيم الحربي بثلاث سنين ووثقه ابراهيم والدارقطني وتوفي لاربع عشرة ليلة بقيت من شوال ونودي عليه في اكناف مدينة السلام واجتمع خلق من الناس لحضور جنازته وغلط قوم فقصدوا منزل ابراهيم الحربي فقال لهم ابراهيم ليس هذا الموضع قصدتم وغدا تأتونه ايضا وعاش ابراهيم الحربي بعده سنة دون شهرين
319 - اسحاق بن محمد
ابو يعقوب مولى بني سدوس ولد بالبصرة سنة اربع وتسعين ومائة وكان صالحا يتجر في الجوهر وتوفي بمصر في ذي الحجة من هذه السنة
320 - عبد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك
ابو القاسم العدوي المعروف بابن اليزيدي سمع محمد بن منصور وعبد الرحمن بن يحيى والأصمعي وكان ثقة وتوفي في محرم هذه السنة
321 - عبيد الله بن علي بن الحسن
ابن اسمعيل ابو العباس الهاشمي كان الامام في جامع الرصافة واليه الحسبة ببغداد واحدث عن نصر الجهضمي وروى عنه ابو الحسين ابن المنادي وتوفي في صفر هذه السنة
322 - عبد العزيز بن معاوية
ابن عبد الله بن امية بن خالد بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الرحمن بن عباد بن اسيد ابو خالد القرشي الاموي البصري قدم بغداد وحدث بها عن ازهر

السمان وابي عاصم النبيل روى عنه ابو عمرو بن السماك توفي في ربيع الاخر من هذه السنة
323 - يزيد بن الهيثم بن طهمان
ابو خالد الدقاق يعرف بالبادا كذا يقول المحدثون وصوابه البادي بكسر الدال لانه ولد هو واخ له يوما وكان هو البادي في الولادة سمع عاصم بن علي ويحيى بن معين روى عنه ابن صاعد وغيره وكان ثقة وتوفي في شوال هذه السنة
خاتمة الطبع
الحمد لله على احسانه حمدا يليق بعظمة شأنه والصلاة والسلام على خاتم انبيائه سيدا محمد وآله وصحبه
وبعد فقد تم بحمد الله تعالى طبع القسم الثاني من الجزء الخامس من كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والامم للامام الشهير ابي الفرج ابن الجوزي رحمه الله وهو من انفس كتب التاريخ جمع بين الوقائع والتراجم وانما ابتدأنا بالطبع من هنا لان الاجزاء الاربعة الاولى والقسم الاول من الخامس لم تحصل لنا الى الان وهذا القسم يبتديء من سنة 257 وينتهي سنة 284 ولم نحصل لهذا القسم الا على نسخة واحدة وهي ناقصة من الابتداء ومنها خمسة اوراق فيها خروم اكملت من تاريخ بغداد وشذرات الذهب وغيرها كما يظهر وهي النسخة المحفوظة بجامع كوبر يلي باسلا مبول تحت رقم 117 اخذ منها نقل بالتصوير واعتنى الدكتور الفاضل سالم الكرنكوي مصحح الدائرة بنسخة وتصحيحه وبذل جهده في مراجعة المظان كتاريخ ابن جرير وتاريخ بغداد وشذرات الذهب وغيرها ثم ارسله الى الدائرة للطبع وقام مصححواالدائرة بتكميل التصحيح حسب الامكان وما كان في الحواشي بعده علامة ك فهو من تعليق الدكتور سالم الكرنكوي وما كان بعده علامة ح فهو من تعليق مصححي الدائرة وكان الطبع بمطبعة الجمعية العلمية الشهيرة بدائرة المعارف العثمانية

بحيدر آباد الدكن ادامها الله مصونة عن الفتن والمحن في ظل الملك المؤيد المعان الذي اشتهر فضله في كل مكان السلطان بن السلطان سلطان العلوم مظفر الممالك آصف جاه السابع امير عثمان على خان بهادر لا زالت مملكته بالعز والبقاء دائمة التقدم والارتقاء وهذه الجمعية تحت صدارة ذي الفضائل السنية والمفاخر العلية النواب السير حيدر نوازجنك بهادر رئيس الجمعية ورئيس الوزارة في الدولة الاصفية والعالم العامل بقية الافاضل النواب محمد يارجنك بهادر وتحت اعماد الماجد الا ريب الشريف النسيب النواب مهدي يا رجنك بهادر عميد الجمعية ووزير المعارف والسياسة في الدولة الاصفية ومعين امير الجامعة العثمانية والماجد الهمام النواب ناظريا رجنك بهادر شريك العميد للجمعية وركن العدلية وضمن ادارة العالم المحقق والفاضل المدقق مولانا السيد هاشم الندوي معين عميد الجمعية ومدير دائرة المعارف ادام الله تعالى درجاتهم سامية ومحاسنهم زاكية
وعني بتصحيحه من افاضل دائرة المعارف وعلمائها مولانا السيد هاشم الندوي ومولانا محمد طه الندوي ومولانا الشيخ عبد الرحمن اليماني ومولانا محمد عادل القدوسي مولانا السيد احمد الله الندوي والسيد حسن جمال الليل المدني والشيخ احمد بن محمد اليماني وطبع بعد ملاحظة مولانا العلامة عبد الله العمادي ركن مجلس الدائرة غفر الله ذنوبهم وستر عيوبهم
وكان تمام طبعه يوم الانثنين الثاني والعشرين من ذي الحجة الحرام سنة 1357 ه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد نبيه الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين الى يوم الدين

بسم الله الرحمن الرحيم سنة ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها خروج صالح بن مدرك الطائى على الحاج بالأجفر يوم الأربعاء لا ثنتى عشرة ليلة بقيت من المحرم فأخذ الأموال والتجارات والنساء والمماليك وذكر أنه أخذ من الناس الفى دينار ولسبع بقين من المحرم قرىء على جماعة من حاج خراسان فى دار المعتضد بتولية عمرو بن الليث الصفار ما وراء النهر نهر بلخ وعزل احمد ابن اسماعيل و كتب صاحب البريد من الكوفة يذكر أن ريحا صفراء ارتفعت بنواحى الكوفة فى ليلة الاحد لعشر بقين من ربيع الاول فلم تزل الى وقت المغرب ثم استحالت سوداء فلم يزل الناس فى تضرع الى الله عز و جل ثم مطرت الماء بعقب ذلك مطرا شديدا برعود هائلة وبروق متصلة ومطرت قرية تعرف بأحمد اباذ حجارة بيضا وسودا مختلفة الالوان وانفذ منها حجرا فأخرج الى الدواوين حتى رأوه ثم ورد الخبر من البصرة ان ريحا ارتفعت

فيها بعد صلاة الجمعة لخمس بقين من ربيع الاول ثم استحالت خضراء ثم سوداء ثم تتابعت الأمطار ربما لم يروا مثله قط ثم وقع برد كبار وزن البردة الواحدة مائة وخمسون درهما وان الريح اقتلعت من نهر الحسن خمسمائة او اكثر ومن نهر معقل مائة نخلة عددا وزادت دجلة زيادة مفرطة لم ير مثلها فتهدمت ابنية كثيرة حولها وخيف على الجانبين
وورد الخبر لثلاث خلون من شعبان ان راغبا الخادم مولى الموفق غزا فى البحر فأظفره الله تعالى بمراكب كثيرة وبجميع ما فيها من الروم فضرب اعناق ثلاثة آلاف منهم واحرق المراكب وفتح حصونا كثيرة من حصون الروم
وفى ذى الحجة دخل على بن المعتضد من الرى فتلقاه الناس ودخل الى المعتضد فقال له يا بنى خرجت ولدا ورجعت اخا فقال يا امير المؤمنين ابقانى الله تعالى لخدمتك ولا ابقانى بعدك فأمر أن يخلع عليه بين يديه وفى ذى الحجة خرج المعتضد من بغداد قاصدا آمد واستخلف ببغداد صالحا الحاجب وصلى بالناس العيد ابنه على وانصرف الى الدار فعمل بها سماطا للناس وفيها حج بالناس محمد بن عبد الله بن داود الهاشمى ذكر من توفى فى هذه السنة من الأكابر
1 - احمد بن اصرم ابن خزيمة بن عباد بن عبد الله بن حسان بن عبد الله بن مغفل ابو العباس المزنى سمع احمد بن حنبل ويحيى وغيرهما روى عنه ابو بكر النجاد وكان ثقة كبير الشان توفى فى جمادى الاولى من هذه السنة بدمشق
2 - ابراهيم بن اسحاق ابن ابراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم ابو اسحاق الحربى اصله من مرو ولد سنة

ثمان وتسعين وسمع ابا نعيم وعفان بن مسلم وعلى بن الجعد واحمد بن حنبل وخلقا كثيراروى عنه ابن صاعد وابن ابى داود وابن الأنبارى وغيرهم وكان اماما فى العلم غاية فى الزهد عارفا بالفقه بصيرا بالأحكام ماهرا فى علم الحديث قيما بالأدب واللغة وصنف كتبا كثيرة قال الدار قطنى ابراهيم امام مصنف عالم بكل شىء بارع فى كل علم صدوق كان يقاس باحمد بن حنبل فى زهده وعلمه وورعه وقال ابراهيم الحربى كان اخوالى نصارى وامى تغلبية وصحبت قوما من الكرخ على سماع الحديث فسمونى الحربى لأن عندهم ماجاز القنطرة العتيقة من الحربية اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنى احمد بن على بن ثابت اخبرنا الجوهرى اخبرنا محمد بن العباس الخزاز سمعت ابا عمر اللغوى يقول سمعت ثعلبا يقول ما فقدت ابراهيم الحربى من مجلس نحو او لغة خمسين سنة انبأنا القزاز انبأنا الخطيب قال حدثنى الأزهرى قال سمعت ابا سعد عبد الرحمن بن محمد الاستراباذى يقول سمعت ابا احمد بن عدى يقول سمعت ابا عمران الاشيب يقول قال رجل لابراهيم الحربى كيف قويت على جمع هذه الكتب فغضب فقال بلحمى ودمى بلحمى ودمى اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا عسلى بن عبد الله بن جهضم حدثنا الخلدى حدثنا احمد بن عبد الله بن خالد بن ماهان قال سمعت ابراهيم بن اسحاق يقول اجمع عقلاء كل امة انه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه كان يكون قميصى انظف قميص وازاري اوسخ ازار ما حدثت نفسى انهما يستويان قط وفرد عقبى مقطوع والآخر صحيح وادور بغداد كلها هذا الجانب وذلك الجانب لا أحدث نفسى ان اصلحها وما شكوت الى امي ولا الى اخى ولا الى امرأتى ولا الى بناتى قط حمى وجدتها الرجل هو الذى يدخل غمه على نفسه ولا يغم عياله وكان بى شقيقة خمسا واربعين سنة ما اخبرت بها احدا

قط ولى عشر سنين ابصر بفرد عين ما اخبرت بها احدا وافنيت من عمرى ثلاثين سنة برغيفين ان جاءتنى بهما امى او اختى أكلت والا بقيت جائعا عطشان الى الليلة الثانية وافنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف في اليوم والليلة ان جاءتنى امرأتى وأحد بناتى به اكلت والا بقيت جائعا عطشان الى الليلة الاخرى والآن آكل نصف رغيف واربع عشرة تمرة ان كانت برنيا او نيفا وعشرين ان كانت دقلا ومرضت ابنتى فمضت امرأتي فأقامت عندها شهر فقام افطارى فى هذا الشهر بدرهم ودانقين ونصف ودخلت الحمام واشتريت لهم صابونا بدانقين فكانت نفقة رمضان كله بدرهم واربعة دوانيق ونصف
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي قال اخبرنى عبيد الله بن ابى الفتح اخبرنا عمر بن احمد بن هارون المقرىء ان ابا القاسم بن بكير حدثه قال سمعت ابراهيم الحربى يقول ما كنا نعرف من هذه الطبائخ شيئا كنت اجىء من عشاء الى عشاء وقد هيأت لى امى باذنجانة مشوية او لعقة بن او باقة فجل قال عمر وسمعت ابا على الخراط قال كنت جالسا يوما مع ابراهيم الحربى على باب داره فلما أن اصبحنا قال لى يا ابا على قم الى شغلك فإن عندى فجلة قد أكلت البارحة خضرتها اقوم اتغذى بجزرتها أخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال اخبرنى ابو نصر احمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله القاضى حدثنا ابو بكر احمد بن محمد بن اسحاق السنى قال سمعت ابا عثمان الرازى يقول جاء رجل من اصحاب المعتضد الى ابراهيم الحربى بعشرة آلاف درهم من عند المعتضد يسأله عن امير المؤمنين تفرقة ذلك فرده فانصرف الرسول ثم عاد فقال له ان امير المؤمنين يسألك أن تفرقه فى جيرانك فقال عافاك الله هذا مال لم نشغل انفسنا بجمعه فلا نشغلها بتفرقته قل لأمير المؤمنين إن تركتنا والا تحولنا من جوارك اخبرنا بد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال حدثنى الأزهري قال اخبرنا احمد بن ابراهيم بن الحسن حدثنا

احمد بن مروان حدثنا ابو القاسم بن الجبلى قال اعتل ابراهيم الحربي علة حتى اشرف على الموت فدخلت اليه يوما فقال لى يا ابا القاسم انا فى أمر عظيم مع ابنتي ثم قال لها قومى اخرجى الى عمك فخرجت فألقت على وجهها خمارها فقال ابراهيم هذا عمك كلميه فقالت يا عم نحن فى امر عظيم لا فى الدنيا ولا فى الاخرى الشهر والدهر مالنا طعام الا كسر يابسة وملح وربما عدمنا الملح وبالأمس قد وجه اليه المعتضد مع بدر الف دينار فلم يأخذها ووجه اليه فلان وفلان فلم يأخذ منها شيئا وهو عليل فالتفت الحربى اليها وتبسم وقال يا بنية انما خفت الفقر قالت نعم قال انظرى الى تلك الزاوية فاذا كتب فقال هناك اثنا عشر الف جزء لغة وغريب كتبتها بخطي اذا مت فوجهي كل يوم بجزء فبيعيه بدرهم فمن كان عنده اثنا عشر الف درهم ليس بفقير قال محمد بن عبد الله الكاتب كنت يوما عند المبرد فأنشد ... جسمى معى غير ان الروح عندكم ... فالجسم فى غربة والروح فى وطن ... فليعجب الناس منى أن لى بدنا ... لا روح فيه ولى روح بلا بدن ...
وأنشد ثعلب
... غابوا فصار الجسم من بعدهم ... لا تنظر العين له فيا ... باى وجه اتلقاهم ... اذا رأونى بعدهم حيا ... يا خجلتى منهم ومن قولهم ... ما ضرك الفقد لنا شيا ...
قال فأتيت الحربى فأنشدته فقال ألا أنشدته
... يا حيائى ممن أحب اذا ما ... قيل بعد الفراق أنى حييت ...
وقال الحسن بن زكريا يا العدوى انشدنى الحربى
... انكرت ذلى فاى شىء ... احسن من ذلة المحب ... اليس شوقى وفيض دمعى ... وضعف جسمى شهود حبى ... اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي قال حدثنى عبد الغفار بن عبد الواحد الارموى

قال سمعت ابا يعلى الحافظ يقول سمعت حمزة بن محمد العلوي يقول سمعت عيسى بن محمد الطو مارى يقول دخلنا على ابراهيم الحربي وهو مريض وقد كان يحمل ماؤه الى الطبيب وكان يجىء اليه ويعالجه فجاءت الجارية فردت الماء وقالت مات الطبيب فبكى وانشأ يقول ... اذا مات المعالج من سقام ... فيوشك للمعالج أن يموتا ...
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال حدثنى الحسن بن ابى طالب حدثنا عمر بن احمد الواعظ حدثنا على بن الحسن البزاز قال سمعت ابراهيم الحربى يقول وقد دخل عليه قوم يعودونه فقالوا كيف تجدك فقال اجدني كما قال الشاعر ... دب فى السقام سفلا وعلوا ... واراني اموت عضوا فعضوا ... ذهبت جدتى بطاعة نفسى ... فتذكرت طاعة الله نضوا ...
توفى ابراهيم الحربى يوم الاثنين لتسع 4 ليال بقين من ذي الحجة ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضى فى شارع باب الانبار وكان الجمع كثيرا جدا ودفن فى بيته
3 - اسحاق بن المأمون ابن اسحاق بن ابراهيم ابو سهل الطالقانى حدث عن الكوسج والربيع بن سليمان روى عنه ابن مخلد وكتب الناس عنه كتاب الشافعى بروايته عن الربيع ومن الحديث شيئا صالحا وتوفى في جمادى الاولى من هذه السنة
4 - بدر بن عبد الله ابو الحسن الجصاص الرومى حدث عن عاصم بن على وخليفة بن خياط روى عنه الخطبي والنقاش وتوفى فى محرم هذه السنة

5 - زكريا بن يحيى ابن عبد الملك بن مروان ابو يحيى الناقد سمع خالد بن خداش واحمد بن حنبل وغيرهما روى عنه ابو بكر الخلال ومحمد بن مخلد وأبو سهل بن زياد وغيرهم وكان احد العباد المجتهدين ومن اثبات المحدثين قال فيه احمد بن حنبل هذا رجل صالح وقال الدارقطنى هو فاضل ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا ابو نصر بن هبة الله الجرد باذقانى حدثنا معمر بن احمد بن محمد بن زياد الاصبهاني قال قال ابو زرعة الطبرى قال ابو يحيى الناقد اشتريت من الله تعالى حوراء بأربعة آلاف ختمة فلما كان آخر ختمة سمعت الخطاب من الحوراء وهى تقول وفيت بعهدك فها انا التى قداشتريتني فيقال انه مات توفي ابو يحيى الناقد ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لثمان بقين من ربيع الآخر من هذه السنة
6 - سعيد بن محمد ابن سعيد ابو عثمان الأنجدانى سمع ابا عمر الحوضى روى عنه ابو بكر الشافعى وكان صدوقا توفي فى شوال هذه السنة
7 - عبد الله بن احمد ابن سوادة ابو طالب مولى بنى هاشم حدث عن مجاهد بن موسى وطالوت فى جماعة روى عنه ابو بكر بن مجاهد وابن مخلد وابن عقدة وكان صدوقا وتوفي فى هذه السنة بطرسوس
8 - عبيد بن عبد الواحد ابن شريك ابو محمد البزار حدث عن آدم بن ابى اياس ونعيم بن حماد روى عنه النجاد والمحاملى وقال الدارقطنى هو صدوق وتوفى فى رجب هذه السنة

ودفن عند قبر احمد
9 - محمد بن بشر ابن مطر ابو بكر الوراق اخو خطاب بن بشر المذكور سمع عاصم بن على ومحمد ابن عبد الله بن نمير ويحيى بن يوسف الزمي وغيرهم روى عنه ابن صاعد وابو جعفر بن بريه وأبو بكر الشافعى وغيرهم وقال ابراهيم الحربى اخو خطاب صدوق لا يكذب وقال الدارقطنى ثقة توفي فى رمضان هذه السنة
10 - محمد بن حماد ابن ماهان بن زياد ابو جعفر الدباغ سمع على بن المديني وغيره وكان ثقة وتوفى فى جمادى الاولى من هذه السنة
11 - محمد بن يزيد بن عبد الاكبر ابو العباس الازدي الثمالي وثمالة من الازد المعروف بالمبرد له المعرفة التامة باللغة وكان فى نحو البصريين آية ولد سنة عشر ومائتين وقيل سنة ست ومائتين وذكر ابن المرزبان انه سئل لم سميت المبرد قال كان سبب ذلك ان صاحب الشرطة طلبنى للمنادمة فكرهت الذهاب اليه فدخلت على ابى حاتم السجستانى فجاء رسول الوالي فقال لى ابو حاتم ادخل فى هذا يعنى غلاف المزملة فارغ فدخلت فيه وغطى رأسه ثم خرج الى الرسول فقال ليس هو عندى فقال اخبرت انه دخل اليك فقال فادخل الدار ففتشها فدخل فطاف كل موضع من الدار ولم يفطن بغلاف المزملة ثم خرج نجعل ابو حاتم يصفق وينادى على المزملة المبرد المبرد وتسامع الناس ذلك فلهجوابه روى عن لمازنى وابى حاتم وغيرهما وكان موثوقا به فى الرواية وكان بينه وبين ثعلب قارفة اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا الخطيب اخبرنا الجوهري اخبرنا

محمد بن العباس قال انشدنا محمد بن المرزبان لبعض اصحاب المبرد يمدحه ... بنفسى انت يا ابن يزيد من ذا ... يساوى ثعلبا بك غير قين ... اذا ما زتكما العلماء يوما ... رأت شأويكما متفا وتين ... تفسر كل معضلة بحذق ... ويستر كل واضحة بعين ... كأن الشمس ما تمليه شرحا ... وما يمليه همزة بين بين ...
توفى المبرد فى هذه السنة اخبرنا عبد الرحمن اخبرنا احمد بن على اخبرنا احمد ابن محمد العتيقى حدثنا محمد بن الحسين بن عمر التميمى قال انشدنا احمد بن مروان المالكى قال انشدنى بعض اصحابنا لثعلب فى المبرد حين مات ... مات المبرد وانقضت أيامه ... وسينقضى بعد المبرد ثعلب ... بيت من الآداب اصبح نصفه ... خربا وباقى نصفه فسيخرب ...
هذا قدر ما روى لنا من هذه الطريق وانها لثعلب وقدروى لنا من طريق آخر انها للحسن بن على المعروف بابن العلاف قالها يرثي المبرد ويمدح ثعلبا وهى
... مات المبرد انقضت ايامه ... وليذهبن مع المبرد ثعلب ... بيت من الآداب اصبح نصفه ... خربا وباقى بيته فسيخرب ... فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا ... للدهر أنفسكم على ما يسلب ... غاب المبرد حيث لا ترجونه ... ابدا ومن ترجونه فمغيب ... شملتكم ايدى الردى بمصيبة ... وتوعدت بمصيبة تترقب ... فتزودوا من ثعلب فبكاس ما ... شرب المبرد عن قليل يشرب ... وارى لكم ان تكتبوا انفاسه ... ان كانت الانفاس مما يكتب ... فليلحقن بمن مضى متخلف ... من بعده وليذهبن ونذهب

قال المبرد خرجب ومعى اصحاب لى نحو الرقة فاذا نحن بدير كبير فأقبل الى بعض اصحابى فقال مل بنا الى هذا الدير لننظر من فيه ونحمد الله تعالى على ما رزقنا من السلامة فلما دخلنا الدير رأينا مجانين مغللين وهم فى نهاية القذارة واذا بينهم شاب عليه بقية ثياب ناعمة فلما بصر بنا قال من اين انتم يا فتيان حياكم الله فقلنا من العراق فقال يا بأبي العراق واهلها بالله انشدونى وانشدكم فقال المبرد والله ان الشعر من هذا لظريف فقلنا انشدنا فأنشأ يقول ... الله يعلم اننى كحد ... لا استطيع ابث ما اجد ... روحان لى روح تضمنها ... بدن واخرى حازها بلد ... وارى المقيمة ليس ينفعها ... صبر ولا يقوى لها جلد ... واظن غائبتى كشا هدتى ... بمكانها تجد الذى اجد ...
قال المبرد والله ان هذا لظريف بالله زدنا فأنشأ يقول ... لما اناخوا قبيل الصبح عيرهم ... ورحلوها فثارت بالهوى الابل ... وأبرزت من خلال السجف ناظرها ... ترنو الى ودمع العين منهمل ... وودعت ببنان عقدها عنم ... ناديت لاحملت رجلاك يا جمل ... ويلي من البين ماذا حل بى وبهم ... من نازل البين حان البين وارتحلوا ... يا راحل العيس عجل كي اودعهم ... يا راحل العيس فى ترحا لك الأجل ... انى على العهد لم انقض مودتكم ... فليت شعرى اطال العهد ما فعلوا ...
فقال رجل من البغضاء الذين معى مأتوا قال اذن فاموت فقال له ان شئت فمت فتمطى واستند الى السارية التى كان مشدودا فيها فما برحنا حتى دفناه
12 - وليد بن عبيد ابن يحيى ابو عبادة الطائى البحترى من اهل منبج بها ولد سنة ست ومائتين وبها

نشأ وتأدب وخرج الى العراق فمدح المتوكل وخلقا من الروساء والأكابر واقام ببغداد زمانا طويلا ثم رجع الى بلده فمات به وكان فصيحا نقي الكلام وقدروى عنه من شعره المبرد وابن المرزبان وابن درستويه وكان ينحو نحو ابى تمام ويقول ابو تمام الاستاذ وقيل له ان الناس يزعمون انك اشعر من ابى تمام فقال والله ما ينفعنى هذا ولا يضر ابا تمام والله ما أكلت الخبز الابه ولما سمع ابو تمام شعره قال نعيت الى نفسى فإنه ليس يطول عمرى وقد نشأ لطيىء مثلك فمات ابو تمام بعد سنة وكان شعر البحترى فى المديح اجود من المراثي فسئل عن سبب ذلك فقال كنا نقول للرجاء والآن نعمل للوفاء وبينهما بعد اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال اخبرنى ابو يعلى احمد بن عبد الواحد الوكيل اخبرنا ابو الحسن محمد بن جعفر التميمي حدثنا ابو بكر الصولى عن ابن البحترى قال دخل أبى على بعض العمال في حبس المتوكل وهو يطالب بما لا يقدر عليه من الاموال فأنشأ يقول ... جعلت فداك الدهر ليس بمنفك ... من الحادث المشكو والنازل المشكى ... وما هذه الايام الا منازل ... فمن منزل رحب ومن منزل ضنك ... وقد هذبتك الحادثات وانما ... صفا الذهب الابريز قبلك بالسبك ... اما فى نبى الله يوسف اسوة ... لمثلك مسجونا على الزور والإفك ... أقام جميل الصبر فى السجن برهة ... فأسلمه الصبر الجميل الى الملك ...
ومن شعره المستحسن قوله ... الا لا تذكرنى الحمى إن ذكره ... جوى للشوق المستهام المعذب ... انت دون ذاك العهد ايام جرهم ... فطارت بذاك العيش عنقاء مغرب ... ويالائمى فى عبرة قد سفحتها ... لبين واخرى قبلها للتجنب ... نحاول مني شيمة غير شيمتى ... وتطلب عندي مذهبا غير مذهبى

ولما تزايلنا من الجزع وانتأى ... مشرق ركب مصعد عن مغرب ... تبينت ان لادار من بعد عالج ... تسر وان لاخلة بعد زينب ...
وقال ايضا
... سلام عليكم لا وفاء ولا عهد ... أما لكم من هجر خلانكم بد ... أاحبابنا قد انجز الدهر وعده ... وشيكا ولم ينجز لنا منكم وعد ... أأطلال دار العامرية باللوى ... سقت ربعك الأنواء ما فعلت هند ... بنفسي من عذبت نفسى بحبه ... وان لم يكن منه وصال ولاود ... حبيب من الاحباب شطت به النوى ... واى حبيب ما أتى دونه البعد ... اذا جزت صحراء الغوير مغربا ... وجازتك بطحاء السواجير يا سعد ... فقل لبني الضحاك مهلا فإننى ... انا الأفعوان الصل والضيغم الورد ... وله ... ان جرى بيننا وبينك عتب ... او تناءت منا ومنك الديار ... فالغليل الذى علمت مقيم ... والدموع التى عهدت غزار ... وقال ايضا ... اقول له عند تود يعنا وكل بعبرته ملبس ... لئن قعدت عنك اجسامنا لقد سافرت معك الانفس ... وقال ايضا ... ترون بلوغ المجد أن ثيابكم يلوح عليها حسنها وبصيصها ... وليس العلى دراعة ورداؤها ولاجبة موشية وقميصها ... وقال ايضا ... تنكد العيش حتى صارا كدره ... يأتى نظاما ويأتى صفوه لمعا ... فقد الشقيق غرام ما يرام وفى ... فقد التجمل وهن يعقب الصلعا

كلاهما عبء مكروه اذا افترقا ... متى يقلهما الواهى اذا اجتمعا ... ليس المصيبة فى الثاوى مضى قدرا ... بل المصيبة فى الباقى هوى جزعا ... ان البكاء على الماضين مكرمة ... لو كان ماض اذا بكيته رجعا ... صعوبة الرزء تلفى فى توقعه ... مستقبلا وانقضاء الرزء ان يقعا ... هم ونحن سواء غير أنهم ... اضحوا لنا سلفا نمسي لهم تبعا ...
وقال ايضا
... عجب الناس لاغترابى وفى الأطراف ... تغشى منازل الاشراف ... وجلوسي عن التصرف والأر ... ض لمثلى رحيبة الأطراف ... ليس لى ثروة بلغت مداها ... غير أنى امرؤ كفانى كفافى ... قد رأى الاصيد المنكب عنى ... صيدى عن فنائه وانصرافى ... وغبى الاقوام من بات يرجو ... فضل من لا يجود بالإنصاف ... ان تنل قدرة فقد نلت صونا ... والتغانى بين الرجال تكافى ... وقال ايضا ... مضى اهلك الاخيار الا اقلهم ... وبادوا كما بادت اوائل جرهم ... قبول بأطراف الثغور كأنما ... مواقعها منها مواقع انجم ... ولما رأوا ان الحياة مذلة ... عليهم وعز الموت غير محرم ... ابواان يذوقوا العيش والذم واقع ... عليه وماتوا ميتة لم تذمم ... مساع عظام ليس يبلى جديدها ... وان بليت منها رمائم اعظم ... سلام على تلك الخلائق انها ... مسلمة من كل عارومأثم ... ولا عجب للأسد اذ ظفرت بها ... كلاب الاعادى من فصيح وأعجم ... فحربة وحشى سقت حمزة الردى ... وحتف على فى حسام ابن ملجم ...
توفى البحترى فى هذه السنة وقيل في سنة ثلاث وثمانين وقد بلغ ثمانين سنة

13 - هارون بن عيسى ابن يحيى ابو محمد الصيرفي روى عن ابى عبد الرحمن المقري وعبد الله بن عبد الحكم وكان من عقلاء الناس ثقة فى الحديث وتوفي فى ربيع الأخر من هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة ست وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها ورود الخبر فى ربيع الآخر أن المعتضد وصل الى آمد فأناخ بجنده عليها وحاصرها ونصب المجانيق واقتتلوا فبعث رئيسها يطلب الامان فأمنه فخرج اليه ووصل رسول من هارون بن خمارويه الى المعتضد وهو بآمد يخبره انه قد بذل انه ان سلمت اليه اعمال قنسرين والعواصم حمل الى بيت المال فى كل سنة اربعمائة الف دينار خمسين الف دينار وانه يسأل انه يجدد له ولاية مصر والشام فاجيب الى ذلك فأقام المعتضد بآمد بقية جمادى الاولى عشرين يوما من جمادى الآخرة ثم ارتحل عنها وامر بهدم سورها فهدم بعضه ولم يقدر على هدم الباقى وقال ابن المعتز يهنئه بفتح آمد ... اسلم أمير المؤمنين ودم ... فى غبطة فليهنك النصر ... فلرب حادثة نهضت لها ... متقدما فتأخر الدهر ... ليث فرائسه الاسود فما ... يبيض من دمها له ظفر ...
وحكى ابو بكر الصولي انه كان مع المعتضد اعرابي فصيح يقال له شعلة بن شهاب اليشكرى وكان يأنس به فارسله الى محمد بن عيسى بن شيخ ليرغبه فى الطاعة ويحذره العصيان قال فصرت اليه فخاطبته فلم يجبنى فوجهت الى عمته فصرت اليها فقالت يا ابا شهاب كيف خلفت امير المؤمنين فقلت خلفته امارا

بالمعروف فعالا للخير فقالت اهل ذلك ومستحقه وكيف لا وهو ظل الله تعالى على بلاده وخليفته المؤتمن على عباده فكيف رايت صاحبنا قلت رأيت غلاما حدثا معجبا قد استحوذ عليه السفهاء واستبد بآرائهم يزخرفون له الكذب فقالت هل لك ان ترجع اليه بكتابى قبل لقاء امير المؤمنين قلت أفعل فكتبت اليه كتابا لطيفا اجزلت فيه الموعظة وكتبت فى آخره ... اقبل نصيحة ام قلبها وجع ... خوفا عليك واشفاقا وقل سددا ... واستعمل الفكر فى قولى فانك ان ... فكرت الفيت فى قولى لك الرشدا ... ولا تثق برجال فى قلوبهم ... ضغائن تبعث الشنآن والحسدا ... مثل النعاج حمولافى بيوتهم ... حتى اذا امنوا ألفيتهم اسدا ... وداو داءك والادواء ممكنة ... واذ طبيبك قد ألقى اليك يدا ... أعط الخليفة ما يرضيه منك ولا ... تمنعه مالا ولا اهلا ولا ولدا ... وارددأخا يشكر ردا يكون له ... ردا من السوء لا تشمت به أحدا ...
قال فأخذت الكتاب وصرت اليه فلما نظر فيه رمى به الى ثم قال يا اخا يشكر ما بآراء النساء تتم الدول ولا بعقولهن يساس الملك ارجع الى صاحبك فرجعت الى المعتضد فأخبرته الخير فأخذ الكتاب فقرأه فأعجبه شعرها وعقلها ثم قال انى لأرجو أن اشفعها فى كثير من القوم فلما كان من فتح آمد ما كان ارسل الى المعتضد فقال هل عندك علم من تلك المرأة قلت لا قال فامض مع هذا الخادم فانك ستجدها فى جملة نسائها فمضيت فلما بصرت بى من بعيد أسفرت عن وجهها وجعلت تقول ... ريب الزمان وصرفه ... وعناده كشف القناعا ... واذل بعد العز منا الصعب والبطل الشجاعا ... ولكن نصحت فما اطعت وكم صرخت بأن اطاعا ... فأبى بنا المقدور إلا ان نقم او نباعا

يا ليت شعرى هل نرى ... ابدا لفرقتنا اجتماعا ...
ثم بكت حتى علا صوتها وضربت بيدها على الاخرى وقالت انا لله وانا اليه راجعون كأنى والله كنت ارى ما انا فيه فقلت لها ان امير المؤمنين وجه بى اليك وما ذاك الا لجميل رأيه فيك قالت فهل لك ان توصل لى رقعة اليه قلت نعم فدفعت الى رقعة فيها مكتوب ... قل للخليفة والامام المرتضى ... وابن الخلائف من قريش الأبطح ... علم الهدى ومناره وسراجه ... مفتاح كل عظيمة لم تفتح ... بك اصلح الله البلاد واهلها ... بعد الفساد وطال مالم تصلح ... فتزحزحت بك هضبة العرب التى ... لولاك بعد الله لم تتزحزح ... اعطاك ربك ما تحب فأعطه ... ما قد يحب وجد بعفو واصفح ... يا بهجة الدنيا وبدر ملوكها ... هب ظالمى ومفسدى لمصلح ...
قال فصرت بها الى المعتضد فلما قرأها ضحك وقال قد نصحت لو قبل منها وأمرأن يحمل اليها خمسون الف درهم وخمسون تختا من الثياب وأمر أن يحمل مثل ذلك الى ابن عيسى
ووردت فى يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة هدية عمرو بن الليث من نيسابور وكان مبلغ المال الذى وجد به اربعة آلاف الف درهم وعشرين من الدواب بسروج ولجم محلاة ومائة وعشرين دابة بجلال مشهرة وكسوة حسنة وطيبا وبزاة وفى هذه السنة عبر اسماعيل بن احمد نهر بلخ يريد عمرو بن الليث الصفار فظفر به وذلك ان اهل بلخ ملوه وضجروا من نزول أصحابه فى منازلهم مد يده الى اموالهم وكان اصحاب عمر وقد خرجوا يوما من بلخ فحمل عليهم اصحاب اسماعيل فانهزم عمرو فأخذ وجىء به الى اسماعيل فقام اليه وقبل

بين عينيه وقال عزيز على يا اخى ما نالك وغسل وجهه وخلع عليه وحلف انه لايؤذيه ولا يسلمه فجاءه كتاب المعتضد ان يسلم عمرو بن الليث فسلمه وكان عمرو يقول لو اردت ان اعمل جسرا من ذهب على نهر بلخ لفعلت وكان يحمل فرشه على ستمائة جمل فآل به الامر الى القيد والذل وفى هذه السنة ظهر رجل من القرامطة يكنى ابا سعيد فاجتمع اليه جماعة منهم ومن الاعراب وكثر اصحابه وذلك فى جمادى الآخرة وقوى امره فقتل من حوله من اهل القرى ثم صار الى موضع يقال له القطيف بينه وبين البصرة مراحل وقيل انه يريد البصرة وكتب احمد بن محمد الواثقى وكان يتقلد معادن البصرة وكور دجلة الى السلطان بما قد عزم عليه القرامطة فكتب اليه فى عمل سور على البصرة فقدرت النفقة اربعة عشر الف دينار فبنى وغلب ابو سعيد على هجر وأمن اهلها
ومن الحوادث العجيبة فى هذه السنة ما اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال اخبرنى محمد بن احمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم الضبى قال سمعت ابا عبد الله محمد بن احمد بن موسى القاضى يقول حضرت مجلس موسى بن اسحاق القاضى بالرى سنة ست وثمانين فتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا فانكر فقال القاضى شهودك قال قد احضرتهم فاستدعى بعض الشهود ان ينظر الى المرأة ليشير اليها فى شهادته فقام الشاهد وقال للمرأة قومى فقال الزوج تفعلون ماذا قال الوكيل ينظرون الى امرأتك وهى مسفرة لتصح عندهم معرفتها فقال الزوج فانى اشهد القاضى ان لها على هذا المهر الذى تدعيه ولا تسفر عن وجهها فأخبرت المرأة بما كان من زوجها فقالت فإنى اشهد القاضى أن قد وهبته هذا المهر وابرأته منه فى الدنيا والآخرة فقال القاضى يكتب هذا فى مكارم الاخلاق

ذكر من توفى فى هذه السنة من الأكابر
14 - اسماعيل بن الفضل ابن موسى بن مسمار بن هانىء ابو بكر البلخى سكن بغداد وحدث بها عن ابى كريب وغيره روى عنه ابو عمرو بن السماك وأبو بكر الشافعى وابن مخلد وغيرهم وكان ثقة توفي فى رجب هذه السنة
15 - اسماعيل بن اسحاق ابن ابراهيم بن مهران أبو بكر السراج النيسابورى مولى ثقيف سمع اسحاق بن راهويه واحمد بن حنبل وكان له به اختصاص وكان ثقة توفى فى هذه السنة اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا الخطيب قال اخبرنى محمد بن علي المقرىء اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت ابا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت ابا العباس محمد بن اسحاق السراح يقول وا أسفا على بغداد فقيل له ما الذى حملك على الخروج منها قال أقام بها اخى إسماعيل خمسين سنة فلما توفى ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب الدرب يقول لآخر من هذا الميت قال غريب كان هاهنا فقلت انا لله بعد طول مقام اخي بها واشتهاره بالعلم والتجارة يقال غريب كان هاهنا فحملتنى هذه الكلمة على الانصراف الى الوطن
16 - اسحاق بن محمد بن احمد بن ربان ابو يعقوب النخعى حدث عن عبيد الله بن محمد بن عائشة وابراهيم بن بشار

الرمادى وابى عثمان المازنى وغيرهم والغالب على رواياته الاخبار والحكايات روى عنه محمد بن خلف وكيع اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت قال سمعت ابا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الاسدى يقول اسحاق بن محمد بن ابان النخعى الاحمر كان خبيث المذهب ردىء الاعتقاد يقول ان عليا هو الله عز و جل قال وكان ابرص فكان يطلي البرص بما يغير لونه فسمى الاحمر لذلك قال وبالمدائن جماعة من الغلاة يعرفون بالإسحاقية ينتسبون اليه قال الخطيب سألت بعض الشيعة ممن يعرف مذاهبهم ويخبر احوال شيوخهم عن اسحاق فقال لى مثل مقالة عبد الواحد بن على سواء وقال لإسحاق مصنفات فى المقالة المنسوبة اليه التى يعتقدها الإسحاقية قال الخطيب ثم وقع الى كتاب لابى محمد الحسن بن على النوبختي من تصنيفه فى الرد على الغلاة وكان النوبختى هذا من متكلمي الشيعة الإمامية فذكر مقالات الغلاة الى ان قال وقد كان ممن جرد الجور فى الغلو فى عصرنا اسحاق بن محمد المعروف بالأحمر وكان ممن يزعم ان عليا هو الله عز و جل وانه يظهر فى كل وقت فهو الحسن فى وقت الحسن وكذلك هو الحسين وهو الذى بعث محمد صلى الله عليه و سلم وقال فى كتاب له لو كانوا الفا لكانوا واحدا وعمل كتابا وذكر أنه كتاب التوحيد التوحيد فجاء فيه بجنون وتخليط لا يتوهمان فضلا عن ان يدل عليهما وكان يقول باطن صلاة الظهر محمد

عليه السلام لاظهاره الدعوة قال لو كان باطنها هو هذه التى هى الركوع والسجود لم يكن لقوله إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر معنى لأن النهى لا يكون الا من حى قادر وقد اورد النوبختى عن اسحاق أشياء كان يحتج بها عن مقالته اقلها يوجب الخروج عن الملة نعوذ بالله من بالله من الخذلان
17 - الحسين بن بشار ابن موسى ابو على الخياط سمع ابا بلال الأشعري وروى عنه ابو بكر الشافعى وكان ثقة اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن عسلى بن ثابت أخبرنا احمد بن محمد بن ابى جعفر الأخرم حدثنا عيسى بن محمد الطوماري قال سمعت ابا عمر محمد بن يوسف القاضى يقول اعتل ابى علة شهورا فأتيته ذات يوم فدعابى وبأخوى ابى بكر وابى عبد الله فقال لنا رأيت فى النوم كأن قائلا يقول كل لا واشرب لا فإنك تبرأ فقال له اخى ابو بكر لا كلمة وليست بجسم وما ندرى ما ذلك وكان بباب الشام رجل يعرف بأبي على الخياط حسن المعرفة بعبارة الرؤيا فجئناه به فقص عليه المنام فقال ما أعرف تفسير ذلك ولكنى أقرأ فى كل ليلة نصف القرآن فأخلونى الليلة حتى اقرأ رسمى من القرآن وافكر فى ذلك فلما كان من الغد جاءنا فقال مررت البارحة وانا اقرأ على هذه الآية من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية فنظرت الى لا وهى تتردد فيها وهى شجرة الزيتون اسقوه زيتا وأطعموه زيتا قال ففعلنا ذلك فكان سبب عافيته
18 - زكريا بن داود بن بكر ابو يحيى الخفاف النيسابورى قدم بغداد وحدث بها فروى عنه ابن مخلد وسهل بن زياد وكان ثقة وتوفى بنيسابور فى جمادى الآخرة من هذه السنة

19 - زياد بن الخليل ابو سهل التسترى قدم بغداد وحدث بها عن ابراهيم بن المنذر الخزامي ومسدد وابراهيم بن بشار الرمادي روى عنه ابو بكر الشافعى ثم صار الى البصرة وتوفى بعسفان فى طريق المدينة قبل ان يدخل مكة فى ذى القعدة من هذه السنة
20 - محمد بن الحسين ابن ابراهيم بن زياد بن عجلان ابو شيخ الاصبهانى سكن بغداد وحدث بها عن ابى بكر الأثرم والحسن بن محمد الزعفراني روى عنه ابو بكر الشافعى وكان ثقة وتوفى ببغداد فى هذه السنة
21 - محمد بن يونس ابن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم ابو العباس القرشى البصرى المعروف بالكديمي ولد فى سنة ثلاث وثمانين ومائة وهو ابن امرأة روح بن عبادة سمع عبد الله بن داود الخريبي ومحمد بن عبد الله الانصارى وازهر السمان وابا داود الطيالسى وابا زيد النحوى والاصمعي وابا عبيدة وعفان بن مسلم وابا نعيم وخلقا كثيرا ورحل فى طلب العلم وحج اربعين حجة وسكن بغداد وكان حافظا للحديث كثير الحديث روى عنه ابن أبى الدنيا وإبن الانبارى وإبن السماك واحمد بن سلمان النجاد وآخر من روى عنه ابو بكر بن مالك القطيعى اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال لم يزل الكديمى معروفا عند اهل العلم بالحفظ مشهورا بالطلب مقدما فى الحديث حتى اكثر روايات الغرائب والمناكير فتوقف اذذاك بعض الناس عنه ولم ينشطواللسماع منه فأنبأني ابو بكر احمد بن علي اليزدي اخبرنا ابو احمد محمد بن محمد الحافظ قال محمد بن يونس ذاهب الحديث تركه يحيى بن صاعد واحمد بن محمد بن سعيد وكان ابو داود يطلق عليه الكذب وكان موسى بن هارون يقول الكديمى كذاب

يضع الحديث وقال سليمان الشاذكونى الكديمى واخوه وابنه بيت الكذب واراد بالكديمى يونس وبأخيه عمر بن موسى وكان يلقب بالحادى قال الدارقطنى كان الكديمي يتهم بوضع الحديث قال مؤلف الكتاب ليس محل الكديمى عندنا الكذب انما كان كثير الغرائب وقد حدث عن شاصونة ابن عبيد قال حدثنا شاصونه منصرفنا من عدن فلم يعرفوا شاصونة فقالوا هذا حديث عمن لم يخلق فجاء قوم بعد وفاته من عدن فقالوا دخلنا قرية يقال لها الجرد فلقينا بها شيخا فسألناه أعندك شيء من الحديث فقال نعم فكتبنا عنه وقلنا له ما اسمك فقال محمد بن شاصونة بن عبيد وأملى علينا الحديث الذى ذكره الكديمى وقد روى لنا حديث شاصونة من غير طريق الكديمى اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال اخبرنى القاضي ابو العلاء الواسطى اخبرنا محمد بن حمدويه قال سمعت ابا بكر بن اسحاق الصبغي يقول ما سمعت احدا من اهل العلم يتهم الكديمى فى لقيه كل من روى عنه اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت حدثنى الخلال حدثنا على ابن محمد الايادى حدثنا ابو بكر الشافعى قال سمعت جعفر الطيالسي يقول الكديمى ثقة ولكن اهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون اخبرنا عبد الرحمن ابن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت حدثنا ابن رزق حدثنا اسماعيل بن على الخطبي قال مات الكديمي يوم الخميس ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة من النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين وصلى عليه يوسف ابن يعقوب القاضي وكان ثقة

22 - محمد بن يوسف ابو عبد الله البناء لقي ستمائة شيخ وكتب الحديث الكثير كان يبنى للناس بالاجرة فيأخذ منها دانقا لنفقته ويتصدق بالباقى ويختم كل يوم ختمه وتوفي رحمه الله فى هذه السنة
23 - يعقوب بن اسحاق بن تحية ابو يوسف الواسطي سمع يزيد بن هارون ونزل بغداد بالجانب الشرقى فى سوق الثلاثاء وحدث باربعة احاديث ووعدهم يحدثهم من الغد فمات وله مائة واثنا عشر سنة رحمه الله
سنةى ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان المعتضد دخل من متنزهه ببراز الروزوامر ببناء قصر فى موضع اختاره من براز الروز فحملت اليه الآلات وابتدىء بعمله
وفى شهر ربيع الاول غلط امر القرامطة بالبحرين واغاروا على نواحى هجر وقرب بعضهم من نواحى البصرة فوجه أمير المؤمنين المعتضد اليهم جيشا وفى شهر ربيع الآخر ولى المعتضد عباس بن عمرو الغنوي اليمامة والبحرين ومحاربة أبي سعيد القرمطى وضم اليه زهاء الفى رجل فسار نحو القرامطة فاقتتلوا فأسر العباس وقتل اصحابه فانزعج اهل البصرة وهموا بالجلاء عنها ثم اطلق العباس ومن العجائب انه كان مع العباس عشرة آلاف فى محاربة القرمطى ابى سعيد فقبض عليهم ابو سعيد فنجا العباس وحده وقتل الباقون وان عمرو بن الليث مضى فى خميس الفا الى محاربة اسمعيل بن احمد فاخذ هوونجا الباقون ولإحدى عشرة ليلة خلت من رجب ولى حامد بن العباس الخراج والضياع

بفارس وكانت فى يد عمرو بن الليث ودفعت كتبه بالولاية الى اخيه احمد بن العباس وكان حامد مقيما بواسط لأنه كان يليها وحج بالناس فى هذه السنة محمد بن عباس بن داود ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
24 - احمد بن اسحاق بن ابراهيم ابن نبيط بن شريط ابو جعفر الاشجعى كوفى قدم مصر وحدث بها عن ابيه عن جده وتوفى بالجيزة من مصر فى هذه السنة
25 - اسماعيل بن نميل بن زكريا ابو على الخلال سمع ابا الوليد الطيالسى فى آخرين وروى عنه ابن مخلد والطبرانى وغيرهما وكان صدوقا
26 - اسحاق بن مروان ابو يعقوب الدهان حدث عن عبد الاعلى بن حماد روى عنه الطبرانى وتوفى فى رجب هذه السنة
27 - جعفر بن محمد بن عرفة ابو الفضل المعدل حدث عنه عبد الصمد الطستى وغيره وكان ثقة مقبولا عند الحكام توفى فى منصرفه من الحج بالعمق لسبع بقين من ذى الحجة من هذه السنة وجيء به الى بغداد فدفن بها
28 - الحسين بن السميدع ابن ابراهيم ابو بكر البجلى من اهل انطاكية قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن

المبارك الصورى واسماعيل بن محمد الصغار وكان ثقة توفى فى هذه السنة
29 - قطر الندى بنت خماروية تزوجها المعتضد بالله وتوفيت لسبع خلون من رجب هذه السنة ودفنت داخل قصر الرصافة
30 - موسى بن الحسن ابن عباد بن ابى عباد ابو السرى الأنصاري المعروف بالجلاجلى نسائى الاصل سمع روح بن عبادة وعفان بن مسلم وابا نعيم والقعنبى وكان قد قدمه القعنبى فى صلاة التراويح فاعجبه صوته فقال كأن صوتك الجلاجل فلقب بذلك وكان ثقة روى عنه ابو بكر الآدمى القارىء وابن مخلد والنجاد وتوفى فى صفر هذه السنة
31 - يحيى بن ابى نصر ابو سعيد الهروى سمع ابن راهويه واحمد بن حنبل وابن المدينى روى عنه ابو عمرو بن السماك وكان ثقة حافظا زاهدا صالحا توفى فى شعبان هذه السنة
32 - يعقوب بن يوسف بن ايوب ابو بكر المطوعى سمع احمد بن حنبل وعلي وابن المدينى روى عنه النجاد والخلدى اخبرنا ابو منصور القزازا اخبرنا الخطيب حدثنا عبد العزيز بن على الوراق قال سمعت على بن عبد الله بن الحسين الهمذانى يقول سمعت جعفر الخلدى يقول سمعت ابا بكر المطوعى يقول كان وردى فى شبيبتي اقرأ كل يوم وليلة قل هو الله احد احدى وثلاثين الف مرة او احدى واربعين ألف مرة

شك جعفر توفى المطوعى فى رجب هذه السنة ودفن بباب البردان
33 - يوسف بن يزيد ابن كامل بن حكيم ابو يزيد القراطيسى روى عن اسد بن موسى ورأى الشافعى وكان ثقة صدوقا وبلغ مائة سنة الا اربعة اشهر وتوفى فى ربيع الاول من هذه السنة رحمه الله
سنة ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها ورود الخبر بوقوع الوباء بآذربيجان فمات به خلق كثير إلى ان نقد الناس ما يكفنون به الموتى وكفنوا فى الأكسية والنبوذ ثم صاروا الى ان لم يجدوا من يدفن الموتى فكانوا يتركونهم فى الطرق على حالهم وفيها غزا نزار بن محمد عامل الحسن بن على على كوره الصائفة ففتح حصونا كثيرة للروم وادخل طرسوس مائة علج ونيفا وستين علجا من الشمامسة وصلبانا كثيرة واعلاما
ولاثنتى عشرة دخلت من ذى الحجة وردت كتب التجار من الرقة ان الروم قد وافوا فى مراكب كثيرة وجاء قوم منهم على الظهر الى ناحية كيسوم فاستاقوا من المسلمين اكثر من خمسة عشر الف انسان ما بين رجل وصبى فمضوا بهم وأخذوا فيهم قوما من اهل الذمة
وفى هذه السنة كسفت الشمس فظهرت الظلمة ساعات ثم هبت وقت العصر ريح بناحية دبيل سوداء الى ثلث الليل ثم زلزلوا وخسف بهم فلم ينج الا اليسير وورد الخبر بأنه قد مات تحت الهدم فى يوم واحد اكثر من ثلاثين الف انسان ودام هذا عليهم اياما فبلغ من هلك خمسين ومائة الف انسان وحج بالناس فى هذه السنة هارون بن محمد

ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
24 - ابراهيم بن حبيب ابو اسحاق الانصارى الزاهد مغربى الاصل توفى بمصر فى ذى الحجة من هذه السنة
35 - أنيس بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبان ابو عمرو المقرىء سمع ابا نصر التمار وغيره روى عنه المحاملى وابن السماك وأبو بكر الشافعى وكان ثقة وتوفى فى ربيع الاول من هذه السنة وقيل بل فى سنة سبع
36 - بشر بن موسى بن صالح ابو علي الاسدى ولد سنة تسعين ومائة وسمع من روح بن عبادة حديثا واحدا ومن حفص بن عمر العدنى حديثا واحدا وسمع الكثير من هوذة بن خليفة والحسن بن موسى الاشيب وابى نعيم وعلي بن الجعد والاصمعى وغيرهم روى عنه ابن صاعد وابن مخلد وابن المنادى والنجاد وأبو عمر الزاهد وجعفر الخلدى والخطبى والشافعى وابن الصواف وغيرهم وكان آباؤه من أهل البيوتات والفضل والرياسة والنبل وكان هو فى نفسه ثقة أمينا عاقلا ركينا وكان احمد بن حنبل يكرمه اخبره أبو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت قال اخبرنا الخلال اخبرنا احمد بن محمد بن عمران قال انشدنى احمد بن خلف قال انشدنى بشر بن موسى لنفسه ... ضعفت ومن جاز الثمانين يضعف ... وينكر منه كل ما كان يعرف ... ويمشى رويدا كالأسير مقيدا ... تدانى خطاه فى الحديد ويرسف ...
توفى بشر فى ربيع الاول من هذه السنة وصلى عليه محمد بن هارون بن العباس الهاشمى صاحب الصلاة ودفن فى مقبرة باب التبن وكان الجمع كثيرا

37 - ثابت بن قرة ابو الحسن الصابىء الطبيب ولد سنة احدى وعشرين ومائتين وتوفى فى هذه السنة وكان غاية فى علم الطب والفلسفة والهندسة
38 - جعفر بن محمد بن سوار ابو محمد النيسابورى حدث عن قتيبة وعلى بن حجر وكان ثقة وتوفى فى ذى القعدة من هذه السنة
39 - الحسن بن عمرو بن الجهم ابو الحسين الشبعى حدث عن على بن المدينى وحكايات عن بشر الحافى روى عنه ابو عمرو بن السماك وقال السبيعى وإنما هو الشيعي من شيعة المنصور توفى فى هذه السنة
40 - عبد الله بن محمد بن عزيز ابو محمد التميمي الموصلي حدث عن غسان بن الربيع روى عنه اسماعيل الخطبى وقال توفى فى رجب هذه السنة
41 - العباس بن حمزة ابن عبد الله بن اشرس ابو الفضل الواعظ النيسابورى سمع قتيبة بن سعيد واحمد ابن حنبل وعبيد الله بن عمر القواريرى وغيرهم وصحب احمد ابن ابى الحوارى ودخل على ذى النون وكان شديد الاجتهاد يصوم النهار ويقوم الليل وكان يقول لقد لحقتني بركة ذي النون وكان مجاب الدعوة وسئل عن الزهد فقال ترك ما يشغلك عن الله تعالى اخذه واخذ ما يبعدك عن الله تركه توفى العباس فى ربيع الاول هذه السنة
42 - محمد بن احمد ابن روح بن حرب ابو عبد الله الكسائى حدث عن محمد بن عباد المكي وغيره

وتوفى فى ربيع الاول من هذه السنة
43 - محمد بن بشر ابن مروان ابو عبد الله الصيرفى حدث عن محمد بن حسان السمتى وغيره روى عنه ابن صاعد وابن قانع غيرهما احاديث مستقيمة
44 - هارون بن محمد ابن اسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى ابو موسى الهاشمى امام الناس فى الحج سمع وحدث وتوفى بمصر فى رمضان هذه السنة وكان ثقة عدلا رحمه الله
سنة ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها انتشار القرامطة بسواد الكوفة فوقع بعض العمال بجماعة منهم وبعث بهم وبرئيسهم الى المعتضد فأمر به فقلعت أضراسه ثم خلعت يده ثم قطعت يداه ورجلاه وقتل وصلب
ولليلتين خلتا من شهر ربيع الاول أخرج من كان له دار وحانوت بباب الشماسية عن داره وحانوته قيل لهم خذوا انقاضكم واخرجوا وذلك ان المعتضد كان قد قدر أن يبنى لنفسه هناك دارا يسكنها فخط موضع السور وحفر بعضه وابتدأ فى بناء دكة على دجلة وكان امير المؤمنين المعتضد يأمر ببنائها لينتقل فيقيم بها الى ان يفرغ من بناء الدار والقصر فمرض المعتضد بالله فأرجف به فقال عبد الله بن المعتز ... طار قلبى بجناح الوجيب ... جزعا من حادثات الخطوب ... وحذرا من ان يشاك بسوء ... اسد الملك وسيف الحروب

لم يزل أشيب وهو ابن عشر ... بغبار الحرب قبل المشيب ... ثم راضته التجارب حتى ... ما عجيب عنده بعجيب ... جال شيطان الاراجيف فينا ... بحديث مؤلم للقلوب ... وكأن الناس أغنام راع ... غاب عنها أحسن بذيب ... ثم هبت نعمة الله بشرى ... كشفت عنا غطاء الكروب ... وقعت منا مواقع ماء ... فى حريق مشعل ذى لهيب ... رب أصحبه سلامة جسم ... واحبه منك بعمر رحيب ...
وفى شهر ربيع الآخر توفى أمير المؤمنين المعتضد بالله رحمه الله واستخلف ابنه المكتفى بالله
وكثرت فى هذه السنة الزلازل فكان فى رجب زلزلة شد يدة وانقضت الكواكب لثمان خلون من رمضان من جميع السماء فى وقت السحر فلم نزل على ذلك الى ان طلعت الشمس
باب ذكر خلافة المكتفى بالله
واسمه على بن المعتضد ويكنى ابا محمد وليس فى الخلفاء من يكنى ابا محمد الا الحسن بن على و موسى الهادى والمكتفى والمستضيء بأمر الله ولا من اسمه على غير على بن ابى طالب عليه السلام والمكتفى ولد فى رجب سنة اربع وستين وكان المعتضد لما اشتدت علته أمر بأخذ البيعة لابنه علي بالخلافة من بعده فاخذت البيعة بذلك على الناس ببغداد فى عشية يوم الجمعة لاحدى عشرة بقيت من ربيع الآخر من هذه السنة قبل موت المعتضد بأربعة ايام ثم جددت له البيعة صبيحة الليلة التى مات المعتضد فيها وكان المكتفى بالرقة فلما بلغه الخبر اخذ البيعة على من عنده ثم انحدر الى بغداد وام المكتفى تركيه يقال لها خنجو لم تدرك خلافته وكان ربعة جميلا رقيق اللون حسن الشعر وافر اللحية عريضها وهنأه رجل فقال

اجل الرزايا ان يموت امام ... واسنى العطايا ان يقوم امام ... فأسقى الذى مات الغمام وجاده ... ودامت تحيات له وسلام ... وأبقى الذى قام الاله وزاده ... مواهب لا يفنى لهن دوام ... وتمت له الآمال واتصلت بها ... فوئد موصول بهن تمام ... هو المكتفى بالله يكفيه كل ما ... عناه بركن منه ليس يرام ...
وكان المكتفى يقول الشعر قال الصولى انشدنا لنفسه
... انى كلفت فلا تلحوا بجارية ... كأنها الشمس بل زادت على الشمس ... لها من الحسن اعلاه فرؤيتها ... سعدى وغيبتها عن مقلتى نحسى ... وله ... من لى بأن يعلم ما ألقى ... فيعرف الصبوة والعشقا ... ما زال لى عبدا وحبى له ... صيرنى عبد له رقا ... اعتق من رقى ولكننى ... من حبه لا أملك العتقا ...
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال اخبرنى الازهرى اخبرنا احمد بن ابراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال كان المكتفى بالله حين مات ابوه بالرقة فكتب اليه بوفاته فشخص نحو العراق فوافى مدينة السلام يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الاولى سنة تسع وثمانين ومائتين وصار فى الماء الى القصر الحسنى ومر الجيس على الظهر على غير تعبئة وقد كان الجند تحركوا قبل موافاته مدينة السلام فوضع القاسم بن عبيد الله فيهم العطاء وأخذ عليهم البيعة وكان يومئذ فى بيت المال عشرة آلاف الف دينار وجوهر قيمته عشرة آلاف الف دينار غير الآلات وكان المتكفى يوم بويع له عمره خمسا وعشرين سنة وستة وعشر يوما ووزر له

القاسم بن عبيد الله ثم العباس بن الحسن وكان القاضى يوسف بن يعقوب وابنه محمد ابن يوسف وكان نقش خاتمه علي يتوكل على ربه وكان له من الولد محمد وجعفر وعبد الصمد وموسى وعبد الله وهارون والفضل وعيسى والعباس وعبد الملك وفى ايامه فتحت انطاكية وكان الروم قد استولوا عليها فلما فتحت استنقذ من المسلمين اربعة آلاف رجل وقتل من اهلها خمسة آلاف واصاب كل مسلم شهد الوقعة ثلاثة آلاف دينار وظفر للروم بستين مركبا عملوها للغزو
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر الخطيب قال كانت صلاة الجمعة ببغداد لا تقام الا فى جامع المنصور وجامع المهدى الى ان استخلف المعتضد وأمر بعمارة القصر الحسنى وامر ببناء مطامير فى الدار وكان الناس يصلون الجمعة فى الدار وليس هناك رسم للمسجد انما يؤذن الناس فى الدخول وقت الصلاة ويخرجون عند انقضائها فلما استخلف المكتفى فى هذه السنة نزل القصر وأمر بهدم المطامير وأن يجعل موضعها مسجدا جامعا فاستقرت الصلاة فى الجوامع الثلاثة الى وقت خلافة المقتفى وفى يوم دخول المكتفى الى القصر الحسنى كنى بلسانه القاسم بن عبيد الله وخلع عليه ست خلع وقلده سيفا وحمل على فرس لجامه وسرجه من ذهب
وفي رجب هذه السنة زلزت بغداد ودامت الزلزلة بها أياما وليالي كثيرة
وفى هذه السنة ظهر اقوام من القرامطة وانتشروا في البلدان وقطعوا طريق الحاج وتسمى احدهم بأمير المؤمنين وأنفق المكتفى الاموال الكثيرة في حربهم حتى استأصلهم
وفى اليوم التاسع من ذى الحجة صلى الناس العصر فى ثياب الصيف ببغداد فهبت ريح فبرد الهواء حتى احتاج الناس الى الاصطلاء بالنار ولبس المحشو وجعل البرد يزداد حتى جمد الماء وفيما حج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمى

ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
45 - احمد بن محمد المعتضد بالله أمير المؤمنين كانت علته فساد المزاج والجفاف من كثرة الجماع وكان دواؤه ان يقل الغذاء فيرطب بدنه ولا يتعب وكان يستعمل ضد هذا ويريهم انه يحتمى فاذا خرجوا دعا بالخبز والزيتون والسمك فسقطت قوته واشتدت علته فى يوم الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين واجتمع الجند متسلحين وتوفى يوم الاثنين لثمان بقين من ربيع الآخر من هذه السنة وغسله احمد بن شيبة عند زوال الشمس وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضى وحضر الوزير القاسم بن عبيد الله وأبو حازم وابو عمر وخواص الخدم وكان اوصى أن يدفن فى دار محمد ابن عبيد الله بن طاهر فحفر له فيها وحمل من قصره المعروف بالحسنى ليلا فدفن وكانت خلافته تسع سنين وتسعة اشهر وخمسة ايام وبلغ من السن خمسا وأربعين سنة وعشرة اشهر وأياما اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر ابن ثابت اخبرنا احمد بن عمر بن روح النهروانى حدثنا المعافى بن زكريا حدثنا احمد بن جعفر بن موسى البرمكى قال قال لى صافى الحرمى لما مات المعتضد كفنته والله فى ثوبين وهي قيمتهما ستة عشر قيراطا
46 - بدر غلام المعتضد قيل كان سبب قتله انه لما مات المعتضد امتنع القاسم بن عبيد أن يجعل الخلافة فى ولد المعتضد فامتنع من ذلك بدر وكان صاحب جيش المعتضد المستولى

على الأمر وقال ما كنت لاصرفها عن اولاد مولاى فاضطغنها القاسم عليه وعقد للمكتفى لما كان بين المكتفى وبين بدر من التباعد فى حياة أبيه فقدم المكتفى من الرقة وبدر بفارس يحارب فعمل القاسم فى هلاك بدر خوفا على نفسه من بدر أن يطلع المكتفى على ما كان عزم عليه فأرسل المكتفى الى بدر يعرض الولايات فأبى وقال لا بد لى من المصير الى مولاى فقال القاسم للمكتفى انى لا آمنه عليك فإنه قد اظهر العصيان فغيره عليه فبعث المكتفى الى جماعة من القواد الذين مع بدر فأمرهم بفراقه ففارقوه وقدموا على المكتفى وقصد بدر واسطا فوكل المكتفى بداره وأمر بمحو اسمه من الاعلام والتراس ودعا القاسم ابا حازم القاضى وأمره بالمضى الى بدر ولقائه وتطييب نفسه واعطائه الأمان من امير المؤمنين على نفسه وماله وولده فقال ابو حازم أحتاج الى سماع ذلك من امير المؤمنين حتى اؤديه اليه فقال أنا لسان امير المؤمنين وما اطنك تتهمنى فى الحكاية عنه قال فأقول لبدر إن الوزير قال كذا قال لا قال فأكذب وكان قد دفع اليه كتاب امان من المكتفى فقال له انصرف حتى استأذن لك ثم دعا ابا عمر محمد بن يوسف فأمره بمثل الذى امر به أبا حازم فسارع الى اجابته واستقر الامر أن يدخل بغداد سامعا ميعا فلما قرب بعث العاصم بعض خدم السلطان فأخذه من السفينة ومضى به الى جزيرة ودعا بسيف فلما تيقن القتل سأله ان يمهله حتى يصلى ركعتين ففعل وصلى وأعتق جميع مماليكه وقتل فى رمضان هذه السنة وأخذ رأسه وتركت جثته اياما حتى وجه عياله فأخذوها سرا فحملوها ايام الموسم الى مكة فدفنوها وتسلم السلطان دياره وضباعه ورجع ابو عمر القاضى الى داره حزينا كئيبا لما كان منه فى ذلك فقال الشاعر ... قل لقاضى مدينة المنصور ... بم احللت أخذ رأس الامير

بعد عطاء المواثيق والعهد وعقد الايمان فى منشور
47 - جعفر بن موسى ابو الفضل النحوى يعرف بابن الحداد اخبرنا أبو منصور القزاز اخبرنا الخطيب اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرىء على ابن المنادى وانا أسمع قال وأبو الفضل جعفر بن موسى النحوى كتب الناس عنه شيئا من اللغة وغريب الحديث وما كان من كتب ابى عبيد مما سمعه من أحمد بن يوسف الثعلبى وغير ذلك من ثقات المسلمين وخيارهم توفى فى يوم الاثنين لثلاث خلون من شعبان سنة تسع وثمانين ودفن قرب منزله ظهر قنطرة البردان
48 - الحسن بن على ابن ياسر أبو علي الفقيه روى عن الطبرانى وكان ثقة قدم بغداد وكتب عنه بها توفى فى ربيع الآخر من هذه السنة
49 - الحسن بن العباس ابن ابى حمدان ابو على المقرى الرازى ويعرف بالجمال سكن بغداد وحدث بها عن جماعة روى عنه ابن صاعد وابن مخلد والنقاش وكان ثقة توفى فى رمضان من هذه السنة
50 - الحسين بن محمد ابن عبد الرحمن بن فهم بن محرز بن ابراهيم ابو على ولد سنة احدى عشرة ومائتين وسمع خلف بن هشام ويحيى بن معين ومحمد بن سعد وغيرهم روى عنه احمد بن

معروف الخشاب وابن كامل القاضي والخطى والطومارى وكان عسرا فى الرواية متمنعا الا لمن اكثر ملازمته وكان يسكن الجانب الشرقى فى ناحية الرصافة
اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب اخبرنا الحسن بن ابى بكر عن احمد بن كامل القاضي قال كان الحسين بن محمد متقنا فى العلوم كثير الحفظ للحديث مسنده ومقطوعه ولأصناف الاخبار والنسب والشعر والمعرفة بالرجال فصيحا متوسطا فى الفقه يميل الى مذهب العراقيين وسمعته يقول صحبت يحيى بن معين فأخذت عنه معرفة الرجال وصحبت ابا خيثمة فأخذت عنه المسند وصحبت الحسن بن حماد سجادة فأخذت عنه الفقه وتوفى فى رجل سنة تسع وثمانين مائتين وبلغ ثمانيا وسبعين سنة قال الخطبى ودفن بباب البردان وكان ببغداد يومئذ زلزلة شديدة وقال الدار قطنى ليس بالقوى اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا الازهرى حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال سمعت محمد بن احمد بن يعقوب بن شيبة يقول سمعت ابا بكر بن ابى خيثمة يقول لما ولد فهم يعنى والد الحسين بن فهم اخذ ابوه المصحف فجعل يبخت كلما صفح ورقة يخرج فهم لا يعلمون فهم لا يبصرون فهم لا يسمعون فضجر فسماه فهما
51 - عمارة بن وثيمة بن موسى ابو رفاعة الفارسى ولد بمصر وحدث عن ابى صالح كاتب الليث وغيره وصنف تاريخا على السنين وحدث به وتوفى فى جمادى الاخره من هذه السنة
52 - عمرو وبن الليث الصفار من كبار الامراء توفى فى هذه السنة ودفن قريبا من القصر الحسنى
سنة ثم دخلت سنة تسعين ومائيتن

فمن الحوادث فيها انه ورد كتاب من الرقة يذكر فيه ان يحيى بن زكرويه بن مهرويه المكنى بأبى القاسم المعروف بالشيخ وكان من دعاة القرامطة وافى فى جمع كثير فخرج اليه جماعة من اصحاب السلطان فهزمهم وقتل رئيسهم وورد الخبر أن جيشا خرجوا من دمشق الى القرامطى فهزمهم وقتل رئيسهم فوجه ابو الأغر لحرب القرمطى فى عشرة آلاف
ولعشر بقين من جمادى الآخرة خرج المكتفى بعد العصر عامدا الى سامرا مريدا البناء بها والانتقال اليها فدخلها يوم الخميس لخمس بقين من جمادى ثم انصرف الى مضارب ضربت له بالجوسق فدعا القاسم بن عبيد الله والقوام بالبناء فقدروا له ما يحتاج اليه من المال واكثروا عليه وطولوا مدة الفراغ وجعل القاسم يصرفه عن رايه فى ذلك فثناه عن عزمه فعاد
وفى يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من شعبان قرىء كتابان فى الجامعين بقتل يحيى بن زكرويه الملقب الشيخ قتله المصريون على باب دمشق بعد أن قتل منهم خلقا كثيرا وكسر لهم جيوشا وكان يحيى هذا يركب جملا فاذا أشار بيده الى ناحية من النواحى فى محاربيه انهزموا فافتتن بذلك اصحابه فلما قتل عقد اخوه الحسين لنفسه وتسمى باحمد بن عبد الله وتكنى بأبى العباس ودعا الى ما كان يدعو اليه أخوه فأجابه اكثر اهل البوادى وقويت شوكته وصار الى دمشق فصالحه اهلها على شىء فانصرف عنهم ثم صار الى اطراف حمص فتغلب عليهم وخطب له على منابرها وتسمى بالمهدى ثم صار الى حمص فأطاعه اهلها وفتحوا له بابها خوفا على أنفسهم ثم سار الى حماة ومعرة النعمان وغيرها فقتل اهلها وسبى النساء والصبيان وسار الى سلمية فحارب اهلها ثم وادعهم ودخلها فقتل من بها من بنى هاشم ثم قتل البهائم وصبيان الكتاتيب ثم خرج الى حوالى ذلك يقتل ويسبى ويخيف السبيل ويستبيح وطء نساء الناس وربما اخذ المرأة فوطئها جماعة منهم فتأتى بولد فلا يدرى من ايهم هو فيهنأ به جميعهم

ولليلتين خلتا من رمضان أمر المكتفى باعطاء الجند ارزاقهم والتأهب لحرب القرمطى بناحية الشام فأطلق للجند فى دفعه واحدة مائة الف دينار وكان السبب ان أهل الشام كتبوا اليه يشكون ما لقوا من القرامطة وخرج المكتفى حتى انتهى إلى الرقة فنزلها وسرح الى القرمطى جيشا بعد جيش وكان القرمطى يكتب الى اصحابه من عبد الله احمد بن عبد الله المهدى المنصور بالله الناصر لدين الله القائم بأمر الله الحاكم بحكم الله الداعى الى كتاب الله الذاب عن حريم الله المختار من ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان ينتحل انه من اولاد على ابن ابى طالب عليه السلام ووقع الثلج ببغداد يوم الرابع والعشرين من كانون الثانى منذاول النهار الى العصر وفيها حج الناس الفضل بن عبد الملك بن عبد الله بن العباس بن محمد ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
53 - جعفر بن محمد بن عمران بن بريق ابو الفضل البزاز المخرمى وغلط ابو القاسم الطبرانى فقاله بويق بالواو حدث عن خلف بن هشام روى عنه احمد بن كامل وكان قد حدث قبل موته بقليل وتوفى على ستر جميل
54 - الحسين بن احمد بن ابى بشر ابو على المقرىء السراج من اهل سامرا روى عنه ابو الحسين بن المنادى وقال كان من افاضل الناس كتب الناس عنه توفى بسر من رأى ليلة عرفة من هذه السنة
55 - عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل ابو عبد الرحمن الشيبانى سمع اباه وعبد الاعلى بن حماد وكامل بن طلحة ويحيى

ابن معين وخلقا كثيرا روى عنه البغوى وابن المنادى والخلال وكان حافظا ثقة ثبتا وكان احمد يقول ابنى محظوظ من علم الحديث وقال ابن المنادى لم يكن فى الدنيا احد أروى عن ابيه منه لأنه سمع المسند وهو ثلاثون الفا والتفسير وهو مائة وعشرون الفا سمع منها ثمانين والباقي أجازه وسمع الناسخ والمنسوخ والتاريخ وحديث شعبة والمقدم والمؤخر فى كتاب الله عز و جل وجوابات القرآن والمناسك الكبير والصغير وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ قال وما زلنا نرى اكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والاسماء والكنى والمواظبة على طلب الحديث فى العراق وغيرها ويذكرون عن اسلافهم الاقرار له بذلك حتى ان بعضهم اسرف فى تقريظه اياه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على ابيه ولما مرض قيل له اين تحب ان تدفن قال صح عندى ان بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن اكون فى جوار نبى احب الى من ان اكون فى جوار ابى وتوفى فى جمادى الآخرة لتسع ليال بقين من هذه السنة وكان الجمع كثيرا فوق المقدار ودفن فى مقابر باب التبن وصلى عليه زهير ابن اخيه صالح
56 - عبد الله بن احمد بن سعيد أبو محمد الرباطى المروزى سافر مع أبى تراب النخشبى وكان الجنيد يمدحه ويقول هو رأس فتيان خراسان وكان كريما حسن الخلق اخبرنا عبد الرحمن ابن محمد القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت حدثنا عبد العزيز بن على الوراق حدثنا على بن عبد الله بن الحسن الهمذانى حدثنا الخلدى قال حدثنى احمد ابن محمد بن زياد قال حدثنى مصعب بن احمد بن مصعب قال قدم ابو محمد المروزى الى بغداد يريد مكة فكنت احب ان اصحبه فأتيته فاستأذنته فى الصحبة فلم يأذن لى فى تلك السنة ثم قدم سنة ثانية وثالثة فأتيته فسلمت عليه وسألته فقال اعزم

على شرط يكون احدنا الامير لا يخالفه الآخر فقلت انت الامير فقال يا ابا محمد لا بل انت الامير فقلت انت اسن واولى فقال نعم ولا يجب ان تعصينى فقلت نعم فخرجت معه فكان اذا حضر الطعام يؤثرفي فاذا عارضته بشىء قال ألم اشرط عليك ان لا تخالفنى فكان هذا دأبنا حتى ندمت على صحبته لما يلحق نفسه من الضرر فأصابنا فى بعض الايام مطر شديد ونحن نسير فقال لىيا أبا محمد اطلب الميل فلما رأينا الميل قال لى اقعد فى اصله فأقعدنى فى اصله وجعل يديه على الميل وهو قائم قد حنا على وعليه كساء قد تجلل به يظلنى به من المطر حتى تمنيت أنى لم اخرج معه لما يلحق نفسه من الضرر فلم يزل ذلك دأبه حتى دخلنا مكة
57 - عمر بن ابراهيم ابو بكر الحافظ المعروف بأبى الآذان سمع وحدث عن جماعة روى عنه ابن قانع وابن المنادى وكان ثقة سكن سر من رأى وتوفى بها فى هذه السنة وله ثلاث وستون سنة
58 - محمد بن اسماعيل بن عامر ابو بكر التمار الواسطى سكن بغداد وحدث بها عن احمد بن سنان الواسطى وسرى السقطى والربيع بن سليمان المرادى وغيرهم روى عنه ابو عمرو بن السماك وقال سمعنا منه وهو ابن ستين سنة وهو اسود اللحية
59 - محمد بن الحسين بن عبد الرحمن ابو العباس الأنماطى سمع داود بن عمر والضبى ويحيى بن معين وغيرهما روى عنه ابن صاعد وابن مخلد وابن قانع وغيرهم وكان ثقة ثبتا صالحا توفى فى هذه السنة وقيل فى سنة ثلاث وتسعين

60 - محمد بن الحسين بن الفرج ابو ميسرة الهمذانى كان احد من يفهم شأن الحديث وصنف مسند او حدث عن كامل بن طلحة وطبقته وهو صدوق روى عنه الباغندى وابن نافع
61 - محمد بن عبد الله ابو بكر الزقاق احد شيوخ الصوفية اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على الحافظ اخبرنا عبد العزيز بن ابى الحسن قال سمعت ابن جهضم يقول سمعت الحسن بن أحمد بن عبد العزيز يقول سمعت الزقادق يقول لى سبعون سنة ارب هذا الفقر من لم يصحبه فى فقره الورع أكل الحرام النص
قال ابن جهضم وحدثنى حسين بن محمد السراج قال قال جنيد رأيت ابليس فى منامى وكأنه عريان فقلت له أما تستحى من الناس فقال بالله عندك هؤلاء من الناس لو كانوا من الناس ما تلاعبت بهم كما يتلاعب الصبيان بالكرة ولكن الناس غير هؤلاء فقلت له ومن هم قال قوم فى مسجد الشونيزى قد اضنوا قلبى وانحلوا جسمى كلما هممت بهم اشاروا الى الله تعالى فأكاد احترق قال جنيد فانتبهت ولبست ثيابى وجئت الى مسجد الشونيزى وعلى ليل فلما دخلت المسجد إذا أنا بثلاثة أنفس جلوس ورؤسهم في مرتعاتهم فلما أحسوا بي قد دخلت المسجد اخرج احدهم رأسه فقال يا ابا القاسم انت كلما قيل لك شىء تقبل قال ابن جهضم ذكر لى ابو عبد الله بن خاتان ان الثلاثة الذين كانوا فى مسجد الشونيزى ابو حمزة وأبو الحسن النورى وأبو بكر الزقاق

62 - يحيى بن زكرويه القرمطى قتله المصريون فى هذه السنة على ما سبق ذكره فى الحوادث
سنة ثم دخلت سنة احدى وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها وقعة بين اصحاب السلطان وبين القرامطة فهزموا القرامطة وأسروا وقتلوا وتفرق الباقون فى البوادى وتبعهم اصحاب السلطان ثم وقعوا بالقرمطى فأخذوه وكان يقال له صاحب الشامة فحمل الى الرقة ظاهرا للناس وعليه برنس ثم ان المكتفى رحل الى بغداد وحمل معه القرمطى فى اول صفر فعزم أن يصلب القرمطى على دقل ويجعل الدقل على ظهر فيل فأمر بهدم طاقات الابواب لئلا تردها ثم استسمج فعل ذلك ثم جعل له كرسيا ارتفاعه ذراعان ونصف على ظهر الفيل ودخل المكتفى الى بغداد والأسرى بين يديه مقيدين ورئيس القوم وقد جعل فى فيه خشبة مخروطة وشدت الى قفاه كهيئة اللجام وأمر المكتفى ببناء دكة فى المصلى العتيق من الجانب الشرقى ارتفاعها عشرة اذرع وبنى لها درج فلما كان يوم الاثنين لسبع بقين من ربيع الاول امر المكتفى القواد والغلمان بحضور الدكة فحضرها الناس وجىء بالاسارى وهم يزيدون على ثلثمائة وجىء بالقرمطى الحسين بن زكرويه المعروف بصاحب الشامة فصعد به الى الدكة وقدم له اربعة وثلاثون انسانا من الاسارى فقطعت ايديهم وأرجلهم وضربت اعناقهم واحد بعد واحد ثم قدم كبيرهم فضرب مائتى سوط وقطعت يداه ورجلاه وكوى ثم احرق ورفع راسه على خشبة ثم قتل الباقون وصلب بدن القرمطى فى طرف الجسر الاعلى
ولثلاث بقين من رجب قرىء كتاب من خراسان يذكر فيه ان الترك قصدوا المسلمين فى جيش عظيم وكان فى عسكرهم تسعمائة قبة تركية ولا يكون

ذلك الا للرؤساء منهم فخرج من المسلمين خلق كثير فكسحوهم مع الصبح وانهزم الباقون
وفى شعبان ورد الخبر بأن صاحب الروم وجه عشرة صلبان معها مائة الف رجل الى الثغور فأغاروا وسبوا من قدروا عليه من المسلمين وأحرقوا
وفى رمضان ورد الخبر من القاسم بن سيما من الرحبة يذكر أن الاعراب الذين استأمنوا ممن كان يتبع القرمطى نكثوا وغدروا وعزموا ان يكسبوا الرحبة يوم الفطر عند اشتغال الناس بالصلاة وانى أوقعت بهم فقتلت واسرت وفى هذه السنة حج بالناس الفضل بن عبد الملك بن عبد الله بن العباس ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
63 - احمد بن يحيى ابن زيد بن يسار ابو العباس الشيبانى مولاهم المعروف بثعلب امام الكوفيين فى النحو واللغة ولد سنة مائتين سمع ابراهيم بن المنذر ومحمد بن زياد الاعرابى وعبيد الله بن عمر القواريرى والزبير بن بكار وغيرهم روى عنه ابن الانبارى وابن عرفة وابو عمر الزاهد وابو معشر وغيرهم وكان ثقة حجة دينا صالحا مشهورا بالصدق والحفظ وكان يقول طلبت العربية واللغة فى سنة ست عشرة ومائتين وابتدأت بالنظر فى حدود الفراء وسنى ثمانى عشرة وبلغت خمسا وعشرين وما بقى على مسألة للفراء ولا شىء من كتبه الا وقد حفظته وسمعت من القواريرى مائة الف حديث قال ابو محمد عبد الرحمن بن محمد الزهرى كان بينى وبين أبى العباس مودة وكيدة وكنت استشيره فى امورى فجئته يوما اشاوره فى الانتقال من محلة الى اخرى لتأذى الجوار فقال ابا محمد العرب تقول صبرك على أذى من تعرفه خير لك من استحداث من لا تعرف

اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا احمد بن على بن الحسين المحتسب اخبرنا ابو عمر احمد بن محمد بن موسى ابن العلاف اخبرنا ابو عمر الزاهد قال كنت فى مجلس ابى العباس ثعلب فسأله سائل عن شىء فقال لا ادرى فقال له أتقول لا ادرى واليك تضرب اكباد الابل واليك الرحلة من كل بلد فقال له ثعلب لو كان لأمك بعدد مالا ادرى بعر لاستغنت
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا القاضى ابو العلاء الواسطى قال انشدنا ابو عبد الله الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب قال انشدنا اسحاق بن احمد الكاذى قال انشدنا ثعلب ... بلغت من عمرى ثمانينا ... وكنت لا آمل خمسينا ... فالحمد لله وشكرا له ... اذ زاد فى عمرى ثلاثينا ... وأسأل الله بلوغا الى ... مرضاته آمين آمينا ...
توفى ثعلب يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الاولى سنة احدى وتسعين ومائتين ودفن فى مقبرة باب الشام وقبره ظاهر وأدركه صمم فى آخر عمره
64 - ابراهيم بن احمد بن اسماعيل ابو اسحاق الخواص من اهل سر من رأى وكان يسافر كثيرا فتوفى فى هذه السنة بالرى وغسله ودفنه يوسف بن الحسين وقيل توفى فى سنة اربع وثمانين
65 - الحسن بن على بن المتوكل ابن ميمون ابو محمد مولى عبد الصمد بن على الهاشمى روى عن عاصم وعفان وروى عنه اسماعيل الخطبى وكان ثقة توفى فى محرم هذه السنة

66 - الحسن بن محمد بن احمد بن شعبة ابو على المروزى قدم بغداد وحدث بجامع الترمذى عن المحبوبى روى عنه العتيقى قال الازهري سمعت منه كان شيخا فهما ثقه له هيبة توفى فى ذى الحجة من هذه السنة
67 - سليمان بن يحيى بن الوليد ابو ايوب الضى المقرىء قرأ القرآن بحرف حمزة كان شيخا صالحا يقرىء فى مدينة المنصور وسمع الحديث من خلف بن هشام وغيره روى عنه أبو بكر ابن الانبارى وابو الحسين ابن المنادى وتوفى فى هذه السنة
68 - القاسم بن عبيد الله بن سليمان الوزير وزير المعتضد والمكتفى وفوض اليه المكتفى جميع الامور ومرض فى رمضان فى هذه السنة فأمر أن يطلق العمال من الحبوس ويكفل من عليه مال ويطلق من فى الحبس من العلويين الذى اخدوا ظلما بسبب القرمطى الناجم بالشام وزادت علته فاستخلف ابن اخيه ابا احمد عبد الوهاب بن الحسن بن عبيد الله فجاء يعرض على المكتفى فلما خرج من بين يديه تمثل المكتفى ... ولما أبى الاجماحا فؤاده ... ولم يسل عن ليلى بمال ولا اهل ... تسلى باخرى غيرها فاذا الذى ... تسلى بها تغرى بليلى ولا تسلى ...
توفى القاسم يوم الاربعاء لست خلون من ذى القعدة وكان قد وجه فى صدر نهاره بالعباس بن الحسن أبي احمد وابى الحسن على بن عيسى الى المكتفى وكتب معها كتابا يخبره انه فى آخر ساعة من ساعات الدنيا ويسأله التفضيل على ولده

ومخلفيه ويشير عليه بأن يستكتب بعده احد الرجلين اللذين انفذهما اليه فاختار استكتاب العباس وخرجا بالجواب اليه وتوفى فى تلك الساعة قال ابو بكر الصولى ومن العجائب التى رأيتها انا كنا نبكر لعيادة القاسم بن عبيد الله كل يوم فدخلنا يوم الاربعاء الذى توفى فيه ألى داره فرأينا ابنيه ابا علي وابا جعفر قد خرجا فقام الناس اليهما ودنا العباس بن الحسن فقبل يديهما فمات القاسم فى بقية اليوم وخوطب العباس بالوزارة فرايته بعد العصر وقد صار الى دار القاسم فخرج الولدان جميعا فقبلا يده وكان الحاصل من ضياع القاسم كل سنة سبعمائة الف دينار
69 - محمد بن احمد بن البراء بن المبارك ابو الحسن العبدى سمع خلف بن هشام وعلى بن المدينى واحمد بن إبراهيم الدورقى وغيرهم وكان ثقة صدوقا اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر ابن ثابت اخبرنا ابو العلاء الواسطى حدثنا محمد بن احمد بن حماد الكوفى حدثنا الحسن بن اسماعيل الكندى قال حدثنى ابو جعفر بن البراء قال اتصل بعمى ابى الحسن عن القاضى اسماعيل بن اسحاق شىء فعزم اسماعيل على الركوب اليه فبادره عمى ابو الحسن بالركوب فلما دخل انشأ يقول ... صفحت برغمى عنك صفح ضرورة ... اليك وفى قلبى ندوب من العتب ...
فاجابه اسماعيل يقول
... ولا زال بى شوق اليك مبرح ... يذلل منى كل ممتنع صعب ... توفى ابو الحسن بن البراء فى شوال هذه السنة
70 - محمد بن احمد بن النضر ابن عبد الله بن مصعب ابو بكر المعنى ابن بنت معاوية بن عمرو الازدى ولد سنة

تسع وتسعين ومائة وسمع جده معاوية والقعنبى وغيرهما روى عنه ابن صاعد وابن مخلد وابو بكر النجاد وغيرهم قال عبد الله بن احمد ومحمد بن عبدوس هو ثقة لا بأس به اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب اخبرنا ابن رزق اخبرنا اسماعيل بن على قال مات ابو بكر محمد بن احمد بن النضر يوم الجمعة قبل الصلاة ودفن فى مقابر باب الشام ودفن وقت العصر وذلك لخمس خلون من صفر سنة احدى وتسعين ومائتين
71 - محمد بن ابراهيم بن سعيد ابن عبد الرحمن ابو عبد الله العبدي البوشنجى شيخ اهل الحديث فى عصره سمع بمصر وبالحجاز والكوفة والبصرة وبغداد والشام وحدث فى البلاد روى عنه البخارى ومحمد بن اسحاق الصغانى توفى فى غرة محرم هذه السنة ودفن بنيسابور
72 - محمد بن محمد بن اسماعيل بن شداد ابو عبد الله الانصارى القاضى المعروف بالجذوعى حدث عن مسدد بن مسرهد وعلى بن المدينى وابن نمير وغيرهم وروى عنه ابو عمر وبن السماك وغيره وكان ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال اخبرنى على بن المحسن القاضى قال اخبرنى ابى قال قال ابو الحسين محمد بن على بن الخلال البصرى قال حدثنى ابى وسمعته من غيره ان القضاة والشهود بمدينة السلام ادخلوا على المعتمد على الله للشهادة عليه فى دين كان افترضه عند الاضافة بالانفاق على صاحب الزنج فلما مثلوا بين يديه قرأ عليهم اسماعيل بن بلبل الكتاب ثم قال ان امير المؤمنين اطال الله بقاءه يأمركم بأن تشهدوا عليه بما فى هذا الكتاب فشهد القوم حتى بلغ الكتاب الى الجذوعى القاضى فأخذه بيده وتقدم الى السدير

وقال يا امير المؤمنين أشهد عليك بما فى هذا الكتاب فقال اشهد فقال انه لا يجوز أن أشهد او تقول نعم فأشهد عليك قال نعم فشهد فى الكتاب ثم خرج فقال المعتمد من هذا فقيل له الجذوعى البصرى قال وما اليه قالوا ليس اليه شىء فقال مثل هذا لا ينبغى ان يكون مصروفا فقلدوه واسطا فقلده اسماعيل وانحدر فاحتاج الموفق يوما الى مشاورة الحاكم فيما يشاور فى مثله فقال استدعوا القاضى فحضر وكان قصيرا وله دنيه طويلة فدخل فى بعض الممرات ومعه غلام له فلقيه غلام للموفق وكان شديد التقدم عنده وكان مخمورا فصادفه فى مكان خال من الممر فوضع يده على دنيته حتى غاص رأسه فيها فتركه ومضى فجلس الجذوعى فى مكانه وأقبل غلامه حتى فتقها وأخرج رأسه منها وثنى رداءه على رأسه وعاد الى داره واحضر الشهود فأمرهم بتسليم الديوان ورسل الموفق يترددون وقد سترت الحال عنه حتى ذكر بعض الشهود لبعض الرسل الخبر فعاد الى الموفق فأخبره بذلك فأحضر صاحب الشرطة وأمر بتجريد الغلام وحمله الى باب دار القاضى وضربه هناك الف سوط وكان والد هذا الغلام من جلة القواد ومحله محل من لوهم بالعصيان لأطاعه اكثر الجيش فلم يقل شيئاوترجل القواد وصاروا اليه وقالوا مرنا بأمرك فقال ان الامير الموفق اشفق عليه مني فمشى القواد باسرهم مع الغلام الى باب دار الجذوعى فدخلوا اليه وضرعوا له فأدخل صاحب الشرطة والغلام وقال له لا تضربه فقال لا اقدم على خلاف الموفق قال فانى اركب اليه وازيل ذلك عنه فركب فتشفع له وصفح عنه وتوفى الجذوعى يوم السبت لتسع خلون من جمادى الآخرة من هذه السنة ببغداد سنة 292 ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين ومائتين فمن الحوادث فيها الفداء بين المسلمين والروم وكانت جملة من فودى به من

المسلمين الفا ومائتى نفس ثم غدر الروم فانصرفوا ورجع المسلمون بمن بقى معهم من الاسارى للروم
وخرج محمد بن سليمان الى مصر فزحف هارون بن خمارويه لقتال محمد بن سليمان فدخل محمد الفسطاط وأخذ آل طولون وكانوا بضعة عشر رجلا فقتلهم وحبسهم واحتوى على دورهم وجبى الخراج وزادت فى هذه السنة دجلة زيادة مفرطة فتهدمت المنازل على شاطئها من الجانبين ونبعت المياه من المواضع القريبة منها وطلع كوكب الذنب وقت المغرب لعشر خلون من رجب فى آخر برج الحوت وحج بالناس في هذه السنه الفضل بن عبد الملك بن العباس بن محمد ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
73 - احمد بن عمرو ابن عبد الخالق ابو بكر العتكى كان حافظا للحديث توفى بالرملة فى هذه السنة
74 - ابراهيم بن عبد الله بن مسلم ابو مسلم البصرى المعروف بالكجى والكشى ولد سنة مائتين وعاش اثنتين وتسعين سنة سمع محمد بن عبد الله الانصارى وابا عاصم النبيل والقعنبى وغيرهم وروى الحديث وكان عالما ثقة جليل القدر وأملى على الناس وكان فى مجلسه سبعة مستملين كل واحد يبلغ صاحبه الذى يليه وكتب الناس عنه قياما بايديهم المحابر ثم مسح المكان وحزروا نيفا واربعين الف محبرة ما سوى النظارة وكان نذر ان يتصدق اذا حدث بعشرة آلاف درهم
اخبرنا محمد بن ناصر اخبرنا محمود بن الفضل ابو نصر الاصبهانى قال سمعت ابا حفص عمر بن احمد بن عمر السمسار يقول سمعت جماعة من اصحاب الفاروق بن

عبد الكبير الخطابى يقول سمعنا الفاروق بن عبد الكبير يقول لما فرغنا من قراءة كتاب السنن على ابى مسلم الكجى اتخذ لنا مأدبة انفق فيها مائة دينار وقال شهدت اليوم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبل قولى وحدى ولو شهدت على دستجة بقل لاحتجت الى شاهد يشهد معى أفلا اصنعه شكرا لله تعالى وبلغنى عن اسماعيل القاضى قال سمعت بعض مشايخنا يقول كان ابو مسلم الكبشى من قبل ان يحدث يجهز التمر من البصرة الى بغداد وكان له ههنا وكيل يبيعه له فلما حدث كتب الى وكيله انى قد حدثت وصدقت على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فتصدق بما عندك من التمر او بثمنه ان كنت بعته شكرا لله تعالى على ذلك
اخبرنا ابو منصور القزاز حدثنا ابو بكر احمد بن على الحافظ حدثنا ابو محمد عبد الله ابن على بن محمد القرشى حدثنا عبد الله بن ابراهيم بن ايوب بن ماسى قال حدثنى ابو مسلم ابراهيم بن عبد الله البصرى الكجى قال خرجت يوما سحرا فغرنى القمر وكان يوما باردا فاذا الحمام قد فتح فقلت أدخل الى الحمام قبل مضيى فى حاجتى فدخلت فقلت للحمامى يا حمامى أدخل حمامك احد فقال لا فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب قال لى قائل ابو مسلم أسلم تسلم ثم انشأ يقول ... لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع ... تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا تسمع ...
قال فبادرت فخرجت وانا جزع فقلت للحمامى أليس زعمت انه ليس فى الحمام احد فقال لى هل سمعت شيئا فأخبرته بما كان فقال ذاك جنى يترايا لنا فى كل حين وينشد الشعر فقلت هل عندك من شعره شىء قال لى نعم فأنشدنى ... ايها المذنب المفرط جهلا ... كم تمادى وتركب الذنب جهلا ... كم وكم تسخط الجليل يفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا ... كيف تهدأ جفون من ليس يدرى ... أرضى عنه من على العرش ام لا

اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا ابن رزق اخبرنا اسماعيل بن على الخطبى قال مات ابو مسلم ابراهيم بن عبد الله الكجى يوم الاحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين وانحدر به الى البصرة فدفن هناك
75 - ادريس بن عبد الكريم ابو الحسن الحداد المقرىء صاحب خلف بن هشام ولد سنة تسع وتسعين ومائة وسمع احمد ويحيى وغيرهما روى عنه ابو بكر الأنبارى والنجاد والخطبى وابو على إبن الصواف وسئل عنه الدار قطنى فقال ثقة وفوق الثقة بدرجة اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت قال اخبرنى ابو القاسم الازهرى حدثنا طالب بن عثمان قال سمعت ابن مقسم قال كنت عند ابى العباس احمد بن يحيى اذ جاء ادريس الحداد فأكرمه وحادثه ساعة وكان ادريس قد أسن فقام من مجلسه وهو يتساند فلحظه ابو العباس بعينه وأنشأ يقول ... ارى بصرى فى كل يوم وليلة ... يكل وطرفى عن مداه يقصر ... ومن يصحب الأيام تسعين حجة ... يغيرنه والدهر لاتغير ... لغمرى ان اصبحت امشى مقيدا ... لما كنت امشى مطلق القيد اكثر ... توفى ادريس يوم الأضحى فى هذه السنة
76 - الحسن بن سعيد بن مهران ابو على الصفار المقرىء من اهل الموصل قدم بغداد وحدث بها عن غسان بن الربيع ومعلى بن مهدى وغيرهما روى عنه ابن مخلد وابو بكر الشافعى وكان متعففا وتوفى فى هذه السنة
77 - عبد الحميد بن عبد العزيز ابو خازم القاضى الحنفى أصله من البصرة وسكن بغداد وحدث عن بندار ومحمد

ابن المثنى وغيرهما ولى القضاء بالشام والكوفة وبغداد وكان عالما ورعا ثقة قدوة فى العلوم غزير الفضل والدين
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر بن على بن ثابت اخبرنا على بن الحسن اخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال اخبرنى ابو الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبى قال قال لى ابن حبيب الذراع كنا ونحن احداث مع أبى خازم وكنا نقعده قاضيا ونتقدم اليه فى الخصومات قال فما مضت الايام والليالى حتى صار قاضيا قال ابو الحسين وبلغ من شدته فى الحكم ان المعتضد وجه اليه بطريف المخلدى فقال له ان لى على الضبعى بيع كان للمعتضد ولغيره مالا وقد بلغنى ان غرماءه ثبتوا عندك وقد قسطت لهم فى ماله فاجعلنا كأحدهم فقال له ابو خازم قل له امير المؤمنين اطال الله بقاءه ذاكر لما قال لى وقت ما قلدنى أنه قد اخرج الامر من عنقه وجعله فى عنقى ولا يجوز لى ان احكم فى مال رجل لمدع الاببينة فرجع اليه طريف فأخبره فقال قل له فلان وفلان يشهدان يعنى رجلين جليلين كانا فى ذلك الوقت فقال يشهدان عندى وأسال عنهما فإن زكيا قبلت شهادتهما والا امضيت ما ثبت عندى فامتنع اولئك من الشهادة فزعا ولم يدفع الى المعتضد شيئا
واخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على اخبرنا التنوخى قال اخبرنى أبى قال حدثنى على بن هشام بن عبد الله الكاتب قال حدثنى أبى قال حدثنى وكيع القاضى قال كنت اتقلد لأبى خازم وقوفا فى ايام المعتضد منها وقوف الحسن بن سهل فلما استكثر المعتضد من عمارة القصر الحسنى ادخل اليه بعض وقوف الحسن بن سهل التى كانت مجاورة للقصر وبلغت السنة إلى آخرها وقد جبيت مالها الاما اخذه المعتضد فجئت الى أبى خازم فعرفته اجتماع مال السنة واستأذنته فى قسمته فى سبيله فقال لى فهل جبيت ما على امير المؤمنين فقلت له ومن يجسر على مطالبة الخليفة فقال والله

لاقسمت الارتفاع او تأخذ ما عليه ووالله لئن لم يزح العلة لاوليت له عملا ثم قال امض اليه الساعة فطالبه فقلت من يوصلنى قال امض الى صافى الحرمى وقل له انك رسول انفذتك فى مهم فاذا توصلت تعرفه ما قلت لك فجئت فقلت لصا فى ذلك فاوصلنى وكان آخر النهار فلما مثلت بين يدى الخليفة ظن ان امرا عظيما قد حدث وقال هيه قل كأنه متشوف فقلت له أنى ألى لعبد الحميد قاضى امير المؤمنين وقوف الحسن بن سهل ومنها ما قد ادخله امير المؤمنين الى قصره ولما جبيت مال هذه السنة امتنع من تفرقته الا ان اجىء بما على امير المؤمنين وانفذني الساعة قاصدا لهذا السبب وأمرنى ان اقول انى حضرت فى مهم لأصل قال فسكت ساعة مفكرا ثم قال اصاب عبد الحميد يا صافى هات الصندوق فاحضر صندوقا لطيفا فقال كم يجب لك فقلت الذى جبيت عام اول من ارتفاع هذه العقارات اربعمائة دينار فقال فكيف حذقك بالنقد والوزن قلت أعرفهما قال هاتوا ميزانا فجىء بميزان واخرج من الصندوق دنانير عينا فوزن لى منها اربعمائة دينار فقبضتها وانصرفت الى ابى خازم بالخبر فقال أضفها الى ما قد اجتمع من مال الوقف عندك وفرقة فى سبيله فى غد ولا تؤخر ذلك ففعلت وكثر شكر الناس لأبى خازم بهذا السبب واقدامه على الخليفة بمثل ذلك وشكرهم للمعتضد فى انصافه اخبرنا عبد الرحمن اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا التنوخى قال حدثنى ابى قال حدثنى ابو الفرج طاهر بن محمد الصلحى قال حدثنى القاضى ابو طاهر محمد بن احمد بن عبد الله بن نصر قال بلغنى ان ابا خازم القاضى جلس فى الشرقية وهو قاضيها للحكم فارتفع اليه خصمان فاجترأ احدهما بحضرته الى ما يوجب التأديب فأدب فمات فى الحال فكتب الى المعتضد من المجلس اعلم امير المؤمنين اطال الله بقاءه ان خصمين حضرانى فاجترأ احدهما الى ما وجب عليه معه الادب عندى فأمرت بتأديبه فمات فاذا كان المراد بتأديبه

مصلحة المسلمين فمات فى الادب فديته واجبة فى بيت مال المسلمين فان رأى امير المؤمنين اطال الله بقاءه ان يأمر مجمل الدية لحملها الى ورثته فعل فعاد الجواب اليه بانا قد امرنا بحمل الدية اليك وحمل اليه عشرة آلاف درهم فأحضر ورثة المتوفى ودفعها اليهم
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على قال ذكر الحسين بن على الصيمرى قال كان عبيد الله بن سليمان قد خاطب ابا خازم فى بيع ضيعة ليتيم تجاور بعض ضياعه فكتب اليه ان رأى الوزير احسن الله اليه ان يجعلنى احد رجلين اما رجل صين الحكم به او رجل صين الحكم عنه انبأنا محمد ابن ابى طاهر البزار قال انبانا على بن المحسن التنوخى عن ابيه قال حدثنى ابو الحسين على بن هشام قال سمعت القاضى ابا جعفر احمد بن اسحاق بن البهلول التنوخى يحدث ابى قال حدثنى ابو خازم القاضى قال كان فى حجرى ايتام ذكور واناث خلفهم بعض العمال ورددت امانتهم الى بعض الشهود فصار الى الأمين يوما وعرفنى ان عامل المستغلات ببغداد الذى يتولى مستغلات السلطان وعامل بادوريا قد ادخلا ايديهما فى املاك الايتام وذكرا ان الوزير عبيد الله بن سليمان امرهما بذلك عن المعتضد امير المؤمنين فصرت الى المعتضد فى يوم موكب فلما انقضى الموكب دنوت منه وشرحت له الصورة فقال يا عبد الحميد هذا عامل خاننى فى مالى واقتطعه ولى عليه مال جليل من نواح كان يتولاها من ضيعتى خاصة ومالى عليه يضعف هذه الاملاك التى خلفها فقلت يا امير المؤمنين ما تدعيه يحتاج الى بينة وقد صح عندى ان هذه الاملاك املاكه يوم مات ولا طريق الى انتزاعها من يد وارثه الاببينة هذا حكم الله فى البالغين فكيف فى

الاطفال قال فسكت ساعة مطرقا ثم دعا بداوة ووقع بخطه الى عبيد الله ابن سليمان بالافراج عن الضياع اخبرنا محمد بن ابى طاهر أنبأنا على بن المحسن عن ابيه قال حدثنى الحسين بن عياش القاضى عمن حدثه انه كان يساير أبا خازم القاضى فى طريق فقام اليه رجل فقال حسن الله جزاءك ايها القاضى فى تقليدك فلانا القضاء ببلدنا فانه عفيف فصاح عليه ابو خازم وقال اسكت عافاك الله تقول فى قاض انه عفيف هذا من صفات اصحاب الشرطة والقضاة فوقها قال ثم سرنا وهو واجم ساعة فقلت مالك يا ايها القاضى فقال ما ظننت انى أعيش حتى اسمع هذا ولكن قد فسد الزمان وبطلت هذه الصناعة ولعمرى لقد دخل فيها من يحتاج الفاضل معه الى التقريظ وما كان الناس يحتاجون الى ان يقولوا فلان عفيف حتى تقلد فلان وذكر رجلا لا احب أن أسميه فقلت الرجل من هو فامتنع فألححت عليه فأومأ الى ابى عمر توفى ابو خازم فى هذه السنة وذكر بعض علماء النقل انه دفن بالكوفة
78 - الفضل بن محمد ابو برزة الحاسب حدث عن يحيى الحمانى روى عنه عبد الباقى بن قانع وكان ثقة جليل القدر توفى فى صفر هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها انه ورد الخبر أن اخا الحسين بن زكرويه المعروف بصاحب الشامة ظهر بالدالية من طريق الفرات واجتمع اليه جماعة من الاعراب والمتلصصة أنه قد عاث بتلك الناحية وحارب اهلها فخرج اليه الجند وورد الخبر أنه صار الى طبرية فامتنعوا من ادخاله فحاربهم حتى دخلها فقتل عامة من بها من الرجال والنساء ونهبها وانصرف الى ناحية البادية

وفى شهر ربيع الآخر ورد الخبر بأن الداعية الذى بنواحى اليمن صار الى مدينة صنعاء فحاربه اهلها فظفر بهم فقتلهم الا القليل وتغلب على سائر مدن اليمن ثم نبغ قوم من القرامطة فنهبوا بلد هيت وقتلوا خلقا من اهلها وأخذوا ما قدروا عليه من المال واوقروا ثلاثة آلاف راحلة فبعث السلطان اليهم فتفرقوا وجاؤا برأس رئيسهم فسلموا ثم نبغ منهم آخرون وجرت لهم حروب ودخلوا الكوفة حين انصرف الناس من صلاة عيد الاضحى فى ثمانى مائة فارس ونادوا يال ثارات الحسين يعنون الحسين بن زكرويه المصلوب على الجسر وشعارهم يا احمد يا محمد بعنوان المقتولين معه واظهروا الاعلام البيض فقتلوا من أدركوا وسلبوا وبادر الناس الى المدينة فدخلوها ودخل من القرامطة خلفهم نحو من خمسمائة فرماهم العوام بالحجارة وألقوا عليهم الستر فخرجوا بعد أن قتل منهم نحو من عشرين ونصب المقياس على دجلة من جانبيها طوله خمس وعشرون ذراعا على كل ذراع علامة مدورة وعلى كل خمسة اذرع علامة مربعة مكتوب عليها بحديدة علامة الاذع تعرف بها مبالغ الزيادات
وضمن محمد بن جعفر بادوريا بعشرة آلاف كر حنطة وشعير نصفان وبالف الف وستمائة الف درهم وحج بالناس فى هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمى ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
79 - عبد الله بن محمد ابو العباس الناشىء الشاعر الانبارى اقام ببغداد مدة وكان يقصد الرد على الشعراء والمنطقيين والعروضيين فلم يلتفت اليه لشدة هوسه فرحل الى مصر فتوفى بها فى هذه السنة وله شعر حسن اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز

اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال حدثنا على بن ابى على لفظا قال حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال حدثنى محمد بن خلف بن المرزبان قال اجتمع عندى احمد ابن ابى طاهر والناشىء بن محمد وآخر فدعوت لهم مغنية فأخذ الناشىء رقعة فكتب فيها ... فديتك لو انهم انصفوك ... لردوا النواظر عن ناظريك ... تردين أعيننا عن سواك ... وهل تنظر العين الا اليك ... وهم جعلوك رقيبا علينا ... فمن ذا يكون رقيبا عليك ... الم يقرؤا ويحهم ما يرو ... ن من وحى حسنك فى وجنتيك ... قال فشغفنا بالأبيات فقال ابن أبي طاهر أحسنت والله وأجملت قد والله حسدتك على هذه الأبيات والله لاجلست وقام وخرج
80 - عبيد الله بن محمد بن خلف ابو محمد البزار صاحب ابى ثور الفقيه سمع جماعة وكان عنده فقه ابى ثور وروى عنه ابو عمرو بن السماك والخلدى وكان ثقة وتوفى فى رجب هذه السنة
81 - عبدان بن محمد بن عيسى ابن محمد المروزى سمع قتيبة وابن راهويه روى عنه عبد الباقى بن قانع واحمد بن كامل وكان ثقة حافظا عالما زاهدا وتوفى فى ليلة عرفة من هذه السنة
82 - عمر بن حفص ابو بكر السدوسى سمع عاصم بن على وكامل بن طلحة روى عنه ابن صاعد والخلدى وكان ثقة وتوفى فى صفر هذه السنة
83 - محمد بن اسحاق بن ابراهيم ابن كامجر المعروف والده باسحاق بن ابى اسرائيل مروزى الاصل سكن بغداد

وكان يخضب بالحمرة وتوفى فى هذه السنة
84 - محمد بن جعفر بن سهل ابو احمد الختلى حدث عن عبد الله بن احمد بن عيسى الفسطاطى روى عنه زكريا ابن يحيى والد المعافى بن زكريا
85 - محمد بن جعفر بن محمد بن اعين ابو بكر نزل مصر وحدث بها عن أبى بكر بن أبى شيبة وغيره روى عنه الطبرانى وكان ثقة وتوفى بمصر يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من ربيع الاول وقيل توفى فى جمادى الاولى من هذه السنة
86 - نصر بن احمد بن نصر بن عبد العزيز ابو محمد الكندى الحافظ المعروف بنصرك وكان احد ائمة الحديث وسمع خلقا كثيرا وكان قد أخذه اليه خالد بن احمد الذهلى امير بخارا واقام عنده وصنف له المسند وقد روى عنه ابو العباس بن عقدة وتوفى ببخارا فى هذه السنة
87 - يحيى بن عبد الباقى ابن يحيى بن يزيد ابو القاسم النغرى من اهل اذنة قدم بغداد فحدث بها عن لوين وغيره روى عنه ابن صاعد وابن المنادى وابن السماك واكثر الناس عنه الكتابة لنقته وضبطه وتوفى بطرسوس فى هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة اربع وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فها أن القرامطة اعترضوا قافلة الحاج فى طريق مكة بالعقبة فقتلوهم وسبوا من النساء ما أرادوا واحتووا على ما فى القافلة فأخذوا ما قيمته

الفى الف دينار فلما ورد الخبر على السلطان اشخص ابا عبد الله محمد بن داود الهاشمى الكاتب الى الكوفة لتسريح الجيوش منها الى القرمطى لحربه واعطاه مالا لتقوية الجند ومعه محمد بن سعيد الازرق كاتب الجيش ثم صار القرمطى الى الشقوق فأقام بها بموضع يعرف بالطليح ينتظر القافلة الاخرى فلما وافته لقيهم بالهبير فحاربوه يومهم الى الليل ثم انصرف عنهم فلما اصبح عاودهم القتال فلما كان فى اليوم الثالث عطش اهل القافلة وهم على غير ماء فاقتتلوا ثم استسلموا فوضع فيهم السيف فلم يفلت منهم الا اليسير وأخذوا جميع ما فى القافلة فأرسل السلطان من بنى شيبان ألفين ومائتى فارس الى القرمطى لحربه وسار زكرويه الى فيد وراسل اهلها فلم يظفر منهم بشىء فتنحى الى النباج ثم الى حفر ابى موسى ثم انهض المكتفى وصيف بن صوارتكين ومعه جماعة من القواد فنفذوا من القادسية على طريق خفان فلقيهم وصيف يوم السبت لثمان بقين من ربيع الاول فاقتتلوا يومهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وخلصوا الى زكرويه فضرب بالسيف ضربة خالطت دماغه وأسروا جماعة من اهله وأصحابه وعاش خمسة ايام ثم مات فشق بطنه وقدم به وبالاسارى فقتلوا
وفى هذه السنة طلع كوكب الذنب من ناحية المغرب وكثرت الامطار حتى غرقت المنازل واستتم المجلس المعروف بالتاج على دجلة بالقصر الحسنى لسبع بقين من شعبان وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك

ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
88 - اسحاق بن حاجب ابن ثابت المعدل حدث عن خليفة بن خياط وسويد بن سعيد روى عنه ابو بكر النجاد وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة وقيل فى سنة سبع وتسعين
89 - جعفر بن شعيب ابن ابراهيم ابو محمد الشاشى سمع من يحيى بن اكثم وغيره قدم بغداد حاجا وحدث بها وروى عنه اسمعيل بن على الخطبى وكان ثقة وتوفى بالشاش فى هذه السنة
90 - الحسين بن الكميت ابن البهلول بن عمر ابو على الموصلى قدم بغداد وحدث بها عن عفان وابن الربيع وابن المدينى روى عنه ابن السماك والخطبى وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة
91 - الحسين بن محمد بن حاتم ابن يزيد بن على بن مروان ابو على المعروف بعبيد العجل وهو ابن بنت حاتم بن ميمون المعدل سمع من خلق كثير روى عنه ابو سهل بن زياد وابو بكر الشافعى وكان ثقة حافظا متقنا سكن قطيعة عيسى بن على الهاشمى فى باب دجلة وكان من المتقدمين فى حفظ المسند خاصة
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على اخبرنا ابو سعد المالينى اجازة قال اخبرنا ابن عدى قال سمعت احمد بن محمد بن سعيد يقول كنا نحضر مع عبيد عند الشيوخ وهو شاب فينتخب لنا فاذا أخذ الكتاب فى يده طار ما فى

رأسه فنكلمه فلا يجيبنا فاذا خرجنا قلنا له كلمناك فلم تجبنا قال اذا أخذت الكتاب بيدي يطير عنى ما فى راسى فيمر بى حديث الصحابى فكيف اجيبكم وانا احتاج افكر فى مسند ذلك الصحابى من اوله الى آخره هل الحديث فيه ام لا وان لم افعل ذلك خفت ان ازل فى الانتخاب وانتم شياطين قد قعدتم حولى تقولون لم انتخبت لنا هذا وهذا حدثناه فلان او كما قال توفى عبيد فى صفر هذه السنة
92 - صالح بن محمد ابن عمرو بن حبيب ابو على الاسدى مولى اسد بن خزيمة ولد بالكوفة سنة عشر ومائتين ولقى المشايخ بالشام ومصر وخراسان وانتقل عن بغداد فسكن بخارا وكان قد سمع من على بن الجعد وخالد بن خداش وابى نصر النمار وهدبة وابن المدينى وغيرهم وكان صدوقا امينا من الحفاظ الثقات وكان يلقب جزرة وكان السبب انه قرأ على بعض المشايخ فى حداثته كان لأبى امامة خرزة يرقى بها المريض فصحف فقال جزرة فلقب بذلك وتوفى ببخارا فى هذه السنة وقيل سنة ثلاث
93 - محمد بن عيسى بن محمد ابن عبد الله بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ابو على الهاشمى المعروف بالبياضى حدث عنه ابن الانبارى وابن مقسم وكان ثقة وليس بمنسوب الى بنى بياضة فان اولئك من الانصار وانما سمى البياضى لأنه حضر يوما مجلس الخليفة وكان اهل المجلس عليهم السواد وكان لباسه ابيض فقال الخليفة من ذلك البياضى فثبت الاسم عليه قتلته القرامطة فى هذه السنة

94 - محمد بن اسحاق بن ابراهيم بن مخلد ابو الحسن المروزى المعروف بابن راهوية والد بمرو ونشأ بنيسابور وسافر البلاد وسمع من أبيه واحمد بن حنبل والمشايخ وحدث ببغداد فروى عنه محمد ابن مخلد الدورى واسماعيل بن على الخطبى وعبد الباقى بن قانع وغيرهم وكان عالما بالفقه مستقيم الحديث جيد الطريقة يقال انه مات بمرو وليس بصحيح وانما الصواب ما اخبرنا به عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرىء على ابن المنادى وانا اسمع قال محمد بن اسحاق بن راهويه قتلته القرامطة مرجعه من الحج سنة اربع وتسعين ومائتين وقد كنا سمعنا منه اذ كان بمدينتنا
95 - محمد بن اسحاق بن ابى اسحاق أبو العباس الصفار سمع سريح بن يونس وغيره وذكر الدارقطنى فقال ثقة
96 - محمد بن الحسن ابو الحسين صاحب النرسى خوارزمى الاصل حدث عن على بن الجعد وابى نصر التمار ويحيى واحمد وابن المدينى وغيرهم وفى حديثه لين توفى بالموصل فى هذه السنة
97 - محمد بن الحسن بن الفرج ابو بكر الهمذانى المعدل قدم بغداد وحدث بها عن عبد الحميد بن عصام وغيره روى عنه جعفر الخلدى وابو بكر الشافعى والجعابى وهو صدوق
98 - محمد بن نصر ابو عبد الله المروزى الفقيه ولد ببغداد ونشأ بنيسابور واستوطن سمرقند وكان من اعلم الناس باختلاف

الصحابة ومن بعدهم فى الاحكام ورحل الى الامصار فى طلب العلم سمع يحيى وابن راهويه وهدبة وخلقا كثيرا من اهل خراسان والعراق والحجاز والشام ومصر وصنف التصانيف الكثيرة أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا ابو بكر احمد بن الحسين البيهقى قال اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال سمعت ابا محمد عبد الله بن محمد الثقفى يقول سمعت جدى يقول جالست ابا عبد الله محمد بن نصر المروزى اربع سنين فلم اسمعه طول تلك المدة يتكلم فى غير العلم قال الحاكم وسمعت ابا عبد الله محمد بن العباس الضبى يقول سمعت ابا الفضل بن اسحاق بن محمود يقول كان ابو عبد الله المروزى يتمنى على كبر سنه ان يولد له ابن فكنا عنده يوما من الايام فتقدم اليه رجل من اصحابه فساره فى اذنه بشىء فرفع ابو عبد الله يديه فقال الحمد لله الذى وهب لى على الكبر اسماعيل ثم مسح وجهه بباطن كفيه ورجع الى ما كان فيه فرأينا انه استعمل فى تلك الكلمة ثلاث سنن احدها انه سمى الولد والثانية انه حمد الله تعالى على الموهبة والثالثة انه سماه اسماعيل لانه ولد على كبر سنه وقد قال الله تعالى اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قال الحاكم سمعت ابا عد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول ما رأيت أحسن صلاة من ابى عبد الله محمد بن نصر كان يقرأ وكان الذباب يقع على انفه فيسيل الدم فلا يذبه عن نفسه ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيئته للصلاة كان يضع ذقنه على صدره وينتصب كأنه خشبة منصوبة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على اخبرنا الجوهرى اخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا ابو عمرو عثمان بن جعفر بن اللبان قال حدثنى محمد بن نصر قال خرجت من مصر معى جارية لي فركبت البحر اريد مكة فغرقت وذهبت منى ألفا جزء وصرت الى جزيرة انا وجاريتى فما راينا فيها احدا قال وأخذنى العطش فلم اقدر على الماء واجهدت فوضعت رأسى على فخذ جاريتى مستسلما للموت فاذا رجل قد جاءنى ومعه كوز فقال لى هاه فأخذت وشربت

وسقيت جاريتى ثم مضى فلا ادرى من أين جاء ولا اين ذهب
اخبرنا ابو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت قال حدثنى ابو الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشى قال سمعت احمد بن منصور الشيرازى يقول سمعت احمد بن اسحاق بن ايوب الفقيه يقول سمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفى يقول كان اسماعيل بن احمد السامانى والى خراسان يصل محمد بن نصر المروزى فى كل سنة بأربعة آلاف درهم ويصله اخوه اسحاق بن احمد بأربعة آلاف درهم ويصله اهل سمرقند بأربعة آلاف درهم وكان ينفقها من السنة الى السنة من غير أن يكون له عيال فقيل له لعل هؤلاء القوم الذين يصلونك يبدو لهم فلو جمعت من هذا شيئا لنائبة فقال سبحان الله انا بقيت بمصر كذا وكذا سنة فكان قوتى وثيابى وكاغذى وحبرى وجميع ما انفقه على نفسى فى السنة عشرين درهما فترى ان ذهب هذا لا يبقى ذلك
اخبرنا ابو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت الحافظ قال اخبرنى ابو الوليد الحسن بن محمد الدربندى اخبرنا احمد بن محمد بن سليمان الحافظ قال سمعت ابا صخر محمد بن مالك السعدى يقول سمعت ابا الفضل محمد ابن عبيد الله يقول سمعت الامير ابا ابراهيم اسماعيل بن احمد يقول كنت بسمرقند فجلست يوما للمظام وجلس اخى اسحاق الى جنبى اذ دخل ابو عبد الله محمد بن نصر المروزى فقمت له اجلالا لعلمه فلما خرج عاتبنى اخى اسحاق وقال انت والى خراسان يدخل عليك رجل من رعيتك فتقوم اليه وهذا ذهاب السياسة فبت تلك الليلة وانا منقسم القلب لذلك ورأيت النبى صلى الله عليه و سلم فى المنام كأنى واقف مع اخى اسحاق اذا أقبل النبى صلى الله عليه و سلم فأخذ بعضدى وقال يا اسماعيل ثبت الله ملكك وملك بنيك باجلالك محمد بن نصر ثم التفت الى

اسحاق فقال ذهب ملك اسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر استوطن محمد ابن نصر نيسابور بعد مدة وكان مفتيها واشتغل بالعيادة ثم خرج الى سمرقند فتوفى بها فى محرم هذه السنة
99 - موسى بن هارون بن عبد الله
ابو عمران ويعرف والده بالجمال ولد سنة اربع عشرة ومائتين وسمع احمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما وروى عنه اكابر المحدثين والحفاظ وكان امام اهل عصره وعلامة وقته فى الحفظ والمعرفة بالرجال والاتقان وكان ثقة صدوقا شديد الورع عظيم الهيبة وتوفى فى شعبان هذه السنة ودفن فى مقابر باب حرب
اخبرنا ابو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على ابن ثابت الخطيب قال سمعت الصورى يقول سمعت عبد الغنى بن سعيد يقول احسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم على بن المدينى فى وقته وموسى بن هارون فى وقته وعلى بن عمر الدارقطنى فى وقته اعنى موسى ابن هارون هذا الذى نحن فى ذكره قال الخطيب ولقد سمعت اكثر مشايخنا يصفونه بالورع العظيم والزهد والتقوى والدين والطريقة الحسنة والمنهاج المستقيم والله اعلم
سنة ثم دخلت سنة خمس وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها المفاداة بين المسلمين بالروم أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت الخطيب قال فودى من الرجال والنساء فى سنة خمس وتسعين ومائتين ثلاثة آلاف نفس وفى ذى القعدة

من هذه السنة توفى المكتفى بالله وبويع المقتدر بالله
ذكر خلافة المقتدر بالله
اسمه جعفر بن المعتضد بالله ويكنى ابا الفضل وامه ام ولد يقال لها شغب ادركت خلافته وسميت السيدة وكانت لأم القاسم بنت محمد بن عبد الله بن طاهر فاشتراها منها المعتضد ولد ليلة الجمعة لثمان بقين من رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين وقبل ولد يوم الجمعة وكان ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير جميل الوجه ابيض مشربا حمرة حسن الخلق حسن العينين بعيد ما بين المنكبين جعد الشعر مدور الوجه كثير الشيب فى راسه اخذ فى عارضيه اخذا كثيرا
ذكر بيعة المقتدر
لما اشتدت علة المكتفى فى ذى القعدة سنة خمس وتسعين سال عن اخيه ابى الفضل جعفر فصح عنده انه بالغ فأحضر فى يوم الجمعة لاحدى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة القضاة فأشهدهم انه قد جعل العهد اليه وبويع بالخلافة بعد وفاة المكتفي سحرة يوم الاحد لاربع عشرة ليلة خلت من ذى القعدة من هذه السنة ولما اراد الجلوس للبيعة صلى اربع ركعات ومازال يرفع صوته بالدعاء والاستخارة فبويع ولقب المقتدر بالله وهو ابن ثلاث عشرة سنة وشهر واحد وعشرين يوما ولم يكن ولى الخلافة قبله اصغر منه انبانا جماعة من مشايخنا عن ابى منصور بن عبد العزيز قال بلغ المقتدر فى شعبان قبل جلوسه فى الخلافة بثلاثة اشهر وكان فى بيت مال الخاصة خمسة عشر الف الف دينار وفى بيت مال العامة ستمائة الف دينار ومن غير ذلك ما يتمم عشرين الف الف دينار ومن الفرش والآلة والجوهر ما يزيد قيمته على الكل واستوزر المقتدر جماعة منهم ابو احمد العباس بن الحسن بقى فى وزارته اربعة اشهر وسبعة ايام

وقتل وابو الحسن على بن محمد بن الفرات بقى ثلاث سنين وثمانية اشهر وثمانى وعشرين يوما ثم قبض عليه وحبس ثم اعيد الى الوزارة فبقى سنة وخمسة اشهر وسبعة عشر يوما ثم قبض عليه ثم اعيد دفعه ثالثة فبقى عشرة اشهر وثمانية عشر يوما ثم قبض عليه وقتل واستوزر بعد مديدة ابو على محمد بن عبيد الله بن يحيى ابن خاقان بقى سنة وشهرا وخمسة ايام وقبض عليه وبعده ابو الحسن على بن عيسى بن داود بن الجراح بقى ثلاث سنين وعشرة اشهر وثمانية عشر يوما وقبض عليه ثم اعيد فبقى سنة واربعة اشهر ويومين وقبض عليه وبعده ابو محمد حامد بن العباس بقى اربع سنين وعشرة اشهر واربعة وعشرين يوما ثم قبض عليه وقتل وبعده ابو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان بقى سنة وسنة اشهر ويومين ثم قبض عليه وبعده ابو العباس احمد بن عبيد الله بن احمد الخصيب بقى سنة وشهرين وقبض عليه وبعده ابو على محمد بن على ابن مقلة بقى سنتين واربعة اشهر وثلاثة ايام وقبض عليه وبعده أبو القاسم عبد الله بن محمد الكواذي بقي شهرين وثلاثة أيام وقبض عليه وابو القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد بقى سنة وشهرين وتسعة ايام وقبض عليه وابو على الحسين بن القاسم بن عبيد الله بقى سبعة اشهر وقبض عليه وبعده ابو الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات بقى خمسة اشهر وتسعة وعشرين يوما وقتل المقتدر فاستتر الفضل
وكان للمقتدر سنة حجاب سوسن مولى المكتفى ثم نصر القشورى ثم احمد بن نصر القشورى ثم ياقوت ثم محمد وابراهيم ابنا رائق
وكان اطباؤه سنان بن ثابت وبختيشوع بن يحيى ورد المقتدر رسوم الخلافة الى ما كانت عليه من التوسع فى الطعام والوظائق وفرق فى بنى هاشم خمسة آلاف دينار وتصدق فى سائر الناس بمثلها واضعف لبنى هاشم ارزاقهم وفرق فى يوم التروية ويوم عرفة من البقر والغنم ثلاثين الف رأس

ومن الابل الفى رأس واطلق اهل الحبوس الذين يجوز اطلاقهم وأمر محمد ابن يوسف القاضى ان ينظر فى ذلك وكانت قد بنيت ابنية فى الرحبة دخلها فى كل شهر الف دينار فأمر بنقضها ليوسع على المسلمين
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على قال خلع المقتدر فى زمان خلافته مرتين واعيد فاما المرة الاولى فكانت بعد استخلافه بأربعة اشهر وسبعة ايام وذلك عند قتل العباس بن الحسن الوزير وفاتك مولى المعتضد واجتماع اكثر الناس ببغداد على البيعة لابى العباس عبد الله بن المعتز ولقبوه الراضى بالله وخلع المقتدر واحتجوا فى ذلك بصغر سنة وقصوره عن بلوغ الحكم ونصبوا ابن المعتز يوم السبت لعشر بقين من ربيع الاول سنة ست وتسعين وسلموا عليه بالخلافة ثم بايعوا له بالخلافة ثم فسد الامر وبطل من الغد وثبت امر المقتدر بالله وجددت له البيعة الثانية في يوم الاثنين فظفر بعبد الله بن المعتز فقتل وقتل جماعة ممن سعى فى امره والمرة الثانية فى الخلع بعد احدى وعشرين سنة وشهرين ويومين من خلافته اجتمع القواد والجند والاكابر والاصاغر مع مؤنس الخادم ونازوك على خلعه فقهروه وخلعوه وطالبوه بان يكتب رقعة بخطه بخلع نفسه ففعل واشهد على نفسه بذلك واحضروا محمد بن المعتضد بالله فنصبوه وسموه القاهر بالله وسلموا عليه بأمرة المؤمنين وذلك يوم السبت للنصف من المحرم سنة سبع عشرة وثلثمائة فأقام على ذلك يوم السبت ويوم الاحد فلما كان يوم الاثنين اختلف الجند وتغير رأيهم ووثب طائفة منهم على نازوك وعبد الله بن حمدان المكنى بأبى الهيجاء فقتلوهما واقيم القاهر من مجلس الخلافة واعيد المقتدر بالله الى داره وجددت له بيعة وكان قد تبرأ من الامر يومين وبعض الثالث ولم يكن وقع للقاهر بيعة فى رقاب الناس
ذكر طرف من سيرة المقتدر بالله
كان سخيا جوادا وكان يصرف الى الحرمين وفى طريقهما ثلثمائة الف وخمسة

عشر الفا واربعمائة وستة وعشرين دينارا وكان يجرى على القضاة فى الممالك سنة وخمسين الفا وخمسمائة وتسعة وستين دينارا وكان يجرى على من يتولى الحسبة والمظالم فى جميع البلاد اربعمائة وثلاثين الفا واربعمائة وتسعة وثلاثين دينارا وعلى اصحاب البريد تسعة وسبعين الفا واربعمائة دينارا وكان يصوم كثيرا ويتنفل بالصلاة كثيرا وكان فى داره عشرة آلاف خادم خصى غير الصقالبة والروم والسودان وكان مجمله وافرا ولما بعث ملك الروم رسوله زين الدار والبلد وسنذكر ما جرى فى سنة خمس وثلثمائة وكان جواهر الأكاسرة وغيرهم من الملوك قد صارت الى بنى أمية ثم صارت الى السفاح ثم الى المنصور واشترى المهدى القص المعروف بالجبل بثلثمائة الف دينار واشترى الرشيد جوهرا بالف ألف دينار ولم يزل الخلفاء يحفظون ذلك الى أن آلت الخلافة الى المقتدر وهناك مالم ير مثله وفيه الدرة اليتيمة زنتها ثلاثة مثاقيل فبسط فيه المقتدر ريده ووهب بعضه لصافي الحرمى ووجه منه الى وزيره العباس فرده وقال هذا الجوهر عدة الخلافة ولا يصلح ان يفرق وكانت زيدان القهرمانة متمكنه من الجوهر فأخذت سبحة لم ير مثلها وكان يضرب بها المثل فيقال سبحة زيدان فلما وزر على بن عيسى قال للمقتدر ما فعلت سبحة جوهر قيمتها ثلاثمائة الف دينار اخدت من ابن الجصاص فقال فى الخزانة فقال تطلب فطلبت فلم توجد فأخرجها من كمه وقال اذا كانت خزانة الجوهر لا تحفظ فما الذى يحفظ وقال عرضت على فاشتريتها فاشتد ذلك على المقتدر ثم امتدت يد الخزنة فى ايام القاهر والراضى الى خزائن الجوهر فلم يبق منه شىء
اخبرنا ابو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على اخبرنا على ابن المحسن قال حدثنى أبى قال حدثنا ابو على الحسين بن محمد الأنبارى قال سمعت دلويه الكاتب يحكى عن صافى الحرمى مولى المعتضد قال مشيت يوما

بين يدى المعتضد وهو يريد دور الحرم فلما بلغ الى باب شغب أم المقتدر وقف يتسمع ويطلع من خلل الستر فاذا هو بالمقتدر وله اذ ذاك خمس سنين او نحوها وهو جالس وحواليه مقدار عشر وصائف من اقرانه فى السن وبين يديه طبق فيه عنقود عنب فى وقت لا يوجد العنب والصبى يأكل عنبة واحدة ثم يطعم الجماعة عنبة عنبة على الدور حتى اذا بلغ الدور اليه أكل واحدة مثل ماأكلوا حتى فنى العنقود والمعتضد يتميز غيظا فرجع ولم يدخل الدار ورأيته مهموما فقلت له يا مولاى ما سبب ما فعلته وما قد بان عليك فقال والله يا صافى لولا النار والعار لقتلت هذا الصبى اليوم فان فى قتله صلاحا للأمة فقلت يا مولاى حاشاه اى شىء عمل اعيذك بالله يا مولاى اللعين ابليس فقال ويحك انا ابصر بما اقول انا رجل قد سست الامور واصلحت الدنيا بعد فساد شديد ولا بد من موتى وأعلم ان الناس بعدى لا يختارون غير ولدى وسيجلسون ابنى عليا يعنى المكتفى وما اظن عمره يطول للعلة التى به يعنى الخنازير التى فى حلقه فيتلف عن قريب ولا يرى الناس اخراجها عن ولدى ولا يجدون بعده اكبر من جعفر فيجلسونه وهو صبى وله من الطبع فى السخاء هذا الذى قد رأيت من انه اطعم الصبيان مثل ما أكل ساوى بينه وبينهم فى شىء عزيز فى العالم والشح على مثله فى طباع الصبيان فتحتوى عليه النساء لقرب عهده بهن فيقسم ما جمعته من الاموال كما قسم العنب ويبذر ارتفاع الدنيا ويخربها وتضيع الثغور وتنتشر الامور وتخرج الخوارج وتحدث الاسباب التى يكون فيها زوال الملك عن بنى العباس اصلا فقلت يا مولاى بل يبقيك الله حتى ينشأ فى حياة منك ويصير كهلا فى ايامك ويتأدب بآدابك ويتخلق بخلقك ولا يكون هذا الذى ظننت فقال احفظ عنى ما اقوله فإنه كما قلت قال ومكث يوما مهموما وضرب الدهر ضربه ومات المعتضد وولى المكتفى فلم يطل عمره ومات

وولى المقتدر فكانت الصورة كما قال المعتضد بعينها فكنت كلما وقفت على رأس المقتدر ورأيته قد دعا بالاموال فأخرجت اليه وفرقها على الجوارى ولعب بها ومحقها ذكرت مولاى المعتضد وبكيت وكنت يوما واقفا على رأس المعتضد فقال هاتوا فلانا الطيبى خادم يلى خزانة الطيب فأحضر فقال له كم عندك من الغالية فقال نيف وستون حبا صينيا مما عمله عدة من الخلفاء قال فايها اطيب قال ما عمله الواثق قال احضرنيه فاحضره حبا عظيما تحمله عدة خدم بدهق ففتح فاذا بغالية قد ابيضت من التعشيب وجمدت من العتق فى نهاية الذكاء فاعجبت المعتضد واهوى بيده الى حوالى عنق الحب فأخذ من لطاخته شيئا يسيرا من غير أن يشعث رأس الحب وجعله فى لحيته وقال ما تسمح نفسى تطريق التشعيث على هذا الحب ارفعوه فرفع فمضت الايام فجلس المكتفى يوما وهو خليفة فطلب غالية فاستدعى الخادم وسأله عن الغوالى فأخبره بما كان اخبر به اباه فاستدعى غالية الواثق فجاء بالحب بعينه ففتح فاستطابه وقال أخرجوا منه قليلا فاخرج مقدار ثلاثين أواربعين درهما فاستعمل منه فى الحال ما اراده ودعا بعتيدة له فجعل الباقى فيها ليستعمله على الايام وأمر بالحب فختم بحضرته ورفع ومضت الايام وولى المقتدر الخلافة وجلس يوما مع الجوارى وكنت على رأسه فاراد أن يتطيب فاستدعى الخادم وسأله فاخبره بما اخبر اباه واخاه فقال هات الغوالى كلها فاحضر الحباب كلها فجعل يخرج من كل حب مائة مثقال وخمسين واقل واكثر فيقسمه ويفرقه على من بحضرته حتى انتهى الى حب الواثق فاستطابه فقال هاتوا عتيدة حتى نخرج اليها ما نستعمله فجاؤا بعتيدة فكانت عتيدة المكتفى بعينها فرأى الحب ناقصا والعتيدة فيها شىء فقال ما السبب فى هذا فأخبرته بالخبر على شرحه فأخذ يعجب من بخل الرجلين ويضع منهما بذلك ثم قال فرقوا الحب بأسره على الجوارى فما زال يخرج ارطالا وانا اتمزق غيظا واذكر حديث العنب وكلام المعتضد الى ان مضى قريب من نصف الحب

فقلت له يا مولاى هذه الغالية اطيب الغوالى واعتقها ومالا يعتاض منه فلو تركت ما بقى منها لنفسك وفرقت من غيرها كان اولى وجرت دموعى لما ذكرته من كلام المعتضد فاستحيا منى ورفع الحب فما مضت الاسنين من خلافته حتى فنيت تلك الغوالى واحتاج الى عجن غالية بمال عظيم
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا على بن ابى على البصرى قال اخبرنى ابى اخبرنا ابو منصور القشورى قال كنت أخدم وانا حدث فى دار نصربن القشورى المرسومة بالحجبة من دار المقتدر بالله فركب المقتدر يوما على غفلة وعبر الى البستان المعروف بالزبيدية فى نفر من الخدم والغلمان وانا مشاهد لذلك وتشاغل اصحاب الموائد والطباخون بحمل الآلات والطعام وتعبيتها فى الجون فابطأت وعجل هو فى طلب الطعام فقيل له لم يحمل بعد فقال انظروا ما كان فخرج الخدم كالمتحيرين ليس يجسرون ان يعودوا فيقولوا ما جاء شىء فسمعهم رئيس الملاحين بالطيار فقال ان ينشط مولانا لأكل طعام الملاحين فمعى ما يكفيه فمضوا فقالوا له فقال هاتوا ما معه فأخرج من تخت الطيار جونة مليحة خيارزة لطيفة فيها جدى بارد وسكباج مبردة وبزما ورد وقطعة مالح ممقور طيبة وارغفة سميذ جيدة كل ذلك لطيف واذا هى جونة تعمل فى منزله كل يوم وتحمل اليه فيأكلها فى موضعه من الطيار ويلازمه الخدمة فلما حملت الى المقتدر استنظفها فأكل منها واستطاب المالح والادام فكان اكثر أكله منه ولحقته الاطعمة من مطبخه فقال ما آكل اليوم الامن طعام جعفر الملاح فأتم أكله منه وامر بتفرقه طعامه على من حضر ثم قال قولوا له هات الحلواء فقال نحن لا نعرف الحلوى فقال المقتدر ما ظننت ان فى الدنيا من يأكل طعاما لا حلواء بعده فقال الملاح حلوانا التمر والكسب فإن تنشط احضرته فقال هذا لا حلوى صعب لا اطيقه فأحضرونا من حلوائنا فاحضرت عدة جامات فأكل ثم قال لصاحب المائدة اعمل فى كل يوم جونة تنفق عليها ما بين عشرة دنانير

الى مائتي درهم سلمها الى جعغر الملاح تكون برسم الطيار ابدا فإن ركبت يوما على غفلة كما ركبت اليوم كانت معدة وان جاء المغرب ولم اركب كانت لجعفر قال فعملت الى ان قتل المقتدر وكان جعفر يأخذها فربما حاسب عليها الايام وأخذها دراهم وما ركب المقتدر بعدها على غفلة ولا احتاج اليها انبأنا محمد بن طاهر انبأنا ابو القاسم على بن المحسن التنوخى عن ابيه قال حدثنى ابو الفتح احمد بن على بن هارون قال حدثنى ابى قال كان ابن عمى ابو القاسم يوسف بن يحيى بن على حسن الاقبال محظوظا وكانت له داية تسمى نظم فخدمت السيدة ام المقتدر وخصصت بها حتى صارت احد قهارمتها التى تجرى على يديها الصغير والكبير فرفعت ابا القاسم وانتهت به الى اسنى الارزاق واوسع الاحوال واخرجت له الصلات حتى تأثلت حاله بذلك وصار صاحب عشرات الوف دنانير وخلطته بخدمة السيدة فعزم ابو القاسم على تطهير ابنه فأنفق فى وليمته ما لم يسمع بمثله حتى افردت عدة دور للحيوان وعدة دور للفاكهة وانفق الوف دنانير وبلغ نظما خبره فجاءته من عند السيدة بأموال عظيمة معونة له على التطهير وحملت له من عندها من القرش والآنية والثياب والمخروط بالوف فلما مضت ايام قالت لها يا نظم ايش خبر طهر ابن يوسف قالت يا ستى قد بقيت عليه اشياء يريدها فقالت خذى ما تريدين واحمليه اليه فجاءت نظم اليه فقالت ان كان قد بقى فى نفسك شىء فعرفنى فقال لها الطهر غدا ما بقى فى نفسى شىء الا وقد بلغته بك وقد بقى فى نفسى شىء لست اجسر على مسألته فقالت قل ما فى نفسك فان امكن والاليس يضرك فقال أشتهى إعارة القرية الفضية التى عملت لامير المؤمنين ليراها الناس فى دارى ويشاهدوا مالم يشاهدوا مثله فيعلموا مالى من الإختصاص والعناية فوجمت وقالت هذا شىء عمله الخليفة لنفسه ومقداره عظيم وفى هذه القرية مئين الوف دراهم ولا احسب

جاهى يبلغ اليها وكيف يستعار من خليفة شىء او متى سمع بخليفة يعير ولكن انا أسأل السيدة فى هذا فان كان مما يجوز والا عرفتك ومضت فلما كان من الليل جاءتنى وقالت ان اقبالك قد بلغ الى ان يحمد الله عليه فقلت ما الخبر فقالت كل ما تحب قد جئتك بالقرية هبة لا عارية وجئتك معها بصلة ابتدأ بها امير المؤمنين من غير مسألة احد فقلت ما الخبر قالت مضيت وانا منكسرة القلب آيسة من ان يتم هذا فدخلت على هيئتى تلك على السيدة فقالت من اين قلت من عند عبدك يوسف وهو على ان يطهر ابنه غدا قالت اراك منكسرة قلت ببقائك ما انا منكسر قالت ففى وجهك حديث فقلت خير قالت بحياتى ما ذاك قلت قد شكر ما عومل به ودعا وقال انى كنت احب ان اتشرف بما لم يتشرف به احد قبلى ليعلم موضعى من الخدمة قالت وما هو قلت يسأل ان يعار القرية ليتجمل بها ويردها من غدافأمسكت ثم قالت هذا شىء عمله الخليفة لنفسه كيف يحسن ان يرى فى دار غيره وكيف يحسن ان يقال ان الخليفة استعار منه بعض خدمه شيئا ثم استرده منه وهذا فضيحة وليس يجوز ان أسأله هبتها له لأنى لا أدرى قد ملها وشبع منها ام لا فان كان قد ملها فقيمتها عليه اهون ان يفكر فى هبتها وان كان لم يملها لم آمن ان افجعه بها وسأسبر ما عنده فى هذا ثم دعت بجارية فقلت اعرفوا خبر الخليفة فقيل لها هو عند فلانة فقالت تعالى معى فقامت وانا معها وعدة جوار حتى دخلت وكانت عادته اذا رآها ان يقوم لها قائما ويعانقها ويقبل رأسها ويجلسها معه فى دستة قالت فحين رآها قام وأجلسها معه وقال يا ستى وهكذا كان يخاطبها ليس هذا من اوقات تفضلك وزيارتك فقالت ليس من اوقاتى ثم حدثته ساعة وقالت يا نظم متى عزم ابنك يوسف على تطهير ابنه قلت غدا يا ستى فقال الخليفة يا ستى ان كان يحتاج الى شىء آخر امرت به فقالت هو مستكف داع ولكن قد التمس شيئا ما أستحسن خطأبك فيه قال اريد أن اشرف على اهل المملكة كلهم

ويرى عندى مالم ير فى العالم مثله قال وما هو قالت يا سيدى يلتمس ان تعيره القرية فاذا رآها الناس عنده ارتجعت فقال يا ستى والله هذه ظريفة يستعير خادم لنا شيئا وتكونين انت شفيعة فاعيره ثم ارتجعه هذا من عمل العوام لا الخلفاء ولكن اذا كان محله من رأيك هذا حتى قد حملت على نفسك بخطابى فيه وتجشمت زيارتى وأنا اعلم انه ليس من اوقات زيارتك فقد وهبت له القرية فمرى بحملها بجميع آلاتها اليه وقد رأيت أن اشرفه بشىء آخر قالت وما هو قال يحمل اليه غدا جميع وظائفنا ولا يطبخ لنا شىء البتة بل يوفر عليه ويؤخذ لنا سمك طرى فقط فأمرت بنقل القرية وقالت قولى ليوسف ما تصنع بالوظيفة فقال والله ما احتاج الى ملح الاوقد حصلته فان حملت الى لم انتفع بها فخذى لى ثمنها من الوكلاء فأخذت وكان مبلغ ذلك الف وخمسمائة دينار وهى وظيفة كل يوم وقالت اقتصر الخليفة لأجلك اليوم على السمك فاشترى له سمك بثلثمائة دينار وكانت القرية على صفة قرية مثال البقر والغنم والجمال والجواميس والاشجار والنبات والمساحى والناس وكل ما يكون فى القرى ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
100 - ابراهيم بن محمد بن نوح ابن عبد الله ابو اسحاق المزكى الحافظ الزاهد امام عصره بنيسابور فى معرفة الحديث والرجال والعلل وسمع خلقا كثيرا ودخل على احمد بن حنبل وذاكره وكان مجلسه مهيبا وقيل انه كان مجاب الدعوة وكان لا يملك من الدنيا الا الدار التى يسكنها وحانوتا يستغل منه كل شهر سبعة عشر درهما يتقوت بها ولا يقبل من احد شيئا وكان يشترى له الجزر فيطبخ بالخل فيتأدم به طول الشتاء وكان يقول خالف الناس الاسود بن يزيد فى زوج بربرة فقال انه حر وقال الناس انه كان عبدا وقال كل من روى عنه رجلان من اهل العلم ارتفعت عنه الجهالة

وكل من لا يروى عنه الا رجل واحد فهو مجهول وقال ابو على الحسين بن على الحافظ لم تر عيناى مثل ابراهيم بن محمد وتوفى فى رجب هذه السنة
101 - احمد بن محمد ابو الحسين النورى وقد قيل محمد بن محمد والاول اصح وكان يعرف بابن البغوى وكان اصله من خراسان من ناحية بغ حدث عن سرى السقطى
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت حدثنا عبد العزيز بن على قال سمعت على بن عبد الله بن جهضم يقول حدثنى عبد الكريم بن احمد البيع قال قال ابو احمد المغازلى ما رأيت احدا قط اعبد من النورى فقيل ولا جنيد قال ولا جنيد قال عبد الكريم ثم حدثنى ابو جعفر الفرغانى قال مكث ابو الحسين النورى عشرين سنة يأخذ من بيته رغيفين ويخرج ليمضى الى السوق فتصدق بالرغيفين ويدخل المسجد فلا يزال يركع حتى يجىء وقت سوقه فاذا جاء الوقت مضى الى السوق فيظن استاذه انه قد تغذى فى منزله ومن فى بيته عندهم انه قد اخذ معه غذاءه وهو صائم قال ابو الحسن القناد مات النورى فى مسجد الشونيزى جالسا متقنعا فبقى اربعة ايام لم يعلم بموته احد
102 - اسماعيل بن احمد بن اسد بن نوح بن سامان من ملوك السامانية وهم ارباب الولايات بسمرقند والشاش وفرغانة وتلك البلاد ظفر اسماعيل بعمرو بن الليث الصفار الخارجى فبعث به الى المعتضد فكتب المعتضد عهد اسماعيل على خراسان وبعث اليه الخلع ولما انتهت الخلافة الى المكتفى بالله كتب عهد اسماعيل وولاه من الرى الى ما وراء النهر الى بلاد الترك وبنى اسماعيل ربطا فى المقاوزيسع كل رباط منها الف فارس ووقف عليها وقوفا وورد الى بلاده جيش عظيم من كبار الترك فيه الف

وسبعمائة قبة ولا تكون القبة التركية الا لرئيس ومتقدم فوجه اسماعيل احد قواده لقتالهم فوافاهم وهم غارون فقتل منهم خلقا كثيرا واستباح عسكرهم وانصرف المسلمون غانمين وكان طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث قد استولى على فارس بعد أن اسر جده عمرو بن الليث فانفذ المعتضد مولاه بدرا لقتاله فبعث طاهر إلى إسماعيل يسأله التوسط بينه وبين الخليفة ليقره على بلاده ويقاطعه على مال واهدى الى اسماعيل هدايا من جملتها ثلاث عشرة جوهرة وزن كل جوهرة ما بين سبعة مثاقيل الى العشرة بعضها احمر وبعضها ازرق فقؤمت بمائة الف دينار فكتب اسماعيل الى المعتضد فشفع فيه ويخبره بحال الهدية ويسأله فى قبولها فأجابه لو انفذ اليك كل عامل لامير المؤمنين امثال هذا لكان مما يسره وشفعه في طاهر وتوفى اسماعيل فى صفر هذه السنة فى خلافة المكتفى فلما بلغه تمثل المكتفى بقول ابى نواس ... لن يخلف الدهر مثلهم ابدا ... هيهات هيهات شأنهم عجب ...
103 - الحسن بن على بن شبيب ابو على المعمرى الحافظ رحل فى طلب العلم الى البصرة والكوفة والشام ومصر وسمع هدبة وابن المدينى ويحيى فى خلق كثير روى عنه ابن صاعد وابن مخلد والنجاد والخلدى وكان من اوعية العلم وله حفظ وفهم وقال الدارقطنى صدوق حافظ
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال قرأت على الحسن بن أبى بكر عن احمد بن كامل القاضى قال مات ابو على المعمرى فى ليلة الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين ودفن يوم الجمعة بعد صلاة العصر على الطريق عند مقابر البرامكة بباب البردان وكان فى الحديث وجمعه وتصنيفه اماما ربانيا وقد شد اسسنانه بالذهب قال وقيل بلغ اثنتين وثمانين سنة وكان قديما يكنى ابا القاسم ثم اكتنى بابى على وقد كان ولى القضاء للبرتى

على البصرة واعمالها وقيل له المعمرى بامه ام الحسن بنت أبى سفيان صاحب معمر بن راشد
104 - عبد الله بن الحسن بن احمد ابن ابى شعيب واسم ابى شعيب عبد الله بن مسلم وكنية عبد الله ابو شعيب الأموي الحرانى المؤدب المحدث ابن المحدث ابن المحدث ولد سنة ست ومائتين وسمع جده واباه وعفان بن مسلم وابا خيثمة روى عنه ابن مخلد والمحاملى وكان صدوقا ثقة مأمونا توفى فى ذى الحجة من هذه السنة ببغداد وكان قد استوطنها
105 - عبد الله بن محمد بن على ابن جعفر بن ميمون بن الزبير ابو على البلخى سمع قتيبة وعلى بن حجر روى عنه ابن مخلد وابو بكر الشافعى وكان احد أئمة اهل الحديث حفظا واتقانا وثقة واكثارا وله كتب مصنفة فى التواريخ والعلل وتوفى ببلخ فى هذه السنة
106 - على المكتفى بالله ابن المعتضد بالله توفى ببغداد ليلة الاحد مع المغرب لاثنتى عشرة خلت من ذى القعدة من هذه السنة وقال الصولى توفى بين الظهر والعصر يوم السبت ودفن فى دار محمد بن عبد الله بن طاهر وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة غير شهر وقيل ابن ثلاث وثلاثين ويوم وكانت خلافته ست سنين وستة اشهر وتسعة عشر يوما ولما احتضر قال له وزيره ادع بالف الف دينار ففرقها فى امهات أولادك والمسلمون يجعلونك منها فى حل لما وفرت عليهم من اموالهم فقال والله لافعلت ذلك حسبى ما احتقبت ولى عند صافى والدايه ستمائة الف دينار وجمعتها منذ كنت صبيا تفرق عليهن فانها تكفيهن وادخل عليه القضاة والخواص

وأوصى بالخلافة لأخيه جعفر
107 - محمد بن احمد بن نصر ابو جعفر الفقيه الترمذى الشافعى ولد فى ذى الحجة سنة مائتين سكن بغداد وحدث عن يحيى بن بكير وغيره وكان من اهل العلم والزهد قال الدارقطنى هو ثقة مأمون ناسك انبأنا عبد الرحمن بن محمد قال انبأنا احمد بن على بن ثابت قال قرأت على الحسن بن ابى بكر عن احمد بن كامل القاضى قال توفى ابو جعفر الترمذى لاحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين وكان قد اختلط فى آخر عمره اختلاطا عظيما ولم يكن للشافعية فقيه بالعراق أرأس منه ولا اشد ورعا وكان من التقلل فى المطعم على حالة عظيمة فقرا وصبرا على الفقر لا يسأل احدا شيئا واخبرنى ابراهيم بن السرى الزجاج انه كان يجرى عليه اربعة دراهم فى الشهر
سنة ثم دخلت سنة ست وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها اجتماع القواد والكتاب والقضاة على خلع المقتدر بالله وتناظرهم فيمن يجعل مكانه فاجتمع رأيهم على عبد الله بن المعتز فأجابهم الى ذلك على ان لا يكون فى ذلك سفك دم فأخبروه ان الامر يسلم اليه عفوا وان جميع من وراءهم من القواد والجند قد رضوا به فبايعهم على ذلك فاصبحوا وقد خلعوا المقتدر بالله وبايعوا ابن المعتز ذكر ثابت بن سنان فى تاريخه قال كانت فتنة عبد الله بن المعتز بالله فى شهر ربيع الاول لأن التدبير وقع من محمد بن داود بن الجراح مع الحسين بن حمدان على ازالة المقتدر بالله ونصب ابن المعتز بالله فواطا على ذلك جماعة من الكتاب والقواد والقضاة فلما كان يوم السبت لعشر بقين من ربيع الاول اوقع الحسين بن حمدان بالوزير ابى احمد العباس وهو على دابته

عند انصرافه من دار الخلافة فقتله وكان الى جانبه المعتضدى يسايره فصاح بالحسين منكرا عليه فعطف عليه الحسين فقتله ووقع الاضطراب وركض الحسين ابن حمدان قاصدا الى الحلبة مقدرا ان يفتك بالمقتدر بالله لأنه كان قد عرف انه قد خرج اليها ليضرب بالصوالجة فلما سمع المقتدر الضحة بادر بالدخول الى داره فأغلقت الابواب فانصرف الحسين الى الدار بالمخرم المعروفة بسليمان بن وهب وبعث الى عبد الله بن المعتز يعرفه تمام الامر وانتظامه فنزل عبد الله بن المعتز من دار ابراهيم بن احمد المادرائى الراكبة للصراة ودجلة وعبر الى دار المخرم وحضر القواد والجند والقضاة ووجوه اهل بغداد سوى ابى الحسن بن الفرات وخواص المقتدر فبايعوا عبد الله وخوطب بالخلافة ولقب بالمرتضى بالله وقال الصولىالمنتصف بالله واستوزر ابا عبد الله محمد بن داود الجراح ووجه الى المقتدر بأمره بالانصراف الى دار ابن طاهر لينتقل هو الى دار الخلافة فاجيب بالسمع والطاعة وعاد الحسين بن حمدان من غدالى دار الخلافة فقاتله من فيها من الخدم والغلمان ودفعوه فانصرف فحمل ما قدر عليه من ماله ومتاعه وحرمه وسار الى الموصل فقالت الجماعة الذين سمعوا رسالة ابن المعتز بالله الى المقتدر بالانصراف الى دار ابن طاهر يا قوم نسلم انفسنا هكذا لولا ننجرد فيما قد اظلنا لعل الله تعالى يكشفه عنا فلبسوا الجواشن واصعدوا الى المخرم فهرب الناس من بين ايديهم وخرج ابن المعتز قاصدا سر من رأى ليتم هناك امره فلم يتبعه احد فدخل دارابى عبد الله بن الجصاص واستجار به ووقع النهب والغارة ببغداد ووجه المقتدر بالله نقبص على اصحاب ابن المعتز بالله واعتقلهم وقتل اكثرهم
وفى ربيع الاول قلد المقتدر بالله ابا الحسن على بن محمد بن الفرات الوزارة فجدد البيعة للمقتدر وجاء خادم لإبن الجصاص الى صافى الحرمى فأخبره بأن ابن المعتز فى دارهم فأنفذ المقتدر صافيا فى جماعة فكبس الدار وحمل ابن

المعتز وابن الجصاص فقرر على ابن الجصاص مال فأداه وانصرف وظهر موت ابن المعتز فى دار السلطان لليلتين خلتا من ربيع الآخر واخرجه مؤنس الى منزله ملفوفا فسلمه الى اهله فدفنوه فى خراب بازاء داره وتلطف ابن الفرات فى امر الحسين بن حمدان حتى رضى عنه وعرف المقتدر أنه متى عاقب جميع من دخل فى امر ابن المعتز فسدت النيات فأمر بتغريق الجرائد فى دجلة فكثر الشاكرون له ولا يعرف خليفة خلع ثم اعيد سوى اثنين الأمين والمقتدر بالله وفى يوم السبت لأربع بقين من ربيع الاول سقط ببغداد الثلج من غدوة الى قرب صلاة العصر حتى صار فى السطوح والدروب منه نحو أربع اصابع وفى اواخر ربيع الاول سلم جماعة ممن بايع لابن المعتز الى مؤنس الخادم فمنهم من قتل ومنهم من فدى نفسه
وللنصف من شوال خلع على مؤنس الخادم وامر بالشخوص الى طرسوس لغزو الروم فخرج
وفى هذه السنة امر المقتدر أن لا يستعان بأحد من اليهود والنصارى فألزموا بيوتهم وأخذوا بلبس العسلى والرقاع من خلف ومن قدام وان تكون ركبهم خشبا وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك ورجع كثير من الحاج لقلة الماء وابطاء المطر وخرج الناس للاستسقاء ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
108 - احمد بن محمد بن زكرياء
ابن ابى عتاب ابو بكر البغدادى الحافظ ويعرف بأخى ميمون حدث عن نصر بن على الجهضمى وغيره وكان حافظا روى عنه الطبرانى وكان يمتنع من ان يحدث فحفظت الاحاديث عنه فى المذاكرة وتوفى بمصر فى شوال هذه السنة
109 - ابراهيم بن هارون ابن سهل قاضى سرقسطة وهى من اقصى ثغور الاندلس توفى فى هذه السنة

110 - احمد بن محمد بن هانىء ابو بكر الطائى الاثرم سمع عفان بن مسلم وابا الوليد والقعنبى وابا نعيم وخلقا كثيرا وله كتب مصنفة منها علل الحديث والناسخ والمنسوخ فى الحديث ومن تأمل كلامه استدل على غزارة علمه وكان يحيى بن معين يقول عنه لقوة حفظه كان احد ابوى الاثرم جنيا وقال ابراهيم الاصبهانى فى الاثرم احفظ من ابى زرعة الرازى واتقن وصحب احمد بن حنبل واقبل على مذهبه مشتغلا به على غيره واصله من بلد اسكاف وهناك مات
111 - ابراهيم بن محمد بن ابى الشيوخ ابو اسحاق الآدمى حدث عن ابى همام الكونى وغيره اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرىء على ابن المنادى وانا اسمع قال مات أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن ابى الشيوخ الآدمى بعد الاضحى بيومين سنة ست وتسعين ومائتين فى يوم جمعة كتب الناس عنه ووثقوه وكان قد شهد ثم امتنع بعد ذلك فترك الشهادة
112 - الحسن بن عبد الوهاب بن أبى العنبر ابو محمد حدث عن حفص بن عمر السيارى وغيره روى عنه ابو عمرو بن السماك وكان ثقة دينا مشهورا بالخير والسنة كتب الناس عنه ووثقوه وتوفى فى جمادى الآخرة من هذه السنة
113 - الحسن بن على بن الوليد ابو جعفر الفارسى الفسوي ولد سنة اثنتين ومائتين وسكن بغداد وحدث بها عن على بن الجعد وغيره روى عنه ابو بكر الشافعى وابو على بن الصواف وذكره الدارقطنى فقال لا بأس به وتوفى فى هذه السنة وقيل فى سنة تسعين

114 - خلف بن عمرو ابن عبد الرحمن بن عيسى ابو محمد العكبرى سمع الحميدى وسعيدبن منصور روى عنه الخلدى والخطبى قال الدارقطنى كان ثقة وقال ابن المنادى كان واسع الجاه عريض الستر ثقة
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا على بن الحسين صاحب العباس حدثنا ابراهيم بن على الدقاق انه سمع عبد الله بن محمد بن شهاب قال مات خلف بن عمرو العكبرى سنة ست وتسعين ومائتين وكان له ثلاثون خاتما وثلاثون عكازا يلبس كل يوم خاتما وعكازا طول شهره فاذا جاء الشهر المقبل استأنف لبسها وكان له سوط معلق فقلت له ما هذا فقال ماروى علق سوطك يرهبك عيالك وكان ظريفا توفى بعكبرا
115 - عبد الله بن المعتز بالله واسم المعتز محمد بن جعفر المتوكل ويكنى عبد الله ابا العباس ولد فى شعبان سنة سبع واربعين ومائتين وكان عزيز الادب بارعا فى الفضل مليح الشعر سمع المبرد وثعلبا وغيرهما وله كلام فى الحكمة عجيب كان يقول انفاس الحى خطاه الى أجله ربما اورد الطمع ولم يصدر ربما شرق شارب الماء قبل ربه من تجاوز الكفاف لم يغنه الاكثار وكلما عظم قدر المنافس فيه عظمت الفجيعة به ومن ارحله الحرص أنضاه الطلب والحظ ياتى من لا يأتيه واشقى الناس أقربهم من السلطان كما أن اقرب الاشياء الى النار اسرعها احتراقا ومن شارك السلطان فى عز الدنيا شاركه فى ذل الآخرة اهل الدنيا ركب يساربهم وهم نيام الحرص ينقص من قدر الانسان ولا يزيد فى حظه يشفيك من الحاسد انه يغتم وقت سرورك الفرصة سريعة الفوت بعيدة العود الجود

حارس الاعراض الأسرار اذا كثر خزانهاازدادت ضياعا البلاغة بلوغ المعنى ولما يطل سفر الكلام ذل العزل يضحك من تيه الولاية الجزع أتعب من الصبر تركة الميت عزاء للورثة عنه لا تشن وجه العفو بالتقريع من اظهر عداوتك فقد أنذرك
انبأنا القزاز قال انبأنا احمد بن على بن ثابت قال انبأنا محمد بن احمد بن الحسين العكبرى قال انبأنا ابو محمد الحسن بن محمد بن يحيى المقرىء نال حدثنى عثمان بن عيسى بن هارون الهاشمى قال كنت عند ابن المعتز وكان قد كتب ابو احمد ابن المنجم الى أخيه أبى القاسم رقعة يدعوه فيها فغلط الرسول فجاء فأعطاها ابن المعتز بالله وانا عنده فقرأها وعلم انها ليست اليه فقلبها وكتب ... دعانى الرسول ولم تدعنى ... ولكن لعلى ابو القاسم ...
فأخذ الرسول الرقعة ومضى وعاد عن قريب واذا فيها مكتوب ... أيا سيدا قد غدا مفخرا ... لهاشم اذ هو من هاشم ... تفضل وصدق خطاء الرسول ... تفضل مولى على خادم ... فما ان تطاق اذا ما جددت ... وهز لك كالشهد للطاعم ... فدى لك من كل ما تنقيه ... ابو احمد وابو القاسم ...
قال فقام ومضى اليه قال ابو بكر الصولى اعتل عبد الله بن المعتز فأناه ابوه عائدا وقال ما عراك يا بنى فأنشأ يقول
... ايها العاذلون لا تعذلونى ... وانظروا حسن وجهها تعذرونى ... وانظروا هل ترون احسن منها ... ان رأيتم شبيهها فاعذلونى ... بى جنون الهوى وما بى جنون ... وجنون الهوى جنون الجنون ...
قال فتتبع ابوه الحال حتى وقف عليها فابتاع الجارية التى شغف بها بسبعة آلاف دينار ووجهها اليه

وله ... ان الذين بخير كنت تذكرهم ... قضوا عليك وعنهم كنت أنهاكا ... لا تطلبن حياة عند غيرهم ... فليس يحييك الا من توفاكا ...
ومن شعره الرائق
... قل لغصن البان الذى قد تثنى ... تحت بدر الدجى وفوق النقا ... ومن كتمان ما بقلبى فنمت ... زفرات تغشى حديث الهوا ... ودموع تقول فى الخد يا من ... يتباكى كذا يكون البكا ... ليس للناس موضع فى فؤادى ... زاد فيه هواك جفنى امتلا ... ليت ليلا على الصراة طويلا ... لليال من سر من را الفدا ... اين مسك بمن حماه وبخور ... من بخار وصفرة من قذا ...
وقال ايضا
... من لى بقلب صبغ من صخرة ... فى جسد من لؤلؤ رطب ... جرحت خديه بلحظى فما ... برحت حتى اقتص من قلبى ... وله ... بلوت أخلاء هذا الزمان ... فأقللت بالهجر منهم نصيبى ... وكلهم ان تصفحتهم ... صديق العيان عدو المغيب ... وله ... بحياتى يا حياتى ... اشربى الكأس وهانى ... قبل ان يفجعنا الدهر ببين وشتات ... لا تخونينى اذا مت وقامت بى نعاتى ... انما الوافى بعهدى ... من وفى بعد وفاتى

وله ... سابق الى مالك وراثه ... ما المرء فى الدنيا بلباث ... كم صامت يخنق اكياسبه ... قد صاح فى ميزان ميراث ... وله ... ياذا الغنى والسطوة القاهره ... والدولة الناهية الآمره ... ويا شياطين بنى آدم ... ويا عبيد الشهوة الفاجرة ... انتظروا الدنيا فقد اقربت ... وعن قليل تلد الآخرة ... وله ... أترى الجيرة الذين تداعوا عند سير الحبيب قبل الزوال ... علموا اننى مقيم وقلبى ... راحل معهم امام الجمال ... مثل صاع العزيز فى ارحل القو ... م ولا يعلمون ما فى الرحال ... ما اعز المعشوق ما اهون الغا ... شق ما اقتل الهوى للرجال ... وله ... يا نفس صبرا والا فاهلكى جزعا ... ان الزمان على ما تكرهين بنى ... لا تحسبى نعما سرتك لذتها ... الا مفاتيح ابواب من الحزن ... وله ... اطلت وعذبتنى يا عذول ... بليت فدعنى حديثى يطول ... هواى هوى باطن ظاهر ... قديم حديث لطيف جليل ... ألا ما لذا الليل ما ينقضى ... كذا ليل كل محب يطول ... أبيت اساهر نجم الدجى ... الى الصبح وحدى ودمعى يسيل ...
قال مؤلف الكتاب وقد ذكرنا ان العسكر اضطرب على المقتدر بالله فخلعوه وبايعوا عبد الله بن المعتز ثم خرج اصحاب المقتدر عاصمو فاستتر ابن المعتز بالله وانما كانت ولايته بعض يوم فأخذ وسلم إلى مؤنس الخادم

فقتله ووجه به الى داره التى على الصراة فدفن هناك وذلك فى ربيع الاول من هذه السنة فرثاه على بن محمد بن بسام فقال ... لله درك من ميت فجعت به ... ناهيك فى العلم والآداب والحسب ... ما فيه الا ولاليت منغصة ... وانما ادركته حرف الادب ...
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا أحمد بن على بن ثابت اخبرنا الحسين بن محمد اخو الخلال اخبرنا ابراهيم بن عبد الله الواسطى قال انشدنا ابو القاسم الكريزى قال انشدنا احمد بن محمد بن عباس لعبد الله بن المعتز أنه قال فى الليلة التى قتل فيها ... يا نفس صبرا لعل الخير عقباك ... خانتك من بعد طول الأمن دنياك ... مرت بنا سحرا طير فقلت لها ... طوباك يا ليتنى اياك طوباك ... ان كان قد قصدك شرقا فالسلام على ... شاطىء الصراة ابلغى ان كان مسراك ... من موثق بالمنايا لافكاك له ... يبكى الدماء على الف له باكى ... فرب آمنة حانت منيتها ... ورب مفلتة من بين أشراك ... أظنه آخر الايام من عمرى ... واوشك اليوم ان يبكى لى الباكى ...
قال ابن قتيبة لما أن أقاموا عبد الله بن المعز الى الجهة التى تلف فيها انشأ يقول ... فقل للشامتين بنا رويدا ... امامكم المصائب والخطوب ... هو الدهر الذى لا بد من أن ... يكون اليكم منه ذنوب ...
116 - محمد بن الحسين بن حبيب ابو حصين الوادعى القاضى من اهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن احمد ابن يونس اليربوعى ويحيى بن عبد الحميد الحماني وجندل بن والق روى عنه ابن صاعد والمحاملي والنجاد وكان فهما صنف المسند وقال الدارقطنى كان ثقة وتوفى بالكوفة فى هذه السنة

117 - محمد بن الحسين يعرف بحمدى حدث عن بشر بن الوليد الكندى وحيان بن بشر الأسدى روى عنه ابن مخلد
118 - محمد بن الحسين بن حمد ويه الحربى حدث عن يعقوب بن سواك روى عنه ابو طالب بن البهلول
119 - محمد بن داود بن الجراح ابو عبد الله الكاتب عم على بن عيسى الوزير ولد فى سنة ثلاث واربعين ومائتين فى الليلة التى توفى فيها ابراهيم بن العباس الصولى وحدث عن عمر بن شبة وغيره وكان فاضلا من علماء الكتاب عارفا بايام الناس واخبار الخلفاء والوزراء وله فى ذلك تصانيف وتوفى فى ربيع الآخر من هذه السنة
120 - يوسف بن موسى بن عبد الله ابو يعقوب القطان المروروذى رحل الى الآفاق البعيدة فى طلب الحديث وحدث عن ابن راهويه وعلى بن حجر وأبى كريب روى عنه ابو بكر الشافعى وكان ثقة صدوقا وتوفى بمرو بعد منصرفه من الحجة الثانية فى هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة سبع وتسعين ومائتين فمن الحوادث فيها غزو القاسم بن سيما الصائفة وتم الفداء فى بلد الروم على يدى مؤنس الخادم وتأخرت الامطار فى هذه السنة وزاد السعر
قال ثابت بن سنان المؤرخ ورأيت فى صدر ايام المقتدر ببغداد امرأة بلا ذراعين ولا عضدين وكان لها كفان بأصابع تامة معلقتان رأس كتفيها لا تعمل بهما شيئا وكانت تعمل اعمال اليدين برجليها ورأسها تغزل برجليها وتمد الطاقة وتسويها وتسرح امرأة وتغلقها برجليها ورأيت امرأة اخرى بعضدين

وذراعين وكفين الا ان كل واحد من الكفين ينخرط ويدق اذا فارق الزندين حتى ينتهى الى رأس دقيق يمتد فيصير اصبعا واحدا وكذلك رجليها على هذه الصورة ومعها ابنة لها على مثل صورتها وفيها تولى القاسم بن سيما غزاة الصائفة وورد الخبر أن أركان البيت غرقت من السيول وأن زمزم فاضت ولم ير ذلك فبلها وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
121 - احمد بن عبد الرحمن بن مرزوق ابن عطية ابو عبد الله ابن ابى عوف البزورى سمع سويد بن سعيد وعثمان بن ابى شيبة وعمرو بن محمد الناقد وخلقا كثيرا روى عنه ابو بكر الشافعى وابن الصواف وغيرهما وكان ثقة عفيفا ثبتا له حال من الدنيا واسعة وطريقة فى الخير محمودة واليه ينسب شارع ابن ابى عوف المسلوك فيه الى نهر القلائين وكانت له منزلة من السلطان واختصاص بعبيد الله بن سليمان الوزير ومودة فى انفس العوام
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا على بن الحسن قال حدثنا ابى قال حدثنا القاضى ابو عمر عبيد الله بن الحسين السمسار قال حدثنى ابو على بن ادريس الشاهد قال حدثنى ابو عبد الله بن ابى عوف قال كان سبب اختصاصى بعبيد الله بن سليمان انى اجتزت يوما فى جامع المنصور بالمدينة فوجدته وهو ملازم بثلثمائة دينار فى يد غريم وله وهو فى عقب النكبة وكنت اعرف محله عن مودة بيننا فقلت له لاى شىء اعزك الله انت هاهنا جالس فقال ملازم فى يد هذا الرجل بثلثمائة دينار له على فسألت الغريم انظاره فقال

لا افعل فقلت فالمال لك على ان تصير الى بعد اسبوع حتى اعطيك اياه فقال تعطينى خطك بذلك فاستدعيت دواة ورقعة وكتبت له ضمانا بذلك الى شهر فرضى وانصرف وقام عبيد الله فأخذ يشكرنى فقلت تمم ايدك الله سرورى بأن تصير معى الى منزلى فأركبته حمارى ومشيت خلفه الى ان دخلنا دارى فأكلنا فنام فلما انتبه احضرته كيسا وقلت لعلك على اضافة فأسألك بالله الا اخذت منه ما شئت قال فاخذ منه دنانير وقام فخرج فأقبلت امرأتى تلومنى وتوبخنى وقالت ضمنت عنه مالا يفى به حالك ولم تقنع الا بأن اعطيته شيئا آخر فقلت يا هذه فعلت جميلا واسديت يدا جليلة الى رجل حر كريم جليل من بيت فان نفعنى الله بذلك فله قصدت وان تكن الاخرى لم يضع عند الله ومضى على الحديث مدة وحل الدين وجاء الغريم يطالبنى فاشرفت على بيع عقار لى ودفع ثمنه اليه ولم استحسن على مطالبة عبيد الله ودفعت الرجل بوعد وعدته اياه الى ايام فلما كان بعد يومين جاءتنى رقعة عبيد الله يستدعينى فجئته فقال وردت على غليلة من ضيعة لى افلتت من البيع فى النكبة ومقدار ثمنها مقدار ما ضمنته عنى فتأخذها فتبيعها وتصحح ذلك للغريم فقلت احمله فحمل الغلة الى فبعتها وحملت الثمن بأسره اليه وقلت انت مضيق وانا ادفع الغريم واعطيه البعض من عندى فاتسع انت بهذا فجهد ان آخذ منه شيئا فحلفت ان لا افعل ووفرت الثمن عليه وجاء الغريم فأعطيته البعض من عندى ودفعت به مديدة ولم يمض على ذلك الايسر حتى ولى عبيد الله الوزارة فأحضرنى فى يومه وقام الى من مجلسه وجعلنى فى السمار فكسبت به من الاموال هذه النعمة التى انا فيها قال على بن المحسن وذكر ابو الحسن احمد بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن بهلول أن اباه حدثه قال خرجت من حضرة عبيد الله بن سليمان فى وزارته اريد الدهليز فخرج ابن ابى عوف فصاح البوابون والحجاب والخلق هاتوا دابة لآبى عبد الله هاتوا دابة

لأبى عبد الله فحين قدمت دابته ليركب خرج الوزير ليركب فرآه فتنحى ابو عبد الله بن ابى عوف وامر بابعاد دابته لتقدم دابة الوزير فحلف الوزير انه لا يركب ولا تقدم دابته حتى يركب ابن ابى عوف قال فرأيته قائما والناس قيام بقيامه حتى قدمت دابة ابن ابى عوف فركبها ثم قدمت دابة الوزير فركب وسارا جميعا توفى ابن ابى عوف فى شوال هذه السنة
122 - ابراهيم بن هاشم ابن الحسين بن هاشم ابو اسحاق البيع المعروف بالبغوى ولد سنة سبع ومائتين سمع على بن الجعد واحمد بن حنبل وغيرهما وكان ثقة توفى فى جمادى الآخرة من هذه السنة
123 - جعفر بن محمد بن ماجد ابو الفضل مولى المهدى ويعرف بإبن ابى الفتيل وحدث عن جماعة وروى عنه ابن مخلد والنجاد والطبرنى وكان ثقة توفى فى هذه السنة
124 - الحسن بن محمد ابن سليمان بن هشام ابو على الخزاز المعروف بإبن بنت مطر حدث عن على بن المدينى روى عنه ابن الصواف والطبرانى وقال الدارقطنى ثقة ليس به بأس توفى فى هذه السنة
125 - حامد بن سعدان ابن يزيد ابو عامر اصله فارسى روى عنه ابن مخلد وكان مستورا صالحا ثقة توفى فى شوال هذه السنة

126 - عمرو بن عثمان ابو عبد الله المكى سمع يونس بن عبد الاعلى والربيع بن سليمان وغيرهما روى عنه جعفر الخلدى وكان عمرو بن عثمان قد ولى قضاء جدة فهجره الجنيد وقال لا اكلم من كان يظهر الزهد ثم يبدوا منه الاتساع فى طلب الدنيا توفى ببغداد فى هذه السنة وقيل فى احدى وتسعين والاول اصح
127 - فيض بن الخضر ابو الحارث الاولاسى كان يغنى فى صباه فمر بمريض على قارعة الطريق فقال له ما تشتهى قال الرمان فجاء به فقال له تاب الله عليك فما امسى حتى تغير عما كان عليه وصحب ابراهيم ابن سعد العلوى وتوفى بطرسوس فى هذه السنة
128 - محمد بن داود بن على بن خلف ابو بكر الاصبهاني صاحب كتاب الزهرة روى عن ابيه وكان عالما أديبا وفقيها مناظرا وشاعرا فصيحا
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا الخطيب اخبرنا ابو نعيم الاصبهانى قال اخبرنى جعفر الخلدى فى كتابه الى قال سمعت رويم بن محمد يقول كنا عند داودابن على الاصبهانى اذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكى فضمه اليه وقال ما يبكيك قال الصبيان يلقبونى يقولون لى يا عصفور الشوك فضحك داود فقال له ابنه انت اشد على من الصبيان ممن يضحك فقال داود لا اله الا الله ما الألقاب الا من السماء ما انت يا بنى الا عصفور الشوك
اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب على بن أبى على القاضى حدثنا ابو الحسن الداودى قال لما جلس محمد بن داود بن على الاصبهانى فى حلقة ابيه بعد وفاته يفتى استصغروه عن ذلك فدسوا اليه رجلا وقالوا له سله عن حد السكر ما هو

فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو ومتى يكون الانسان سكران فقال اذا عزبت عنه الهموم وباح بسره المكتوم فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم قال المؤلف ابتلى ابو بكر بن داود بحب صبى يقال له محمد بن جامع ويقال محمد بن زخرف فاستعمل العفاف والتدين وكان ما لقى سبب موته ودخل يوما على ثعلب فقال له ثعلب أهاهنا من صبواتك شىء فأنشده ... سقى الله أيا ما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب ... إذا العيش غض والزمان بغرة ... وشاهد آفات المحبين غائب ...
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت اخبرنا ابو منصور ابن جعفر الجيلى اخبرنا احمد بن محمد بن عمران حدثنا عبيد الله بن ابى يزيد الانبارى قال قال لى القحطبى قال قال لى محمد بن داود الاصبهانى ما انفككت من هوى منذ دخلت الكتاب وبدأت بعمل كتاب الزهرة وانا فى الكتاب ونظر أبى فى اكثره
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا اسماعيل بن احمد الحيرى حدثنا ابو نصر ابن ابى عبد الله الشيرازى حدثنا ابو الحسين محمد بن الحسين الظاهرى قال حدثنى ابو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودى قال انبأنا القاضى ابو عمر محمد ابن يوسف بن يعقوب قال كنت اساير ابا بكر محمد بن داود ببغداد فاذا جارية تغنى بشىء من شعره وهو قوله ... اشكو غليل فؤاد انت متلفه ... شكوى عليل الى الف يعلله ... سقمي يزيد على الايام كثرته ... وانت فى عظم ما القى تقلله ... الله حرم قتلى فى الهوى سفها ... وانت يا قاتلى ظلما تحلله ...
فقال محمد بن داود كيف السبيل الى استرجاع هذا فقال القاضى ابو عمر هيهات سارت به الركبان قال المصنف رحمه الله كان محمد بن داود كثير

المناظرة مع ابى العباس بن سريج وكانا يحضران مجلس ابى عمر القاضى فتجرى بينهما المفاوضة والمناظرة حتى يعجب الناس فتكلما يوما فى مسألة فقال له ابن سريح انت بكتاب الزهرة اشهر منك بهذا فقال له وبكتاب الزهرة تعيرنى والله ما تحسن تستتم قراءته وذلك كتاب عملناه هزلا فاعمل انت مثله جدا فلما توفى محمد بن داود فى رمضان هذه السنة جلس ابن سريج للعزاء ونحى مخادة وقال ما آسى الا على تراب أكل لسان محمد بن داود
129 - محمد بن احمد بن عبدويه ابو الفضل الافريقى روى عنه محمد بن مخلد وذكر انه مات ليومين مضيا من محرم هذه السنة
130 - محمد بن احمد بن عبد الكريم ابو العباس البزاز المخزومى سمع ابا علقمة الفروى وعبد الله بن حبيق فى آخرين وكان ابو بكر الاسماعيلى يصفه بالحفظ
131 - محمد بن ابراهيم بن حمدون ابو الحسن الخزاز الكوفى قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن ابى زياد القطوانى وابى كريب وغيرهما روى عنه عبد الرحمن والدابى طاهر المخلص وغيره وتوفى ليلة الاربعاء غرة جمادى الاولى من هذه السنة
132 - محمد بن عثمان بن محمد بن ابى شيبة ابو جعفر حدث عن يحيى بن معين وعلى بن المدينى وخلق كثير وكانت له معرفة وفهم وصنف تاريخا وروى عنه الباغندى وابن صاعد وجعفر الخلدى وغيرهم وقد سئل عنه ابو على صالح بن محمد فقال ثقة وقال عبدان ما علمنا الاخيرا وروى ابن عقدة عن جماعة من العلماء تكذيبه والقدح فيه منهم عبد الله بن احمد فانه روى عنه انه قال محمد بن عثمان كذاب بين الامر وتعجب ممن

يكتب عنه وتوفى في ربيع الاول من هذه السنة
133 - محمد بن طاهر ابن عبد الله بن طاهر الحسين كان طاهر بن الحسين يتولى الجزيرة فولاه المأمون خراسان فمات سنة سبع ومائتين ثم وليها بعده عبد الله الى سنة ثلاثين ومائتين ثم توفى فولى الواثق ابنه طاهر فأقام الى سنة ثمان واربعين ثم وليها ابنه محمد بن طاهر فاقام الى سنة ثمان وخمسين فظفر به يعقوب بن الليث فكان معه اسير يطوف به البلاد الى سنة اثنتين وستين فلما كانت الوقعة بالنهروانات نجا محمد بن طاهر فلم يزل مقيما بمدينة السلام الى ان توفى بها فى هذه السنة
134 - موسى بن اسحاق ابن موسى بن عبد الله ابو بكر الانصارى الخطمى ولد سنة عشر ومائتين وسمع اباه وعلى بن الجعد وابا نصر التمار واحمد بن حنبل اقرأ الناس القرآن وهو ابن ثمان عشرة سنة فى الجانب الشرقى واستقضى وله ثمان وعشرون سنة كتب الناس عنه فاكثروا وروى عنه ابن صاعد وابن الانبارى وولى قضاء الرى الاهواز وكان ثقة ثبتا صدوقا دينا عفيفا فصيحا كثيرا الحديث وكان ينتحل مذهب الشافعى رضى الله عنه توفى بالاهواز قاضيا فى محرم هذه السنة
135 - يوسف بن يعقوب ابن اسماعيل بن حماد بن زيد ابو محمد البصرى ولد سنة ثمان زمائتين وسمع سليمان ابن حرب وعمرو بن مرزوق ومسددا وهدية وغيرهم روى عنه ابو عمرو بن السماك وابو سهل بن زياد وابو بكر الشافعى وغيرهم وكان ثقة وقد ولى القضاء بالبصرة فى سنة ست وسبعين ومائتين وضم اليه قضاء واسط ثم اضيف الى ذلك قضاء الجانب الشرقى من بغداد وكان جميل الامر حسن الطريقة ثقة عفيفا مهيبا عالما بصناعة القضاء لا مراقب فيه احدا اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز

اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا التنوخى قال اخبرنى ابى قال حدثنى ابى قال سمعت القاضى ابا عمر محمد بن يوسف يقول قدم خادم من وجوه خدم المعتضد بالله الى ابى فى حكم فجاء فارتفع فى المجلس فأمره الحاجب بموازاة خصمه فلم يفعل إدلالا بعظم محله من الدولة فصاح ابى عليه وقال قفاه أيؤمر بموازاة خصمه فيمتنع يا غلام عمرو بن ابى عمرو النخاس الساعة لأتقدم اليه ببيع هذا العبد وحمل ثمنه الى امير المؤمنين ثم قال لحاجبه خذ بيده وسؤبينه وبين خصمه فأخذ كرها واجلس مع خصمه فلما أنقضى الحكم انصرف الخادم فحدث المعتضد بالحديث وبكى بين يديه فصاح عليه المعتضد وقال لو باعك لأجزت بيعه ولارددتك الى ملكى ابدا وليس خصوصك بى يزيل مرتبة الحكم فانه عمود السلطان وقوام الاذيان توفى يوسف فى رمضان هذه السنة وقد صرف عن القضاء
سنة ثم دخلت سنة ثمان وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها انه قدم القاسم بن سيما من غزوة ارض الروم الصائفة ومعه خلق كثير من الاسارى وخمسون علجا قد شهروا على الجمال بايدى بعضهم اعلام الروم عليها صلبان من ذهب وفضة
وفيها فلج القاضى عبد الله بن على بن ابى الشوارب فقلد مكانه ابنه محمد اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على الخطيب اخبرنا على بن المحسن اخبرنا طلحة ابن محمد بن جعفر قال قال لم يزل عبد الله بن على بن محمد بن عبد الملك بن ابى الشوارب واليا يعنى على القضاء بالجانب الشرقى من بغداد وعلى الكرخ ايضا من شهر ربيع الاول سنة ست وتسعين ومائتين الى ليلة السبت لثلاث عشرة خلت من

جمادى الاخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين فإن الفالج ضربه فيها فأسكت فاستخلف له ابنه محمد على عمله كله فى يوم الخميس لاثنتى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين وكان سربا جميلا واسع الاخلاق ولم يكن له خشونة فاضطربت الامور بنظره ولبست عليه فى اكثر احواله وكانت امور السلطان كلها قد اضطربت ولم يزل على خلافة ابيه الى سنة احدى وثلاثمائة وتوفى
ووردت فى ربيع الاول هدايا انفذها احمد بن اسماعيل بن احمد بن خراسان منها مائة وعشرون غلاما على دوابهم ومعهم اسلحتهم وخمسون بازيا وخمسون جملا عليها فاخر الثياب ومن الشهاوى خمسون وخمسون رطلا من المسك وفى شعبان اخذ رجلان من باب محول يقال لاحدهما ابو كثيرة والآخر يعرف بالشمرى فذكرا انهما اصحاب رجل يعرف بمحمد بن بشر يدعى الربوبية وورد الخبر فى ذى القعدة بمسير الروم الى اللاذقية وان ريحا صفراء حارة هبت بحديثة الموصل فى اول ذى الحجة فمات لشدة حرها جماعة وفى هذه السنة حج بالناس الفضل بن عبد الملك ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
136 - ابراهيم بن داود بن يعقوب ابو اسحاق الصيرفى حدث عن عيسى بن حماد وعبد الملك بن شعيب بن الليث وغيرهما ولم يحدث الا مجلسا او مجلسين وكان ثقة وتوفى فى جمادى الاولى من هذه السنة
137 - احمد بن محمد بن مسروق ابو العباس الطوسى حدث عن خلف بن هشام البزار وعلى بن المدينى وعلى بن الجعد واحمد بن ابراهيم الدورق والبرجلانى والزبير بن بكار روى عنه

روى عنه أبو عمرو بن السماك والخلدى وابو بكر الشافعى وغيرهم قال الدارقطنى ليس بالقوي يأتى بالمعضلات اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا الخطيب حدثنا عبد العزيز ابن على الوراق حدثنا على بن عبد الله الهمذاني حدثنا الخلدى قال حدثنى احمد بن محمد بن مسروق قال دخلت الى الرى فقصدت ابا موسى الدولابى وكان فى ذلك الوقت اشرف من يذكر فلقيته وسلمت عليه وأقمت عنده فى منزله ثلاثة ايام فلما اردت الخروج وقفت عليه لأودعه فابتدأنى وقال يا غلام الضيافة ثلاثة ايام وما كان فوق ذلك فهو صدقة منك على توفى ابن مسروق فى صفر هذه السنة وقيل سنة تسع وتسعين
138 - احمد بن يحيى بن اسحاق ابو الحسين الريوندى الملحد الزنديق قال المؤلف وانما ذكرته ليعرف قدر كفره فانه معتمد الملاحدة والزنادقة ويذكر أن اباه كان يهوديا واسلم هو فكان بعض اليهود يقول للمسلمين لا يفسدن عليكم هذا كتابكم كما افسد ابوه علينا التوراة فعلم ابو الحسين اليهود وقال قولوا عن موسى انه قال لانبى بعدى وانبأنا محمد بن ابى طاهر البزاز قال انبأنا على بن المحسن التنوخى عن ابيه قال كان ابن الريوندى يلازم الرافضة واهل الالحاد فاذا عوتب قال انما اريد أن اعرف مذاهبهم ثم كاشف وناظر قال المصنف وقد كنت اسمع عنه بالعظائم حتى رأيت مالم يخطر مثله على قلب ان يقوله عاقل ووقعت على كتبه فمنها كتاب نعت الحكمة وكتاب قضيب الذهب وكتاب الزمرد وكتاب التاج وكتاب الدامغ وكتاب الفريد وكتاب امامة المفضول وقد نقض عليه هذه الكتب جماعة فاما كتاب نعت الحكمة وكتاب قضيب الذهب وكتاب التاج وكتاب الزمرد والدامغ فنقضها عليه ابو على محمد بن عبد الوهاب الجبائى وقد نقض عليه ايضا كتاب الزمرد

ابو الحسين عبد الرحيم بن محمد الخياط ونقض عليه ايضا كتاب امامة المفضول وقد كان ابن الريوندى وابو عيسى محمد بن هارون الوراق الملحد ايضا يتراميان بكتاب الزمرد ويدعى كل واحد منهما على الآخر أنه تصنيفه وكانا يتوافقان على الطعن فى القرآن واما كتاب الفريد فنقضه عليه ابو هاشم عبد السلام بن على الجبائى قال المؤلف ورأيت بخط ابى الوفاء ابن عقيل قال كان الخبيث ابن الريوندى قد سمى كتابه الذى اعترض به على الشريعة الاسلامية المعصومة على اعتراض مثله من الملحدين كتاب الزمرد فأخذ ابو على الجبائى بعيبه فى تسميته بالزمرد ويذهب الى انه اخطأ وجهل فى تلقيب العلم بالجواهر وان اهل العلم لا يعيرون العلوم اسماء مادونها والجواهر ناقصة بالاضافة الى العلوم فأزرى عليه بذلك ظنا منه انه قصد تلقيبه بالزمرد اعارة له اسم النفيس من الجواهر قال ابن عقيل فوجدنا فى بعض كلامه من كتاب آخر ما ابان به عن غير ذلك مما هو اخبث مما ظنه ابو على فقال ان للزمرد خاصة هى انه اذا رآه الافعى وسائر الحيات عميت قال فكان قصدى ان الشبهة التى اودعتها الكتاب تعمى حجيج المحتجين فاعتقد ما اورده عاملا فى حجج الشرع حسب ما اثر الزمرد فى حدق الحيات فانظروا فى استقصائه فى الازدراء بالشرائع قال ابن عقيل وعجبى كيف عاش وقد صنف الدامغ يزعم انه قد دمغ به القرآن والزمرد يزرى به على النبوات ثم لا يقتل وكم قد قتل لصا فى غير نصاب ولا هتك حرز وانما سلم مدة وعاش لأن الايمان ما صفا فى قلوب اكثر الخلق بل فى القلوب شكوك وشبهات والا فلما صدق ايمان بعض الصحابة قتل اباه ومن بلهه تتبعه للقرآن وقد مر على مسامع سادات العرب فدهش الكل منه وعجز الفصحاء عنه فطمع هو من جهله باللغة ان يستدرك عليهم فأبان عن فضيحته قال المصنف وقد نظرت فى كتاب الزمرد فرأيت فيه الهذيان البارد الذى لا يتعلق بشبهه حتى انه قال فيه نجد فى كلام اكثم بن صيفى احسن من انا اعطيناك الكوثر فى نظائر لهذا يشبه المصنف وفيه ان الانبياء وقعوا

بطلسمات كما ان المغناطيس يجذب وهذا كلام ينبغى ان يستحيا من ذكره فان العقاقير قد عرفت امورها وجربت فكيف وقع هؤلاء الأنبياء بما خفى عمن كان انظر منهم ثم ان المغناطيس يجذب ولا يرد ونبينا عليه السلام دعا شجرة وردها قال وقوله لعمار تقتلك الفئة الباغية فان المنجم يقول مثل هذا فقيل له انما يعرف مثل هذا المنجم اذا عرف المولد وأخذ الطالع ثم قد لايصيب وقد اخبر نبينا عليه السلام بخبر غيب فكان كما قال ثم اخذ يعيب القرآن ويدعى فيه لحنا واستدرك ذاك الخلف بزعمه على الاعادى الفصحاء الذين سلموا لفصاحته قال ابو على الجبائى قرأت كتاب الملحد الجاهل السفيه ابن الريوندى فلم اجد فيه الا السفه والكذب والافتراء قال وقد وضع كتابا فى قدم العالم ونفى الصانع وتصحيح مذهب الدهر وفى الرد على مذهب اهل التوحيد ووضع كتابا فى الطعن على محمد صلى الله عليه و سلم وسماه الزمرد وشتم رسول الله صلى الله عليه و سلم فى سبعة عشرة وضعا فى كتابه ونسبه الى الكذب وطعن فى القرآن ووضع كتابا لليهود والنصارى على المسلمين يحتج لهم فيه فى ابطال النبوة للنبى صلى الله عليه و سلم الى غير ذلك من الكتب التى تبين خروجه عن الاسلام وقال ابن الجبائى ابتدأ ابن الريوندى كلامه فى كتاب الفريد فقال ان المسلمين احتجوا لنبوة نبيهم بالكتاب الذي اتى به وتحدى به فلم يقدروا على معارضته قال فيقال لهم غلطتم وغلبت العصبية على قلوبكم أخبرونا لوادعى مدع لمن تقدم من الفلاسفة مثل دعواكم فى القرآن وقال الدليل على صدق بطليموس واقليدس فما ادعيا ان صاحب اقليدس جاء به فادعى ان الخلق يعجزون عنه لكانت ثبتت نبوته قلنا قد يكون من زمن اقليدس من هو عرف منه وانما شاع كتابه بعده ولو اجتمع ارباب علمه لجمعوا مثله ثم لو كان نبينا بكتابه لم يقدح ذلك فى دلالة نبينا صلى الله عليه و سلم وذكر فى كتاب نعت الحكمة تقبيح اعتقاد من يعتقد أن اهل النار يخلدون وقال لا نفع لهم فى ذلك

ولا للخالق والحكيم لا يفعل شيئا لا نفع فيه وهذا جهل منه فانه يريد بهذا تعليل افعال الخالق سبحانه وافعاله لا تعلل لأن حكمته فوق العقل المعلل ثم يلزمه هذا بتعذيبهم ساعة قال ابو على الجبائى كان السلطان قد طلب ابا عيسى الوراق وابن الريوندى فأما الوراق فأخذ وحبس ومات فى السجن وأما ابن الريوندى فانه هرب الى ابن لاوى اليهودى ووضع له كتاب الدامغ فى الطعن على محمد صلى الله عليه و سلم وعلى القرآن ثم لم يلبث اياما يسرة حتى مرض ومات وقال المصنف وقد ذكر فى كتاب الدامغ من الكفر اشياء تقشعر منها الجلود غير أنى آثرت ان اذكر منها طرفا ليعرف مكان هذا الملحد من الكفر ويستعاذ بالله سبحانه من الخذلان فمن ذلك انه قال عن الخالق تعالى عن ذلك من ليس عنده الدواء للداء الا القتل فعل العدو الحنق الغضوب فما حاجته فى كتاب ورسول وهذا قول جاهل بالله لأنه لا يوصف بالحنق ولا بالحاجة وما عاقب حتى انذر وقال ووجدنا يزعم انه يعلم الغيب فيقول وما يسقط من ورقة الا يعلمها ثم يقول وما جعلنا القبلة التى كنت عليها الا لنعلم وهذا جهل منه بالتفسير ولغة العرب وانما المعنى ليظهر ما علمناه ومثله ولنبلونكم حتى نعلم اى نعلم ذلك واقعا وقال بعض العلماء حتى يعلم أنبياؤنا والمؤمنون به وقال فى قوله ان كيد الشيطان كان ضعيفا اي ضعف له وقد اخرج آدم وأزل خلقا وهذا تغفل منه لأن كيد ابليس تسويل بلاحجة والحجج ترده ولهذا كان ضعيفا فلما مالت الطباع اليه اثر وفعل وقال لم يقم بحساب ستة تكلم بها فى الجملة فلما صار الى التفاريق وجدناه قد غلط فيها باثنين وهو قوله خلق الارض فى يومين ثم قال وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام ثم قال فقضا هن سبع سموات في يومين فعدها هذا المغفل ثمانية ولو نظر فى اقوال العلماء لعلم ان المعنى فى تتمة اربعة ايام وقال فى قوله ان لك ان لا تجوع فيها ولا تعرى وقد جاء وعرى وهذا المغفل ما فهم أن الأمر مشروط بالوفاء بما عوهد عليه من قوله ولا تقربا

هذه الشجرة فتكونا من الظالمين وقال فى قوله انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه ثم قال وربك الغفور فأعظم الخطوب ذكره الرحمة مضموما الى اهلاكهم او هذا الأبله ما علم انه لما وصف نفسه بالمعاقبة لذنبين فانزعجت القلوب ضم الى ذلك ذكر الرحمة بالحلم عن العصاة والامهال والمسامحة فى اكثر الكسب
قال ونراه يفتخر بالمكر والخداع وهذا المسكين قد نسب المعنى الى الافتخار ولا يفهم ان معنى مكره جزاء الماكرين قال ومن الكذب قوله ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم وهذا كان قبل تصوير آدم وهذا الاحمق لو طالع اقوال العلماء وفهم سعة اللغة علم ان المعنى خلقنا آدم وصورناه كقوله انا لما طفى الماء حملناكم وقال من فاحش ظلمه قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها فعذب جلودا لم تعصه وهذا الاحمق لا يفهم أن الجلد آلة للتعذيب فهو كالحطب يحرق لانضاج غيره ولا يقال انه معذب وقد قال العلماء ان الجلود الثانية هى الاولى أعيدت كما يعاد الميت بعد البلى قال وقوله لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وانما يكره السؤال ردىء السلعة لئلا تقع عليه عين التاجر فيفتضح فانظروا الى عامية هذا الاحمق وجهله أتراه قال لا تسألوا عن الدليل على صحة قولى انما كانوا يسالون فيقول قائلهم من أبى فقال لا تسألوا عن اشياء يعنى من هذا الجنس فربما قيل للرجل ابوك فلان وهو غير ابيه فافتضح قال ولما وصف الجنة قال فيها انهار من لبن لم يتغير طعمه وهو الحليب ولا يكاد يشتهيه الا الجياع وذكر العسل ولا يطلب صرفاء والزنجبيل وليس من لذيذ الاشربة والسندس يفرش ولا يلبس وكذلك الاستبرق الغليظ قال ومن تخايل انه فى الجنة يلبس هذا الغليظ ويشرب الحليب والزنجبيل صار كعروس الاكراد والنبط فانظروا الى لعب هذا المستهزىء وجهله ومعلوم

ان الخطاب انما هو للعرب وهم يؤثرون ما وصف كما قال فى فى سدر مخضود وطلح منضود ثم انما وصف اصول الاشياء الملتذ بها فالقدرة قد تكون من اللبن اشياء كالمطبوخات وغيرها ومن العسل اشياء يتحلى بها ثم قال عز و جل وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وقال اعددت لعبادى الصالحين مالاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فوصف ما يعرف ويشتهى وضمن مالا يعرف وقال انما أهلك ثمودا لأجل ناقة وما قدر ناقة هذا جهل منه فإنه انما اهلكهم لعنادهم وكفرهم فى مقابلة المعجزة لالاهلاك ناقة قال وقال يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ثم قال لا يهدى من هو مسرف ولو فهم ان الاسراف الاول فى الخطايا دون الشرك والثانى فى الشرك وما يتعلق بكل آية يكشف معناه قال ووجدناه يفتخر بالفتنة التى القاها بينهم كقوله ولقد فتنا بعضهم ببعض ولقد فتنا الذين من قبلهم ثم اوجب للذين فتنوا المؤمنين عذاب الأبد وهذا الجاهل لا يدرى ان الفتنة كلمة يختلف معناها فى القرآن فالفتنة الابتلاء كالآية الأولى والفتنة الاحراق كقوله فتنوا المؤمنين وقال قوله وله اسلم من فى السموات خبر محال لأنه ليس كل الناس مسلمين وكذلك قوله وان من شىء الا يسبح بحمده وقوله ولله يسجد ما فى السموات وما فى الارض ولو أن هذا الزنديق طالع التفسير وكلام العرب لما قال هذا انما يتكلم بعاميته وحمقه وانما المعنى وله اسلم تسلم والكل منقاد لما قضى به وكل ذليل لأمره وهو معنى السجود ثم قد تطلق العرب لفظ الكل وتريد البعض كقوله تدمر كل شىء وقد ذكر اشياء من هذا الجنس مزجها بسوء الادب والانبساط القبيح والذكر للخالق سبحانه وتعالى بما لا يصلح ان يذكر به احد العوام وما سمعنا ان احدا عاب الخالق وانبسط كانبساط هذا اللعين ويلمه لو جحد الخالق كان اصلح له من أن يثبت وجوده ثم يخاصمه ويعيبه وليس فى شىء مما قاله شبهة فضلا عن حجة فتذكر ويجاب عنها وانما هو خذلان فضحه الله تعالى به فى الدنيا والله تعالى يقابله يوم القيامة مقابلة

تزيد على مقابلة ابليس وان خالف لكنه احترم فى الخطاب كقوله بعزتك ولم يواجه بسوء أدب كما واجه هذا اللعين جمع الله بينهما وزاد هذا من العذاب وقد حكينا عن الجبائى ان ابن الريوندى مرض ومات ورأيت بخط ابن عقيل انه صلبه بعض السلاطين والله اعلم وقال ابن عقيل ووجدت فى تعليق محقق من اهل العلم ان ابن الريوندى مات وهو ابن ست وثلاثين سنة مع ما انتهى اليه من التوغل فى المخازى لعنه الله لعنه الله
139 - الجنيد بن محمد بن الجنيد ابو القاسم الخزاز ويقال القواريرى كان ابوه قواريريا وكان هو خزاز او اصله من نهاوند الا ان مولده ومنشأه ببغداد سمع الحسن بن عرفة وتفقه على أبى ثور وكان يفتى بحضرته وهو ابن عشرين سنة وصحب جماعة من اهل الخير واشتهر بصحبة الحارث المحاسبى وسرى السقطى ولازم التعبد وتكلم على طريقة التصوف

اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا احمد بن على المحتسب حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه قال سمعت جعفر الخلدى يقول قال الجنيد ما اخرج الله الى الارض علما وجعل للخلق اليه سبيلا الا وقد جعل الله لى فيه حظا ونصيا قال الخلدى وبلغنى عن الجنيد انه كان فى سوقه وكان ورده فى كل يوم ثلثمائة ركعة وثلاثين الف تسبيحة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على قال اخبرنى ابو الحسن محمد بن عبد الواحد قال اخبرنى محمد بن الحسين السلمى قال سمعت ابا بكر البجلى يقول سمعت ابا محمد الحريرى يقول كنت واقفا على رأس الجنيد وقت وفاته وهو يقرأ القرآن فقلت يا ابا القاسم ارفق بنفسك فقال يا ابا محمد ما رأيت احدا احوج اليه منى فى هذا الوقت وهو يطوى صحيفتى قال الخطيب واخبرنى عبد العزيز ابن على الوراق قال سمعت على بن عبد الله الهمذانى يقول سمعت جعفر الخلدى يقول سمعت الجنيد يقول ما نزعت ثوبى للفراش منذ اربعين سنة
انبأنا القزاز قال انبأنا ابو بكر بن ثابت قال واخبرنى الجواهرى اخبرنا محمد بن العباس اخبرنا ابن المنادى قال مات الجنيد سنة ثمان وتسعين فذكر لى انه حزر الجمع الذين صلوا عليه نحو ستين الفا
140 - الحسن بن على ابن محمد بن سليمان ابو محمد القطان ويعرف بابن علويه ولد فى شوال سنة خمس ومائتين سمع عاصم بن على وغيره روى عنه النجاد والخطبى وكان ثقة وتوفى فى شهر ربيع الآخر من هذه السنة
141 - سعيد بن اسماعيل ابن سعيد بن منصور ابو عثمان الواعظ الحيرى ولد بالرى ونشأ بها ثم انتقل الى نيسابور فسكنها الى ان توفى بها فى ربيع الآخر من هذه السنة سمع الحديث

بالرى من محمد بن مقاتل وموسى بن نصر وبالعراق من محمد بن اسماعيل الاحمسى وحميد بن الربيع اللخمى وغيرهما ودخل بغداد ويقال انه كان مستجاب الدعوة
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرنى محمد بن احمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن نعيم الضبى قال سمعت امى تقول سمعت مريم امرأة ابى عثمان تقول صادفت من أبى عثمان خلوة فاغتنمتها فقلت يا ابا عثمان اى عملك أرجى عندك فقال يا مريم لما ترعرعت وانا بالرى وكانوا يريدوننى على الزواج فأمتنع جاءتنى امرأة فقالت يا ابا عثمان قد احببتك حبا اذهب نومى وقرارى وانا أسألك بمقلب القلوب وأتوسل به اليك ان تتزوج بى قلت ألك والد قالت نعم فلان الخياط فى موضع كذا وكذا فراسلت أباها ان يزوجها منى ففرح بذلك واحضرت الشهود فتزوجت بها فلما دخلت بها وجدتها عوراء عرجاء مشوهة الخلق فقلت اللهم لك الحمد على ما قدرته لى وكان اهل بيتى يلوموننى على ذلك فأزيدها برا واكراما الى ان صارت بحيث لا تدعنى اخرج من عندها فتركت حضور المجالس ايثارا لرضاها وحفظا لقلبها ثم بقيت معها على هذه الحال خمس عشرة سنة وكأنى فى بعض اوقاتى على الجمر وانا لا أبدى لها شيئا من ذلك الى ان ماتت فما شىء أرجى عندى من حفظى عليها ما كان فى قلبها من جهتى
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على حدثنا عبد الكريم بن هوازن سمعت ابا عبد الرحمن السلمى يقول سمعت عبد الله بن محمد الشعرانى يقول سمعت ابا عثمان يقول منذ اربعين سنة ما أقامنى الله فى حال فكرهته ولا نقلنى الى غيره فسخطته وكان ابو عثمان ينشد ... أسأت ولم أحسن وجئتك هاربا ... وأين لعبد من مواليه مهرب

يؤمل غفرانا فإن خاب ظنه ... فما احد منه على الارض اخيب ...
142 - سعيد بن عبد الله بن ابى رجاء ابو عثمان الانبارى ويعرف بإبن عجب حدث عن ابى عمر الدورى وغيره روى عنه ابن مخلد وابن كامل القاضى وابو بكر الشافعى توفى فى جمادى الآخرة من هذه السنة
143 - سمنون بن حمزة الصوفى ويقال سمنون بن عبد الله ويكنى أبا القاسم صعب سريا وغيره ووسوس فكان يتكلم فى المحبة ثم سمى نفسه الكذاب لموضع دعواه فى قوله ... فليس لى فى سواك حظ ... فكيف ما شئت فامتحنى ...
فامتحن بحصر البول فصار يدور فى المكاتب ويقول للصبيان ادعوا لعمكم المبتلى بلسانه
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر بن ثابت احمد بن على حدثنا عبد العزيز ابن على الوراق حدثنا على بن عبد الله الهمذانى قال حدثنى عبد الكريم بن احمد قال حدثنى ابو جعفر محمد بن عبد الله الفرغانى قال اخبرنى ابو احمد المغازلى قال كان ورد سمنون فى كل يوم وليلة خمسمائة ركعة
144 - صافى الحرمى مرض فاشهد على نفسه انه ليس له عند غلامه قاسم مال ولا عقار ولا وديعة فلما مات حمل غلامه الى الوزير ابن الفرات من العين مائة الف دينار وعشرين الف دينار وسبعمائة منطقة وقال هذا الذى كان له عندى فاعلم المقتدر بذلك فأمر أن ينزل القاسم منزلته وكان صافى صاحب الدولة كلها واليه أمر دار الخليفة وتوفى فى شعبان هذه السنة
145 - عبد الله بن محمد بن صالح بن مساور ابو محمد البكرى وقيل الباهلى من اهل سمرقند كان ممن عنى بطلب الحديث

والآثار ورحل فى ذاك وجالس الحافظ وكتب عنهم وحدث فى البلاد فروى عنه من اهل بغداد محمد بن مخلد وابو بكر الشافعى وكان ثقة توفى فى هذه السنة
146 - عبد السلام بن سهل بن عيسى ابو على السكرى سكن مصر وحدث بها عن يحيى الحمانى وعبيد الله القواريرى روى عنه ابن شنبوذ والطبرانى وكان من نبلاء الناس واهل الصدق ولكنه تغير فى آخر ايامه توفى فى شهر ربيع الآخر من هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة تسع وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها انه ظهرت ثلاثة كواكب مذنبة ظهر احدها ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان فى برج الاسد وظهر الثانى فى ليلة الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة فى المشرق وظهر الثالث ليلة الاربعاء لعشر بقين من ذى القعدة فى برج العقرب وبقيت اياما ثم اضمحلت
وغضب الخليفة على على بن محمد بن الفرات لأربع خلون من ذى الحجة وحبس ووكل بدوره وأخذ كل ما وجد له ولأهله واصحابه وانتهبت دورهم اقبح نهب وادعى عليه انه كتب الى الاعراب ان يكبسوا بغداد واستوزر ابو على محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وكان قد ضمن لأم ولد المعتضد بالله مائة الف دينار فعملت فى توليته وورد الخبر من فارس بطاعون حدث فيها مات فيه سبعة آلاف انسان ووردت اربعة احمال مال من مصر وقيل انه وجد هناك كنز قديم وكان معه ضلع انسان طوله أربعة عشر شبرا فى عرض شبر زعموا انه من قوم عاد وكان مبلغ المال خمسمائة الف دينار وكان معها هدايا عجيبة فذكر الصولى انه كان فى الهدايا تيس له ضرع يحلب اللبن ووردت

رسل احمد بن اسماعيل بهدايا منها مذبة مرصعة بفاخر الجوهر وتاج من ذهب مرصع بجوهر له قيمة كبيرة ومناطق ذهب مرصعة وخلع سلطانية فاخرة وربعة ذهب مرصعة فيها شمامات مسك وعنبر كله مرصع وعشرة افراس بسروجها ولأحدها سرج ذهب ووردت هدايا ابن ابى الساج اربعمائة دابة وثمانون الف دينار وفرش أرمنى لم ير مثله فيه بساط طوله سبعون ذراعا فى عرض ستين ذراعا عمل فى عشر سنين لا قيمة له وفى هذه السنة حج بالناس الفضل بن عبد الملك وورد ورقاء بن محمد بن ورقاء الشيبانى ومعه اسرى من الاعراب كل منهم كان يعنى السلطان واصلح الطريق بأخذهم
ذكر من توفى في هذه السنة من الأكابر
147 - أحمد بن نصر بن إبراهيم
أبو عمر والحافظ المعروف بالخفاف سمع اسحاق بن ابراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وأبا كريب وغيرهم وكان يذاكر بمائة ألف حديث وصام دائما نيفا وثلاثين سنة وتصدق بخمسة آلاف درهم توفى في شعبان هذه السنة أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع قال سمعت أبا حامد بن محمد المقرىء يقول وقف سائل على أبي عمرو الخفاف فأمر له بدرهم فقال الرجل الحمد لله فقال لصاحبه اجعلها خمسة فقال الرجل اللهم لك الحمد فقال اجعلها عشرة فلم يزل الرجل يحمد الله ويزيده أبو عمرو إلى أن بلغ مائة درهم فقال الرجل جعل الله عليك واقية باقية فقال أبو عمرو والله لو لم يرجع من الحمد إلى غيره لبلغت به عشرة آلاف درهم
148 - البهلول بن إسحاق ابن البهلول بن حسان بن سنان أبو محمد التنوخي ولد سنة أربع ومائتين وسمع إسماعيل بن أبي أويس ومصعبا الزبيري وسعيد بن منصور وغيرهم روى عنه

ابو بكر الشافعى وجماعة آخرهم ابو بكر الاسماعيلى الجرجانى وكان ثقة ضابطا لما يرويه بليغا مصقعا فى خطبته وتوفى فى هذه السنة
149 - جعفر بن محمد بن الازهر ابو احمد البزاز يعرف بالبارودى والطوسى روى عن جماعة حدث عنه النجاد والشافعى وكان ثقة وتوفى فى رجب هذه السنة
150 - الحسين بن عبد الله بن احمد ابو على الخرقى والد عمر صاحب المختصر فى الفقه على مذهب احمد بن حنبل حدث عن جماعة وروى عنه ابو بكر الشافعى وابن الصواف وعبد العزيز بن جعفر وكان خليفة المروذى وتوفى يوم الفطر من هذه السنة ودفن بباب حرب عند قبر الامام احمد بن حنبل
151 - شاه بن شجاع ابو الفوارس الكرمانى كان من اولاد الملوك وصحب ابا تراب النخشبى وابا عبيد الله البسرى وغيرهما اخبرنا محمد بن ناصر باسناده عن ابى الحسين الفارسى يقول سمعت ابا على الانصارى يقول سمعت شاه بن شجاع يقول لاهل

الفضل مالم يروه فاذا راوه فلا فضل لهم قال السلمى ورأيت بخط جدى اسماعيل بن نجيد قال شاه بن شجاع من صحبك ووافقك على ما تحب وخالفك فيما تكره فإنما يصحب هواه قال السلمى مات شاه قبل الثلاثمائة
152 - عباس بن عبد الله ابن محمد بن فضال ابو جعفر الكوفى كتب العلم وعنى بتصنيفه وتوفى بمصر فى ربيع الاول من هذه السنة
153 - عباس بن المهتدى ابو الفضل الصوفى بغدادى دخل مصر وصحب بها ابا سعيد الخراز وكان كثير الاسفار على التوكل وكان من اقران الجنيد انبأنا ابو بكر محمد بن عبد الله ابن حبيب قال انبأنا على بن عبد الله بن ابى صادق اخبرنا ابو عبد الله بن باكويه حدثنا ابو العباس محمد بن الحسن الخشاب قال حدثنى محمد بن عبد الله الفرغانى قال تزوج عباس بن المهتدى امرأة فلما كانت الليلة التى أراد أن يدخل بها وقعت عليه ندامة فدخل عليها وهو كاره فلما اراد أن يدنوا منها زجر عنها فامتنع من وطئها وقام وخرج فلما كان بعد ثلاثة ايام ظهر للمرأة زوج
154 - عياش بن محمد بن عيسى الجوهرى حدث عن ايوب بن يحيى المقابرى وداود بن رشيد واحمد بن حنبل روى عنه الطبرانى وابن الجعابى والاسماعيلى وكان ثقة توفى فى جمادى الآخرة من هذه السنة
155 - فاطمة القهرمانة غضب عليها المقتدر واخذ ما عندها من المال وكان لها مال عظيم اعطت منه شخصين مائتى الف دينار عبنا غير الهدايا فمرضت وتوفيت فى ذى القعدة من هذه السنة وقيل بل ركبت فى طيارها فى آخر شعبان فغرقت تحت الجسر فى يوم ريح عاصف واخرجت بعد يومين

156 - محمد بن اسماعيل ابو عبد الله المغربى وهو استاذ ابراهيم الخواص حج على قدميه سبعا وتسعين حجة أنبأنا ابو بكر بن حبيب الصوفى اخبرنا ابو سعد بن ابى صادق اخبرنا ابو عبد الله بن باكويه قال سمعت ابا بكر الجوزقانى يقول سمعت ابراهيم بن شيبان يقول سمعت ابا عبد الله المغربى يقول ما رأيت ظلمة منذ سنين كثيرة قال ابراهيم وذلك انه كان يتقدمنا بالليل المظلم ونحن نتبعه وهو حاف حاسر فكان اذا عثر احدنا يقول له يمينا وشمالا ونحن لا نرى ما بين ايدينا فاذا اصبحنا نظرنا الى رجله كأنها رجل عروس خرجت من خدرها و كان يقعد لاصحابه ويتكلم عليهم فما رأيته انزعج الا يوما واحدا كنا على الطور وهو قد استند الى شجرة خرنوب وهو يتكلم علينا فقال فى كلامه لا ينال العبد مراده حتى ينفرد فردا بفرد فانزعج واضطرب فرأيت الصخور قد تدكدكت وبقى فى ذلك ساعات فلما افاق كأنه نشر من قبر توفى فى هذه السنة وقيل سنة سبع وتسعين واوصى ان يدفن الى جانب استاذه على بن رزين وعاش كل واحد منهما عشرين ومائة سنة فهما على جبل الطور
157 - محمد بن ابى بكر احمد بن ابى خيثمة زهير بن حرب ابو عبد الله نسائى الاصل كان فهما عارفا وحدث عن نصر بن على الجهضمى وعمر بن على الصيرفى والحسين بن حريث المروزى وغيرهم اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت عن ابى عبد الله محمد بن الحسين الضميرى قال قال لى على بن الحسن الرازى قال لنا محمد بن الحسين الزعفرانى قال كان لأبى بكر بن ابى خيثمة ابن حافظ استعان به ابو بكر

فى تصنيف كتاب التاريخ قال ابن ثابت ابو عبد الله هذا قال وقرأت فى كتاب ابى الفتح عبيد الله بن احمد النحوى سمعت القاضى ابن كامل يقول اربعة كنت احب بقاءهم ابو جعفر الطبرى والبربرى وابو عبد الله بن ابى خيثمة والمعمرى فما رايت افهم منهم ولا احفظ توفى محمد بن أبى بكر يوم الاربعاء لأربع بقين من ذى القعدة من هذه السنة
158 - محمد بن احمد بن كيسان ابو الحسن النحوى انبأنا القزاز قال انبأنا احمد بن على بن ثابت قال كان ابن كيسان احد المذكورين بالعلم والموصوفين بالفهم وكان يحفظ مذهب البصريين والكوفيين معا فى النحو لانه اخذ عن المبرد وثعلب وكان ابو بكر بن مجاهد المقرى يقول ابو الحسن بن كيسان انحى من الشيخين يعنى ثعلبا والمبرد قال ابن ثابت وبلغنى انه مات فى سنة تسع وتسعين ومائتين
159 - محمد بن السرى بن سهل ابو بكر القنطرى سمع عثمان بن ابى شيبة وغيره وكان ثقة توفى فى جمادى الاولى من هذه السنة
160 - محمد بن يحيى ابو سعيد يعرف بحامل كفنه سكن دمشق وحدث بها عن ابى بكر وعثمان ابنى ابى شيبة وعقبة بن مكرم العمى وابراهيم بن سعيد الجوهرى وسلمة بن شبيب واحمد ابن منيع وغيرهم روى عنه ابو بكر النقاش وغيره
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت قال بلغنى ان المعروف بحامل كفنه توفى وغسل وكفن وصلى عليه ودفن فلما كان فى الليل

جاءه نباش فنبش عنه فلما حل اكفانه ليأخذها استوى قاعدا فخرج النباش هاربا منه فقام وحمل كفنه وخرج من القبر وجاء الى منزله وأهله يبكون فدق الباب عليهم فقالوا من انت قال انا فلان فقالوا له يا هذا لا يحل لك أن تزيدنا على ما بنا فقال يا قوم افتحوا فأنا والله فلان فعرفوا صوته ففتحوا وعاد حزنهم فرحا وسمى من يومئذ حامل كفنه ومثل هذا جرى لسعير بن الخمس الكوفى فانه لما دلى فى حفرته اضطرب فحلت عنه اكفانا فقام ورجع الى منزله وولد له بعد ذلك ابنه مالك بن سعير توفى محمد بن يحيى فى هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة ثلثمائة فمن الحوادث فيها خروج خارجى بالمغرب فنصر عليه وبعث باعلام من اعلامه وآذان وآناف فى خيوط
وفيها صلب الحسين بن منصور الحلاج وهو حى فى الجانب الشرقى يوم الأربعاء والخميس وفى الغربى يوم الجمعة والسبت لاثنتى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر
وورد الخبر بانخساف جبل بالدينور يعرف بالتل وخروج ماء كثير من تحته اغرق عدة من القرى ووصل الخبر بانخساف قطعة عظيمة من جبل لبنان وسقوطها فى البحر وورد كتاب من صاحب البريد يذكر ان بغلة وضعت فلوة وفيها كثرت الامراض والعلل والعفن ببغداد فى الناس وكلبت الكلاب والذئاب فى البادية وكانت تطلب الناس والدواب والبهائم فاذا عضت انسانا اهلكته
ومدت دجلة مدا عظيما وكثرت الامطار وتناثرت النجوم فى ليلة الاربعاء لسبع بقين من جمادى الآخرة تناثرا عجيبا كلها الى جهة واحدة نحو خراسان

وفى هذه السنة حج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمى ذكر من توفى فى هذه السنة من الأكابر
161 - ابراهيم بن موسى بن حميد ابو اسحاق الاندلسى مولى بنى امية حدث عن قتيبة وابن ابى الدنيا وكان ثقة توفى بمصر فى جمادى الاولى من هذه السنة
162 - الاحوص بن المفضل ابن عسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد إبن غلاب أخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت قال غلاب امرأة وهى ام خالد بن الحارث بن اوس بن النابغة ويكنى الاحوص ابا امية الغلابى روى عن ابيه كتاب التاريخ وروى عن جماعة وكان يتجر فى البز ببغداد فاستتر ابن الفرات عنده وقال ان وليت الوزارة فأي شىء تحب ان اصنع بك قال تقلدنى شيئا من اعمال السلطان قال ويحك لا يجىء منك عامل ولا امير ولا قائد ولا كاتب ولا صاحب شرطة فإيش اقلدك قال لا ادرى قال اقلدك القضاء قال قد رضيت ثم خرج ابن الفرات وولى الوزارة واحسن الى ابى امية وافضل عليه وولاه قضاء البصرة وواسط والاهواز وانحدر ابو امية الى اعماله واقام بالبصرة وكان قليل العلم الا ان عفته ونصونه غطى على نقصه فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج امير البصرة فى بعض نكبات المقتدر لابن الفرات وكان بين ابى امية وبين ابن كنداج وحشة فاودعه السجن واقام فيه مدة الى ان مات فيه ولا نعلم ان قاضيا مات فى السجن سواه وبلغنى من طريق آخر أن الاحوص كان يتيه على ابن كنداج امير البصرة ولا يركب اليه ويعارضه فى الظلامات

فيضح من يده ويكتب الى ابن الفرات فيجيبه بالصواعق ويأمره بالسمع والطاعة الى ان ورد كتاب طائر إلى ابن ابى كنداج بالقبض على ابن الفرات فركب الى الاحوص فقبض عليه وامشاه بين يديه طول الطريق الى داره وادخله السجن فأقام فيه مدة ثم مات ثم عاد ابن الفرات الى الوزارة فحدث بذلك فاغتم وقال هل له ولد فجىء بابن له فيه تغفيل فقال هذا لا يصلح فوصله بمال
163 - جعفر بن محمد بن سليمان ابو الفضل الخلال الدورى روى عنه ابو بكر الشافعى وتوفى فى نصف شوال من هذه السنة
164 - الحسين بن عمر بن ابى الاحوص ابو عبد الله الكوفى ولد سنة خمس عشرة ومائتين وحدث ببغداد فسمع منه الشافعى وابن الجعابى ووثقه وتوفى ببغداد فى قطيعة الربيع فى رمضان هذه السنة وحمل الى الكوفة فدفن بها
165 - عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ابن الحسين بن مصعب ابو احمد الخزاعى وهو اخو محمد بن عبد الله بن طاهر ولى امارة بغداد وحدث عن الزبير بن بكار روى عنه الصولى والطبرانى وكان اديبا فاضلا شاعرا فصيحا اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا ابو بشر محمد بن عمر الوكيل حدثنا محمد بن عمران المرزبانى قال اخبرنى محمد بن يحيى قال انشدنى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ... حق التنائى بين اهل الهوى ... تكاتب يسخن عين النوى ... وفى التدانى لا انقضى عمره ... تزاور يشفى غليل الجوى ...
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا ابو على محمد بن الحسين

الجازرى حدثنا المعافى بن زكريا حدثنا احمد بن أبى سهل الحلوانى حدثنا ابو الحسن على بن هارون بن على بن يحيى قال كان أبى نازلا فى جوار عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر فانتقل عنه الى دار ابتاعها وهى دار كان لاسحاق بن ابراهيم الموصلى فكتب اليه عبيد الله مستوحشا له ... يا من تحول عنا وهو يألفنا ... بعدت جدا فلا ياصرت تلقانا ... فاعلم بأنك ان بدلت جيرتنا ... بدلت جارا وما بدلت اخوانا ...
فأجابه هارون بن على
... بعدت عنكم بدارى دون خالصتى ... ومحض ودى وعهدى كالذى كانا ... وما تبدلت مذ فارقت قربكم ... الا هموما ما اعانيها واحزانا ... وهل يسر بسكنى داره احد ... وليس أحبابه للدار جيرانا ...
انبأنا محمد بن عبد الباقى البزاز عن أبى القاسم على بن المحسن عن ابيه قال حدثنا ابو احمد الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازى قال حدثنى ابو سليمان بن الثلاج قال قال ابى كان اصل نعمتى من ثمن خمسة ارطال ثلج وذلك انه عز الثلج فى بعض السنين ببغداد وكان عندى منه شىء فبعته وبقى عندى منه خمسة ارطال فاعتلت جارية لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر كانت روحه من الدنيا وهو اذ ذاك امير بغداد فطلبت ثلجا فنفذ الى فقلت ما عندى الا رطل واحد فلا أبيعه الا بخمسة آلاف درهم وكنت قد عرفت الحال فلم يجسر الوكيل على شراء ذاك ورجع يستأذن عبيد الله فشتمه عبيد الله وقال اشتره بأى ثمن كان ولا تراجعنى فجاءني وقال خذ خمسة آلاف درهم وهات الرطل فقلت لا ابيعك الا بعشرة آلاف فلم يتجاسر على المراجعة وأعطانى عشرة آلاف درهم وأخذ الرطل

فشفيت به المريضة وقويت نفسها وقالت اريد رطلا آخر فجاءنى الوكيل بعشرة آلاف درهم وقال هات رطلا آخر فبعته فلما شربته المريضة تماثلت وطلبت الزيادة فجاؤا يلتمسون ذلك فقلت ما بقى عندى الا رطل لا ابيعه الا بزيادة فدارانى وأعطعانى عشرة آلاف درهم ثم احببت لأشرب انا منه لأقول انى شربت ثلجا يساوى الرطل منه عشرة آلاف درهم فشربت منه رطلا وجاءنى الوكيل قرب السحر فقال الله الله قد والله صلحت الجارية فان كان عندك منه شىء فاحتكم فى بيعه فقلت والله ما عندى الا رطل واحد لا ابيعه الا بثلاثين الفا فقال خذ فااستحييت من الله ان ابيع رطل ثلج بثلاثين الفا فقلت هات عشرين واعلم انك ان جئتنى بعدها بملء الارض ذهبا لا تجد عندى شيئا فأعطانى فلما شربته افاقت فأكلت الطعام وتصدق عبيد الله بمال عظيم قال ودعانى من الغد وقال انت بعد الله عز و جل رددت حياتى بحياة جاريتى فاحتكم فقلت انا خادم الامير وعبده فاستخدمنى فى شرابه وثلجه وكثير من امر داره فكانت تلك الدراهم اصل نعمتى وتوفى عبيد الله فى شوال هذه السنة
166 - عبد الله بن محمد بن ابى كامل ابو محمد الفزارى وكان ينزل مدينة المنصور وحدث عن هوذة وداود بن رشيد روى عنه ابو على بن الصواف وابن الجعابى وتوفى فى ربيع الآخر من هذه السنة عن اربع وتسعين سنة
167 - على بن طيفور بن غالب ابو الحسن النسوى سكن بغداد وحدث بها عن قتيبة روى عنه ابو بكر الشافعى وابن مالك القطيعى وكان ثقة وتوفى فى صفر هذه السنة
168 - محمد بن ابراهيم بن مطرف ابن محمد بن على ابو احمد الاستراباذى كان من رؤساء استراباذ وكان المنظور

اليه من بين اهلها وكان تاجرا ثقة امينا معروفا بالخير والبذل فى ذات الله عز و جل كتب الحديث وحدث ويقال انه كتب عن ابى سعيد الاشج وتوفى فى هذه السنة
169 - محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب ابن ازهر ابو عمر القتات الكوفى قدم بغداد وحدث بها عن ابى نعيم الفضل بن دكين ومنجاب بن الحارث واحمد بن يونس روى عنه الخطبى والشافعى والجعابى وغيرهم وكان ضعيفا وقال الدارقطنى تكلموا فى سماعه من ابى نعيم توفى ببغداد غرة جمادى الاولى وقيل لست خلون من جمادى الاولى سنة ثلثمائة وحمل من يومه الى الكوفة
170 - محمد بن جعفر بن محمد بن حفص ابن عمر بن راشد ابو بكر الربعى الحنفى يعرف بابن الامام ولد سنة اربع عشرة ومائتين وسكن دمياط وحدث بها عن اسماعيل بن ابى اويس واحمد بن يونس والحمانى وابن المدينى وغيرهم وتوفى يوم الاربعاء لعشر خلون من ذى الحجة من هذه السنة وكان ثقة
171 - محمد بن الحسن بن سماعة بن حيان ابو الحسن الحضرمى قدم بغداد وحدث بها عن ابى نعيم روى عنه ابو بكر الشافعى وغيره وقال الدارقطنى ليس بالقوى توفى ببغداد يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الاولى سنة ثلثمائة
172 - محمد بن الحسن بن محمد بن الحارث ابو عبد الله الانبارى يعرف بالقرنجلى سمع اسحاق بن البهلول التنوخى روى عنه الاسماعيلى وكان ثقة توفى فى هذه السنة

سنة ثم دخلت سنة احدى وثلثمائة
فمن الحوادث فيها غزو الحسين بن حمدان الصائفة ففتح حصونا كثيرة وقتل من الروم خلقا كثيرا وفيها عزل المقتدر محمد بن عبيد الله عن الوزارة وحبسه اياما مع ابنيه عبد الله وعبد الوهاب وقلد الوزارة على بن عيسى وكان من افضل الوزارء وايامه ابهى من غيرها وكان يجتهد فى العدل والاحسان وفيها كثرت الامراض الدموية بالناس ببغداد وكان ذلك فى آخر تموز وآب وكان ذلك المرض نوع سموه الماشرى وكان طاعونا قاتلا
وفيها وصلت هدايا صاحب عمان الى السلطان وفيها ببغة بيضاء وغزال اسود وركب المقتدر فى شعبان على الظهر الى باب الشماسية على طريق الصحرا ثم انحدر الى داره فى دجلة وهى اول ركبة ظهر فيها للعامة ولما ولى الوزارة على بن عيسى شاوره المقتدر فى امر القرامطة فأشار بمكاتبة أبى سعيد الحسن بن بهرام الجنابى المتغلب على هجر فتقدم اليه بمكاتبته فكتب كتابا طويلا يتضمن الحث على طاعة الخلفاء ويعاتبه على تركه الطاعة ويوبخه على ما يحكى عن اصحابه من اعلان الكفر وانكارهم على من يسبح الله عز و جل ويقدسه واطراحهم الصلوات والزكوات واستهزائهم باهل الدين واسترقاقهم الاحرار ثم تواعده فيه بالحرب ان لم يطع فوصل الكتاب وقد قتل ابو سعيد وثب عليه خادم له صقلابى فقتله ثم دعا رجلا من رؤساء اصحابه فقال له السيد يدعوك فلما دخل قتله ثم دعا آخر فقتله الى ان دعا الخامس فرأى القتلى فصاح واطلع النساء فصحن فقبضن عليه قبل ان يقتل الخامس وقد كان ابو سعيد عهد الى ابنه سعيد فلم يضطلع بالأمر فغلبه عليه اخوه الاصغر ابو طاهر سليمان بن أبي سعيد فتوقفت الرسل الذين حملوا الكتاب عن ايصاله وكاتبوا الوزير على بن عيسى فأمرهم بإيصال الكتاب الى اولاده ومن قام مقامه فأوصلوه فكان فى جوابهم بعد

حمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه و سلم وتعظيم الخليفة وشكر ما يبلغهم عن الوزير من العدل وقالوا انا لم نخرج من الطاعة ولكنا كنا قوما مستورين فنقم علينا ذلك فجار من الناس لا دين لهم فشنعوا علينا وقذفونا بالكبائر ثم خرجوا إلى سبنا وضربنا ثم نادوا قد أجلناكم ثلاثة أيام فمن أقام بعدها أحل بنفسه العقوبة فخرجنا فوثبوا علينا قبل الاجل وضربونا واغرمونا الأموال فسألناهم ان يؤمنونا على أنفسنا فلم يفعلوا وامر صاحب البلد بقتلنا فهربنا فأخذوا حرمنا وسلبوهم سلبا قبيحا وانتهبوا منازلنا فلجأنا الى البادية فخرج ناس الى المعتضد بالله فشنعوا علينا فصدق مقالتهم وبعث الينا من يخاصمنا فدافعنا عن انفسنا فقويت وحشتنا من الخلق وأما ما ادعى علينا من ترك الصلاة وغيرها فلا يجوز قبول دعوى الاببينة واذا كان السلطان ينسبنا الى الكفر بالله تعالى فكيف يسألنا أن ندخل فى طاعته فلما وصل كتابهم كتب الوزير اليهم كتابا جميلا يعدهم فيه بالخير
وفى هذه السنة جرت ملاحة بين ابن الجصاص وابراهيم بن احمد المادرائى فقال ابراهيم بن احمد مائة الف دينار من مالى صدقة لقد ابطلت فى الذى حكيته عنى فقال له ابن الجصاص قفيز دنانير من مالى صدقة لقد صدقت وابطلت فى قولك فقال المادرائى من جهلك انك لا تعلم ان مائة الف دينارا اكثر من قفيز فعجب الناس من كلامهما واعتبر هذا فاذا القفيز سنة وتسعون الف دينار وفى هذه السنة قبض بالسوس على الحسين بن منصور الحلاج وحصل فى يد عبد الرحمن خليفة على بن احمد الرأسى واخذت له كتب ورقاع فيها اشياء مرموزة ثم حمل فأدخل مدينة السلام على جمل ومعه غلام له على جمل آخر مشتهرين ونودى عليه هذا احد دعاة القرامطة فاعرفوه وحبس ثم احضره الوزير على بن عيسى وناظره فلم يجده يقرأ القرآن ولا يعرف من الفقه شيئا ولا من الحديث ولا من الاخبار ولا الشعر ولا اللغة فقال له على بن

عيسى تعلمك الطهور والفروض اجدى عليك من رسائل لا تدرى ما تقول فيها كم تكتب ويلك الى الناس تبارك دو النور الشعشعانى ما احوجك الى الادب ثم امر به فصلب حيا فى الجانب الشرقى فى مجلس الشرطة ثم فى الجانب الغربى حتى رآه الناس ثم حمل الى دار السلطان فحبس بها فاستمال بعض اهلها باظهار السنة حتى مالوا اليه وصاروا يتبركون به ويستدعون الدعاء قال مؤلفه وستأتى اخباره ان شاء الله تعالى
وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك ووقع وباء فى آخر السنة ببغداد خصوصا فى الحربية حتى غلقت اكثر دورها ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
173 - ابراهيم بن محمد بن الهيثم ابو القاسم القطيعى كان يسكن قطيعة عيسى بن على وحدث عن جماعة روى عنه القاضى المحاملى وابو الحسين بن المنادى والخطبى وغيرهم وقال الدارقطنى هو ثقة صدوق انبانا عبد الرحمن انبأنا احمد بن على بن ثابت قال اخبرنا محمد بن عبد الواحد قال حدثنا محمد بن العباس قال قرىء على ابن المنادى وانا اسمع قال ابو القاسم ابراهيم بن محمد القطيعى مات فى جمادى الآخرة سنة احدى وثلثمائة وكان حسن المعرفة بالحديث ثقة متيقظا منزله بالجانب الغربى من قطيعة عيسى كتب عنه الناس
174 - ابراهيم بن خالد الشافعى جمع العلم والزهد ومن تلامذته ابو بكر الاسماعيلى توفى فى هذه السنة
175 - اسماعيل بن يعقوب بن اسحاق ابن البهلول ابو الحسن التنوخى الانبارى ولد بها سنة اثنتين وخمسين

ومائتين وورد بغداد فحدث بها عن عبد الله بن احمد ومحمد بن عثمان بن ابى شيبة وغيرهما وكان حافظا للقرآن عالما بانساب اليمن كثير الحديث ثقة صدوقا وتوفى بالانبار فى هذه السنة
176 - جعفر بن محمد بن الحسن ابن المستفاض ابو بكر الفريابى قاضى الدينور طاف البلاد شرقا وغربا فى طلب العلم ولقى الاعلام وسمع بخراسان وما وراء النهر واستوطن بغداد وحدث عن هدبة وابن المدينى وبندار وابى كريب وقتيبة وخلق كثير روى عنه ابو الحسين ابن المنادى واحمد بن سلمان النجاد وابو بكر الشافعي وغيرهم وكان ثقة حجة أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر احمد بن على قال اخبرنا احمد بن محمد العتيقى قال بلغنا عن شيخنا ابى حفص عمر بن على الزيات قال لما ورد جعفر الفريابى الى بغداد استقبل بالطيارات والزبازب ووعد له الناس الىشارع المنار بباب الكوفة ليسمعوا منه فاجتمع الناس فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث فقبل نحو ثلاثين الفا وكان المستملون ثلثمائة وستة عشر قال العتيقى وسمعت شيخنا ابا الفضل الزهرى يقول سمعت جعفر بن محمد الفريابى كان فى مجلسه من اصحاب المحابر يكتب حدود عشرة آلاف انسان ما بقى منهم غيرى سوى من كان لا يكتب
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على حدثنا عبيد الله بن عمر بن احمد الواعظ عن ابيه قال سمعت ابا الحسن محمد بن جعفر بن محمد الفريابى يقول ولد أبى سنة سبع ومائتين وتوفى فى ليلة الاربعاء فى المحرم سنة احدى وثلثمائة وهو ابن اربع وتسعين سنة وكان قد حفر لنفسه قبرا فى مقابر ابى ايوب قبل موته بخمس سنين فكان

يمر اليه فيقف عنده ولميقض أن يدفن فيه
177 - الحسن بن الحباب ابن مخلد بن محبوب ابو على المقرىء الدقاق سمع لوينا وغيره وكان يقرىء بقراءة ابى عمرو روى عنه ابن المنادى وكان ثقة توفى فى يوم التروية يوم جمعة ودفن يوم عرفة من هذه السنة وقد قارب التسعين
178 - الحسن بن سليمان ابن نافع ابو معشر الدارمي البصرى سكن بغداد وحدث بها عن ابى الربيع الزهرانى وهدبة روى عنه ابن قانع وابو بكر الشافعى وقال الدارقطنى ثقة توفى فى جمادى الآخرة من هذه السنة ودفن فى مقابر باب الكوفة
179 - عبد الله بن على بن محمد ابن عبد الملك بن ابى الشوارب من سروات السلالة وله ندر وجلالة استقضاه والمكتفى بالله على مدينة المنصور فى سنة اثنتين وتسعين ومائتين فما زال كذلك الى سنة ست وتسعين فان المقتدر نقله الى الجانب الشرقى وتوفى بالسكتة فى هذه السنة وقيل سنة ثمان وتسعين ومائتين
180 - عبد الله بن محمد بن ناجية ابن نجية ابو محمد البربرى سمع سويد بن سعيد وأبا بكر بن أبى شيبة روى عنه ابن الانبارى وابن مقسم والشافعى وكان ثقة ثبتا فاضلا مشهورا بالطلب مكثرا الا أنه اشتهر بصحبة الكرابيسى وتوفى فى رمضان هذه السنة
181 - على بن احمد الراسبى كان اليه الاعمال من حد واسط الى حد شهرزورو وكان يتقلد جندى سابور

والسوس وبا درايا وباكسايا الى آخر حدودها وكان ضمانه الى آخر عمله بالف الف دينار واربعمائة وألف دينار كل سنة فتوفى فى هذه السنة وورد الخبر بوفاته فى جمادى الآخرة وخلف من العين الف الف دينار وآنية ذهب وفضة بقيمة مائة الف دينار ومن الخيل والبغال والجمال الف رأس ومن الخز الف ثوب وقيل انه كان له ثمانون طرازا ينسج فيها الثياب
182 - محمد بن احمد بن محمد بن أبى بكر ابن على بن مقدم ابو عبد الله القاضى المقدمى مولى ثقيف سمع عمرو بن على الفلاس ويعقوب الدورقى وبندار وغيرهم وكان ثقة وتوفى فى غرة شوال هذه السنة
183 - محمد بن جعفر بن عبد الله ابن جابر بن يوسف ابو جعفر الراشدى سمع عبد الاعلى بن حماد النرسى وحدث عن ابى بكر الاثرم وروى عنه ابو بكر بن مالك القطيعى وكان ثقة وتوفى فى محرم هذه السنة
184 - محمد بن جعفر بن سعيد ابو بكر الجوهرى حدث عن الحسن بن عرفة وروى عنه على بن الحسن بن المثنى العنبرى
185 - محمد بن حبان بن الازهر ابو بكر الباهلى البصري حدث عن ابى عاصم النبيل وروى عنه ابو بكر الجعابى قال عبد الغنى الحافظ يحدث بمناكير وقال الصورى هوضعيف انبأنا القزاز انبأنا ابو بكر بن ثابت قال انبأنا البرقانى قال سمعت عبد الله بن ابراهيم الابندونى يقول

ابن حبان لا بأس به ان شاء الله تعالى
186 - محمد بن عبد الله بن على ابن محمد بن عبد الملك بن ابى الشوارب يعرف بالاحنف كان يخلف اباه على القضاء بمدينة السلام وكان سريا جميلا واسع الاخلاق وتوفى فى جمادى الاولى من هذه السنة وتوفى ابوه فى رجبها فكان بينهما فى الوفاة ثلاثة وسبعون يوما ودفنا فى موضع واحد بالقرب من مقابر باب الشام
سنة ثم دخلت سنة اثنتين وثلثمائة
فمن الحوادث فيها انه فى اول يوم من المحرم ورد كتاب ابى الحسن نصر بن احمد صاحب خراسان انه واقع عمه اسحاق بن اسماعيل فأخذه اسيرا فخلع على رسوله وحملت اليه الخلع لولاية خراسان
وفى صفر قرىء على المنابر كتاب بفتح بلاد الروم وورد من بشر الخادم كتاب يذكر فيه ما فتح من حصون الروم وما غنم وسبى وانه اسرى من البطارقة مائه وخمسين
وفى جمادى الاولى ختن المقتدر خمسة من اولاده ونثر عليهم خمسة آلاف دينار عينا ومائة الف درهم ورقا ويقال انه بلغت النفقة فى هذا الختان ستمائة الف دينار وختن قبل ذلك جماعة من الايتام وفرقت فيهم دراهم وكسوة
وفى هذا الشهر قبض على ابى عبد الله بن الجصاص الجوهري وأخذ منه ما قدره ستة عشر الف الف دينار عينا وورقا وآنية وثيابا وخيلا وخذما وفى شهر رمضان أدخل اولاد المقتدر الكتاب وكان المؤدب ابو اسحاق ابراهيم ابن السرى الزجاج
وفى ذى القعدة دخل رجل الى المقتدر وادعى انه ابن الرضا العلوى فكشف

عن حاله فصح انه ابن الضبعى فشهر فى الجانبين وحبس وخرج على الحاج رجل علوى ومعه بنو صالح بن مدرك الطائى فقطعوا عليهم الطريق وتلف خلق كثير من الحاج بالقتل والعطش وخرج اعراب على الحاجز على المنصرفين من مكة فأخذوا ما معهم من العين والامتعة واستاقوا من جمالهم ما ارادوا وأخذوا من النساء مائتين وثمانين امرأة حرائر سوى المماليك وكان الذى حج بهم الفضل بن عبد الملك وفى هذه السنة اتخذ على بن عيسى المارستان بالحربية وانفق عليه من مالة ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
187 - احمد بن محمد بن سلام بن عبدويه ابو بكر البغدادى سكن مصر وحدث بها عن داود بن رشيد ولوين وغيرهما روى عنه ابو سعيد بن يونس وقال توفى بمصر فى جمادى الآخرة من هذه السنة وكان رجلا فاضلا من خيار خلق الله عز و جل
188 - احمد بن يونس بن عبد الاعلى ابن موسى الصدفى يكنى ابا الحسن ولد فى ذى القعدة سنة اربعين ومائتين وتوفى اول يوم من رجب هذه السنة كان من البكائين حدث عن ابيه وغيره
189 - اسحاق بن ابراهيم بن ابى حسان ابو يعقوب الانماطى سمع احمد بن ابى الحوارى وغيره روى عنه ابو عمرو بن السماك واسماعيل الخطبى وابن مقسم وقال الدارقطنى هو ثقة وتوفى فى محرم هذه السنة
190 - بشر بن نصر بن منصور ابو القاسم الفقيه سكن مصر اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر

ابن ثابت قال حدثنى محمد بن على الصورى اخبرنا محمد بن عبد الرحمن الازدى حدثنا عبد الواحد محمد بن مسرور حدثنا ابو سعيد بن يونس قال بشر بن نصر ابن منصور الفقيه على مذهب الشافعى يعرف بغلام عرق وعرق خادم من خدم السلطان كان على البريد بمصر وكان بشر بن نصر قد قدم معه فى جملة من قدم من بغداد وكان فقيها متضلعا دينا توفى بمصر سنة اثنتين وثلثمائة وقد سمعت منه
191 - بدعة جارية عريب كانت مغنية وقد كان اسحق بن ايوب بذل لمولاتها فى ثمنها مائة الف دينار وللسفير بينهما عشرين الف دينار فدعتها فأخبرتها بالحال فلم تؤثر البيع فأعتقتها من وقتها وماتت لست بقين من ذى الحجة من هذه السنة وصلى عليها ابو بكر بن المهتدى وخلقت مالا كثيرا وضياعا ما ملكها رجل قط
192 - حمزة بن محمد بن عيسى بن حمزة ابو على الكاتب جرجانى الاصل سمع من نعيم بن حماد روى عنه الجعابى وكان ثقة توفى فى رجب هذه السنة وقد قارب المائة
193 - الحسن بن على بن موسى ابن هارون ابو على النحاس النيسابورى حدث وكان ثقة صالحا توفى بمصر فى هذه السنة
194 - عبد الله بن الصقر ابن نصر بن موسى بن هلال ابو العباس السكرى سمع ابراهيم بن المنذر الحزامى وروى عنه جعفر الخلدى وابن مالك القطيعى وكان صدوقا ثقة توفى فى جمادى الاولى من هذه السنة

195 - عبد الله بن محمد ابن ياسين ابو الحسن الفقيه الدورى سمع من بندار روى عنه ابو بكر الشافعى وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة
196 - موسى بن القاسم ابن ابراهيم ابو الحسن العلوى كتب الحديث وسمع الكثير وكتب عنه وكان رجلا صالحا متواضعا يلزم الجامع وتوفى بمصر فى رمضان هذه السنة
197 - بشر بن ابراهيم ابن خلف الاندلسى كان فقيها ثقة وتوفى فى هذه السنة بالاندلس
سنة ثم دخلت سنة ثلاث وثلثمائة
فمن الحوادث فيها ان المقتدر بالله وقف كثيرا من المستغلات السلطانية على الحرمين واحضر القضاة والعدول واشهدهم على نفسه بذلك
وفى يوم الاربعاء لتسع خلون من رمضان انقطع كرسى الجسر والناس عليه فغرق خلق كثير وفى ليلة الجمعة لثمان بقين من رمضان انقض كوكب عظيم وبقى ضوؤه ساعة كالمقياس وفيها اوقع ورقاء بن محمد بالاعراب بناحية الأجفر فقتل جماعة واستأسر جماعة وقدم بهم فوثبت العامة على الاسارى فقتلتهم وضرب رجل منهم بالسياط فى باب العامة وقيل انه صاحب حصن الحاجر وان الحاج استجاروا به فوصل اليه من امتعتهم شيء كثير ووقع حريق فى سوق النجارين بباب الشام فاحترقت السوق باهلها ووقعت شرارات فى منارة الجامع بالمدينة فاحترقت

وفى ذى الحجة حم المقتدر وافتصد وبقى محموما ثلاثة عشر يوما ولم يمرض فى ايام خلافته غير هذه المرضة الا مالا يخلو منه الاصحاء من التياث قريب وكان يفتصد كثيرا واما دواء الاسهال فلم يشربه قط
وحج بالناس الفضل بن عبد الملك ونظر على بن عيسى بعين رأيه الى أمر القرامطة فخافهم على الحاج وغيرهم فشغلهم بالمكاتبة والمراسلة والدخول فى الطاعة وهاداهم واطلق لهم التسويق بسيراف فكفهم بذلك فخطأه الناس ونسبوه الى موالاتهم فلما رأوا ما فعل القرامطة بعده بالناس علموا صواب رأيه ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
198 - احمد بن شعيب ابن على بن سنان بن بحر ابو عبد الرحمن النسائى الامام كان اول رحلته الى نيسابور فسمع اسحاق بن ابراهيم الحنظلى والحسين بن منصور ومحمد بن رافع واقرانهم ثم خرج الى بغداد فأكثر عن قتيبة وانصرف على طريق مرو فكتب عن على ابن حجر وغيره ثم توجه الى العراق فكتب عن أبى كريب واقرانه ثم دخل الشام ومصر وكان اماما فى الحديث ثقة ثبتا حافظا فقيها وقال الدارقطنى النسائى يقدم على كل من يذكر بهذا العلم من اهل عصره
انبأنا زاهر بن طاهر انبأنا ابو بكر البيهقى اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال حدثنى محمد بن اسحاق الاصبهانى قال سمعت مشايخنا بمصر يذكرون ان ابا عبد الرحمن فارق مصرفى آخر عمره وخرج الى دمشق فسئل عن معاوية وما ورى فى فضائله فقال لا يرضى معاوية رأسا براس حتى يفضل و كان يتشيع فما زالوا يدفعون فى خصيته حتى اخرج من المسجد ثم حمل الى الرملة فمات فدفن بها سنة

ثلاث وثلثمائة قال الحاكم وحدثنى على بن عمر الحافظ انه لما امتحن بدمشق قال احملونى الى مكة فحمل الى مكة فتوفى بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وكانت وفاته فى شعبان هذه السنة وقال ابو سعيد بن يونس المصرى توفى بفلسطين فى صفر هذه السنة
199 - احمد بن عمر بن المهلب ابو الطيب البزاز البغدادى توفى بمصر فى ربيع الآخر من هذه السنة
200 - احمد بن على بن احمد ابو الطيب المادرائى الكاتب ولد بسامرا وقدم به مصر صغيرا واكثر من كتابة الحديث وكان يتدين وولى خراج مصر وتوفى بها فى جمادى الآخرة من هذه السنة
201 - جعفر بن محمد بن عيسى ابو الفضل المعروف بالقبورى حدث عن سويد بن سعيد روى عنه الشافعى وابن الصواف وكان ثقة توفى فى ربيع الآخر من هذه السنة
202 - الحسن بن سفيان ابن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء ابو العباس الشيبانى النسوى محدث خراسان فى عصره رحل البلدان وسمع الكثير فسمع بخراسان حبان بن موسى واسحاق بن ابراهيم وقتيبة وعلى بن حجر فى آخرين وسمع ببغداد احمد بن حنبل ويحيى بن معين وابا خيثمة فى آخرين وسمع بالبصرة ابا كامل وهدبة وشيبان بن فروخ فى آخرين وسمع بالكوفة من ابى بكر بن ابى شيبة فى آخرين وبالحجاز ابراهيم بن المنذر الحزامى وبمصر هارون بن سعيد الأيلى وابا طاهر وحرملة فى آخرين وبالشام صفوان بن صانع وهشام بن خالد والمسيب بن واضح وهشام بن عمار فى آخرين وصنف المسند الكبير والجامع والمعجم

وروى مصنفات ابن المبارك وتفقه على ابى ثور وكان يفتى على مذهبه وأخذ الادب عن اصحاب النضر بن شميل واليه كانت الرحلة بخراسان حدثنا محمد بن ناصر الحافظ من لفظه قال اخبرنا ابو محمد الحسن بن احمد السمرقندى اجازة اخبرنا ابو نعيم بشرويه بن محمد بن ابراهيم المعقلى قال حدثنى ابو نصر احمد بن جعفر الأسفرائني قال حدثنا ابو الحسن الصفار الفقيه قال كنا عند الحسن بن سفيان النسوى وقد اجتمع لديه طائفة من اهل الفضل ارتحلوا اليه من البلاد البعيدة مختلفين الى مجلسه لاقتباس العلم وكتابة الحديث فخرج يوما الى مجلسه الذى كان يملى فيه الحديث فقال اسمعوا ما اقول لكم قبل ان نشرع فى الاملاء قد علمنا انكم طائفة من ابناء النعم واهل الفضل هجرتم اوطانكم وفارقتم دياركم واصحابكم فى طلب العلم واستفادة الحديث فلا يخطرن ببالكم انكم قضيتم بهذا التجشم للعلم حقا اواديتم بما تحملتم من الكلف والمشقة من فروضه فرضا فإنى احدثكم ببعض ما تحملته فى طلب العلم من المشقة والجهد وما كشف الله سبحانه وتعالى عنى وعن اصحابى ببركة العلم وصفو العقيدة من الضيق والضنك اعلموا انى كنت فى عنفوان شبابى ارتحلت من وطنى اطلب العلم واستملاء الحديث فاتفق حصولى باقصى المغرب ودخولى مصر فى سبعة نفر من اصحابى طلبة العلم وسامعى الحديث وكنا نختلف الى شيخ كان ارفع اهل عصره فى العلم منزلة وارواهم للحديث واعلاهم اسنادا وأصحهم رواية وكان يملى علينا كل يوم مقدارا يسيرا من الحديث حتى طالت المدة وخفت النفقة ودعتنا الضرورة الى بيع ما صحبنا من توب وخرقة الى ان لم يبق لنا ما نرجو به حصول قوت يوم وطوينا ثلاثة ايام بلياليهن لم يذق احد منا فيها شيئا واصبحنا بكرة اليوم الرابع بحيث لا حراك بأحد منا من الجوع واحوجت الضرورة الى كشف قناع الحشمة وبذل الوجه للسؤال فلم تسمح بذلك انفسنا ولم تطب قلوبنا وأنف كل واحد منا من ذلك والضرورة تحوج ألى السؤال على كل حال فوقع اختيار الجماعة على كتبة رقاع بأسمائنا وارسالها رقعة رقعة فى الماء فمن ارتفع اسمه كان هو القائم بالسؤال

واستماحة القوت لنفسه ولجميع اصحابه فارتفعت الرقعة التى اشتملت على اسمى فتحيرت ودهشت ولم تسامحنى نفسى بالمسأله واحتمال المذلة فعدلت الى زاوية من المسجد اصلى ركعتين طويلتين وادعو الله سبحانه بأسمائه العظام وكلماته الرفيعة لكشف الضرر وسياقة الفرج فلم اخرج من الصلاة حتى دخل المسجد شاب حسن الوجه نظيف الثوب طيب الرائحة يتبعه خادم فى يده منديل فقال من منكم الحسن بن سفيان فرفعت رأسى من السجدة وقتلت انا الحسن بن سفيان فما الحاجة فقال ان الامير طولون صاحبى يقرئكم السلام والتحية ويعتذر اليكم من الغفلة عن تفقد احوالكم والتقصير الواقع فى رعاية حقوقكم وقد بعث بما يكفى نفقة الوقت وهو زائر كم غدا بنفسه ومعتذر اليكم بلفظه ووضع بين يدى كل واحد مناصرة فيها مائة دينار فتعجبنا من ذلك وتحيرنا جدا وقلت للشاب ما القصة في هذا فقال أنا أحد خدم الأمير طولون المختصين به دخلت عليه بكرة يومي هذا مسلما فى جملة اصحابى فقال لى وللقوم انى احب ان اخلو يومى هذا فانصرفوا انتم الى منازلكم فانصرفت انا والقوم فلما عدت الى منزلى لم يستو قعودى حتى اتانى رسول الامير مسرعا مستعجلا يطلبنى حثيثا فأجبته مسرعا فوجدته منفردا فى بيت واضعا يمينه على خاصرته لوجع ممض اعتراه فى داخل حشاه فقال اتعرف الحسن بن سفيان واصحابه فقلت لا فقال اقصد المحلة الفلانية والمسجد الفلانى واحمل هذه الصرر وسلمها اليه والى اصحابه فانهم منذ ثلاثة ايام جياع بحالة صعبة ومهد عذرى لديهم وعرفهم انى صبيحة الغد زائرهم ومعتذر شفاها اليهم فقال الشاب وسالته عن السبب الذى دعاه الى هذا فقال دخلت الى هذا البيت منفردا على ان استريح ساعة فلما هدأت عينى رأيت فى المنام فارسا فى الهواء متمكنا تمكن من يمشى على بساط الارض وبيده رمح فجعلت انظر اليه متعجبا حتى نزل الى باب هذا البيت ووضع سافلة رمحه

على خاصرتى وقال قم ادرك الحسن بن سفيان واصحابه قم فأدركهم قم فأدركهم فانهم منذ ثلاثة ايام جياع فى المسجد الفلانى فقلت له من انت فقال انا رضوان صاحب الجنة ومنذ اصابت سافلة رمحه خاصرتى اصابنى وجع شديد لا حراك لى معه فعجل ايصال هذا المال اليهم ليزول هذا الوجع عنى قال الحسن فتعجبنا من ذلك وشكرنا الله تعالى واصلحنا احوالنا ولم تطب نفوسنا بالمقام لئلا يزورنا الامير ولئلا تطلع الناس على اسرارنا فيكون ذلك سبب ارتفاع اسم وانبساط جاه ويتصل ذلك بنوع من الرياء والسمعة فخرجنا تلك الليلة من مصر واصبح كل واحد منا واحد عصره وقريع دهره فى العلم والفضل فلما اصبح الامير طولون جاء لزيارتنا فأخبر بخروجنا فأمر بابتياع تلك المحلة باسرها واوقفها على ذلك المسجد وعلى من ينزل به من الغرباء واهل الفضل وطلبة العلم نفقة لهم حتى لا تختل امورهم ولا يصيبهم من الخلل ما اصابنا وذلك كله لقوة الدين وصفو الاعتقاد والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق انبأنا زاهر بن طاهر اخبرنا ابو بكر البيهقى اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال سمعت ابا بكر محمد بن داود بن سليمان يقول كنا عند الحسن بن سفيان فدخل عليه ابو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة وابو عمر الحيرى وابو بكر احمد بن على الحافظ فقال له ابو بكر بن على قد كتبت للاستاذ ابى بكر محمد بن اسحاق هذا الطبق من حديثك فقال هات واقرأ فأخذ يقرأ فلما قرأ احاديث ادخل اسنادا منها فى اسناد فرده الحسن الى الصواب فلما كان بعد ساعة وقال له فى الثالثة يا هذا لا تفعل فقد احتملتك مرتين وهذه الثالثة وانا ابن تسعين سنة فاتق الله فى المشايخ فربما استجيب فيك دعوة فقال له ابو بكر بن اسحاق مه لا تؤذ الشيخ فقال ابو بكر بن على انما اردت ان يعلم الاستاذ أن ابا العباس يعرف حديثه

قال الحاكم وسمعت ابا عمرو بن ابى جعفر يقول سمعت ابا بكر بن على الرازى يقول فى حياة الحسن بن سفيان ليس للحسن فى الدنيا نظير قال الحاكم وسمعت ابا عبد الله محمد بن عبد الله الصفار يقول سمعت الحسن بن سفيان يقول كلما ورد فى الحديث العبسى فهو كوفى وكلما ورد عيشى فهو بصرى وكلما ورد عنسى فهو مصرى توفى الحسن بن سفيان فى هذه السنة
203 - رويم بن احمد وقيل ابن محمد بن رويم بن يزيد وفى كنيته ثلاثة اقوال ابو الحسن ابو الحسين وابو محمد وكان عالما بالقرآن ومعانيه وكان يتفقه لداود بن على
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا اسماعيل بن احمد الحيرى اخبرنا محمد بن الحسين السلمى قال سمعت احمد بن ابراهيم يحكى عن ابى عمرو الزجاجى قال نهانى الجنيد ان ادخل على رويم فدخلت عليه يوما وكان قد دخل فى شىء من امور السلطان فدخل عليه الجنيد فرآنى عنده فلما خرجنا قال الجنيد كيف رأيته يا خراسانى قلت لا ادرى قال ان الناس يتوهمون ان هذا نقصان فى حاله ووقته وما كان رويم اعمر وقتا منه فى هذه الأيام ولقد كنت اصحبه بالشونيزية فى حاله الاول وكنت معه فى خرقتين وهو الساعة اشد فقرا منه فى تلك الحالة وفى تلك الايام انبأنا محمد بن أبى طاهر البزاز عن ابى القاسم على ابن المحسن التنوخى عن أبيه قال حدثنا ابو اسحاق ابراهيم بن احمد بن محمد الطبرى قال سمعت جعفرا الخلدى يقول من أراد أن يستكتم سرا فليستكتم كما فعل رويم كتم حب الدنيا اربعين سنة فقيل له كيف قال كان يتصوف اربعين سنة فولى بعد اسماعيل بن اسحاق القاضى قضاء بغداد وكانت بينهما مودة

وكبدة فجذبه اليه وجعله وكيلا على بابه فترك التصوف ولبس الخز والقصب والدبيقى وركب وأكل الطيبات وبنى الدور واذا هو كان يكتم حب الدنيا لما لم يجدها فلما وجدها اظهر ما كان يكتم من حبها توفى رويم فى هذه السنة
204 - زهير بن صالح بن احمد بن حنبل حدث عن ابيه روى عنه النجاد قال الدارقطنى هو ثقة وتوفى فى ربيع الاول من هذه السنة وهو حدث
205 - عمر بن الوليد اسماعيل بن مالك ابو حفص السقطى سمع بشر بن الوليد وداود بن رشيد وعثمان أبى شيبة روى عنه الخطبى وابن الصواف وكان شيخا صالحا ثقة توفى فى جمادى الاولى من هذه السنة
206 - محمد بن عبد الوهاب بن سلام ابن خالد بن حمران بن ابان مولى عثمان بن عفان رضى الله عنه ابو على الجبائى المتكلم امام المعتزلة ولد سنة خمس وثلاثين ومائتين وتوفى فى شعبان هذه السنة
207 - محمد بن ابراهيم ابو جعفر الغزال يلقب سمسمة حدث عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمى وروى عنه الاسماعيلى وتوفى فى نصف رجب من هذه السنة يوم الجمعة
208 - محمد بن الحسن بن العلاء ابو عبد الله السمسار يعرف بالخواتمى حدث عن ابى بكر بن ابى شيبة وغيره

وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة
209 - محمد بن خالد الاجرى كان عبدا صالحا اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن ثابت اخبرنى ابو نعيم الحافظ اخبرنا جعفر الخلدى فى كتابه الى قال حدثنى محمد بن خالد الآجرى قال كنت اعمل الآجر فبينا انا كنت امشى بين الشراج المضروبة اذا سمعت شرجا يقول لشرج عليك السلام الليلة أدخل النار قال فنهيت الآجريين ان يطرحوها فى النار وبقيت حبالها وما عملت بعد ذلك شيئا
سنة ثم دخلت سنة سنة اربع وثلثمائة
فمن الحوادث فيها انه اضطرب امر ابى الحسن على بن عيسى بن الجراح وجرت بينه وبين ام موسى القهرمانة نفرة شديدة فامتنع من كلامها وواصل الاستعفاء فقبض عليه وعلى انسابه ونهبت دورهم دونه ولم يتعرض لشىء من املاكه واخرج ابو الحسن على بن محمد بن الفرات فقلد الوزارة وخلع عليه يوم التروية سبع خلع وحمل اليه من دار السلطان ثلثمائة الف درهم وعشرون خادما وثلاثون دابة لرحله وخمسون دابة لغلمانه وخمسون بغلا لنقله وبغلان للعمارية بقبابها وثلاثون جملا وعشر تخوت ثياب وركب معه مؤنس الخادم وغلمان المقتدر بالله وصار الى داره بسوق العطش وردت عليه ضياعه واقطع الدار التى بالمخرم فسكنها وسقى الناس فى داره فى ذلك اليوم وتلك الليلة اربعون الف رطل من الثلج وزاد ثمن الشمع والكاغد يومئذ فكان هذا من فضائله وكان بين اعتقاله وبين رجوعه الى الوزارة خمس سنين واربعة ايام وسمع بعض العوام يوم خلع عليه يقول والك خذ اليك أخذوا منا

مصحفا واعطونا طنبورا فبلغ ذلك الخليفة فكان ذلك سبب الاحسان الى على ابن عيسى وحسن النية فيه الى ان اخرج عن الحبس وفى فصل الصيف من هذه السنة تقزع الناس من شىء من الحيوان يسمى الزبزب ذكروا انهم يرونه بالليل على سطوحهم وانه ياكل أطفالهم وربما قطع يد الانسان اذا كان نائما وثدى المرأة فيأكله فكانوا يتحارسون طول الليل ويتزاعقون ويضربون الطسوت والهواوين والصوانى ليفزعوه فيهرب وارتجت بغداد من الجانبين بذلك واصطنع الناس لأطفالهم مكابا من سعف يكبونها عليهم بالليل ودام ذلك حتى اخذ السلطان حيوانا ابلق كأنه من كلاب الماء وذكروا انه الزبزب وانه صيد فصلب عند راس الجسر الاعلى بالجانب الشرقى فبقى مصلوبا الى ان مات فلم يغن ذلك شيئا وتبين الناس انه لا حقيقة لما توهموه فسكنوا الا ان اللصوص وجدوا فرصة بتشاغل الناس بذلك الامر وكثرت النقوب واخذ الاموال
وورد الخبر فى هذه السنة من خراسان انه وجد لقندهار فى ابراج سورها ازج متصل بها فيه الف راس فى سلاسل من هذه الرؤوس تسعة وعشرون رأسا فى اذن كل رأس رقعة مشدودة بخيط ابريسم باسم كل رجل منهم وكان من الاسماء شريح بن حيان وخباب بن الزبير والخليل بن موسى وطلق بن معاذ وحاتم بن حسنة وهانىء بن عروة وفى الرقاع تاريخ من سنة سبعين من الهجرة فوجدوا على حالاتهم لم تتغير شعورهم الا ان جلودهم قد جفت وقلد سنان ابن ثابت الطبيب امر المارستانات ببغداد وكانت خمسة ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
210 - ابراهيم بن عبد الله بن محمد ابن ايوب ابو اسحاق المخرمى حدث عن القواريرى وسرى السقطى وغيرهما

قال ابو بكر الاسماعيلي كان صدوقا وقال الدارقطنى ليس بثقة حدث عن قوم ثقات احاديث باطلة وتوفى فى رمضان هذه السنة
211 - ابراهيم بن موسى ابن اسحاق ابو اسحاق الجوزى المعروف بالتوزى سمع بشر بن الوليد القاضى وعبد الاعلى بن حماد النرسى ومجاهد بن موسى وابنى أبى سيبة فى آخرين روى عنه ابو الحسين بن المنادى وابو على ابن الصواف وغيرهما وكان ثقة صدوقا توفى فى جمادى الآخرة من هذه السنة وقيل بل في سنة ثلاث
212 - اسحاق بن ابراهيم بن يونس ابن موسى ابو يعقوب المعروف بالمنجنيقى الوراق حدث عن هناد وابى كريب وغيرهما روى عنه جعفر الخلدى والطبرانى وكان صدوقا صالحا زاهدا صالحا زاهدا وتوفى بمصرفى جمادى الآخرة من هذه السنة
213 - طاهر بن عبد العزيز ابو الحسن الاندلسى الرعينى سمع من على بن عبد العزيز واسحاق الدبرى وكان عاتلافهما عارفا باللغة وتوفى فى هذه السنة
214 - عبد العزيز بن محمد بن دينار ابو محمد الفارسى سمع داود بن رشيد روى عنه ابو على الصواف وكان ثقة صادقا عابدا زاهدا صالحا توفى فى هذه السنة
215 - محمد بن احمد بن خالد ابن شيرزاذ البورانى قاضى تكريت حدث ببغداد عن القاسم بن يزيد صاحب وكيع واحمد بن منيع ولوين وغيرهم
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال حدثنى على بن محمد

ابن نصر الدينورى قال سمعت حمزة بن يوسف السهمى يقول سألت الدارقطنى عن محمد بن احمد بن خالد البورانى فقال لا بأس به ولكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء قال ابن ثابت وقرأت فى كتاب محمد بن المظفر بخطه توفى ابو بكر البورانى يوم الاحد قبل الظهر ودفن العصر فى مقابر القطيعة لثمان خلون من صفر سنة اربع وثلثمائة
216 - محمد بن احمد بن الهيثم ابن منصور ابو جعفر الدورى سمع اباه ومحمد بن عبد الملك الدقيقى وغيرهما روى عنه ابو بكر الشافعى ومحمد بن المظفر وغيرهما وكان ثقة وتوفى يوم السبت لثمان خلون من المحرم من هذه السنة
217 - محمد بن احمد بن الهيثم ابن صالح بن عبد الله بن الحصين بن علقمة بن لبيد بن نعيم بن عطارد بن حاجب ابن زرارة ابو الحسن التميمى المصرى يلقب فروجة قدم بغداد وحدث بها عن جماعة من المصريين روى عنه الجعابى ومحمد بن المظفر وغيرهما وكان ثقة حافظا وتوفى فى هذه السنة
218 - محمد بن الحسين بن خالد ابو الحسن القنبيطى سمع ابراهيم بن سعيد الجوهرى ويعقوب الدورقى روى عنه ابو على ابن الصواف وكان ثقة توفى ليلة الثلاثاء لليلتين خلتا من صفر هذه السنة
219 - يوسف بن الحسين بن على ابو يعقوب الرازى صحب ذا النون المصرى وسمع احمد بن حنبل روى عنه ابو بكر النجاد

اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال حدثنى عبد العزيز ابن ابى طاهر الصوفى قال اخبرنا ابو طالب عقيل بن عبيد الله بن احمد السمسار اخبرنا ابو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازى قال سمعت يوسف ابن الحسين يقول قيل لى ان ذا النون المصرى يعرف اسم الله الاعظم فدخلت مصر فذهبت اليه فبصر بى وانا طويل اللحية ومعى ركوة طويلة فاستبشع منظرى فلم يلتفت الى فلما كان بعد ايام جاء اليه رجل صاحب كلام فناظر ذا النون فلم يقم ذا النون بالحجج عليه فأخذته الى وناظرته فقطعته فعرف ذو النون فضلي فقام الى وعانقنى وجلس بين يدى وهو شيخ وانا شاب وقال اعذرنى فلم اعرفك فعذرته وخدمته سنة فلما كان بعد رأس السنة قلت له يا استاذ قد خدمتك وقد وجب حقى عليك وقيل لى انك تعرف اسم الله الاعظم وقد عرفتنى فلا تجد له موضعا مثلى فأحب ان تعلمنى اياه قال فسكت عنى ذو النون ولم يجبنى وكأنه اومى الى انه يخبرنى قال فتركنى بعد ذلك ستة اشهر ثم اخرج الى من بيته طبقا ومكبة مشدودا فى منديل وكان ذو النون يسكن الجيزة فقال تعرف فلانا صديقنا فى الفسطاط قلت نعم قال فأحب ان تؤدى هذا اليه فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت امشى طول الطريق وانا متفكر فيه مثل ذى النون يوجه الى فلان ترى ايش هو قال فلم اصبر الى ان بلغت الجسر فحللت المنديل ورفعت المكبة فاذا فأرة قفزت من الطبق ومرت قال فاغتظت غيظا شديدا وقلت ذو النون يسخر بى وبوجه مع مثلى فأرة فرجعت على ذلك الغيظ فلما رآنى عرف ما بى فقال يا احمق انما جربناك إئتمنتك على فأرة فخنتنى فأتمنك على اسم الله الاعظم سرعنى فلا أراك اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على قال حدثنى عبد العزيز بن علي الازجى حدثنا محمد بن احمد قال سمعت ابا الحسن على بن ابراهيم الرازى يقول حكى لى ابو خلف الوزان عن يوسف بن الحسين انه رئى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لى ورحمنى

فقيل بماذا قال بكلمة او بكلمات قلتها عند الموت قلت اللهم انى نصحت الناس قولا وخنت نفسى فعلا فهب خيانة فعلى لنصح قولى توفى يوسف فى هذه السنة
220 - يموت بن المزرع بن يموت ابو بكر العبدى من عبد القيس بصرى قدم بغداد وحدث بها عن ابى عثمان المازنى وابى حاتم السجستانى وابى الفضل الرياشى وكان صاحب اخبار وآداب وملح وهو ابن اخت الجاحظ واسمه يموت ثم تسمى محمد فغلب الاسم الاول عليه اخبرنا ابو منصور القزاز قال انبأنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرنى محمد بن احمد اليزدى قال اخبرنى الحسين بن عمر بن محمد القاضى فى كتابه قال سمعت يموت بن المزرع يقول بليت بالإسم الذى سمانى به ابى فانى اذا عدت مريضا فاستأذنت عليه فقيل من ذا قلت انا ابن المزرع واسقطت اسمى مات يموت بطبرية وقيل بدمشق فى هذه السنة سنة 305 ثم دخلت سنة خمس وثلثمائة فمن الحوادث فيها انه قدم رسول ملك الروم فى الفداء والهدنة وكان الرسول غلاما حدث السن ومعه شيخ وعشرون غلاما فأقيمت له الانزال الواسعة ثم احضروا بعد ايام دار السلطان وادخلوا وقد عبىء لهم العسكر وصف بالأسلحة التامة وكانوا مائة وستين الفا ما بين فارس وراجل وكانوا من اعلى باب الشماسية الى الدار وبعدهم الغلمان الحجرية والخدم والخواص بالسمة الظاهرة والمناطق المحلاة وكانوا سبعة آلاف خادم منهم اربعة آلاف بيض وثلاثة آلاف سود وكان الحجاب سبعمائة حاجب وفى دجلة الطيارات والزبازب والسميرات بأفضل زينة وسار الرسول فمر على دار نصر القشورى الحاجب فرأى منظر عظيما فظنه الخليفة فداخلته

له هيبة حتى قيل له انه الحاجب وحمل الى دار الوزير فرأى اكثر مما رأى ولم يشك انه الخليفة فقيل له هذا الوزير وزينت دار الخليفة فطيف بالرسول فيها فشاهد ما هاله وكان الستور ثمانية وثلاثين الف ستر والديباج المذهب منها اثنا عشر الفا وخمسمائة وكانت البسط اثنين وعشرين الفا وكان فى الدار من الوحش قطعان تأنس بالناس وتأكل من ايديهم وكان هناك مائة سبع كل سبع بيد سباع ثم اخرج الى دار الشجرة وكانت شجرة فى وسط بركة فيها ماء صاف والشجرة ثمانية عشر غصنا لكل غصن منها شاخات كثيرة عليها الطيور والعصافير من كل نوع مذهبة ومفضضة واكثر قضبان الشجرة فضة وبعضها مذهب وهى تتمايل ولها ورق مختلف الالوان وكل شىء من هذه الطيور يصفر ثم ادخل الى الفردوس وكان فيه من الفرش والآلات مالا يحصى وفى دهاليزه عشرة آلاف جوشن مذهبة معلقة ويطول شرح ما شاهد الرسول من العجائب الى ان وصل الى المقتدر وهو جالس على سرير آبنوس قد فرش بالدبيقي المطرز وعن يمنة السرير تسعة عقود معلقة وعن يسرته تسعة اخرى من افخر الجواهر يعلو ضوؤها على ضوء النهار فلما وصل الرسولان الى الخليفة وقفا عنده على نحو مائة ذراع وعلى بن محمد بن الفرات قائم بين يديه والترجمان واقف يخاطب ابن الفرات وابن الفرات يخاطب الخليفة ثم اخرجا وطيف بهما فى الدار حتى اخرجا الى دجلة وقد اقيمت على الشطوط الفيلة مزينة والزرافة والسباع والفهود ثم خلع عليهما وحمل اليهما خمسون سقروتا فى كل سقروق بدرة عشرة آلاف درهم وورد من مرو كتاب على السلطان ان نفرا عثروا من سور مدينة مرو على نقب فكشفوا عنه الكبس فوصلوا الى ازج فأصابوا فيه الف رأس وفى اذن كل رأس رقعة كتب فيها اسم صاحبه

وفى هذه السنة ورد على السلطان هدايا جليلة من احمد بن هلال صاحب عمان وفيها انواع الطيب ورماح وطرائف من طرائف البحر وطائر اسود يتكلم بالفارسية والهندية افصح من الببغا وفيها قلد ابو عمر محمد بن يوسف القضاء بالحرمين وكتب له عهده وفيها ثارت فتنة بالبصرة وشغبوا على واليهم الحسن بن الخليل الفرغانى واحرق الجامع وقتل من العامة خلق عظيم وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
221 - اسماعيل بن اسحاق ابن الحصين ابن بنت معمر بن سليمان ابو محمد الرقى سكن بغداد وحدث عن احمد بن حنبل وغيره حدث عنه محمد بن المظفر الحافظ توفى فى هذه السنة وقيل سنت ست
222 - سليمان بن محمد ابن احمد ابو موسى النحوي المعروف بالحامض كان من علماء الكوفيين أخذ عن ثعلب وصحبه اربعين سنة وهو المقدم من اصحابه والذى جلس بعده فى مجلسه وصنف كتبا منها غريب الحديث وخلق الانسان والوحوش والنبات يروى عنه ابو عمر الزاهد وكان دينا صالحا وتوفى فى ذى الحجة من هذه السنة ودفن بباب التبن
223 - عبد الله بن صالح ابن عبد الله بن الضحاك ابو محمد البخارى سمع الحسن بن على الحلوانى ولو بنا وعثمان بن ابى شيبة روى عنه محمد بن المظفر وكان ثقة ثبتا صالحا توفى فى هذه السنة

224 - القاسم بن زكريا بن يحيى ابو بكر المقرىء المعرف بالمطرز سمع سويد بن سعيد وابا كريب روى عنه الخلدى والجعابى وكان ثقة ثبتا قارئا مصنفا نبيلا توفى فى صفر هذه السنة ودفن فى مقابر باب الكوفة
225 - محمد بن ابراهيم ابن ابان بن ميمون ابو عبد الله السراج سمع يحيى بن عبد الحميد لحمانى وعبيد الله ابن عمر القواريرى وسريج بن يونس وغيرهم وروى عنه ابو حفص الابار وعلى بن محمد بن لؤلؤ غيرهما وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة وقيل سنة ست وثلثمائة والله اعلم
سنة ثم دخلت سنةست وثلثمائة
فمن الحوادث فيها ان اول يوم من المحرم فتح سنان بن ثابت الطبيب مارستان السيدة الذى اتخذ لها بسوق يحيى على دجلة وجلس فيه ورتب المتطببين وكانت النفقة عليه كل شهر ستمائة دينار واشار سنان على المقتدر باتخاذ مارستان فاتخذه بباب الشام فولاه سنان وسمى المقتدرى وكانت النفقة عليه فى كل شهر مائتى دينار وقرئت الكتب على المنابر فى صفر بما فتح الله على يد يسر الافشينى ببلاد الروم وقرئت على المنابر فى ربيع الاول بما فتح الله على ثمل الخادم فى بحر الروم
وفى ربيع الآخر توفى محمد بن خلف وكيع فتقلد ابو جعفر ابن البهلول ما كان يتولاه من القضاء بمدينة المنصور وقضاء الاهواز
وفى هذا الشهر شغب اهل السجن الجديد وصعدوا السور فركب نزار بن محمد صاحب الشرطة وحاربهم وقتل منهم واحدا ورمى برأسه اليهم

فسكنوا
وفى هذا الشهر ركب المقتدر الى الثريا وانصرف فدخل من باب العامة ووقف طويلا حتى رآه الناس وارجف الناس بمرض المقتدر واشاعوا موته فركب الى باب الشماسية ثم انحدر فى دجلة الى قصره حتى رأوه فسكنوا وفى جمادى الاولى قبض على ابى الحسين على بن محمد بن الفرات ووكل بداره وما كان فيها
وفى السنة وثب بنو هاشم على على بن عيسى لتأخر ارزاقهم فمدوا ايديهم اليه فأمر المقتدر بالقبض عليهم وتأديبهم ونفاهم الى البصرة وأسقط ارزاقهم فسأل فيهم على بن عيسى فردوا فتواروا وقبض على ابنه وبيعت امواله واملاكه وحوسب وكان مما اعطى سبعمائة الف دينار وكان السبب انه أخر طلاق ارزاقهم وارزاق الجند واحتج بضيق المال وكان قد صرفه الى محاربة ابن ابى الساج فطلب من المقتدر اطلاق مائتى الف دينار من بيت المال لا عطاء الجند فثقل ذلك على المقتدر وراسل ابن الفرات فإنه كان قد ضمن له ان يقوم بسائر النفقات فاحتج بما انفق على محاربة ابن ابى الساج فلم يسمع اعتذاره وكوتب فى الوقت ابو محمد حامد بن العباس بالاصعاد الى الحضرة فتلقاه الناس وبعثت اليه الالطاف فلما قدم خلع عليه فركب وخلفه اربعمائة غلام لنفسه وصار الى الدار بالمخرم فنزلها وبان عجزه فى التدبير فأشير عليه ان يطلب على بن عيسى يكون بين يديه ففعل فأخرج على بن عيسى فحمل الى حامد فكان يحضر ومعه دواة وينظر فى الاعمال ويوقع وكان ابو على ابن مقلة ملازما لحامد يكتب بين يديه ويوقع بحضرته وكان ابو عبد الله محمد بن اسماعيل المعروف بزنجى يحضر ايضا بين يدى حامد فقوى امرابى الحسن على بن عيسى حتى غلب على الكل فكان يمضى الامور فى النقض والإبرام من غير مؤامرة حامد وقد كان يحضر دار حامد فى كل يوم دفعتين مدة شهرين ثم صار يحضر كل يوم دفعة واحدة

ثم صار يحضر كل اسبوع مرة ثم سقطت منزلة حامد عند المقتدر فى اول صفر سنة سبع وتبين هو وخواصه انه لا فائدة فى الاعتماد عليه فى شىء من الامور فتفرد حينئذ ابو الحسن على بن عيسى بتدبير جميع امور المملكة وصار حامد لا يأمر فى شىء بتة
وقلد ابو عمر القاضى المظالم فى جمادى الآخرة من هذه السنة وفى هذه السنة امرت السيدة ام المقتدر قهرمانة لها تعرف ثمل ان تجلس بالتربة التى بنتها بالرصافة للمظالم وتنظر فى رقاع الناس فى كل جمعة فجلست واحضرت القاضى ابا الحسن ابن الاشنانى وخرجت التوقيعات على السداد
انبأنا ابن ناصر قال انبأنا ابو عبد الله الحميدي قال انبانا ابو محمد على بن احمد ابن سعيد الحافظ قال قعدت ثمل القهرمانة فى ايام المقتدر للمظالم وحضر مجلسها القضاء والفقهاء وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
226 - ابراهيم بن احمد بن محمد ابن الحارث
ابو القاسم الكلابى روى عن الحارث بن مسكين وغيره وكان رجلا صالحا ففيها على مذهب الامام الشافعى وكان ثقة وكان من اهل الصيانه والانقباض وتوفى فى شعبان هذه السنة
227 - احمد بن يحيى ابو عبد الله الجلاء بغدادى سكن الشام وصحب ابا تراب وذا النون
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على اخبرنا ابو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن

الحسين قال سمعت محمد بن عبد العزيز الطبرى يقول سمعت ابا عمر الدمشقى يقول سمعت ابن الجلاء يقول قلت لأبى وامى احب ان تهبانى لله فقالا قد وهبناك لله فغيبت عنهما مدة ثم رجعت من غيبتى فكانت ليلة مطيرة فدققت عليهما الباب فقالا من قلت ولدكما قالا كان لنا ولد فوهبناه لله ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبنا وما فتحا لي الباب توفى ابو عبد الله ابن الجلاء الصوفى فى رجب هذه السنة
228 - احمد بن الحسن ابن عبد الجبار بن راشد ابو عبد الله الصوفى سمع على بن الجعد وابا نصر التمار ويحيى بن المعين في خلق كثير وكان ثقة وتوفى فى يوم الجمعة لخمس بقين من رجب هذه السنة
229 - احمد بن عمر بن سريج ابو العباس القاضى حدث عن الحسن بن محمد الزعفرانى وعلى بن اشكاب وعباس الدورى وابى داود وغيرهم روى عنه سليمان بن احمد الطبرانى وابو احمد الغطريفى وانتهت اليه رياسة اصحاب الشافعى وشرح المذهب ولخهة وعمل المسائل فى الفروع انبأنا محمد بن عبد الملك انبأنا احمد بن على بن ثابت انبأنا ابو سعد المالينى حدثنا عبد الله بن عدى الحافظ قال سمعت ابا على ابن خيران يقول سمعت ابا العباس ابن سريج يقول رأيت فى المنام كأنا مطرنا كبريتا احمر فملأت اكمامى وجيبى وحجرى فعبر لى انى ارزق علما عزيزا كعزة الكبريت الاحمر قال ابن ثابت واخبرنا ابو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذانى سمعت عبد الرحمن بن محمد بن خيران يقول سمعت ابا عبد الله محمد بن عبد الله بن عبيد الفقيه يقول سمعت عثمان السندى يقول قال لى ابو العباس بن سريج فى علته التى مات فيها اريت البارحة فى المنام كأن قائلا يقول لى هذا ربك

تعالى يخاطبك قال فسمعت بماذا اجبتم المرسلين قال فوقع فى قلبى بالايمان والتصديق قال فقيل 6 بماذا اجبتم المرسلين 6 قال فوقع فى قلبى انه يراد منى زيادة فى الجواب فقلت بالايمان والتصديق غير انا قد اصبنا من هذه الذنوب فقال اما انى قد اغفر لكم توفى ابن سريج فى جمادى الاولى من هذه السنة عن سبع وخمسين سنة وستة اشهر ودفن بحجرة سويقة غالب
230 - ابراهيم بن على ابن ابراهيم بن محمد ابو اسحاق العمرى الموصلى قدم بغداد وحدث بها عن جماعة وروى عنه ابن صاعد والنجاد والخلدى وكان ثقة توفى فى هذه السنة
231 - جبريل بن الفضل ابو حاتم السمرقندى ورد بغداد حاجا فى سنة اثنتين وتسعين ومائتين وحدث عن قتيبة وغيره روى عنه عبد الباقى ابن قانع وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة
232 - الحسين بن يوسف ابن يعقوب بن اسماعيل بن حماد بن زيد ابو يعلى الأزدى هو اخو أبى عمر القاضى كان إليه ولاية القضاء بالاردن توفى فى محرم هذه السنة
233 - حاجب بن مالك بن اركين ابو العباس الفرغانى الضرير حدث عن احمد بن ابراهيم الدورقى وابى سعيد الاشج حدث عنه محمد بن المظفر وكان ثقة واركين يكنى ابا بكر توفى بدمشق فى هذه السنة
234 - عبد الله بن احمد ابن موسى بن زياد ابو محمد الجواليقى القاضى المعروف بعبدان من اهل الاهواز

ولد سنة ست عشرة ومائتين وكان احد الحفاظ الاثبات جمع المشايخ والابواب وحدث عن هدبة وكامل بن طلحة والزهرانى وغيرهم روى عنه ابن صاعد ولمحاملى
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال حدثنى الصورى قال سمعت عبد الغنى الحافظ يقول سمعت حمزة بن محمد يقول سمعت عبدان يقول دخلت البصرة ثمان عشرة مرة من اجل حديث ايوب السختيانى كل ما ذكر لى حديث من حديثه دخلت اليها بسببه
اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب قال اخبرنى محمد بن على المقرىء اخبرنا محمد بن على النيسابورى قال سمعت ابا على الحافظ يقول كان عبدان يحفظ مائة الف حديث توفى عبدان بعسكر مكرم فى ذى الحجة من هذه السنة
235 - على بن الحسن بن سليمان القافلائي القطيعى سمع مجاهد بن موسى روى عنه ابو بكر الشافعى وابن المظفر وكان ثقة توفى فى محرم هذه السنة
236 - محمد بن بابشاذ ابو عبيد الله البصرى سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن معاذ العنبرى وبشر بن معاذ العقدى وغيرهما روى عنه عبد العزيز بن محمد الهاشمى وعمر بن بشران السكرى وغيرهما وفى حديثه غرائب ومناكير وتوفى فى شوال هذه السنة
237 - محمد بن الحسين بن شهريار ابو بكر القطان بلخى الاصل حدث عن بشر بن معاذ العقدى والفلاس روى عنه ابو بكر الشافعى وابن الجعابى وابن المظفر قال الدارقطنى ليس به بأس وكذبه ابن ناجية وتوفى فى محرم هذه السنة

238 - محمد بن خلف بن حيان ابن صدقة بن زياد ابو بكر الضبى القاضى المعروف بوكيع كان عالما فاضلا عارفا بايام الناس فقيها قارئا نحويا يتقلد القضاء بالاهواز وله مصنفات منها كتاب العدد وسئل ابن مجاهد ان يصنف كتابا فى العدد فقال قد كفانا ذاك وكيع حدث عن الزبير بن بكارو الحسن بن عرفة وخلق كثير روى عنه احمد بن كامل القاضى وابو على ابن الصواف وابن المظفر وغيرهم انبأنا ابو منصور القزاز قال انبأنا احمد بن على بن ثابت قال انبأنا محمد بن على بن مخلد قال انبأنااحمد بن محمد بن عمران قال اخبرنا ابو بكر محمد بن على انشدنى محمد بن خلف وكيع لنفسه ... اذا ما غدت طلابة العلم تبتغى ... من العلم يوما ما يخلد فى الكتب ... غدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتى اذنى ودفترها قلبى ... توفى فى ربيع الاول من هذه السنة
239 - محمد بن صالح بن ذريح ابن حكيم بن هرمز ابو جعفر الكعبرى سمع جبارة بن مغلس وعثمان بن ابى شيبة وهناد بن السرى وغيرهم وكان ثقة توفى فى هذه السنة هذا قول الاكثرين وقال بعضهم سنة سبع وقال قوم سنة ثمان
240 - منصور بن اسماعيل بن عمر ابو الحسن الفقيه كان اديبا فهما عاقلا حاد المناظرة وصنف المختصرات فى الفقه على مذهب الشافعى وله الشعر المليح سكن الرملة ثم قدم مصر وقيل انه كان جنديا ثم انه كف بصره ويظهر فى شعره التشيع وتوفى بمصر فى هذه السنة
241 - ابو نصر المحب من مشايخ الصوفية كان له مروءة وسخاء اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب

اخبرنا ابو نعيم الحافظ قال اخبرنى جعفر الخلدى فى كتابه الى قال اخبرنى ابو العباس بن مسروق قال اجتزت انا وابو نصر المحب بالكرخ وعلى ابى نصر ازار له قيمة فاذا نحن بسائل يسأل وهو يقول شفيعى اليكم محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فشق ابو نصر ازاره واعطاه النصف ومضى خطوات ثم قال هذا نذالة فانصرف واعطاه النصف الآخر
سنة ثم دخلت سنة سبع وثلثمائة
فمن الحوادث فيها انه ابتيعت دار محمد بن اسحاق بن كنداج لابراهيم بن المقتدر بثلاثين الف دينار واتخذت للأمراء من اولاد الخليفة دور وفى صفر وقع حريق بالكرخ فى الباقلائيين هلك فيه خلق كثير وفى ربيع الآخر ادخل الى بغداد مائة وخمسون اسيرا من الكرج انقذهم بدر الحمامى
وفى ذى القعدة انقض كوكب عظيم غالب الضوء وتقطع ثلاث قطع وسمع بعد انقضاضه صوت رعد عظيم هائل من غير غيم
وفى هذه السنة دخلت القرامطة البصرة وصرف حامد عن الوزارة وتقلد ابو الحسن بن الفرات الدفعة الثالثة وفيها كسرت العامة الحبوس بمدينة المنصور فأفلت من كان فيها وكانت ابواب المدينة الحديد باقية فغلقت وتتبع اصحاب الشرطة من افلت فلم يفتهم منهم احد
وفيها حج بالناس احمد بن العباس اخو أم موسى القهرمانة ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
242 - احمد بن محمد ابو الحسين التاجر
روى عن الحسين بن الحسين المروزى وابى زرعة وكان صدوقا نبيلا توفى

رحمه الله فى هذه السنة
243 - اسحاق بن عبد الله بن ابراهيم ابن عبد الله بن سلمة ابو يعقوب البزاز الكوفى سافر الى الشام ومصر وكتب عن خلق كثير وصنف المسند واستوطن بغداد وروى عنه ابن المظفر الحافظ وكان ثقة وتوفى فى شوال هذه السنة
244 - جعفر بن احمد ابن عاصم ابو محمد البزاز الدمشقى المعروف بالرواسى قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عمار واحمد بن أبى الحوارى وغيرهما روى عنه الخلدى وابن الصواف وقال الدارقطنى هو ثقة وتوفى بدمشق فى هذه السنة
245 - جعفر بن محمد بن موسى ابو محمد الاعرج النيسابورى قدم بغداد وحدث بها عن جماعة روى عنه الحافظ ابو طالب احمد بن نصر والطبرانى وابو محمد ابن السبيعى وابو الفتح الازدي وكان ثقة حافظا عالما عارفا توفى بحلب فى هذه السنة
246 - الحسن بن الطيب ابن حمزة بن حماد ابو على البلخى قدم بغداد وحدث بها عن هدبة وابى الربيع وعثمان بن ابى شيبة وقتيبة وعلى بن حجر روى عنه اسماعيل الخطبى ومحمد بن المظفر وضعفه الدارقطنى وتوفى فى جمادى الآخرة من هذه السنة
247 - عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله ابو القاسم الأسدى المعدل ويعرف بالأكفانى حدث عن المزنى وكان ثقة وتوفى فى محرم هذه السنة وهو جاء من مكة

248 - عبد الله بن الحسين ابن على بن ابان ابو القاسم البجلى الصفار حدث عن سوار القاضى وروى عنه ابو الحسين بن المنادى وكان ثقة مأمونا ونزل سكة النعيمية من مدينة المنصور وتوفى فى شهر رجب هذه السنة
249 - على بن سهل بن الأزهر ابو الحسن الاصبهانى كان من المترفين فتزهد وكان يبقى الايام لا يأكل وكان يقول استولى على الشوق فالهانى عن الاكل انبأنا محمد بن عبد الباقى اخبرنا ابو الفضل الحداد اخبرنا ابو نعيم الاصفهانى قال سمعت أبى وغيره من اصحاب على ابن سهل انه كان يقول ليس موتى كموتكم اعلال واسقام انما هو دعاء واجابة ادعى فأجيب وكان كما قال كان يوما قاعدا فى جماعة فقال لبيك ووقع ميتا وتوفى فى هذه السنة
250 - محمد بن عبد الحميد كاتب السيدة ام المقتدر بالله عرضت عليه الوزارة فأباها قال الصولى كان موسرا بخيلا فتوفى فى صفر هذه السنة فأخذت السيدة من مخلفته مائة الف دينار

251 - الهيثم بن خلف ابن محمد ابو محمد الدورى سمع القواريرى روى عنه البغوى وكان كثير الحديث حافظا ثبتا توفى فى شهر ربيع الاول من هذه السنة
252 - يحيى بن زكريا بن حيوية النيسابورى يكنى ابا زكريا حدث وكان ثقة صدوقا وتوفى بمصر فى هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة ثمان وثلثمائة
فمن الحوادث فيها ان حامد بن العباس خرج من مدينة السلام الى واسط للنظر فى الاعمال التى ضمنها وكان قد ضمن بلدانا من الخليفة بالوف ثم انحدر الى الاهواز وعاد فخلع عليه
وتحركت الاسعار فى آخر هذه السنة فاضطربت العامة لذلك فقصدوا باب حامد فخرج اليهم غلمانه فحاربوهم فقتل من العوام جماعة ومنعوا يوم الجمعة الامام من الصلاة وهدموا المنابر واخربوا مجالس الشرطة واحرقوا الجسور وأمر السلطان بمحاربة العوام فأخذوا وضربوا وفسخ ضمان حامد وبيع الكر بنقصان خمسة دنانير فسكنوا
وفى تموز هذه السنة برد الهواء حتى نزل الناس من السطوح وتدثروا باللحف ثم كان فى الشتوة برد شديد اضر بالنخل والشجر وسقط ثلج كثير وفيها حج بالناس احمد بن العباس ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
253 - احمد بن الصلت بن المغلس
ابو العباس الحمانى وقيل احمد بن محمد بن الصلت ويقال احمد بن عطية وهو ابن

اخى جبارة بن المغلس انبأنا القزاز قال أنبأنا ابو بكر الخطيب قال كان ينزل الشرقية وحدث عن ثابت بن محمد الزاهد وابى نعيم الفضل بن دكين ومسلم بن ابراهيم وبشر بن الوليد ومحمد بن عبد الله بن نمير وجبارة بن المغلس وابى كريب ابن ابى شيبة وابى عبيد القاسم بن سلام احاديث اكثرها باطلة هو وضعها ويحكى ايضا عن بشر بن الحارث ويحيى بن معين وعلى بن المدينى اخبارا جمعها بعد ما صنعها فى مناقب ابى حنيفة قال لى محمد بن ابى الفوارس كان احمد بن الصلت يضع الحديث توفى فى شوال هذه السنة
254 - اسحاق بن ديمهر بن محمد ابو يعقوب المعروف بالتوزى روى عن على بن حرب وغيره روى عنه عبد الباقى بن قانع ومحمد بن المظفر وكان من الثقات والمأمونين والشهود المعدلين توفى فى هذه السنة ودفن فى الشونيزية
255 - ادريس بن طهوى ابن حكيم بن مهران بن فروخ كان يسكن قطيعة ام جعفر وحدث عن ابى بكر ابن ابى شيبة ولوين روى عنه محمد بن المظفر الحافظ وكان ثقة توفى فى هذه السنة
256 - جعفر بن محمد ابن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب ابو عبد الله حدث عن الفلاس وغيره روى عنه ابو بكر الشافعى وابن الجعابى وتوفى فى ذى القعدة من هذه السنة
257 - الحسن بن محمد ابن عنبر بن شاكر بن سعيد ابو على الوشاء حدث عن على بن الجعد وسريج بن يونس ويحيى بن معين قال الدارقطنى تكلموا فيه ووثقه البرقانى وتوفى فى جمادى الاولى من هذه السنة

258 - شعيب بن محمد ابو الحسن الذراع سمع يقوب الدورقى وابا كريب روى عنه ابن المظفر وابن شاهين وكان ثقة توفى فى شوال هذه السنة ودفن بباب الشام
259 - عبد الله بن ثابت ابن يعقوب ابو عبد الله المقرىء النحوى التوزى سكن بغداد وحدث عن عمر بن شبة روى عنه ابو عمرو بن السماك وغيره اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابن ثابت اخبرنا ابو القاسم عبيد الله بن محمد النجار اخبرنا محمد بن عبيد الله الكيال قال قال لنا محمد بن الهيثم انشدنا عبد الله بن ثابت لنفسه ... اذا لم تكن حافظا واعيا ... فعلمك فى البيت لا ينفع ... وتحضر بالجهل فى مجلس ... وعلمك فى الكتب مستودع ... ومن يك فى دهره هكذا ... يكن دهره القهقرى يرجع ... توفى عبد الله فى هذه السنة ودفن بالرميلة
260 - عبد الله بن العباس ابن عبيد الله ابو محمد الطيالسى حدث عن جماعة وروى عنه ابو بكر الآجرى وابن المظفر وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة
261 - العباس بن احمد ابن محمد ابو خبيب القاضى البرتى سمع عبدالاعلى بن جماد النرسى روى عنه

ابن شاهين وكان صالحا امينا وتوفى فى شوال هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة تسع وثلثمائة
فمن الحوادث فيها انه وقع فى شهر ربيع الاول حريق كثير بباب الشام وفى سويقة نصر وفى الحذائين بالكرخ وبين القنطرة الجديدة وطاق الحرانى ومات خلق كثير وقتل رجل من الزنادقة فطرح بسببه حريق فى باب المخرم هلك فيه خلق كثير
وفى شهر ربيع الآخر لقب مؤنس المظفر وانشئت الكتب بذلك المقتدر الى امراء النواحى وعقد له فى جمادى الاولى على مصر والشام وخلع على ابى الهيجاء عبد الله بن حمدان وقلد اعمال الحرب وطريق مكة وفيه ابتدىء بهدم باب دار على بن الجهشيار ببغداد فى الفرضة وكان هذا الباب علما ببغداد فى العلو والحسن وبنى موضعه مستغل
وفى رمضان كبس اللصوص منزل ابى عيسى الناقد الصيرفى فأخذوا له عينا وورقا واثاثا قيمته ثلاثون الف دينار ثم وقعوا على اللصوص وهم سبعة فارتجع من المال اثنان وعشرون الف دينار وقتلوا
وفى ذى القعدة احضر ابو جعفر محمد بن جرير الطبرى دار على بن عيسى لمناظر الحنابلة فحضر ولم يحضروا فعاد الى منزله وكانوا قد نقموا عليه اشياء قال المؤلف سنذكر قصتهم معه عند ذكر وفاته ان شاء الله تعالى وفى هذه السنة اهدى الوزير حامد بن العباس الى المقتدر البستان المعروف بالناعورة بناه له وانفق على بنائه مائة الف دينار وعلق على المجالس التى فيه الستائر وفرشه باللبود الخرسانية ثم اهداه

ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
262 - احمد بن محمد بن سهل ابن عطاء ابو العباس الآدمى حدث عن يوسف بن موسى القطان والفضل بن زياد وغيرهما
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا ابو نعيم الحافظ قال سمعت ابا الحسين بن حبيش وذكر ابا العباس بن عطاء فقال كان له فى كل يوم ختمة وفى شهر رمضان فى كل يوم وليلة ثلاث ختمات وبقى فى ختمة يستنبط مودع القرآن بضع عشرة سنة فمات قبل ان يختمها توفى ابن عطاء فى ذى القعدة من هذه السنة
263 - اسماعيل بن موسى ابن ابراهيم ابو احمد البجلى الحاسب سمع القواريرى ولوينا وغيرهما روى عنه محمد بن المظفر الحافظ وغيره وكان ثقة وتوفى فى ربيع الاول من هذه السنة
264 - جعفر بن احمد بن الصباح ابو الفضل المعروف بالجرجرائى حدث عن جماعة روى عنه ابن المظفر الحافظ وكان ثقة صدوقا ثبتا توفى فى ربيع الاول من هذه السنة
265 - الحلاج الحسين بن منصور بن محمى ويكنى ابا مغيث وقيل ابا عبد الله وكان جده محمى مجوسيا من اهل بيضاء فارس ونشأ الحسين بواسط وقيل بتستر ثم تتلمذ لسهل التسترى ثم قدم بغداد وخالط الصوفية ولقى الجنيد والنورى وغيرهما وكان مخلطا ففى اوقات يلبس المسوح وفى اوقات يلبس الثياب المصبغة وفى اوقات يلبس الدراعة والعمامة ويمشى بالقباء على زى الجند وطاف البلاد وقصد الهند

وخراسان وما وراء النهر وتركستان وكان اقوام يكاتبونه بالمغيث واقوام بالمقيت وتسميه اقوام المصطلم واقوام المخبر وحج وجاور ثم جاء الى بغدادواقتنى العقار وبنى دارا واختلف الناس فيه فقوم يقولون انه ساحر وقوم يقولون له كرامات وقوم يقولون منمس قال ابو بكر الصولى قد رأيت الحلاج وخاطبته فرأيت جاهلا يتعاقل وغبيا يتبالغ وفاجرا يتزهد وكان ظاهره انه ناسك صوفى فاذا علم ان اهل بلدة يرون الاعتزال صار معتزليا او يرون الامامة ار اماميا وأراهم ان عنده علما من امامتهم اورأى اهل السنة صار سنيا وكان خفيف الحركة مشعبذا قد عالج الطب وجرب الكيمياء وكان مع جهله خبيثا وكان يتنقل فى البلدان
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا احمد بن ثابت الحافظ قال حدثنى ابو سعيد السجزى اخبرنا محمد بن عبد الله الشيرازى قال سمعت ابا الحسن بن ابى توبة يقول سمعت على بن احمد الحاسب يقول سمعت والدى يقول وجهنى المعتضد الى الهند وكان الحلاج معي فى وهو السفينة رجل يعرف بالحسين بن منصور فلما خرجنا من المركب قلت له فى اي شىء جئت الى هاهنا قال جئت لأتعلم السحر وادعوا الخلق الى الله
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا على بن ابى على عن ابى الحسن احمد بن يوسف قال كان الحلاج يدعوا كل قوم الى شىء على حسب ما يستبله طائفة طائفة واخبرنى جماعة من اصحابه انه لما افتتن الناس بالأهواز وكورها بالحلاج وما يخرجه لهم من الأطعمة والأشربة فى غير حينها والدراهم التى سماها دراهم القدرة حدث ابو على الجبائى بذلك فقال لهم هذه الاشياء محفوظة فى منازل تمكن الحيل فيها ولكن ادخلوه بيتا من بيوتكم لا من منزله وكلفوه ان يخرج منه خرزتين سوداء فان فعل فصدقوه فبلغ الحلاج قوله وان قوما قد عملوا على ذلك فخرج عن الأهواز

اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب قال حدثنى مسعود بن ناصر اخبرنا ابن باكويه قال سمعت ابا زرعة الطبرى قال سمعت محمد بن يحيى الرازى يقول سمعت عمرو ابن عثمان يلعن الحلاج ويقول لو قدرت عليه لقتلته بيدي قرأت آية من كتاب الله تعالى فقال يمكننى ان اؤلف مثله واتكلم به
قال ابو زرعة وسمعت ابا يعقوب الاقطع يقول زوجت ابنتى من الحسين بن منصور الحلاج لما رأيت من حسن طريقته فبان لى بعد مدة يسيرة انه ساحر محتال خبيث كافر قال مؤلف الكتاب افعال الحلاج واقواله واشعاره كثيرة وقد جمعت اخباره فى كتاب سميته القاطع لمحال اللجاج القاطع بمحال الحلاج فمن اراد اخباره فلينظر فيه وقد كان هذا الجل يتكلم بكلام الصوفية فتبدر له كلمات حسان ثم يخلطها باشياء لا تجوز وكذلك اشعاره فمن المنسوب اليه ... سبحان من اظهرنا سوته ... سر سنا لا هوته الناقب ... ثم بدا فى خلقه ظاهر ... فى صورة الآكل والشارب ... حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب ...
فلما شاع أخذ وحبس ونوظر واستغوى جماعة فكانوا يستشفون بشرب بوله حتى ان قوما من الجهال قالوا انه اله وانه يحيى الموتى قال ابو بكر الصولى اول من اوقع بالحلاج ابو الحسن على بن احمد الراسبى فأدخله بغداد وغلاما له على جملين قد شهرهما وذلك فى ربيع الآخر سنة احدى وثلثمائة وكتب معهما كتابا يذكر فيه ان البينة قد قامت عنده بأن الحلاج يدعى الربوبية ويقول بالحلول فأحضره على بن عيسى فى هذه السنة واحضر القضاة فناظروه فاسقط فى لفظه ولم يجده يحسن من القرآن شيئا ولا من غيره ثم حبس ثم حمل الى دار الخليفة فحبس قال الصولى وقيل انه كان يدعوا فى اول امره الى الرضا من

آل محمد فسعى به فضرب وكان يرى الجاهل شيئا من شعبذته فإذا وثق به دعا الى انه اله فدعا فيمن دعاه ابا سهل بن نوبخت فقال له أنبت فى مقدم رأسى شعرا ثم ترقت به الحال الى ان دافع عنه نصر الحاجب لأنه قيل له انه سنى وانما تريد قتله الرافضة وكان فى كتبه انى مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود وكان يقول لاصحابه انت نوح ولآخرأنت موسى ولآخر انت محمد قد اعيدت ارواحهم الى اجسامكم وكان الوزير حامد بن العباس قد وجد له كتبا فيها اذا صام الانسان ثلاثة ايام بلياليها ولم يفطر وأخذ فى اليوم الرابع ورقات هندباء وافطر عليها اغناه عن صوم رمضان واذا صلى فى ليلة واحدة ركعتين من اول الليل الى الغداة اغنته عن الصلاة بعد ذلك واذا تصدق فى يوم واحد بجميع ما ملكه فى ذلك اليوم اغناه عن الزكاة واذا بنى بيتا وصام اياما ثم طاف حوله عريانا مرارا اغناه عن الحج واذا صار الى قبور الشهداء بمقابر قريش فأقام فيها عشرة ايام يصلى ويدعو ويصوم ولا يفطر الاعلى شىء يسير من خبز الشعير والملح والجريش اعفاه ذلك عن العبادة باقى عمره فأحضر القضاة والعلماء والفقهاء بحضرة حامد وقيل له أتعرف هذا الكتاب قال هذا الكتاب السنن للحسن البصرى فقال له حامد ألست تدين بما فى هذا الكتاب فقال بلى هذا كتاب دين الله بما فيه فقال له القاضي ابو عمر هذا نقض شرائع الاسلام ثم جاراه فى كلام الى ان قال له ابو عمر يا حلال الدم فكتب باحلال دمه وتبعه الفقهاء وأفتوا بقتله وكتب الى المقتدر بذلك فكتب اذا كانت القضاة قد افتوا بقتله واباحوا دمه فليحضر محمد بن عبد الصمد صاحب الشرطة وليضربه الف سوط فان تلف والا ضربت عنقه فأحضر بعد عشاء الآخرة ومعه جماعة من اصحابه على بغال موكفة يجرون مجرى الساسة وليجعل على واحد منها ويدخل فى غمار القوم فحمل فباتوا مجتمعين حوله فلما اصبح يوم الثلاثاء لست بقين من ذى القعدة اخرج ليقتل فجعل يتبختر فى قيده

وهو يقول ... نديمى غير منسوب ... الى شىء من الحيف ... سقانى مثل ما يشر ... ب فعل الضيف بالضيف ... فلما دارت الكأس ... دعا بالنطع والسيف ... كذا من يشرب الراح ... مع التنين فى الصيف ...
وضرب الف سوط ثم قطعت يده ثم رجله وحز رأسه واحرقت جثته والقى رماده فى دجلة اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب حدثنا عبيد الله بن احمد بن عثمان الصيرفى قال قال لنا ابو عمر ابن حيويه لما خرج الحلاج ليقتل مضيت فى جملة الناس ولم ازل ازاحم حتى رايته فقال لأصحابه لا يهولنكم هذا فانى عائد اليكم بعد ثلاثين يوما قال المؤلف وهذا الاسناد صحيح لا يشك فيه وهو يكشف حال هذا الرجل انه كان ممخرنا يستخف عقول الناس الى حال الموت اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا القاضى ابو العلاء قال لما اخرج الحسين ابن منصور ليقتل انشد ... طلبت المستقر بكل ارض ... فلم ار لى بأرض مستقر ... اطعت مطامعى فاستعبدتنى ... ولو أنى قنعت لكنت حرا ...
266 - حامد بن محمد بن شعيب ابن زهير ابو العباس البلخى المؤدب حدث عن سريج بن يونس روى عنه ابو بكر الشافعى قال الدارقطنى هو ثقة توفى فى محرم هذه السنة
267 - محمد بن احمد بن موسى ابو عبد الله المصيصى يعرف بالسوابيطى قدم بغداد وحدث بها عن على بن بكار وغيره وتوفى وهو متوجه الى بلده برأس العين فى هذه السنة

268 - محمد بن الحسين بن مكرم ابو بكر البغدادى سمع بشر بن الوليد وعبيد الله بن عمر القواريرى وخلقا كثيرا وانتقل الى البصرة حتى مات بها روى عنه محمد بن مخلد قال ابراهيم بن فهد ما قدم علينا من بغداد اعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم من ابى بكر ابن مكرم بحديث البصرة خاصة اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على قال حدثنى على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة السهمى يقول سألت الدارقطنى عن محمد بن الحسين بن مكرم فقال هو ثقة توفى بالبصرة فى ذى القعدة من هذه السنة
269 - محمد بن خلف بن المرزبان ابن بسام ابو بكر المحولى كان يسكن باب المحول فنسب اليه وكان حسن التصانيف حدث عن الزبير بن بكار وابن ابى الدنيا وغيرهما روى عنه ابو بكر ابن الانبارى فى جماعة آخرهم ابو عمر ابن حيويه وتوفى فى هذه السنة وكان صدوقا ثبتا
سنة ثم دخلت سنة عشر وثلثمائة
فمن الحوادث فيها ان يوسف بن ابى الساج اطلق فى المحرم وحمل اليه مال وخلع عليه وقرر ان يحمل فى كل سنة خمسمائة الف دينار من اعمال ضمنت اليه فبعث الى مؤنس يطلب منه انفاذ ابى بكر ابن الآدمى القارىء فخاف ابو بكر لأنه كان قد قرأبين يديه يوم شهر وكذلك اخذ ربك اذا أخذ القرى وهى ظالمة فقال له مؤنس لا تخف فأنا شريكك فى الجائزة فمضى فدخل عليه فقال هاتوا كرسيا لأبى بكر فجلس فقال اقرأ فقرأ وقال الملك ائتونى به أستخلصه لنفسى فقال لا أريد هذا بل اريد لتقرأ ما قرأته بين يدى حين شهرت وكذلك أخذ ربك

اذا أخذ القرى وهى ظالمة فقرأ فبكى وقال هذه الآية كانت سبب توبتى من كل محظور ولو أمكننى ترك خدمة السلطان لتركت وأمر له بمال قال مؤلف الكتاب وقد ذكرنا انه شهر فى سنة احدى وسبعين ومائتين وحينئذ قرأ بين يديه وكذلك أخذ ربك وذلك فى خلافة المعتمد وفى هذه السنة استزاره فأكرمه وذلك فى خلافة المقتدر وفى هذه السنة اعتل على بن عيسى فركب لعيادته هارون بن المقتدر ومعه مؤنس ونصر القشورى ووجوه الغلمان وفرش له الطريق من الشط الى المجلس فتلقاه ابو الحسن متحاملا وأدى اليه رسالة المقتدر وبالمسألة عن خبره ثم قيل ان المقتدر قد عزم على الركوب اليه فانزعج لذلك وسأل مؤنسا ان يستعفى له منه وكان قد صلح بعص الصلاح فركب الى الدار على ضعف شديد وطلع ليفسخ بذلك ما وقع عليه العزم ثم برأ وفيها سخط على ام موسى القهرمانة وقبض عليها وعلى انسابها ومن كانت تعنى به فصح منها فى بيت المال الف الف دينار واختلف فى السبب فقيل ان المقتدر اعتل فبعثت الى بعض اهله ليقرر عليه ولاية الامر فانكشف ذلك وقيل بل زوجت بنت اخيها ابى بكر بن ابى العباس محمد بن اسحاق بن المتوكل فسعى بها اعداؤها وثبتوا فى نفس المقتدر والسيدة والدته انها ما فعلت ذلك الا لتنصب محمد بن اسحاق فى الخلافة فتمت عليها النكبة اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا على بن المحسن اخبرنا طلحة بن محمد قال صرف المقتدر بالله ابا جعفر احمد بن اسحاق بن البهلول يوم الخميس لعشر بقين من ربيع الآخر سنة عشر وثلثمائة عن القضاء بمدينة ابى جعفر المنصور واستقضى فى هذا اليوم ابا الحسين عمر بن الحسين بن على الشيبانى المعروف بابن الاشنائى وخلع عليه ثم جلس يوم السبت للحكم وصرف يوم الاحد وكانت ولايته ثلاثة ايام وكان من جلة الناس ومن اصحاب الحديث المحمودين وأحد الحفاظ

وكان قبل هذا يتولى القضاء بنواحى الشام وتقلد الحسبة ببغداد وفى جمادى الاولى تقلد نازوك الشرطة بمدينة السلام مكان ابى طاهر محمد بن عبد الصمد وخلع عليه
وفى جمادى الآخرة ظهر كوكب ذو ذنب فى المشرق فى برج السنبلة طوله نحو ذراعين
وفى شعبان وصلت هدية الحسين بن احمد بن المادرائى من مصر وهى بغلة ومعها فلو وغلام طويل اللسان يلحق لسانه أنفه
وفى هذا الشهر قرئت الكتب على المنابر فى الجوامع بفتح كان فى بلاد الروم لاهل طرسوس وملطية وقاليقلا
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا على بن المحسن اخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال استقضى المقتدر بالله فى يوم النصف من رمضان سنة عشر وثلثمائة ابا الحسين عمر بن ابى عمر محمد بن يوسف بن يعقوب وكان قبل هذا يخلف اباه على القضاء بالجانب الشرقى والشرقية وسائر ما كان الى قاضى القضاة ابى عمر وذلك انه استخلفه وله عشرون سنة ثم استقضى بعد استخلاف ابيه له على اعمال كثيرة ثم قلد مدينة السلام فى حياة ابيه وفى رمضان قلد المطلب ابن ابراهيم الهاشمى الصلاة فى جامع الرصافة ببغداد
وفى يوم الفضر ركب الامير ابو العباس ابن المقتدر الى المصلى ومعه الوزير حامد بن العباس وعلى بن عيسى ومؤنس المظفر والجيش وصلى بالناس اسحاق ابن عبد الملك الهاشمى
وفى يوم الاثنين سلخ ذى القعدة اخرج رأس الحسين بن منصور الحلاج من دار السلطان ليحمل الى خراسان
وورد الخبر بأنه انشق بواسط سبعة عشر شقا اكبرها الف ذراع واصغرها

مائتا ذراع وانه غرق من امهات القرى الف وثلثمائة قرية وفيها حج بالناس اسحاق بن عبد الملك ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
270 - احمد بن ابراهيم بن كامل ابو الحسن مولى بنى فهر كان ثقة وتوفى فى جمادى الاولى من هذه السنة وله اثنتان وثمانون سنة
271 - احمد بن محمد بن يحيى ابو على حدث عن الحارث بن مسكين وكان ثقة وتوفى فى شعبان هذه السنة
272 - احمد بن محمد بن عبد الله ابن سهل السراج ابو الحسن حدث عن يونس بن عبد الاعلى وغيره وكان ثقة دينا توفى فى شهر رمضان هذه السنة
273 - احمد بن محمد بن عبد الواحد ابن يزيد بن ميمون ابو جعفر الطائى قدم مصر وحدث بها وكان ثقة توفى فى مصر فى رجب هذه السنة
274 - احمد بن عبد الله بن محمد ابن هلال بن نافع ابو جعفر المقرىء مولى الازد حدث عن ابيه وغيره وتوفى فى ذى القعدة من هذه السنة
275 - الحسن بن الحسين بن على ابن عبد الله بن جعفر ابو على الصواف المقرىء سمع من أبى سعيد الأشج وغيره وكان ثقة فاضلا نبيلا سكن الجانب الشرقى توفى فى رمضان هذه السنة ودفن فى مقابر الخيزران

276 - خالد بن محمد خالد ابو محمد الصفار الختلى حدث عن يحيى بن معين روى عنه على بن محمد السكرى سئل عنه الدارقطنى فقال صالح توفى فى هذه السنة
277 - عبد الله بن محمد ابن احمد بن مسلمة ابو محمد الفزارى حدث عن عبادبن الوليد الغبرى روى عنه ابن المظفر وكان ثقة وتوفى فى ذى الحجة من هذه السنة
278 - عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن هلال ابو محمد القرشى الشامى المعروف بأبى صخرة الكاتب سمع على بن المدينى ولوينا ويحيى بن اكثم روى عنه ابن المظفر وكان ثقة وتوفى ببغداد شوال هذه السنة
279 - عيسى بن سليمان ابن عبد الملك ابو القاسم القرشى وراق داود بن رشيد حدث عنه وعن غيره روى عنه ابن المظفر وكان ثقة توفى فى شعبان هذه السنة
280 - محمد بن احمد ابن حماد بن سعد ابو بشر الدولابى الوراق مولى الانصار وكانت له معرفة بالحديث وكان حسن التصنيف وحدث عن اشياخ فيهم كثرة قال ابو سعيد ابن يونس وكان يضعف توفى وهو قاصد الى الحج بين مكة والمدينة بالعرج فى ذى القعدة من هذه السنة
281 - محمد بن احمد بن هلال ابو بكر الشطوى سمع أبا كريب واحمد بن منيع وغيرهما وروى عنه محمد بن المظفر

وغيره وربما سماه بعض الرواة احمد بن محمد ومحمد بن احمد اكثر وتوفى لأربع خلون من ربيع الاول من هذه السنة
282 - محمد بن ابراهيم بن آدم ابن ابى الرجال ابو جعفر الصلحى سكن بغداد وحدث بها عن بشر بن هلال الصواف وازهر بن جميل وغيرهما روى عنه ابن المظفر وغيره وكان ثقة توفى فى هذه السنة
283 - محمد بن بنان بن معن ابو اسحاق الخلال سمع محمد بن المثنى ومهنأ بن يحيى الشامى وغيرهما روى عنه على بن عمر السكرى وابو الفضل الزهرى اخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال انبأنا احمد بن على قال انبأنا الأزهرى قال انبأنا على بن عمر الحافظ قال محمد ابن بنان بغدادى لم يكن به بأس توفى فى شعبان هذه السنة
284 - محمد بن جعفر بن العباس ابن عيسى بن ابى جعفر المنصور يكنى ابا جعفر كان خطيب الجامع بمدينة المنصور فلم يزل يتولى ذلك حتى توفى فى يوم السبت لثمان بقين من ذى الحجة من هذه السنة
285 - محمد بن جرير ابن كثير بن غالب ابو جعفر الطبرى ولد فى آخر سنة اربع أواول سنة خمس وعشرين ومائتين وكان اسمر الى الأدمة اعين ملتف الجسم مديد القامة فصيح اللسان سمع محمد بن عبد الملك بن ابى الشوارب واسحاق بن ابى اسرائيل واحمد بن منيع البغوى وابا همام الوليد بن شجاع وابا كريب ويعقوب الدورقى وابا سعيد الأشج ومحمد بن بشار وخلقا كثيرا من اهل العراق والشام ومصر وحدث عنه احمد بن كامل القاضى وغيره استوطن ابن طرير بغداد الى حين

وفاته وكان قد جمع من العلوم ما رأس به اهل عصره وكان حافظا للقرآن بصيرا بالمعانى عالما بالسنن فقيها فى الاحكام عالما باختلاف العلماء خبيرا بايام الناس واخبارهم وتصانيفه كثيرة منها كتاب التاريخ وكتاب التفسير وتهذيب الآثار الا انه لم يتمم تصنيفه وله فى اصول الفقه وفروعه كتب كثيرة اخبرنا ابو منصور وعبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت الخطيب قال سمعت على بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوى يحكى ان محمد بن جرير مكث اربعين سنة يكتب فى كل يوم منها اربعين ورقة
اخبرنا ابو منصور اخبرنا الخطيب قال اخبرنى القاضى ابو عبد الله محمد بن سلامة القضاعة اجازة قال حدثنا على بن نصر بن الصباح الثعلبى قال حدثنا القاضى ابو عمر عبيد الله بن احمد السمسار وابو القاسم بن عقيل الوراق ان ابا جعفر الطبرى قال لأصحابه اتنشطون لتفسير القرآن قالوا كم يكون قدره قال ثلاثون الف ورقة فقالوا هذا مما تفنى الاعمار قبل تمامه فاختصره فى نحو ثلاثة آلاف ورقة ثم قال هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم الى وقتنا قالوا كم يكون قدره فذكر نحو مما ذكر فى التفسير فأجابوه بمثل ذلك فقال انا لله ماتت الهمم فاختصره فى نحو مما اختصر التفسير
اخبرنا القزاز قال اخبرنا ابو بكر الخطيب قال انشدنا على بن عبد العزيز الطاهرى ومحمد بن جعفر بن علان الشروطى قالا انشدنا مخلد بن جعفر الدقاق قال انشدنا محمد بن جرير الطبرى ... اذا أعسرت لم يعلم رفيقى ... وأستغنى فيستغنى صديقى ... حيائى حافظ لى ماء وجهى ... ورفقى فى مطالبتى رفيقى ... ولو انى سمحت ببذل وجهى ... لكنت الى الغنى سهل الطريق ...
قال وانشدنا ايضا
... خلقان لا أرضى طريقهما ... بطر الغنى ومذلة الفقر

فاذا غنيت فلا نكن بطرا ... واذا افتقرت فته على الدهر ...
توفى ابو جعفر الطبرى وقت المغرب من عشية الاحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلثمائة ودفن وقد اضحى النهار يوم الاثنين برحبة يعقوب فى ناحية باب خراسان فى حجرة بازاء داره وقيل بل دفن ليلا ولم يؤذن به احد واجتمع من لا يحصيهم الا الله وصلى على قبره عدة شهور ليلا ونهارا وذكر ثابت بن سنان فى تاريخه انه انما اخفيت حاله لأن العامة اجتمعوا ومنعوا من دفنه بالنهار وادعوا عليه الرفض ثم ادعوا عليه الالحاد قال المصنف كان ابن جرير يرى جواز المسح على القدمين ولا يوجب غسلهما فلهذا انسب الى الرفض وكان قد رفع فى حقه ابو بكر ابن ابى داود قصة الى نصر الحاجب يذكر عنه اشياء فأنكرها منها انه نسبه الى رأى جهم وقال انه قائل بل يداه مبسوطتان اى نعمتاه فأنكر هذا وقال ما قلته ومنها انه روى عن روح رسول الله صلى الله عليه و سلم لما خرجت سألت فى كف على فحساها فقال انما الحديث مسح بها على وجهه وليس فيه حساها قال المصنف رحمه الله وهذا ايضا محال الا انه كتب ابن جرير فى جواب هذا الى نصر الحاجب لاعصابه فى الاسلام كهذه العصابة الخسيسة وهذا قبيح منه لأنه كان ينبغى ان يخاصم من خاصمه وأما ان يذم طائفته جميعا وهو يدرى الى من ينتسب فغاية فى القبح
سنة ثم دخلت سنة احدى عشرة وثلثمائة
فمن الحوادث فيها ان بغلة وردت من مصر الى بغداد ومعها فلو وقد وضعت مهرا فى ربيع الاول وكان يرتضع منها وانه ظهر الجراد وعظم امره وكثر افساده للغلات
وقلد ابو عمرو حمزة بن القاسم الصلاة فى جامع المدينة وشغب الجند فى المحرم فلما اطلقت ارزاقهم سكنوا وخلع على مؤنس المظفر وعقد له على الغزاة

للصائفة فى هذه السنة وقرىء كتاب على المنبر بالفتح على المسلمين من طرسوس وكان نازوك امر بضرب غلامين كان احدهما غلاما لبعض الرجالة المصافية فحمل الرجالة السلاح وقصدوا دار نازوك ووقعت بينهم حرب وقتل جماعة فركب المقتدر وبلغ الى باب العامة ثم اشار عليه نصر الحاجب بالرجوع فرجع ووجه القواد للتسكين وشغلهم بإطلاق ارزاقهم فسكنوا
وصرف حامد بن العباس عن الوزارة وعلى بن عيسى عن الدواوين والاعمال لأنه اخر ارزاق الجند وقبض على على بن عيسى وانسابه والمتصرفين فى ايامه وقرر عليه ثلثمائة الف دينار واخرج ابو الحسن علي بن محمد بن الفرات فقلدوا الوزارة يوم الخميس لتسع بقين من ربيع الآخر وخلع عليه وعلى ابنيه المحسن والحسين واقطع الدار بالمخرم وجلسوا للهناء واخذ ابن الفرات حامد بن العباس فصادره وأخذ خطه بالف الف دينار وثلثمائة الف دينار وصادر مؤنسا خادم حامد على ثلاثين الف دينار وروسل على بن عيسى ان يقرر بامواله فكتب انه لا يقدر على اكثر من ثلاثة آلاف دينار فاخذه المحسن ولد ابن الفرات والبسه جبة صوف واهانه وناله بالأذى الفاحش حتى استخرج منه اليسير
وورد الخبر فى ربيع الآخر بدخول ابى طاهر سليمان بن الحسن الجنابى الى البصرة سحر يوم الاثنين لخمس بقين من ربيع الآخر فى الف وسبعمائة رجل وانه نصب سلاليم بالليل على سورها وصعد على اعلى السور ثم نزل إلى البلد وقتل البوابين الذين على الابواب وفتح الابواب وطرح بين كل مصراعين حصباء ورملا كان معه على الجمال لئلا يمكن غلق الابواب عليه ووضع السيف فى اهل البصرة واحرق المربد ونقض الجامع ومسجد قبر طلحة وهرب الناس فطرحوا انفسهم فى الماء فغرق اكثرهم واقام ابو طاهر بالبصرة سبعة عشر يوما يحمل على جماله كل ما يقدر عليه من الامتعة والنساء والصبيان

وخرج عنها بما معه يوم الخميس لاثنتى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة وولى منصرفا الى بلده
وفى رجب استخلف القاضى ابو عمر ولده عمر على القضاء بمدينة السلام وركب الى جامع الرصافة وحكم
وفى رابع عشر رمضان وقع برد المواريث الى ذوى الأرحام وفى نصف رمضان احرق على باب العامة صورة مانى واربعة اعدال من كتب الزنادقة فسقط منها ذهب وفضة مما كان على المصاحف له قدر
وفى هذه السنة اتخد ابو الحسن ابن الفرات مارستانا فى درب المفضل وانفق من ماله عليه فى كل شهر مائتى دينار جاريا ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
286 - احمد بن محمد
ابن هارون ابو بكر الخلال سمع الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وغيرهما وصرف عنايته الى الجمع لعلوم احمد بن حنبل وطلبها وسافر لأجلها وصنفها وجمع منها مالم يجمعه احد وكل من تبع هذا المذهب بأخذ من كتبه وتوفى يوم الجمعة قبل الصلاة ليومين خلوا من ربيع الاول من هذه السنة ودفن الى جنب المروذى في الدكة
287 - احمد بن حفص ابن يزيد ابو بكر المعافرى حدث وروى عن عيسى بن حماد وغيره وكان فاضلا توفى فى ربيع الاول من هذه السنة
288 - احمد بن محمد ابن الحسين ابو محمد الجريرى سمع سريا وكان الجنيد يكرمه وقيل له عند

وفاته الى من نجلس بعدك فقال الى ابى محمد الجريرى اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا الخطيب اخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال اخبرنى محمد بن الحسين السلمى قال سمعت عبد الله الرازى يقول سمعت الجريرى يقول منذ عشرين سنة ما مددت رجلى عند جلوسى فى الخلوة فإن حسن الادب مع الله المولى قال عبد الكريم وسمعت عبد الله بن يوسف الاصبهانى يقول سمعت ابا الفضل الصرام يقول سمعت على بن عبد الله يقول اعتكف ابو محمد الجريرى بمكة سنة اثنتين وتسعين ومائتين فلم يأكل ولم ينم ولم يستند الى حائط ولم يمد رجليه فقال له ابو بكر الكتانى يا ابا محمد بماذا قدرت على اعتكافك فقال علم صدق باطنى فأعاننى على ظاهرى
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على قال اخبرنا محمد بن عبد الواحد اخبرنا ابو عبد الرحمن السلمى قال سمعت ابا سعيد الرازى يقول توفى الجريرى سنة وقعة الهبير وطئته الجمال وقت الوقعة قال السلمى وسمعت ابا عبد الله الرازى يقول وقعة الهبير كانت سنة احدى عشرة وثلثمائة قال مؤلف الكتاب رحمه الله الهبير اسم موضع عارض فيه ابو سعيد الجنابى القرمطى الحاج فأصاب منهم جماعة فتفرقوا فعاد وعارضهم فى محرم سنة اثنتى عشرة وفتك بهم الفتك القبيح فجائز أن يكون الجريرى قد هلك فى المعارضة الاولى وانما هلك فى الطريق وبقى على حاله واخبرنا ابو منصور القزاز قال اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا عبد الكريم ابن هوازن قال سمعت ابا عبد الله بن باكوية الشيرازى يقول سمعت احمد بن عطاء الروذبارى يقول مات الجريرى سنة الهبير فجزت عليه بعد

سنة واذا هو مستند جالس وركبته الى صدره وهو يشير الى الله تعالى بإصبعه
289 - احمد بن حمدان ابن على بن سنان ابو جعفر النيسابورى لقى ابا حفص وغيره وكان من الورعين واسند الحديث وله كلام حسن وكان يقول انت تبغض اهل المعاصى بذنب واحد تظنه ولا تبغض نفسك مع ما تيقنته من ذنوبك توفى فى هذه السنة
290 - ابراهيم بن السرى ابن سهل ابو اسحاق الزجاج كان من اهل الفضل والعلم مع حسن الإعتقاد وله تصانيف حسان اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال اخبرنا على بن ابى البغدادى قال اخبرنى ابو الحسن احمد بن يوسف الازرق فى كتابه قال حدثنى ابو محمد بن درستويه قال حدثنى الزجاج قال كنت اخرط الزجاج فاشتهيت النحو فلزمت المبرد لتعلمه وكان لا يعلم مجانا ولا يعلم بأجرة الاعلى قدرها فقال اى شىء صناعتك قلت اخرط الزجاج وكسبى فى كل يوم درهم ونصف واريد أن تبالغ فى تعليمي وأنا اعطيك كل يوم درهما واشترط لك انى اعطيك اياه ابدا الى ان يفرق الموت بيننا استغنيت عن التعلم او احتجت اليه قال فلزمته وكنت اخدمه فى اموره ومع ذلك فأعطيه الدرهم فينصحنى فى العلم حتى استقللت فجاءه كتاب بعض بنى ما دمة من الصراة يلتمسون معلما نحويا لاولادهم فقلت له اسمنى لهم فأسمانى فخرجت فكنت اعلمهم وانفذ اليه فى كل شهر ثلاثين درهما واتفقده بعد ذلك بما اقدر عليه ومضت على ذلك مدة فطلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبا لإبنه القاسم فقال لا اعرف لك الا رجل زجاجا بالصراة مع بنى مادمة قال فكتب اليهم عبيد الله فاستنزلهم عنى فأحضرنى واسلم الى القاسم فكان ذلك سبب غناى وكنت اعطى المبرد ذلك الدرهم فى كل يوم الى ان مات ولا اخليه من التفقد معه بحسب طاقتى

اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على اخبرنا على بن أبى على قال اخبرنى أبى قال حدثنى ابو الحسين عبد الله بن احمد بن عياش القاضى قال حدثنى ابو اسحاق الزجاج قال كنت اؤدب القاسم بن عبيد الله فأقول إن بلغك الله مبلغ أبيك ووليت الوزارة ماذا تصنع بى فيقول ما احببت فأقول أن تعطينى عشرين الف دينار وكانت غاية أمنيتى فما مضت الاسنون حتى ولى القاسم الوزارة وانا على ملازمتى له وقد صرت نديمة فدعتنى نفسى الى اذكاره بالوعد ثم هبته فلما كان فى اليوم الثالث من وزارته قال لى يا ابا اسحاق ألم ارك اذكرتنى بالنذر فقلت عولت على رأى الوزير ايده الله وانه لا يحتاج الى اذ كارى لنذر عليه فى أمر خادم واجب الحق فقال لى انه المعتضد بالله ولولاه ما تعاظمنى دفع ذلك اليك فى مكان واحد ولكن اخاف أن يصير له معك حديثا فاسمع لى تأخذه متفرقا فقلت افعل فقال اجلس للناس وخذ رقاعهم فى الحوائج الكبار واستعجل عليها ولا تمتنع من مسألتى شيئا تخاطب فيه صحيحا كان او محالا الى ان يحصل لك مال النذر ففعلت ذلك وكنت اعرض عليه كل يوم رقاعا فيوقع فيها وربما قال لى كم ضمن لك على هذا فأقول كذا وكذا فيقول غبنت هذا يساوى كذا وكذا فاستزد فأراجع القوم فلا أزال أماكسهم ويزيدونى حتى ابلغ ذاك الحد الذى رسمه لى قال وعرضت عليه شيئا عظيما فحصلت عندى عشرون الف دينار واكثر منها فى مديدة فقال لى بعد شهور يا ابا اسحاق حصل مال النذر فقلت لا فسكت وكنت اعرض ثم يسألنى فى كل شهر او نحوه هل حصل المال فأقول لا خوفا من انقطاع الكسب الى ان حصل عندى ضعف ذلك المال فسألنى يوما فاستحييت من الكذب المتصل فقلت قد حصل ذلك ببركة الوزير فقال فرجت والله عنى فقد كنت مشغول القلب الى أن يحصل لك قال ثم اخذ الدواة فوقع لى الى خازنه بثلاثة آلاف دينار صلة فأخذتها وامتنعت ان اعرض عليه شيئا ولم ادر كيف اقع منه فلما كان من

غد جئته وجلست على رسمى فأومأ الى هات ما معك يستدعى منى الرقاع على الرسم فقلت ما اخذت من احد رقعة لأن النذر قد وقع الوفاء به ولم ادر كيف اقع من الوزير فقال يا سبحان الله أترانى كنت اقطع عنك شيئا قد صار لك عادة وعلم به الناس وصارت لك به منزلة عندهم وجاه وغدو ورواح الى بابك ولا يعلم سبب انقطاعه فيظن ذلك لضعف جاهك عندى او تغير رتبتك اعرض على على رسمك وخذ بلا حساب فقبلت يده وباكرته من غد بالرقاع وكنت اعرض عليه كل يوم الى ان مات وقد أثلت حالى هذه قال المصنف رحمه الله رأيت كثيرا من اصحاب الحديث والعلم يقرؤن هذه الحكاية ويتعجبون مستحسنين لهذا الفعل غافلين عما تحته من القبيح وذلك انه يجب على الولاة ايصال قصص المظلومين واهل الحوائج فإقامة من يأخذ الاجعال على هذا قبيح حرام وهذا مما يهن به الزجاج وهنا عظيما ولا يرتفع لأنه ان كان لم يعلم ما فى باطن ما قد حكاه عن نفسه فهذا جهل بمعرفة حكم الشرع وان كان يعرف فحكايته فى غاية القبح نعود بالله من قلة الفقه اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا ابو الجوائز الحسن بن على الكاتب قال حدثنى ابو القاسم على بن طلحة النحوى قال سمعت ابا على الفارسى قال دخلت مع شيخنا ابى اسحاق الزجاج على القاسم بن عبيد الله الوزير فورد اليه خادم وساره بشىء استبشر به ثم تقدم الى شيخنا ابى اسحاق بالملازمة الى أن يعود ثم نهض فلم يكن بأسرع من أن عاد وفى وجهه اثر الوجوم فسأله شيخنا عن ذلك لأنس

كان بينه وبينه فقال كانت تختلف الينا جارية لإحدى المغنيات فسمتها ان تبيعنى اياها فامتنعت من ذلك ثم اشار عليها احد من كان ينصحها بان تهديها الى رجاء ان اضاعف لها ثمنها فلما وردت اعلمنى الخادم بذلك فنهضت مستبشرا لافتضاضها فوجدتها قد حاضت فكان منى ما ترى فأخذ شيخنا الدواة من بين يديه وكتب ... فارس ماش بحربته ... حاذق بالطعن فى الظلم ... رام أن يدمى فريسته ... فانقته من دم بدم ...
انبأنا ابو منصور القزاز قال انبأنا ابو بكر احمد بن على بن ثابت قال حدثنى ابو بكر احمد بن محمد الغزال قال انبأنا على بن عبد العزيز قال انبأنا ابو محمد الوراق قال جار كان لنا قال كنت بشارع الانبار وانا صبى يوم نيروز فعبر رجل راكب فبادر بعض الصبيان وقلب عليه ماء فأنشأ يقول وهو ينفض رداءه من الماء ... اذا قل ماء الوجه قل حياؤه ... ولا خير فى وجه اذا قل ماؤه ...
فلما عبر قيل لنا هذا ابو اسحاق الزجاج قال الطاهرى شارع الانبار هو النافذ الى الكبش والأسد
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا ابو الطيب الطبرى قال حدثنى محمد بن طلحة قال حدثنى القاضى محمد بن احمد المخرمى انه جرى بين الزجاج وبين المعروف بمسينة وكان من اهل العلم شر واتصل ونسجه ابليس واحكمه حتى خرج الزجاج الى حد الشتم فكتب اليه مسينة ... أبى الزجاج الاشتم عرضى ... لينفعه فآثمه وضره ... واقسم صادقا ما كان حر ... ليطلق لفظه فى شتم حره ... فلو أنى كررت لفر مني ... ولكن للمنون على كره ... فأصبح قد وقاه الله شرى ... ليوم لا وقاه الله شره

فلما اتصل هذا الخبر بالزجاج قصده راجلا حتى عتذر اليه وسأله الصلح توفى الزجاج يوم الجمعة لاحدى عشرة مضت من جمادى الآخرة من هذه السنة
291 - بدر ابو النجم مولى المعتضد بالله ويسمى بدر الكبير ويقال له بدر الحمامى وكان قد تولى الاعمال مع ابن طولون بمصر فلما قتل قدم بغداد فولاه السلطان اعمال الحرب والمغاور بفارس وكرمان فخرج الى عمله وحدث عن هلال بن العلاء وغيره واقام هناك وطالت أيامه حتى توفى بشيراز ثم نبش وحمل الى بغداد وقام ولده محمد مقامه فى حفظ البلاد
292 - حامد بن العباس ابو محمد استوزره المقتدر بالله سنة ست وثلثمائة وكان موسرا له اربعمائة مملوك يحملون السلاح لكل واحد منهم مماليك وكان يحجبه الف وسبعمائة حاجب وكان ينظر بفارس قديما ودام نظره بواسط وكان صهره ابو الحسين بن بسطام اذا سافر كان معه اربعون بختية موقرة أسرة ليجلس عليها وفيها واحدة موقرة سفافيد المطبخ وكان معه اربعمائة سجادة للصلاة فلما قبض على حامد صودر صهره هذا على ثلثمائة الف دينار وكان حامد ظاهر المروءة كثير العطاء فحكى ابو بكر الصولى انه شكا اليه شفيع المقتدرى فناء شعيره فجذب الدواة وكتب له بمائة كر شعير فقال له ابن الحوارى فأنا اكتب له بمائة كر فنظر اليه نصر الحاجب فكتب له بمائة كر وكتب لأم موسى بمائة كر ولمؤنس الخادم بمائة كر وحكى ابو على التنوخى عن بعض الكتاب قال حضرت مائدة حامد وعليها عشرون نفسا وكنت اسمع انه ينفق عليها كل يوم مائتى دينار فاستقللت ما رأيت ثم خرجت فرأيت فى الدار نيفا وثلاثين مائدة منصوبة على كل مائدة ثلاثون نفسا وكل مائدة كالمائدة التى بين يديه حتى البوارد والحلوى وكان لا يستدعى احدا الى طعامه

بل يقدم الطعام إلى كل قوم فى اماكنهم انبأنامحمد بن ابى طاهر انبأنا على بن المحسن التنوخى أذنا عن ابيه قال حدثنى القاضى ابو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمى قال كان حامد بن العباس من اوسع من رايناه نفسا واحسنهم مروءة واكثرهم نعمة واشدهم سخاء وتفقدا لمرؤته وكان ينصب فى داره كل يوم عدة موائد ولا يخرج من الدار احد من الجلة والعامة والحاشية وغيرهم اذا حضر الطعام او يأكل حتى غلمان الناس فربما نصب فى داره فى يوم واحد اربعون مائدة وكان يجرى على كل من يجرى عليه الخبز لحما وكان جراياته كلها الحوارى فدخل يوما الى دهليزه فرأى فيه قشر باقلاة فاحضر وكيله وقال ويلك يؤكل فى دارى الباقلا قال هذا من فعل البوابين قال أوليست لهم جرايات لحم قال بلى قال فسلهم عن السبب فسألهم فقالوا لا نتهنأ نأكل اللحم دون عيالنا فنحن ننفذه اليهم لنأكله معهم ليلا ونجوع بالغدوات فنأكل البانلا فأمر حامد أن يجرى عليهم جرايات لعيالهم تحمل الى منازلهم وإن يأكلوا جراياتهم فى الدهليز فقال ذلك فلما كان بعد ايام رأى قشر باقلاة فى الدهيلز فاستشاط غيظا وكان حديدا فشتم وكيله وقال ألم اضعف الجرايات فلم فى دهليزى قشور الباقلا فقال ان الجرايات لما تضاعفت جعلوا الاولى لعيالاتهم فى كل يوم وصاروا يجمعون الثانية عند القصاب فاذا خرجوا من النوبة ومضوا نهارا الى منازلهم فى نوبة استراحتهم فيها أخذوا ذلك مجتمعا من القصاب فتوسعوا به قال فلتكن الجرايات بحالها وليتخذ مائدة فى كل يوم ليلة تنصب غدوة قبل نصب موائدنا يطعم عليها هؤلاء والله لئن وجدت بعد هذا فى دهليزى قشر باتلاة لأضربنك وجميعهم بالمقارع ففعل ذلك وكان ما زاد فى نفقة الاموال فيه امرا عظيما قال المحسن وحدثنى هبة الله بن محمد بن يوسف المنجم قال حدثنى جدى قال وقفت امرأة لحامد بن العباس على الطريق فشكت اليه الفقر ودفعت اليه قصة كانت معها فلما جلس وقع لها بمائتى دينار فأنكر الجهبذ دفع هذا القدر الى مثلها فراجعه فقال حامد والله ما كان فى نفسى ان اهب لها الا مائتى درهم

ولكن الله تعالى اجرى لها على يدى مائتى دينار فلا ارجع فى ذلك اعطها فدفع اليها فلما كان بعد ايام دفع اليه رجل قصة يذكر فيها ان امراتى وانا كنا فقراء فرفعت قصة الى الوزير فوهب لها مائتى دينار فاستطالت على بهاوتريد الآن اعناتى لأطلقها فان رأى الوزير أن يوقع الى من يكفها عنى فعل فضحك حامد فوقع له بمائتى دينار وقال قولوا له يقول لها قد صار الآن مالك مثل مالها فهى لا تطالبك بالطلاق فقبضها وانصرف غنيا قال المحسن وحدثنى عبد الله ابن احمد بن داسة قال حدثنى ابو الحسين احمد بن الحسين بن المثنى قال لما قدم حامد بن العباس الأبلة يريد الاهواز وهو وزير خرجت لتلقيه فرأيت له حراقة ملاحوها خصيان بيض وعلى وسطها شيخ يقرأ القرآن وهى مظللة مسترة فسألت عن ذلك فقالوا هذه حراقة الحزم لا يحسن ان يكون ملاحوها فحولة قال المحسن وحدثنى ابو عبد الله الصيرفى قال حدثنى ابو عبد الله القنوتى قال ركب حامد وهو عامل واسط الى بستان له فرأى بطريقه دار محترقة وشيخا يبكى ويولول وحوله صبيان ونساء على مثل حاله فسأل عنه فقيل هذا رجل تاجر احترقت داره وافتقر فوجم ساعة ثم قال اين فلان الوكيل فجاء فقال اريد أن اندبك لأمر إن عملته كما اريد فعلت بك وصنعت وذكر جميلا وان تجاوزت فيه رسمى فعلت بك وصنعت وذكر قبيحا فقال مر بأمرك فقال ترى هذا الشيخ قد آلمني قلبى له وقد تنغصت على نزهتى بسببه وما تسمح نفسى بالتوجه الى بستانى الابعد أن تضمن لى أننى اذا عدت العشية من النزهة وجدت الشيخ فى داره وهى كما كانت مبنية مجصصة نظيفة وفيها صنوف المتاع والفرش والصفر كما كانت وتبتاع له ولعياله كسوة الشتاء والصيف مثل ما كان لهم فقال الوكيل فتقدم الى الخازن بأن يطلق ما اريده والى صاحب المعونة ان يقف معى ويحضر من اطلبه من الصناع فتقدم حامد بذلك وكان الزمان صيفا فتقدم باحضار اصناف الروزجارية فكانوا ينقضون بيتا

ويقيمون فيه من يبنيه وقيل لصاحب الدار اكتب جميع ما ذهب منك حتى المكنسة والمقدحة وصليت العصر وقد سقفت الدار وجصصت وغلقت الابواب ولم يبق غير الطوابيق فأنفذ الرجل الى حامد وسأله التوقف فى البستان وان لا يركب منه الى ان يصلى عشاء الآخرة فبيضت الدار وكنست وفرشت ولبس الشيخ وعياله الثياب ودفعت اليهم الصناديق والخزائن مملوءة بالأمتعة فاجتاز حامد والناس قد اجتمعوا كأنه يوم عيد يضجون بالدعاء له فتقدم حامد الى الجهبذ بخمسة آلاف درهم يدفعها الى الشيخ يزيدها فى بضاعته وسار حامد الى داره قال المحسن حدثنى ابو الحسن بن المأمون الهاشمى انه وجد لحامد فى نكبته التى قتل فيها فى بئر لمستراح له اربعمائة الف دينار عينا دل عليها لما اشتدت به المطالبة واخبرنى غيره ان حامدا كان عمل حجرة وجعل فيها مستراحا وكان يتقدم الى كيله ان يجىء بالدنانير فكلما حصل له كيس اخذه تحت ثيابه وقام كأنه يبول فدخل ذلك المستراح فألقى الكيس فى البئر وخرج من غير أن يصب فيها ماء ولا يبول ويوهم الفراش انه فعل ذلك فاذا خرج قفل المستراح ولم يدخله غيره على رسم مستراحات الملوك فإذا أراد الدخول فتحه له الخادم المرسوم بالوضوء وذلك الخادم المرسوم بالوضوء لا يعلم السر فى ذلك فلما تكامل المال قال هذا المستراح فسد فسدوها فسد وعطل فلما اشتدت به المطالبة دل عليه فاخرج ما فيه ولما عزل المقتدر حامدا قرر مع ابن الفرات انه لا ينكبه وقال خدمنا بغير رزق وشرط ان يناظر بمحضر من القضاة والكتاب وكان قد وقع بينه وبين مفلح الخادم وجرى بينهما مخاشنة فقال حامد والله لابتاعن مائة اسود أجعلهم قوادا واسمى كل واحد منهم مفلحا فادى عنه مفلح الى الخليفة مالم يقله وأشار بأن ينفذ الى ابن الفرات وقال ان لم يكن فى قبضه وقفت اموره فتقدم الخليفة بذلك وأمر ابن الفرات ان يفرد له دار حسنة ويفرش له فرشا جميلا ويحضر ما يختار من الاطعمة وباع حامد داره التى كانت

له على الصراة من نازوك باثنى عشر الف دينار وباع خادما له عليه بثلاثة آلاف دينار وأقر حامد بألف الف دينار ومائتى الف دينار واحدر الى واسط فى رمضان هذه السنة فتسلمه محمد بن عبد الله البزوفرى وكان ينظر من قبل لحامد فاراد البزوفرى ان يحتاط لنفسه حين مرض حامد فاحضر قاضى واسط وشهودها يخبرهم انه مات حتف انفه فلما دخل الشهود عليه قال لهم ان ابن الفرات الكافر الفاجر الرافضى عاهدنى وحلف بايمان البيعة ان اقررت بأموالى صاننى عن المكروه فلما أقررت سلمنى الى ابنه فقدم لى بيضا مسموما فلا صنع للبزوفرى فى دمى الى وقتنا هذا ولكنه كفر احسانى توفى حامد فى رمضان هذه السنة
293 - عبد الله بن اسحاق ابن ابراهيم بن حماد بن يعقوب ابو محمد الانماطى المدائنى سكن بغداد وحدث بها عن الصلت بن مسعود الجعدرى وعثمان بن ابى شيبة روى عنه ابى الجعابى وابن مظفر وقال الدارقطنى ثقة مأمون توفى فى ذى القعدة هذه السنة
294 - محمد بن اسحاق بن خزيمة ابن المغيرة بن صالح بن بكر السلمى مولى مجشر بن مزاحم ابو بكر طاف البلاد فى طلب الحديث فسمع بنيسابور من ابن راهويه وغيره وبمرو من على بن حجر وغيره وبالرى من محمد بن مهران وغيره وببغداد من احمد بن منيع وغيره وبالبصرة من بشر بن معاذ العقدى وغيره وبالشام من موسى بن سهل الرملي وغيره وبالجزيرة من عبد الجبار بن العلاء وغيره وبمصر من يونس بن عبد الاعلى وغيره وسمع بواسط من محمد بن حرب وغيره روى عنه جماعة من مشايخه منهم البخاري ومسلم وكان مبرزا فى علم الحديث وغيره اخبرنا

محمد بن ناصر انبأنا ابو محمد الحسن بن احمد السمرقندى قال سمعت ابا سعيد احمد بن محمد العبدانى يقول اخبرنا ابو اسحاق احمد بن محمد المفسر قال اخبرنا ابو محمد الخطيب قال سمعت ابا الحارث روح بن احمد بن روح يقول سمعت ابا العباس احمد بن المظفر البكرى يقول سمعت محمد بن هارون الطبرى يقول كنت انا ومحمد بن نصر المروزى ومحمد بن علويه الوزان ومحمد بن اسحاق ابن خزيمة على باب الربيع بن سليمان بمصر نسمع منه كتب الشافعى فبقينا ثلاثة ايام بلياليهن لم نطعم شيئا وفنيت ازوادنا فقلت الآن قد حلت لنا المسألة فمن يسأل فاستحيا كل واحد منا أن يسأل فقلنا نقترع فوقعت القرعة على محمد بن اسحاق ابن خزيمة فقال دعونى اصلى ركعتين وسجد يدعوا بدعاء الاستخارة اذ قرع علينا الباب فخرج واحد فاذا هو رجل خادم لأحمد بن طولون امير مصر وبين يديه شمعة وخلفه شمعة فاستأذن فدخل ثم سلم وجلس وادخل يده فى كمه فأخرج رقعة فقال من محمد بن نصر المروزى فقلنا هذا فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فأعطاه ثم قال ان الامير احمد بن طولون يقرأ عليك ويقول لك استنفق هذا فاذا فنى بعثنا اليك مثله قال من محمد بن علويه الوزان فقلنا هذا فأعطاه مثل ذلك ثم قال من محمد بن هارون الطبرى فقلت انا فأعطانى مثل ذلك ثم قال من محمد بن اسحاق بن خزيمة فقلنا هو ذاك الساجد فامهله حتى رفع رأسه من السجدة فأعطاه مثل ذلك فقلنا لا نقبل هذا منك حتى تخبرنا بالقصة فقال ان الامير احمد بن طولون كان قائلا نصف النهار اذ اتاه آت فى منامه فقال يا احمد ما حجتك غدا عند الله اذا وقفت بين يديه فسألك عن اربعة من اهل العلم طووا منذ ثلاثة أيام لم يطعموا شيئا فانتبه فزعا مذعورا فكتب اسماءكم وصرر هذه الصرر وبعثنى فى طلبكم وكنت استخبر خبركم حتى وجدتكم الآن وقال المؤلف وقد رويت لنا هذه الحكاية على وجه آخر
أخبرنا ابو منصور القزاز عن الخطيب قال حدثنى ابو الفرج محمد بن عبيد الله

ابن محمد الشيرازى لفظا قال سمعت احمد بن منصور بن محمد الشيرازى يقول سمعت محمد بن احمد الصحاف السجستانى قال سمعت ابا العباس البكرى من ولد أبى بكر الصديق يقول جمعت الرحلة بين محمد بن جرير ومحمد بن اسحاق بن خزيمة ومحمد ابن نصر المروزى ومحمد بن هارون الرويانى بمصر فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم واضربهم الجوع فاجتمعوا ليلة فى منزل كانوا يأوون اليه فاتفق رأيهم على ان يستهموا ويضربوا القرعة فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام فخرجت القرعة على محمد بن اسحاق بن خزيمة فقال لأصحابه امهلونى حتى أتوضا وأصلى صلاة الخيرة قال فاندفع فى الصلاة فإذا هم بالشموع وخصى من قبل والى مصر يدق الباب ففتحوا الباب فنزل عن دابته فقال ايكم محمد بن نصر فقيل هو هذا فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها اليه ثم قال ايكم محمد بن جرير فقالوا هذا فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها اليه ثم قال ايكم محمد بن هارون فقالوا هو ذا فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها اليه ثم قال ايكم محمد بن اسحاق بن خزيمة فقالوا هو ذا فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها اليه ثم قال ان الامير كان قائلا بالامس فرأى فى المنام خيالا قال ان المحامد طوواكشحهم جياعا فانفذ اليكم هذه الصرر واقسم عليكم اذا نفدت فابعثوا الى احدكم
قال مؤلف الكتاب وقد سبق نحو هذه الحكايات عن الحسن بن سفيان النسوى توفى ابو بكر بن خزيمة ليلة السبت ثامن ذى القعدة من هذه السنة ودفن فى حجرة من داره ثم صيرت تلك الدار مقبرة
295 - محمد بن احمد بن الصلت ابن دينار ابو بكر الكاتب سمع وهب بن بقية وغيره وربما سمى احمد بن محمد بن الصلت الا أن الاول اشهر

اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا ابن رزق اخبرنا عمر بن جعفر البصرى قال محمد بن احمد بن الصلت ثقة مأمون توفى فى المحرم من هذه السنة
296 - محمد بن اسماعيل بن على ابن النعمان بن راشد ابو بكر البندار المعروف بالبصلانى سمع على بن الحسين الدرهمى وخالد بن يوسف السمتى وبندار وغيرهم
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال حدثنى على بن محمد بن نصر الدينورى قال سمعت حمزة بن يوسف السهمى يقول سألت الدارقطنى عن محمد بن اسماعيل البصلانى فقال ثقة توفى فى شعبان هذه السنة
297 - يانس الموفقى كان فى اصل سور داره من خيار الفرسان والرجالة الف مقاتل توفى فى هذه السنة وخلف ضياعا تغل ثلاثين الف دينار
سنة ثم دخلت سنة اثنتى عشرة وثلثمائة
فمن الحوادث فيها انهم وجدوا رجلا اعجميا واقفا على سطح مجلس من دار السر التى كان المقتدر يكثر الجلوس فيها عند والدته عليه ثياب دبيقى وتحتها قميص صوف ومعه محبرة ومقلمة وسكين واقلام وقيل انه دخل مع الصناع فحصل فى الموضع وبقى اياما فعطش فخرج يطلب الماء فظفربه وسئل عن حاله فقال ليس يجوز ان أخاطب غير صاحب هذه الدار فأخرج الى ابى الحسن بن الفرات فقال انا اقوم مقام صاحب الدار فقال ليس يجوز غير

خطابه فضرب فعدل الى ان قال ندا نم ولزم هذه اللفظة فضرب حتى مات فأخرج فصلب ولطخ بالنفط وضرب بالنار وأرجف الناس بان ابن الفرات دسه ليوهم المقتدر أن نصر الحاجب اراد أن يحتال ليفتك به لأنهم ارادوا مصادرة نصر
وفيها ضعف أمر ابى الحسن ابن الفرات بعد قوته وكان السبب انه ورد الخبر فى محرم هذه السنة بأن ابا طاهر بن ابى سعيد الجنابى ورد الى الهبير ليلتقى حاج سنة احدى عشرة وثلثمائة فى رجوعهم واوقع ببعض الحاج ومضى بعضهم على غير الطريق فعارضهم ابو طاهر وقاتلهم يوم الاحد لاثنتى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة اثنتى عشرة فقتل منهم قتلا مسرفا واسر معه جماعة من خدم السلطان واسبابه واخذ جمال الحاج وسبى من اختار من النساء والرجال والصبيان وسار بهم الى هجر وترك باقى الحاج فى مواضعهم بلا جمال ولا زاد وكانت سن ابى طاهر فى ذلك الوقت سبع عشرة سنة فمات اكثر الحاج بالعطش والحفاء وحصل له ما حزر من الاموال الف الف دينار ومن الامتعة والطيب وغير ذلك بنحو الف الف وكان جميع عسكره نحوا من ثمانى مائة فارس ومثلهم رجاله فانقلبت بغداد وخرجت النساء منشورات الشعور مسودات الوجوه يلطمن ويصرخن فى الشوارع وانضاف اليهن حرم المنكوبين الذين نكبهم ابن الفرات وكانت صورة شنيعة فركب ابن الفرات الى المقتدر وحدثه الحال فقال له نصر الحاجب الساعة تقول اى شىء الرأى بعد أن زعزعت أركان الدولة وعرضتها للزوال بابعادك مؤنس المظفر الذى يناضل الاعداء ومن الذى اسلم رجال السلطان واصحابه الى القرمطى سواك واشار نصر على المقتدر بمكاتبة مؤنس بالتعجيل الى الحضرة فأمر أن يكتب اليه بذلك ووثب العامة على ابن

الفرات فرجمت طيارته بالآجر ورجمت داره وصاحوا يا ابن الفرات القرمطى الكبير وامتنع الناس من الصلاة فى الجوامع ثم قبض على ابن الفرات وابنيه وأسبابه وحمل الى دار نازوك والعامة يضربونه بالآجر ويقولون قد قبض على القرمطى الكبير واخذ خطه بألفى الف دينار وكان ابنه المحسن يخرج فى زى النساء فغمز عليه فأخذ وكتب خطه بثلاثة آلاف الف دينار وقتل ابن الفرات وولده المحسن ووزر ابو القاسم عبد الله بن محمد الخاقانى
وورد كتاب من محمد بن عبد الله الفارقى من البصرة يذكر ان كتاب ابى الهيجاء عبد الله بن حمدان ورد عليه من هجر وانه كلم ابا طاهر فى امر من كان استأسر من الحاج وسأل اطلاقهم وانه احصى من قتله منهم فكانوا من الرجال الفين ومائتين وعشرين ومن النساء نحو خمسمائة امرأة ووعد باطلاقهم ثم وردت الاخبار بورود طائفة الى البصرة الى ان كان آخر من اطلق منهم ابو الهيجاء فى جماعة من اصحاب السلطان وقدم معهم رسول من ابى طاهر يسأل الافراج له عن البصرة والاهواز فأنزل واكرم واقيمت له الانزال الواسعة ولم يجب الى ما التمس وانفق السلطان فى خروج مؤنس الى الكوفة ثم الى واسط الف الف دينار
ومن الحوادث ان نازوك جلس فى مجلس الشرطة ببغداد فاحضر له ثلاثة نفر من اصحاب الحلاج وهم حيدرة والشعرانى وابن منصور فطالبهم بالرجوع عن مذهب الحلاج فأبوا فضرب اعناقهم ثم صلبهم فى الجانب الشرقى من بغداد ووضع رؤسهم على سور السجن فى الجانب الغربى
وظهر بين الكوفة وبغداد رجل يدعى انه محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن على ابن الحسين بن على بن ابى طالب وجمع جمعا عظيما من الاعراب واستفحل امره فى شوال فأنفذ ابو القاسم الخاقانى حاجبه احمد بن سعيد وضم اليه خمسمائة رجل من الفرسان والف راجل وامره بمحاربته فظفر بجماعة من اصحابه وانهزم الباقون

ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
298 - ابراهيم بن خمش ابو اسحاق الزاهد النيسابورى سمع محمد بن رافع وغيره وكان يعظ الناس انبأنا زاهر بن طاهر انبأنا ابو بكر البيهقى اخبرنا ابو عبد الله الحاكم قال سمعت ابا منصور الصوفى ابن بنت ابراهيم يقول سمعت جدى يقول يضحك القضاء من الحذر ويضحك الاجل من الامل ويضحك التقدير من التدبير وتضحك القسمة من الجهد والعناء
299 - اسحاق بن بنان بن معن ابو محمد الانماطى سمع الوليد بن شجاع واسحاق بن ابى اسرائيل وكان ثقة توفى فى هذه السنة
300 - عبيد الله بن عبد الله بن محمد ابو العباس الصيرفى حدث عن عبد الاعلى بن حماد روى عنه على بن عمر السكرى وكان صدوقا توفى فى رجل هذه السنة
301 - عمر بن عبد الله بن عمر بن عثمان ابو القاسم المعروف بإبن ابى حسان الزيادى سمع المفضل بن غسان روى عنه ابن المظفر وابن شاهين وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة وقيل فى سنة اربع عشرة وثلثمائة
302 - على بن محمد بن الفرات ابو الحسن وزرمرارا للمقتدر وملك اموالا كثيرة تزيد على عشرة آلاف الف دينار وبلغت غلته الف الف دينار واودع الاموال وجوه الناس فلم يبق ببغداد قاض ولا عدل ولا تاجر مستور الا ولابن الفرات عنده وديعة

انبأنا محمد بن ابى طاهر انبأنا على بن المحسن عن ابيه قال حدثنى ابو الحسين عبد الله ابن احمد بن عياش القاضى ان رجلا دامت عطلته فزور كتبا عن على بن محمد ابن الفرات وهو وزير الى أبى زنبور عامل مصر وخرج اليه فلقيه بها فأنكرها ابو زنبور لإفراط التأكيد فيها واستراب بالخطاب فوصل الرجل بصلة يسيرة وامر له بجراية وقال تأخذها الى ان انظر فى امرك وانفذ الكتب الى ابن الفرات وكان فيها ان للرجل حرمة وكيدة بالوزير وخدمة قديمة فوصلت الكتب الى ابى الحسن بن الفرات واصحابه بين يديه فعرفهم ذلك وقال ما الرأى فقال بعضهم نقطع يده للتزوير على الوزير وقال بعضهم يقطع ابهامه وقال بعضهم يضرب ويحبس وقال بعضهم يكشف امره لأبى زنبور حتى يطرده فقال ابن الفرات ما أبعد طباعكم عن الجميل رجل توسل بنا وتحمل المشقة الى مصر بجاهنا ولعله كان لا يصل الينا فيأخذ كتبنا فخفف عنا بأن كتب لنفسه يكون حظه الخيبة ثم كتب على الكتاب المزور الى ابى زنبور هذا كتابى ولا اعلم لاى سبب انكرته ولا لأى سبب استربت به وحرمة صاحبه بى وكيدة وسببه عندى اقوى مما تظن فاجزل عطيته وتابع بره فلما كان بعد مدة طويلة دخل عليه رجل جميل الهيئة فأقبل يدعو له ويبكى ويقبل الارض بين يديه وابن الفرات لا يعرفه ويقول بارك الله علك مالك فقال انا صاحب الكتاب المزور الى أبى زنبور الذى حققه بفضل الوزير فعل الله به وصنع فضحك ابن الفرات وقال فبكم وصلك فقال وصل الى من ماله وبتقسيط قسطه لى وبتصرف صرفنى عشرون الف دينار فقال الزمنا فانا ننفعك باضعانه واستخدمه فأكسبه مالا عظيما قال ابن عياش وكان اول ما انحل من نظام سياسة الملك فيما شاهدناه القضاء فان ابن الفرات وضع منه وادخل فيه اقواما لا علم لهم ولا ابوة فما مضت الا سنوات حتى ابتدأت الوزارة تتضع ويتقلدها من ليس باهل حتى

بلغت سنة نيف وثلاثين وثلثمائة الى ان تقلد وزارة المتقى ابو العباس الاصبهانى الكاتب وكان فى غاية سقوط المروءة والرقاعة ولقد رأيت قردا معلما يقول له القراد تحب ان تكون بزازا فيقول نعم ويومى برأسه فيقول تشتهى ان تكون عطارا فيومى برأسه نعم الى ان يقول أتشتهى ان تكون وزيرا فيومى برأسه لا فيضحك الناس وكان اول ما وضع من القضاء انه قلده ابا امية الاحوص البصرى فانه كان بزاز فاستتر ابن الفرات عنده وخرج من داره الى الوزارة فولاه القضاء وجرت الحال على ما ذكرنا فى ترجمة الاحوص سنة ثلثمائة وقد ذكرنا كيف اتضع ابن الفرات وكيف اخد وحبس وقتل فى حوادث هذه السنة فلا نعيده انبأنا محمد بن أبى طاهر عن أبى القاسم التنوخى عن ابيه قال اخبرنى بعض الكتاب قال كان ابن الفرات قد صودر على الف الف دينار وستمائة الف دينار فأدى جميعها فى مدة ستة عشر شهرا من وقت أن قبض عليه اخبرنا ابو بكر محمد بن أبى طاهر البزاز انبأنا على بن المحسن التنوخى عن ابيه قال حدثنى ابو محمد قال حدثنى بعض شيوخ الكتاب ببغداد عمن حدثه انه سمع ابا الحسن ابن الفرات يقول لأبى جعفر بن بسطام ويحك يا ابا جعفر لك قصة فى رغيف فقال ان امى كانت عجوزا صالحة عودتنى منذ ولدتنى ان تجعل تحت مخدتى التى انام عليها فى كل ليلة رغيفا فيه رطل فاذا كان من غد تصدقت به عنى فانا افعل ذلك الى الآن فقال ابن الفرات ما سمعت باعجب من هذا إعلم انى من أسوأ الناس رأيا فيك لأمور اوجبت ذلك فى منامى كأننى استدعيك لأقبض عليك فتحاربنى وتمتنع منى فاتقدم لمحاربتك فتخرج الى من يحاربك وبيدك رغيف كالترس فتتقى السهام ولا يصل اليك منها شىء واشهد الله انى قد وهبت لله عز و جل ما فى نفسى عليك وان رأيى لك اجمل رأى من الآن فانبسط
303 - فاطمة بنت عبد الرحمن ابن ابى صالح الحرانى اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على اخبرنا احمد

ابن محمد العتيقى على بن ابى سعيد المصرى قال حدثنا أبى قال فاطمة بنت عبد الرحمن بن عبد الغفار الربعى تكنى ام محمد مولدها ببغداد وقدم بها الى مصر وهى حدثة سمعت من ابيها عبد الرحمن وطال عمرها حتى جاوزت الثمانين وكانت تعرف بالصوفية لأنها اقامت تلبس الصوف ولا تنام الا فى مصلاها بلا وطاء فوق ستين سنة سمع منها ابن اخيها عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن توفيت فى هذه السنة
304 - محمد بن اسحاق ابن عبد الملك الهاشمى الخطيب كان يلى صلاة الجمعة فى المسجد الجامع بدار الخلافة وصلاة الاعياد فى المصلى وتوفى يوم السبت لست خلون من ذى الحجة من هذه السنة
305 - محمد بن محمد بن سليمان ابن الحارث بن عبد الرحمن ابو بكر الازدى الواسطى المعروف بالباغندى سمع محمد بن عبد الله بن نمير وابا بكر وعثمان ابنى أبى شيبة وشيبان بن فروخ على بن المدينى وخلقا كثيرا من اهل الشام ومصر والكوفة والبصرة وبغداد ورحل فى طلب الحديث الى الامصار البعيدة وعنى به العناية العظيمة وأخذ عن الحفاظ والائمة وكان حافظا فهما كان يقول انا أجيب فى ثلاثمائة الف مسألة فى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وسكن بغداد فحدث بها فروى عنه المحالي وابن مخلد وأبو بكر الشافعى ودعلج وابن الصواف وابن المظفر وابن حيويه وابن شاهين وخلق كثير
اخبرنا عبد الرحمن اخبرنا احمد الخطيب قال سمعت هبة الله بن الحسن الطبرى

يذكر أن الباغندى كان يسرد الحديث من حفظه مثل تلاوة القرآن وكان يقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان وحدثنا فلان وهو يحرك رأسه حتى تسقط عمامته
اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب قال حدثنى العتيقى قال سمعت عمر بن احمد الواعظ يقول قام ابو بكر الباغندى يصلى فكبر ثم قال حدثنا محمد بن سليمان لوين فسبحنا به فقال بسم الله الرحمن لرحيم الحمد لله رب العالمين قال المؤلف وقد انبأنا بمثل هذه الحكاية محمد بن عبد الملك بن خيرون قال انبأنا ابو الحسين بن المهتدى عن ابى جعفر بن شاهين قال صليت خلف محمد بن سليمان الباغندى فافتتح الصلاة ثم قال حدثنا محمد بن سليمان لوين فقيل له سبحان الله فقال انبأنا شيبان بن فروخ الابلى فقالوا سبحان الله فقال بسم الله الرحمن الرحيم
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على حدثنا ابو محمد عبد الله بن على بن عياض القاضى اخبرنا محمد بن احمد بن جميع حدثنا احمد بن محمد بن شجاع قال كنا عند ابراهيم بن موسى الجوزى ببغداد وكان عنده الباغندى ينتقى عليه فقال له ابراهيم بن موسى هوذا تسخر بى انت اكثر حديثا منى واعرف واحفظ للحديث فقال له قد حبب الى هذا الحديث بحسبك انى رأيت النبى صلى الله عليه و سلم فى النوم فلم اقل له ادع الله لى بل قلت له يا رسول الله ايما اثبت فى الحديث منصور او الاعمش فقال لى منصور منصور
اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب قال لم يثبت من امر الباغندى ما يعاب به سوى التدليس فرأيت كافه شيوخنا يحتجون بحديث ويخرجونه فى الصحيح وقال الدارقطنى الباغندى كثير التدليس يحدث بما لم يسمع وربما سرق وتوفى يوم الجمعة ودفن يوم السبت لعشر بقين من ذى الحجة من هذه السنة وقد قيل سنة ثلاث عشرة والاول اصح

سنة ثم دخلت سنة ثلاث عشرة وثلثمائة
فمن الحوادث فيها أن بنى هاشم ضجوا فى الطرقات لتأخر ارزاقهم عنهم وذلك لثمان من المحرم ولليلة بقيت من المحرم انقض كوكب قبل مغيب الشمس من ناحية الجنوب الى ناحية الشمال فأضاءت الدنيا منه اضاءة شديدة وكان له صوت كصوت الرعد الشديد
ولم يزل ابو القاسم الخاتانى فى ايام وزارته يبحث عمن يدعى عليه من اهل بغداد انه يكاتب القرمطى ويتدين بدين الاسماعيلية الى ان تظاهرت عنده الاخبار بأن رجلا يعرف بالكعكى ينزل فى الجانب الغربى رئيس للرافضة وانه من الدعاة الى مذهب القرامطة فتقدم الى نازوك بالقبض عليه فمضى ليقبض عليه فتسلق من الحيطان وهرب ووقع برجل فى داره كان خليفته ووجد فى الدار رجالا يجرون مجرى المتعلمين فضرب الرجل ثلثمائة سوط وشهره على جمل ونودى عليه هذا جزاء من يشتم ابا بكر وعمر وحبس الباقين وعرف المقتدر أن الرافضة تجتمع فى مسجد براثا فتشتم الصحابة فوجه نازوك للقبض على من فيه وكان ذلك فى يوم الجمعة لست بقين من صفر فوجدوا فيه ثلاثين انسانا يصلون وقت الجمعة ويعلنون البراءة ممن يأتم بالمقتدر فقبض عليهم وفتشوا فوجدوا معهم خواتيم من طين ابيض يختمها لهم الكعكى عليها محمد بن اسماعيل الامام المهدى ولى الله فأخذوا وحبسوا وتجرد الخاقانى لهدم مسجد براثا واحضر رقعة فيها فتوى من الفقهاء انه مسجد ضرار وكفر وتفريق بين المؤمنين وذكر انه ان لم يهدم كان مأوى الدعاء والقرامطة فأمر المقتدر بهدمه فهدمه نازوك وامر الخاقاني بتصييره مقبرة فدفن فيه عدة من الموتى واحرق باقيه

وكتب الجهال من العوام على نخل كان فيه هذا مما أمر معاوية بن ابى سفيان بقبضه على على بن أبى طالب
وفى يوم الثلاثاء لإثنتى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر خرج مفلح الاسود لايقاع الفداء ببلاد الروم فتم الفداء لخمس بقين من رجب
وكان الحاج قد خرجوا من بغداد فى ذى القعدة فخرج جعفر بن ورقاء وهو والى طريق مكة والكوفة فتقدم الحاج خوفا من أبى طاهر الجنابى وكان معه الف فارس من بنى شيبان فلقى جعفر بن ورقاء بزبالة فناوشه قليلا واضطرب الناس ورجعوا الى الكوفة وتبع ابو طاهر القوافل ورجال السلطان حتى صار الى القادسية فخرج اليه اهلها وسألوه ان يؤمنهم فأمنهم ثم رحل الى الكوفة وخرج اليه اهل الكوفة واصحاب السلطان فحاربوه فغلبهم وأقام بظاهر الكوفة سبعة ايام يدخل البلد بالنهار ويخرج بالليل فيبيت فى معسكره ويحمل ما قدر عليه فحمل من الوشى اربعة آلاف ثوب ومن الزيت ثلثمائة راوية ومن الحديد شىء كثير ثم رحل الى بلده فدخل جعفر بن ورقاء ومن معه الى بغداد فتقدم المقتدر الى مؤنس بالخروج لمحاربة ابى طاهر واضطرب اهل بغداد اضطرابا شديدا انتقل اكثر من فى الجانب الغربى الى الشرقى ولم يحج فى هذه السنة احد من اهل بغداد ولا من اهل خراسان وكان ابو العباس احمد بن عبيد الله بن احمد ابن الخصيب قد استخرج مالا كثيرا من زوجة المحسن ولد ابن الفرات فصارت له بذلك مرتبة عند المقتدر فأرجف بوزارته فقدح فيه الخاقاني وكتب هو يقدح فى الخاقانى فآل الامر الى ان صرف الخاقانى وكانت مدة وزارته سنة وستة اشهر ويومين واحضر المقتدر الخصيبى فقلدا الوزارة وخلع عليه
وكثر الرطب فى هذه السنة ببغداد حتى بيع كل ثمانية ارطال بحبة وعمل منه تمر وحمل الى البصرة

ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
306 - ابراهيم بن محمد ابن ايوب بن بشير ابو القاسم الصائغ حدث عن محمد بن حسان الازرق واسحاق ابن ابراهيم البغوى وابراهيم الحربى وغيرهم وروى عن ابن قتيبة مصنفاته وكان ثقة ثنتا وتوفى فى هذه السنة
307 - ابراهيم بن نجيح ابن ابراهيم بن محمد بن الحسين ابو القاسم الكوفى نزل بغداد وحدث بها عن ابيه وعن محمد بن اسحاق البكائى وروى عنه محمد بن المظفر وتوفى ببغداد وجىء به الى الكوفة فدفن بها فى هذه السنة
308 - الحسن بن محمد ابن عبد الله بن شعبة ابو على الانصارى سمع حوثرة بن محمد وغيره روى عنه ابن شاهين وكان ثقة وتوفى فى ذى القعدة من هذه السنة
309 - سعيد بن سعدان ابو القاسم الكاتب سمع من جماعة وروى عنه ابن المظفر الحافظ وكان صدوقا وتوفى فى المحرم هذه السنة
310 - عبيد الله بن محمد ابن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفان ابو عمر والعثمانى سمع ابن المدينى روى عنه ابن المظفر وابن حيويه وكان صدوقا وتوفى فى ربيع الاول من هذه السنة
311 - عثمان بن سهل بن مخلد البزاز حدث عن الحسن الزعفرانى روى عنه ابو عمر ابن حيويه وكان ثقة توفى فى

رمضان هذه السنة
312 - على بن عبد الحميد ابن عبد الله بن سليمان ابو الحسن الغضائرى حدث عن عبيد الله القواريرى وعباس العنبرى وجماعة وكان ثقة ومات فى شوال هذه السنة
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن على بن ثابت حدثنا ابو طالب يحيى ابن على الدسكرى اخبرنا ابو بكر ابن المقرىء قال سمعت على بن عبد الحميد الغضائرى يقول سمعت السرى السقطى ودنقت عليه الباب فقام الى عضادتى الباب فسمعته يقول اللهم اشغل من يشغلنى عنك بك قال ابن المقرىء وزادني بعض اصحابنا عليه انه قال وكان من بركة دعائه أنى حججت اربعين حجة على رجلى من حلب ذاهبا وراجعا
313 - على بن محمد بن بشار ابو الحسن حدث عن صالح بن احمد بن حنبل وأبى بكر المروزى وكان من كبار الصالحين واهل الكرامات
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا ابو الفضل عبد الصمد ابن محمد الخطيب قال حدثنا الحسن بن الحسين بن حكمان قال سمعت ابا الحسن احمد ابن محمد بن مقسم يقول سمعت ابا الحسن بن بشار يقول وكان اذا اراد أن يخبر عن نفسه شيئا قال اعرف رجلا حاله كذا وكذا فقال ذات يوم اعرف رجلا منذ ثلاثين سنة يشتهى ان يشتهى ليترك ما يشتهى فما يجد شيئا يشتهى حدثنا ابو بكر العامرى قال انبأنا ابو سعد بن أبى صادق قال انبأنا ابن باكويه قال سمعت محمد بن احمد بن الحسن المقرىء يقول سمعت ابا الحسن على بن محمد بن بشار يقول منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة احتاج ان اعتذر منها توفى ليلة الخميس لسبع خلون من ربيع الاول من هذه السنة فحضره الامراء والوزراء ودفن

يوم الخميس بمشرعة الساج من الجانب الغربى ببغداد وقبره اليوم ظاهر يتبرك به
314 - محمد بن اسحاق بن ابراهيم ابن مهران بن عبد الله ابو العباس السراج مولى ثقيف ولد فى سنة ثمان عشرة ومائتين وسمع قتيبة واسحاق بن راهويه وخلقا كثيرا من اهل خراسان وبغداد والكوفة والبصرة والحجاز روى عنه البخارى ومسلم وابن ابى الدنيا وكان من المكثرين الثقات وعنى بالحديث وصنف كتبا كثيرة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت اخبرنا القاضى ابو العلاء الواسطى حدثنا محمد بن جعفر التميمى قال سمعت ابا حامد احمد بن محمد الفقيه يقول سمعت ابا العباس بن السراج يقول يوما لبعض من حضر واشار الى كتب منضدة عنده فقال هذه سبعون الف مسألة لمالك مانفضت التراب عنها منذ كتبتها اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال اخبرنا ابو طالب مكى بن على حدثنا ابراهيم بن محمد المزكى قال كان ابو العباس السراج مجاب الدعوة اخبرنا عبد الرحمن اخبرنا احمد بن على اخبرنا ابو بكر الحوارزمى قال سمعت ابا العباس ابن حمدان يقول سمعت محمد بن اسحاق السراج يقول رأيت فى المنام كأنى ارقى فى سلم طويل فصعدت تسعا وتسعين مرقاة فكل من قصصت عليه ذلك يقول لى تعيش تسعا وتسعين سنة قال ابن حمدان وكان ذلك عمر السراج تسعا وتسعين سنة ثم مات اخبرنا عبد الرحمن اخبرنا ابو بكر الخطيب قال قرأت على قبر السراج بنيسابور فى لوح عند رأسه هذا قبر ابى العباس محمد ابن اسحاق السراج مات فى سنة ثلاث عشرة وثلثمائة
اخبرنا زاهر بن طاهر اذنا انبأنا احمد بن الحسين البيهقى اخبرنا الحاكم ابو عبد الله قال سمعت ابا عمر بن ابى العباس السراج يقول ولدت وابى ابن ثلاث وثمانين

سنة وتوفى ابى وانا ابن ثلاث عشرة سنة وكنت اذا دخلت مسجد ابى يقول للناس عملت هذا بعد ثمانين سنة فى ليلة
315 - محمد بن احمد ابن الحسن بن خراش ابو الحسين حدث عن بشر بن الوليد ومحمود بن غيلان والوليد بن شجاع وغيرهم وكان البغوى سيىء الرأى فيه وتوفى فى رجب هذه السنة
316 - محمد بن احمد بن المؤمل ابن أبان بن تمام ابو عبيد الصيرفى سمع أباه والقاسم بن هاشم فى آخرين وروى عنه ابن حيويه وغيره
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على اخبرنا ابو بكر البرقانى حدثنا عمر ابن بشران قال ابو عبيد بن المؤمل ثقة يفهم قال ابن شافع توفى ابو عبيد فى هذه السنة وقيل فى سنة ثنتى عشرة والاول اصح
317 - محمد بن احمد بن هشام ابو نصر الطالقانى سمع ابراهيم بن هانىء والفتح بن شخرف روى عنه ابن شاهين وكان ثقة وربما سماه بعض الرواة احمد بن محمد بن هشام وتوفى فى هذه السنة
318 - محمد بن ابراهيم ابو جعفر الاطروش البرقى الكاتب سمع ابا عمر الدورى ويحيى بن اكثم القاضى وغيرهما وروى عنه ابو بكر الجعابى وغيره احاديث مستقيمة وتوفى لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان هذه السنة

319 - محمد بن جمعة بن خلف ابو قريش القهستانى كان كثير السماع والرحلة صنف وجمع وكان ضابطا متقنا حافظا وروى عن خلق كثير روى عنه ابن مخلد وابو بكر الشافعى وتوفى بقهستان فى هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة اربع عشرة وثلثمائة
فمن الحوادث فيها ان الروم دخلت فى صفر الى ملطية فأخربوا وسبوا واقاموا فيها اياما كثيرة فوصل اهل ملطية إلى بغداد فى جمادى الآخرة مستغيثين من الروم
وفى ليلة الثلاثاء لاربع بقين من جمادى الاولى وقع حريق فى نهر طابق فاحترق فيه الف دار وألف دكان
وفى هذا الشهر قرئت الكتب على المنابر بموت الدمستق وفى رجب وقع حريق فى دار السلطان فاحترقت دور الامراء وفى يوم الاحد لاربع خلون من شعبان ورد كتاب من مكة يذكرون خروج اهل مكة منها ونقلهم حرمهم واموالهم خوفا من القرمطى لاتصال الخبر بقربه منهم
وورد الخبر بأن ريحا عظيمة هبت فى رمضان بنصيبين حتى قلعت الشجر وهدمت المنازل وفى يوم الاحد لثمان خلون من شوال وهو اليوم السابع من كانون سقط ببغداد ثلج كثير وقبل هذا اليوم بستة ايام برد الهواء بردا شديدا ثم زاد شدة بعد سقوط الثلج وافرط فى الشدة جدا حتى تلف اكثر نخل بغداد وسوادها وجف وتلف شجر الانرج والتين والسدر وجمد الشراب والمارود والخل وجمدت الخلجان الكبار من دجلة ببغداد وجمد اكثر الفرات بنواحى الرقة وجمدت دجلة بأسرها بالموصل حتى عبرت الدواب عليها وحتى

جلس المعروف بأبى زكرة المحدث فى وسط دجلة على الجمد وكتب عنه الحديث ثم انكسر البرد بريح جنوب ومطر غزير
وقدم الحاج من خراسان فى شوال فأحضرهم مؤنس المظفر وعرفهم شغل السلطان يأمر القرمطى عن إنفاذ من يبذرق الحاج فانصرفوا ولم يتهيأ حج من طريق العراق لخوف القرامطة
وفى ذى القعدة بعث المقتدر بالله نازوك فقبض على ابى العباس الخصيبى وعلى ابنه ابى الحسين وكاتبه اسرائيل بن عيسى وكانت مدة وزارته سنة وشهرين واستدعى المقتدر ابا القاسم عبيد الله بن محد الكلواذى يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة واوصله الى حضرته واعلمه انه قد قلد ابا الحسن على ابن عيسى الوزارة وانه قد استخلفه الى ان يقدم وتقدم الى سلامة الطولونى بالنفوذ فى البرية الى دمشق ليحضر على بن عيسى فسار على بن عيسى من دمشق الى منبج ثم انحدر فى الفرات الى بغداد
وانعزل فى هذه السنة ابو جعفر بن البهلول القاضى عن القضاء فقيل له لم فعلت قال اريد أن يكون بين الصدر والقبر فرجة ومات بعد سنتين ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
320 - احمد بن محمد ابن هارون ابو عبد الله الجسرى كان ثقة يحفظ حدث بمصر وتوفى فى هذه السنة
321 - اسحاق بن ابراهيم ابن الخيل ابو يعقوب الجلاب سمع ابا بكر وعثمان ابنى ابى شيبة روى عنه ابن شاهين وكان ثقة وتوفى غرة شعبان من هذه السنة وصلى عليه ابو عمر القاضى

322 - ثابت بن حزم ابن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى ابو القاسم العوفى من اهل سرقسطة ينسب الى عوف بن غطفان وهو عوف بن سعد بن ذبيان وقوم ينسبون عوفا الى قريش ويذكر العوفى نسبه الى رهط عطية العوفى من بنى سعد بن بكر وهم حضنة رسول الله صلى الله عليه و سلم رحل ثابت وطلب العلم وتولى قضاء سرقسطة وتوفى بالاندلس فى هذه السنة
323 - الحسن بن صاحب ابن حميد ابو على الشاشى احد الرحالين كتب ببلاد خراسان والجبال والعراق والحجاز والشام وقدم بغداد فى سنة احدى عشرة وثلثمائة فحدث بها عن على ابن خشرم واسحاق بن منصور وأبى زرعة وغيرهم روى عنه ابو بكر الجعابى وابن المظفر وكان ثقة وتوفى بالشاش فى هذه السنة
324 - سعيد النوبى صاحب باب النوبى من دار السلطان توفى فى صفر واقيم مكانه اخوه
325 - العباس بن يوسف ابو الفضل الشكلى حدث عن سرى السقطى روى عنه ابن شاهين وكان صالحا متنسكا توفى فى شهر رجب من هذه السنة
326 - محمد بن ابراهيم ابن زياد بن عبد الله الطيالسى الرازى كان جوالا وحدث ببغداد ومصر وطرطوس وسكن قرميسين وعمر طويلا وكان يحدث عن يحيى بن معين وعبيد الله بن عمر القواريرى وخلق كثير روى عنه ابن صاعد والجعابى وجعفر الخلدى وغيرهم

اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال قرأت فى كتاب الدارقطنى بخطه محمد بن ابراهيم بن زياد متروك وفى موضع آخر ضعيف وسالت عنه البرقانى فقال بئس الرجل
328 - محمد بن جعفر ابن بكر بن ابراهيم ابو الحسين البزاز ويعرف بابن الخوارزمى سمع عثمان بن ابى شيبة واحمد بن ابراهيم الدورقى وعمرو بن على وغيرهم روى عنه ابن شاهين وغيره وتوفى فى هذه السنة
328 - محمد بن حسن ابو بكر الضرير الواعظ قال ابو سعيد بن يونس هو بغدادى قدم البصرة وكان من حفاظ القرآن حسن الصوت وكان يقعد فى الجامع ويقرأ بالألحان ويقع كلامه فى القلوب وكان كريما توفى بمصر فى هذه السنة
329 - محمد بن محمد ابن عبد الله الباهلى بغدادى حدث عن ابى عمر الدوزى واحمد الدورقى وغيرهما وكان ثقة ثبتا متزهدا من اهل الصيانة وتوفى بمصر فى ربيع الآخر من هذه السنة
330 - نصر بن القاسم بن نصر بن زيد ابو الليث الفرائضى سمع عبيد الله بن عمر القواريرى روى عنه ابن شاهين وكان ثقة عالما بالفرائض فقيها على مذهب أبى حنيفة مقرئا جليلا توفى فى هذه السنة

سنة ثم دخلت سنة خمس عشرة وثلثمائة فمن الحوادث فيها ان على بن عيسى قدم وقد جعل وزيرا فخرج الناس لتلقيه فى اول صفر فمنهم من لقيه بالانبار ومنهم من لقيه دونها فلما وصل دخل الى المقتدر بالله فخاطبه بأجمل خطاب وانصرف الى منزله فبعث اليه المقتدر بكسوة فاخرة وفرش وعشرين الف دينار وخلع عليه فى غداة غد لسبع خلون من صفر فلما خلع عليه انشد
... ما الناس الا مع الدنيا وصاحبها ... فكيف ما انقلبت يوما به انقلبوا ... يعظمون اخا الدنيا فان وثبت ... يوما عليه بما لايشتهى وثبوا ...
وفى يوم الاحد لثمان خلون من ربيع الاول انقض كوكب عظيم له ضوء شديد على ساعتين بقيتا من النهار
وفى يوم الخميس لأربع خلون من ربيع الآخر خلع على مؤنس للخروج الى النغر لأن الكتاب ورد من عامل الثغور بان الروم دخلوا اسميساط واخذوا جميع ما فيها ونصبوا فيها خيمة الملك وضربوا فى المسجد الجامع بها فى اوقات صلواتهم الناقوس ثم قرئت الكتب على المنابر فى يوم الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر أن المسلمين عقبوا على الروم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وغنموا غنائم كثيرة
وفى يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر ظهر ببغداد أن خادما من خواص خدم المقتدر بالله حكى لمؤنس المظفر أن المقتدر تقدم الى خواص خدمه بحفز زبية فى الدار المعروفة بدار الشجرة من دار السلطان حتى اذا حضره مؤنس للوداع عند عزمه على الخروج الى النغر حجب الناس وادخل مؤنس وحده فاذا اجتاز على تلك الزبية وهى مغطاة وقع فيها فنزل

الخدم وخنقوه ويظهر أنه وقع فى سرداب فمات فتأخر مؤنس عن المضى الى دار السلطان لهذا السبب وركب اليه القواد والغلمان والرجالة واصحابه بالسلاح وخلت دار السلطان من الجيش وقال له ابو الهيجاء عبد الله بن حمدان بحضرة الناس نقاتل بين يديك ايها الاستاذ حتى تنبت لك لحية فوجه اليه المقتدر بنسيم الشرابى ومعه رقعة بخطه اليه يحلف له فيها على بطلان ما بلغه ويعرفه انه قد عمل على المصير اليه فى الليلة المقبلة ليحلف له مشافهة على بطلان ما حكى له فصرف مؤنس اليه جميع من صار اليه من الجيش واجاب عن الرقعة بما يصلح وبأنه لا ذنب له من حضور من حضر داره لانه لم يدعهم واقتصر على خواص من رسمه من الغلمان والقواد وحلف ابوالهيجاء ان لا يبرح من دار مؤنس ليلا ولا نهارا الى ان يركب معه الى دار السلطان وتطمئن النفوس الى سلامته وتقدم المقتدر الى نصر الحاجب والاستاذين بالمصير الى مؤنس المظفر لينحدر معهم الى حضرته لوداعه فصاروا اليه وانحدروا معهم يوم الخميس لاثنتى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر ووصل الى المقتدر وقبل الارض بين يديه وقبل يده ورجله فخاطبه المقتدر بالجميل وحلف له على ثقته به وعلى صفاء نيته له وودعه مؤنس وذلك بعد أن قرأ عليه الوزير على بن عيسى كتاب وصيف البكتمرى المتقلد لأعمال المعاقل بجند قنسرين والعواصم بأن المسلمين عقبوا على الروم فظفروا بعسكرهم وقتلوا منهم وغنموا وخرج مؤنس من داره بسوق الثلاثاء يوم الاثنين لثمان بقين من ربيع الآخر الى مضربه بباب الشماسية وشيعه الامير ابو العباس بن المقتدر والوزير على بن عيسى ونصر الحاجب وهارون بن غريب وشفيع المقتدرى والقواد فلما بلغ الوزير على بن عيسى ونصر الحاجب معه الى دار مبارك القمى حلف عليهما بأن يرجعا فعدلا الى شاطىء دجلة وانصرفا في طياريهما وصار باقى القواد والاستاذين معه الى مضربه وكان سليمان بن الحسن يسايره وهارون بن غريب ويلبق وبشرى ونازوك وطريف العسكرى

يسيرون بين يديه كما تسير الحجاب ورحل مؤنس من مضربه يوم الاحد لليلتين بقيتا من ربيع الاخر
وفى جمادى الاولى وقع حريق بالرصافة وصف الجوهرى ومربعة الحرسى وفى الحطابين بباب الشعير
وفى يوم الخميس ثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى اخذ خناق ينزل درب الاقفاص من باب الشام خنق جماعة ودفنهم فى عدة دور سكنها وكان يحتال على النساء يكتب لهن كتاب العطف وبدعى عندهن علم النجوم والعزائم فيقصدنه فاذا حصلت المرأة عنده سلبها ووضع وتراله فى عنقها ورفس ظهرها واعانته امرأته وابنه فاذا ماتت حفر لها ودفنها فعلم بذلك فكبست الدار فاخرج منها بضع عشرة امرأة مقتولة ثم ظهر عليه عدة ادركان يسكنها مملوءة بالقتلى من النساء خاصة فطلب فهرب الى الانبار فأنفذ اليها من طلبه فوجده فقبض عليه وحمل الى بغداد فضرب الف سوط وصلب وهو حى ومات لست بقين من جمادى الاولى
وفى شعبان دخل الى بغداد ثلاثة عشر اسيرا من الروم اخذوا من بيت المقدس فيهم قرابة الملك
وفى هذه السنة كان ظهور الديلم فكان اول من غلب على الري منهم لنكى بن النعمان ثم ما كان بن كاكى ولقى اهل الجبل بأسرهم من الديلم شدة شديدة وذلك انهم اخربوا الجبل وقتلوا من اهله مقتلة عظيمة حتى الاطفال فى المهود ثم غلب على الرى اسفار بن شيرويه ومضى الى قزوين فألزم اهلها مالا وعسفهم عسفا شديدا واراق دماءهم وعذبهم فخرج النساء والشيوخ والاطفال الى المصلى مستغيثين الى الله عز و جل منه وكان له قائدا اسمه مرداويج بن زياد فوثب هذا القائد عليه فقتله وملك مكانه واساء السيرة باصبهان وانتهك الحرمات وجلس على سرير ذهب دونه سرير من فضة يجلس عليه من يرفع منه

وكان يقول انا سليمان بن داود وهؤلاء اعوانى الشياطين وكان يسىء السيرة فى اصحابه وخصوصا الاتراك فاصحر يوما بعسكره فاشتق العسكر رجل شيخ على دابة فقال قد زاد امر هذا الكافر واليوم تكفونه قبل تصرم النهار ويأخده الله اليه فدهشت الجماعة ولم ينطق احد بكلمة ومر الشيخ كالريح فقال الناس لم لا نتبعه ونأخذه ونسأله من اين له علم هذا او نمضى به الى مرداويج لئلا يبلغه الخبر فيلومنا فركضوا فى كل طريق فلم يجدوه ثم عاد مرداويج فدخل الى داره ونزع ثيابه ودخل الحمام فقتله الا تراك وركبوا الى الاصطبلات لنهب الخيل ولما قتل حمل تابوته فمشى الديلم بأجمعهم حفاة اربع فراسخ
وجاء ابو طاهر الهجرى رئيس القرامطة وكان قد أخذ الحاج فى سنة اثنتى عشرة فلما سمع الناس به اشتد خوفهم فبعث ابو القاسم يوسف بن ابى الساج الى محاربته وتقدم المقتدر أن يحمل الى يوسف سبعون الف دينار فسار نحو الكوفة وكان مع أبى طاهر الف فارس وخمسمائة راجل ومع يوسف اكثر من عشرين الف ما بين فارس وراجل وذلك سوى الاتباع فلما قرب الهجرى من الكوفة هرب عمال السلطان منها فقدم الهجرى مقدمته فى مائتى راجل فنزلت النجف ونزل هو بدير هند بحضرة خندق الكوفة وقد كان بعث ليوسف مائة كر دقيق والف كر شعير فأخذها الهجرى فقوى بها وضعف يوسف وسبق الهجرى الى الكوفة قبل يوسف بيوم فحال بينه وبينها وبعث يوسف اليه ينذره ويقول له ان أطعت والا فالحرب فأبى أن يطيع فوقعت الحرب بينهما يوم السبت لتسع خلون من شوال سنة خمس عشرة على باب الكوفة ولما عاين يوسف عسكر ابى طاهر احتقره وقال من هؤلاء الكلاب حتى افكر فيهم هؤلاء بعد ساعة فى يدى وتقدم ان يكتب كتاب الفتح قبل اللقاء فلما سمع اصحاب الهجرى صوت البوقات والد بادب من عسكر

يوسف قال رجل منهم لآخر هذا فشل فقال له اجل ولم يكن فى عسكر ابى طاهر دبادب ولابوقات وثبت يوسف فأثخن اصحاب ابى طاهر بالنشاب المسموم وجرح منهم اكثر من خمسمائة فلما رأى ابو طاهر ذلك وكان فى عمارية له نزل فركب فرسا وحمل فى خواصه وحمل يوسف بنفسه مع ثقاته فأسر يوسف وقتل من اصحابه عدد كثير وانهزم الباقون وقيل لبعض اصحاب الهجرى كيف تغلبون مع قلتكم فقالوا نحن نقدر السلامة فى الثبوت وهؤلاء يقدرونها فى الهرب وكان قد قبض يوسف بن ابى الساج على كاتبه ابى عبد الله محمد بن خلف وأخذ منه ما قيمته مائة الف دينار ثم أخذ خطه بخمسمائة الف دينار وبلغ الخبر الى بغداد فندب مؤنس للخروج اليه فجاء كتاب أن الهجرى رحل عن الكوفة الى ناحية الأنبار وما شك الناس انه يقصد بغداد ويملكها فماج اهل بغداد فقال على بن عيسى للمقتدر بالله ان الخلفاء انما يجمعون المال ليقمعوا به اعداء الدين ولم يلحق المسلمين منذ قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم اعظم من هذا الامر لأن هذا الرجل كافر وقد اوقع بالناس سنة اثنتى عشرة وجرى عليهم منه ما لم يعهد مثله وقد تمكنت هيبته فى قلوب الناس ولم يبق فى بيت مال الخاصة كثير شىء فاتق الله يا أمير المؤمنين وخاطب السيدة فان كان عندها مال قد ذخرته لشدة فهذا وقت اخراجه فدخل الى والدته وعاد فأخبر أن السيدة ابتدأته بالبذل وامرت باخراج خمسمائة الف دينار لتنفق وكان قد بقى فى بيت مال الخاصة خمسمائة الف فقال المقتدر بالله اخرج منها ثلاثمائة الف فأخرج ذلك ودبر تفرقته وبعث عسكرا فى اربعين الفا وقطعوا قنطرة عند عقرقوف فوصل اليها القرمطى فوجدها مقطوعة وسبر المحاضة فلم يجد عبرا ولو وجد لم يثنه عن بغداد فعاد الى الأنبار وبلغ على بن عيسى أن رجلا يعرف بالشيرازى مقيم ببغداد يكاتب القرمطى فقبض عليه

واستنطقه فقال ما صحبته الا لأنه على الحق وانتم مبطلون كفار فقال اصدقنى عن الذين يكاتبونه فقال ولم اصدقك عن قوم مؤمنين حتى تسلمهم الى اصحابك الكافرين فيقتلونهم لا افعل هذا ابدا فصفع وضرب بالمقارع وقيد وغل وجعل فى فمه سلسلة وحبس فلم يأكل ولم يشرب ثلاثا فمات ووجه يليق الى محاربة القرمطى فلم يثبت يلبق وانهزم وكان يوسف بن ابى الساج اسيرا مع القرمطى فأخرج رأسه من خيمة يتطلع لينظر الى الوقعة فقال له القرمطى اردت الهرب وظننت ان غلمانك يخلصونك فضرب عنقه ولما انصرف القرمطى عن الأنبار تصدق المقتدر والسيدة وعلى بن عيسى بخمسين الف درهم ولما صلى بمدينة السلام وسلموا تصدقوا بعشرة آلاف درهم ولما انصرف عن المقتدر بالله من بيت مال الخاصة بمائة الف درهم
وفى هذه السنة بلغت زيادة دجلة اثنى عشر ذراعا وثلاثين ولم يحج فى هذه السنة احد من العراق وخراسان لخوف الهجرى ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
331 - اسحاق بن احمد ابن جعفر ابو يعقوب الكاغدى حدث بمصر واستوطن تنيس وحدث بها وأم فى جامعها روى عنه يقوب الدورقى وغيره وتوفى بدمياط فى هذه السنة
332 - ايوب بن يوسف ابن ايوب بن سليمان ابو القاسم البزاز المصرى سكن بغداد وحدث بها روى عنه ابن شاهين وتوفى فى هذه السنة
333 - بدر الشرابى توفى فى جمادى الاولى من هذه السنة

334 - الحسن بن محمد ابن الحسن بن صالح بن شيخ بن عميرة ابو الحسين الاسدى حدث عن علي بن خشرم روى عنه ابن شاهين وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة
335 - الحسين بن محمد ابن محمد بن عفير بن محمد بن سهل بن أبى حثمة ابو عبد الله الانصارى وسهل من الصحابة ولد الحسين فى سنة تسع عشرة ومائتين وسمع ابا بكر بن أبى شيبة ولوينا وغيرهما روى عنه الشافعى وابن الصواف وابن المظفر وابو بكر ابن شاذان وابن شاهين قال الدارقطنى هو ثقة وكان يسكن سويقة نصر من الجانب الشرقى وتوفى فى صفر هذه السنة عن ست وتسعين سنة وايام
336 - الحسين بن عبد الله ابن الجصاص الجوهرى ابو عبد الله كان ذا ثورة عظيمة وكانت بداية امره ان ابن طولون قال له ما صناعتك قال الجوهر قال لا يبتاع لنا شىء الا على يده فكسب الاموال انبأنا محمد بن ابى طاهر البزاز عن ابى القاسم على بن المحسن التنوخى عن ابيه قال حدثنى ابو على احمد بن الحسين بن عبد الله الجصاص قال قال لى ابى كان بدؤ اكثارى اننى كنت فى دهليز حرم ابى الجيش خمارويه بن احمد بن طولون وكنت اتوكل له ولهم فى ابتياع الجوهر وغيره مما يحتاجون اليه وما كنت اكاد افارق الدهليز لاختصاصى بهم فخرجت الى قهرمانة لهم فى بعض الايام ومعها عقد جوهر فيه مائة حبة لم ار قبله احسن منه تساوى كل حبة الف دينار فقالت يحتاج ان تخرط هذه حتى تصغر فنجعله لمكعب وكدت اطير فرحا فأخذتها وقلت السمع والطاعة وخرجت فى الحال فجمعت التجار ولم ازل اشترى ما قدرت عليه الى ان حصلت مائة حبة

اشكالا فى النوع الدى أرادوه فجئت بها عشية فقلت ان خرط هذا لا يحتاج الى زمان وقد خرطنا اليوم ما قدرنا عليه وهو هذا فدفعت اليهم المجتمع وقلت الباقى نخرطه فى ايام فقنعوا بذلك وما زلت أياما فى طلب الحب حتى اجتمع فحملت اليهم مائتى حبة قامت على بأثمان قريبة تكون مائة الف درهم اوحواليها وحصلت جوهرا بمائتى الف دينار او حواليها ثم لزمت دهليزهم وأخذت لنفسى غرفة كانت فيه فجعلتها مسكنى فلحقنى من هذا اكثر مما لحقنى حتى كثرت النعمة وانتهيت الى ما استفاض خبره ولما نكبنى المقتدر واخذ منى تلك الاموال العظيمة اصبحت يوما فى الحبس آيس ما كنت فيه من الفرج فجاءنى خادم فقال البشرى قلت وما الخبر قال قم فقد اطلقت فقمت معه فاجتازنى فى بعض دور الخليفة يريد اخراجى الى دار السيدة لتكون هى التى تطلقنى لأنها هى شفعت فى فوقعت عينى على اعدال خيش لى اعرفها فكان مبلغها مائة عدل فقلت اليس هذا من الخيش الذى حمل من دارى قال بلى فتأملته فاذا هو مائة عدل وكانت هذه الاعدال قد حملت الى من مصرفى كل عدل منها الف دينار وكان لى هناك حافظ عليه فجعلوه فى اعدال الخيش فوصلت سالمة ولإستغنائى عن المال لم اخرجه عن الاعدال وتركته فى بيت من دارى وقفلت عليه ونقل كل ما فى دارى فكان آخره انقل الخيش منها ولم يعرف احد ما فيه فلما رأيته بشدة طمعت فى خلاصه فلما كان بعد ايام من خروجى راسلت السيدة وشكوت حالى اليها وسألتها أن تدفع الى ذلك الخيش لأنتفع بثمنه اذ كان لا قدر له عندهم ولا حاجة لهم اليه فوعدتنى بخطاب المقتدر فى ذلك فلما كان بعد ايام اذكرتها فقالت قد امر بتسليمه اليك فسلم الى بأسره ففتحته فأخذت منه المائة الف دينار ما ضاع منه شىء وبعت من الخيش ما اردت بعد أن اخذت منه قدر الحاجة قال المحسن وحدثنى ابو العباس هبة الله بن النجم ان جده حدثه انه لما قبض المقتدر على ابن الجصاص انفذ الى داره من يحصى

ما فيها ويحمله فقال لى الذى كتب الاحصاء انا وجدنا له فى قماشه سبعمائة مزملة جباب فما ظنك بما يكون هذا فى جملته قال المحسن وحدثنى ابو الحسين بن عياش انه سمع جماعة من ثقات الكتاب يقولون انهم حصلوا ما ارتفعت به مصادرة ابى عبد الله بن الجصاص فى ايام المقتدر فكانت ستة آلاف الف دينار سوى ما قبض من داره وبعد الذى بقى له من ظاهره قال المحسن وسمعت ابا محمد جعفر ابن ورقاء الشيبانى يحدث فى سنة تسع واربعين وثلثمائة قال اجتزت بابن الجصاص بعد اطلاقه الى داره من المصادرة بأيام وكانت بيننا مودة ومصاهرة فرأيته على روشن داره على دجلة فى وقت حار وهو حاف حاسر يعدو من اول الروشن الى آخره كالمجنون فطرحت طيارى اليه وصعدت بغير اذن فلما رآنى استحيا وعدا الى مجلس له فقلت له ويحك ما الذى اصابك فدعا بطست فغسل وجهه ورجليه ووقع ساعة كالمغشى عليه ثم قال أولا يحق لى ان يذهب عقلي وقد خرج عن يدى كذا وكذا واخذ منى كذا وكذا وجعل بعده امرا عظيما فقلت له والعقول والاديان فما سلم لك ذلك فالفضل معك وانما يقلق هذا القلق من يخاف الفقر والحاجة الى الناس او يفقد العادة من مأكول ومشروب وملبوس او النقصان فى جاه فاصبر حتى اوافقك على انه ليس ببغداد بعد ما خرج عنك ايسر منك من اصحاب الطيالس فقال هات فقلت اليس دارك هذه التى كانت قبل مصادرتك ولك فيها من الفرش والاثاث ما فيه جمال لك قال بلى فقلت وقد بقى من عقارك بالكرخ ما قيمته خمسون الف دينار فقال نعم قلت ودار الحرز وقيمتها عشرة آلاف دينار قال نعم قلت وعقارك بباب الطاق قيمته ثلاثون الف دينار قال نعم قلت وبستانك الفلانى ومصنعتك الفلانية وقيمتهما كذا قال نعم قلت ومالك بالبصرة قيمته مائة الف دينار قال نعم فجعلت اعدد عليه حتى بلغت قيمة ذلك سبعمائة الف دينار فقلت واصدقنى

عما سلم لك من الجوهر والاثاث والقماش والجوارى والعبيد والدواب وعن قيمة ذلك فبلغت قيمة ما ذكر ثلثمائة الف دينار فقلت يا هذا من ببغداد اليوم يحتوى ملكه على الف الف دينار وجاهك عند الناس الجاه الاول وهم يظنون انه قد بقى لك ضعف هذا فلم تغتم قال فسجد وحمد الله وبكى ثم قال والله لقد غلبت على الفكر حتى نسبت جميع هذا انه لى وقل فى عينى لإضالته الى ما أخذ منى ولو لم نجئنى الساعة لزاد الفكر على حتى يبطل عقلى فان الله تعالى انقذ بك وما عزانى احد انفع من تعزيتك وما اكلت منذ ثلاث شيئا فأحب ان تقيم عندى لنأكل ونتحدث فأقمت عنده يومى قال المصنف وقد ذكر فيما أخذ من ابن الجصاص خمس مائة سفط من مرتفع ثياب مصر ووجد له فى بستانه اموال كثيرة مدفونة فى جرار خضر وفماقم مرصصة الرأس وقد كان ابن الجصاص ينسب الى التغفيل فله كلمات عجيبة قد ذكرتها فى كتاب المغفلين الا انهم قالوا كان يتطابع بها ويقصد ان يظنوا فيه سلامة الصدر وقد ذكرت طرفا مما يدل على ذكائه وفطنته فى ذلك الكتاب
327 - سليمان بن داود بن كثير بن وفدان ابو محمد الطوسى سكن بغداد وحدث بها عن لوين وسوار بن عبد الله وروى عنه ابن شاهين وكان صدوقا وتوفى فى هذه السنة
338 - عبد الله بن احمد بن سعيد ابو القاسم الجصاص حدث عن بندار وعن محمد بن المثنى وروى عنه ابن المظفر وابن شاهين وكان ثقة وتوفى فى جمادى الاخرة من هذه السنة
339 - على بن سليمان بن الفضل ابو الحسين الاخفش روى عن البرد وثعلب والزيدى وغيرهم روى عنه ابن المرزبان والمعافى

وكان ثقة وتوفى فى ذى القعدة من هذه السنة وقيل فى شعبان فجاءة وحكى ثابت بن سنان قال كان ابو الحسن الأخفش يواصل ابا على بن مقلة ويبره ابو على فشكا اليه يوما شدة الفاتة وسأله ان يكلم على بن عيسى الوزير فى اخراج رزق له فلم يفعل وزبر ابا على وانتهره فعلم الاخفش فاغتم وانتهت به الحال إلى ان أكل الشلجم التي فقيل انه قبض على قلبه فمات نجاءة
340 - محمد بن جعفر بن احمد ابو عمر بن شبيب ابو الحسن الصيرفى يعرف بإبن الكوفى حدث عن لوين وغيره وروى عنه ابن المظفر وابن شاهين وتوفى فى مصر هذه السنة
341 - محمد بن الحسين بن حفص ابو جعفر الخثعمى الأشنانى الكوفي قدم بغداد وحدث بها عن عباد بن يعقوب الرواجنى وابى كريب روى عنه الباغندى والمحاملى وابن السماك وابن الجعابى وابن المظفر وقال الدارقطنى هو ثقة مأمون توفى لسبع خلون من صفر هذه السنة
342 - محمد بن الحسن بن عبيد ابو عبد الله المطبخى السامرى سمع عمرو بن على وعلى بن حرب وكان شيخا صالحا
سنة ثم دخلت سنة ست عشرة وثلثمائة
فمن الحوادث فيها أن ابا طاهر الهجرى دخل الى الرحبة فوضع السيف فى اهلها وان اهل قرقيسيا طلبوا منه الامان فأمنهم ونادى فيهم ان لا يظهر احد بالنهار وانفذ ابو طاهر سرية الى الاعراب فقتل منهم مقتلة عظيمة فصاروا

اذا سمعوا به هربوا وقصد الرقة وقتل بها جماعة ثم انصرف الى بلده ولما رأى على بن عيسى تحكم الهجرى فى البلاد وعجز السلطان عنه استعفى من الوزارة وكانت مدة وزارته هذه سنة واربعة اشهر ويومين وكان المقتدر بالله يتشوف الى معرفة خبر الهجرى ولم يكن احد بكاتبه بشىء من أخباره الا الحسن ابن اسماعيل الاسكافى عامل الانبار فان كتبه كانت ترد فى كل ايام الى على بن عيسى فينهبها فأقام ابو على بن مقلة اطيارا وكوتب عليها بأخبار الهجرى وقتا فوقتا وكان ينفذها الى نصر الحاجب فيعرضها فجعل نصر الحاجب يطرى ابن مقلة ويقول للمقتدر اذا كانت هذه مراعا له بأمورك ولا تعلق له بخدمتك فكيف اذا اصطنعته وتستوزره ولما رجع ابو طاهر القرمطى الى بلده بنى دارا وسماها دار الهجرة ودعا الى المهدى وتفاقم امره وكثر اتباعه وحدثته نفسه بكبس الكوفة وهرب عمال السلطان فى السواد وكان اصحابه يكبسون القرى فيقتلون وينهبون فبعث المقتدر الى محاربتهم هارون بن غريب الى واسط وصافى البصري الى الكوفة فقتل هارون منهم جماعة وحمل مائة وسبعين رأسا وجماعة اسارى واوقع صافى بمن خرج اليه واستأسر منهم وادخلوا بغداد على الجمال مشتهرين ومعهم اعلام بيض منكسة وعليها مكتوب ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض الآية فقتلوا واستقام امر السواد وزادت دجلة بغتة زيادة مفرطة قطعت الجسور ببغداد وغرق من الحبسارين جماعة وبلغت زيادة الفرات اثنى عشر ذراعا وثلثين ذكر من توفى فى هذه السنة من الاكابر
343 - ابراهيم بن محمد بن ابراهيم ابو اسحاق المعمرى الكوفى حدث عن ابى كريب والحسن بن عرفة وغيرهما وكان احد المشهود واحد الوجوه وبلغ سنا عالية ثم توفى فى ذى الحجة من هذه السنة

344 - بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد ابو الحسن الزاهد ويعرف بالحمال سمع الحسن بن عرفة وغيره وكان ثقة زاهدا متعبدا وسكن مصر وكانت له منزلة عند الخاصة والعامة وكان لا يقبل من السلطان شيئا وكانوا يضربون بعبادته المثل اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر الخطيب حدثنا ابو نعيم الحافظ قال سمعت محمد بن الحسين بن موسى يقول سمعت الحسن بن احمد الرازى يقول سمعت ابا على الروذبارى يقول كان سبب دخولى مصر حكاية بنان وذاك انه امر ابن طولون بالمعروف فأمر ان يلقى بين يدى السبع فجعل السبع يشمه ولا يضره فلما خرج من بين يدى السبع قيل له ما الذى كان فى قلبك حيث شمك السبع قال كنت اتفكر فى سؤر السباع ولعابها
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن على اخبرنا ابو حازم عمر بن احمد العبدوى قال اخبرنى عبد الملك بن ابراهيم القشيرى حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الاردنى حدثنا عمر بن محمد بن ! ان رجلا كان له على رجل مائة دينار بوثيقة الى اجل فلما جاء الاجل طلب الوثيقة فلم يجدها فجاء الى بنان فسأله الدعاء فقال له انا رجل قد كبرت وانا احب الحلوى فاذهب فاشتر لى رطل معقود وجئنى به حتى ادعو لك فذهب فاشترى له ما قال ثم جاء به فقال له بنان افتح القرطاس ففتح الرجل القرطاس فاذا هو بالوثيقة فقال لبنان هذه وثيقتى فقال خذ وثيقتك وخذ المعقود واطعمه صبيانك فأخذه ومضى توفى بنان بمصر فى رمضان هذه السنة وخرج فى جنازته اكثر اهل البلد
345 - داود بن الهيثم ابن اسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان ابو سعد التنوخى الأنبارى سمع جده اسحاق وعمر بن شبة روى عنه ابن المظفر الحافظ وكان فصيحا نحويا لغويا حسن العلم بالعروض واستخراج المعمى وصنف كتبا فى اللغة والنحو على مذهب الكوفيين وله كتاب كبير فى خلق الانسان وكان أخذ عن يعقوب بن السكيت

وثعلب وكان يقول الشعر الجيد ولد بالانبار وتوفى بها فى هذه السنة وله ثمان وثمانون سنة
346 - الزبير بن محمد بن احمد ابن سعيد ابو عبد الله الحافظ سمع عباسا الدورى وعبد الله بن أبى سعد الوراق روى عنه الطبرانى وابن شاهين وكان ثقة وتوفى فى هذه السنة
347 - عبد الله بن سليمان بن الاشعث ابو بكر ابن أبى داود السجستانى محدث العراق وابن امامها فى عصره ولد سنة ثلاثين ومائتين وحدثه ابوه وطوف به شرقا وغربا وسمعه من علماء الوقت وصنف الكتب وكان عالما فهما من كبار الحفاظ نصب له السلطان منبرا فحدث عليه وكان فى وقته مشائخ علماء لكنهم لم يبلغوا فى الاتقان ما بلغ وكان عيسى ابن على بن عيسى الوزير يحدث فى داره فيقول حدثنا البغوى فى ذلك الموضع ويشير الى بقعة فى الدار وحدثنا ابن صاعد ويشير الى بقعة فيقول فى ذلك المكان فيذكر جماعة ويشير الى مواضعهم فقيل له مالك لا تذكر ابن ابى داود فقال ليته اذا مضينا الى داره كان يأذن لنا فى الدخول
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على بن ثابت قال حدثنى ابو القاسم الازهرى قال سمعت احمد بن ابراهيم بن شاذان يقول خرج ابو بكر بن أبى داود الى سجستان فى ايام عمرو بن الليث فاجتمع اليه اصحاب الحديث وسألوه ان يحدثهم فأبى وقال ليس معى كتاب فقالوا له ابن أبى داود وكتاب قال فأثارونى فأمليت عليهم ثلاثين الف حديث من حفظى فلما قدمت بغداد قال البغداديون مضى ابن أبى داود الى سجستان ولعب بالناس ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير الى سجستان ليكتب لهم النسخة فكتبت وجىء بها الى بغداد وعرضت على الحفاظ فخطأونى فى ستة احاديث منها ثلاثة احاديث حدثت بها كما حدثت وثلاثة احاديث اخطأت فيها

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تطبيق بنوك اسئلة الثانوية العامة في الكيمياء 3ث

قال الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِدُخُولِ الْجَنَّة بِمُجَرَّدِ الشَّهَادَ...